تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » مشاهد العنف : كيف تؤثر مشاهد العنف إيجابيا وسلبيا ؟

مشاهد العنف : كيف تؤثر مشاهد العنف إيجابيا وسلبيا ؟

رغم أن مشاهد العنف قد تكون ممتعة أو مسلية في بعض الأحيان، إلا أن لها الكثير من التأثيرات السلبية على الصحة النفسية، نتعرف سويًا على مضار مشاهد العنف علينا.

مشاهد العنف

مشاهد العنف تستهوي كثيرا من أطفالنا وشبابنا دون أن يعلموا الخطر الذي تمثله على حياتهم وحياة المجتمع في المستقبل، ونحن الآن في عصرنا الحاضر نعاني أشد المعاناة بسبب زيادة الجريمة والعنف ضد الأطفال؛ فقد أثر العنف على الطريقة التي نعيش بها، فالمراهقون في الأجيال السابقة منذ عهد قريب لنا كان يمكنهم اللعب في الخارج كل يوم معاً دون عداء أو نزاعات ومشاجرات، ولكن أجيال اليوم لا يمكنهم أن يتمتعوا بهذا النوع من الحرية بسبب العنف، وأصبح أطفالنا لا يتمتعون بحريتهم في اللعب خارج المنزل كما فعل آباؤنا وأجدادنا من قبلُ، ونحن لا نقضي أوقاتا في مراكز التسوق، والسينما، والحدائق العامة كما فعلوا، ولقد تعلمنا الترفيه عن أنفسنا في الداخل من خلال أشكال جديدة من وسائل الإعلام أو شبكات التواصل الاجتماعي؛ وقد نتج عن ذلك الرغبة في الانطوائية والانعزال وعدم الاختلاط بين الشباب وفقدان القدرة على التواصل الجيد مع الآخرين، وسوف يلقي هذا المقال الضوء على أسباب العنف، وأهم تأثيرات مشاهد العنف سلبيا وإيجابيا على أبنائنا.

تعرف على مضار مشاهد العنف على الصحة النفسية

متى يلجأ الشباب إلى العنف؟

يحدث العنف –عادةً- لأن الناس لا يستطيعون التفاعل أو التفاهم والتكيف مع غيرهم، ففي بعض الأحيان تلاحظ أن الناس يعيشون في حالات يأسٍ، ويشعرون أنهم ليس لديهم أي مكان للحصول على المساعدة أو الدعم والتوجيه السليم، لذلك نجدهم يستسلمون، ويُعتَقَد أن الناس الذين لا يستطيعون العثور على الأجوبة أو التوجيه من قِبَل الكبار يلجأون للعنف، فعلى سبيل المثال في سن المراهقة -وأنا أعلم أننا بحاجة إلى الشعور بالهوية وبحاجة ماسة إلى الحصول على الاهتمام- فيمكن أن يتحول الشباب الذين يشعرون بالضياع والنسيان إلى ممارسة أي شكل من أشكال أو مشاهد العنف في هذه المرحلة، ويشير بعض المتخصصون في التربية وعلم النفس إلى أن الطفل الذي يحصل على اهتمام ورعاية هو بحاجة إليه سواء كان ذلك الانتباه كبيرا أو قليلا، فإذا كان الطفل يشعر أنه لا أحد يهتم به وأنه لا يحصل على الاهتمام الذي يحتاجه؛ فإنه قد يفعل أشياء غبية من العنف أو التهور والإساءة للآخرين، ولا يفكر في العواقب إلا بعد فوات الأوان، وقد تكون العقاقير الضارة التي يتناولها البعض جزءا خطيرا وسببا من أسباب العنف؛ لأنها تخلق إحساسا زائفا للواقع، ويقول معظم المراهقين أنهم رجعوا إلى المخدرات؛ لأنها جعلتهم ينسون المشاكل التي لم يكن لديهم إجاباتٌ وحلولٌ شافية لها.

أسباب مشاهد العنف لدى الأبناء

وللعنف أسباب تخلقه وقد تزيد من حدته عند بعض الناس، وقد أجرى علماء النفس والتربية المتخصصون في هذا الجانب عديدا من الأبحاث والدراسات في هذا الشأن، وقد توصلوا إلى عددٍ من الأسباب التي أدت إلى ظهور مشاهد العنف وتأصلها لدى المجتمعات الحديثة، وسوف نذكر فيما يلي أهم تلك الأسباب:

العنف الأسري

أثبتت الدراسات أنك قد تشهد امرأة واحدة من بين كل أربعة نساء ورجلا واحدا من بين كل سبعة رجال يمارسون ويعانون من آثار العنف الجسدي الشديد تجاه شريكهم، كما يمكن للعنف الأسري أن يحدث لأي شخص فلا يقتصر على صغار السن فقط، أو التوجه الجنسي، أو الدين، أو الجنس، كما أن مشاهد العنف هذه تؤثر على الناس من جميع الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية ومستويات التعليم، ويمكن أن يحدث هذا العنف في العلاقات مع الجنس الآخر أو مع نفس الجنس، وقد أشارت الدراسات إلى أن العنف الأسري في المنزل أيضا له تأثير كبير على أفراد العائلة وخاصة الأطفال؛ فهذا العنف المنزلي –كما تشير الدراسات والإحصائيات- يمكن أن يؤثر على 15.5 مليون من الأطفال الذين يتعرضون للعنف في منازلهم وبين أسرهم كل عام.

أثر العنف الأسري على الأطفال

هناك اختلاف بين استجابة الأطفال عند التعرض لكثير من مشاهد العنف الأسري؛ فقد يستجيب الطفل بشكل مختلف فيؤدي به للتعاطي أو اللجوء إلى سبيل الإدمان هربا من واقعه المؤلم، ولكن هناك تأثيرات مشتركة على المدى القصير والطويل التي يمكن أن تؤثر على أداء الطفل يوما بعد يوم، فآثار المدى القصير يمكن أن تشمل المشاكل الأكاديمية والسلوكية واضطرابات النوم أو صعوبة التركيز وغير ذلك، وبالنسبة للآثار طويلة الأمد التي تسببها مشاهد العنف الأسري فيمكن أن تستمر حتى بعد أن يكتمل نمو الطفل مثل: صعوبة الثقة في الآخرين أو الاكتئاب المستمر والانطواء على الذات والتوتر العصبي وغير ذلك من الأمراض العصبية، وعلى الرغم من أن التقديرات تشير إلى أن واحدة من كل أربعة نساء تتعرض للعنف المنزلي في حياتها، كما أن كثيرا من الناس لا يمكنهم الإبلاغ عن هذه الحوادث لمجموعة متنوعة من الأسباب، ومن أهم تلك الأسباب: التبعية المالية والخوف من تحمل المسئولية المالية، حماية الأطفال والرغبة في عدم الانفصال حماية لهم من خطر الضياع والتشرد، الارتباط العاطفي بالرغم من قسوة المعاملة والتعرض للعنف، الخوف من التعرض للمزيد من الأذى أو التعرض للقتل.

العنف المجتمعي

ويشمل العنف المجتمعي العديد من الأحداث ومن مشاهد العنف المباشرة وغير المباشرة، فقد يكون العنف غريبا عن طريق التهديد الجسدي أو العنف المباشر بأن يأخذ شيئا أو تجرح شخصا ما، كما يمكن أن يكون العنف بين أفراد الأسرة الواحدة، والشركاء المقربين، أو الزملاء، ويمكن أن تشمل هذه الأحداث الأعمال الوحشية مثل: إطلاق النار والاغتصاب، والطعن أو الضرب، وينصبّ معظم الاهتمام من جانب وسائل الإعلام والبحوث على العنف المجتمعي الذي يقوم به عدد من البالغين أو المراهقين، ومع ذلك فإن العديد من الأطفال والمراهقين يواجهون العنف في أحيائهم ومدارسهم، وهذا النوع من مشاهد العنف يمكن أن تكون له آثار على الأطفال والأبناء فيما بعد.

ضحايا العنف المجتمعي

كثير من الناس يعتقدون أن العنف المجتمعي لا يحدث إلا في العصابات التي تعيش في المدن الداخلية فقط، أما الذين يعيشون في المناطق الفقيرة فإنهم يتعاملون بشكل أكثر حياديةً مع حوادث العنف، ولكن الأبحاث أثبتت خلاف ذلك؛ فجميع أنواع الشباب معرضون لخطر العنف المجتمعي، وقد ذكرت بعض الدراسات أن أكثر من ثلث الفتيات والفتيان من سن 10 إلى 16 عاما هم ضحايا للعنف المجتمعي المباشر، ويشمل العنف المباشر: محاولات الاختطاف والاعتداء الجنسي، وقد يواجه الأطفال العنف المجتمعي غير المباشر من خلال مشاهد العنف التي تُعرض في وسائل الإعلام والأفلام والمسلسلات التي تحتوي على تلك المشاهد، بالإضافة إلى برامج الأطفال والكرتون بما تحوي من مشاهد العنف والرياضات العنيفة التي يقبل الأطفال على تقليدها، وهذا يعني أنهم يقعون ضحية مشاهد العنف المجتمعي، وللأسف لا توجد وسيلة للتأكد من عدم تعرض الطفل للعنف المجتمعي، ومع ذلك فإننا نعرف بعض العوامل التي تزيد من خطر إصابة الطفل وتأثره بالعنف المجتمعي، ومن أهم تلك العوامل ما يلي:

العوامل التي تزيد من أخطار تأثر الأطفال بمشاهد العنف المجتمعي

من أهم تلك العوامل حالة الفقر في المناطق الفقيرة داخل المدن وتأثر الأطفال بها، وكذلك استخدام العصابات أو تعاطيهم للكحول أو المخدرات من أخطر العوامل التي تزيد من مشاهد العنف المجتمعي وتأثر الأطفال بها، وأيضا العيش في منزل به عنف أسري ولا يتمتع بالاستقرار والهدوء بين الوالدين، وقد أشارت الدراسات إلى أن الإناث هي أكثر عرضة للاعتداء الجنسي، وأن الطفل إذا تضرر من العنف؛ فقد يعاني من مشاكل جسدية أو طبية، وقد يكون لدى الطفل أيضا مشاكل عقلية أو نفسية، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة، وبعض الناس يعتقدون أن الأطفال الصغار لا يتضررون من العنف المجتمعي؛ لأنها أصغر من أن تفهم شيئا أو تتذكر مشاهد العنف تلك، ومع ذلك فقد وجدت الدراسات دلائل على اضطرابات ما بعد الصدمة لدى الرضع والأطفال الصغار؛ لذا يرى العلماء أن أفضل شيء بالنسبة لحماية الطفل هو بالغ الرعاية والاهتمام بعيدا عن مشاهد العنف بجميع صورها، وعلى المتعاملين معهم محاولة فهم أن الأطفال ربما لديهم مشكلة في السلوك نتيجة للصدمة، وهذه السلوكيات تحتاج للصبر والتفهم وأحيانا طلب المساعدة من الأصدقاء والأسرة أو خبراء الصحة الطبية والنفسية بالنسبة لهم ولأطفالهم.

عنف الأسلحة النارية

يتم إنفاق نحو 100 مليار دولار سنويا على الاعتداءات بالأسلحة النارية، وتشير التقديرات إلى أن التكاليف الطبية لعلاج ​​ضحايا الأسلحة النارية تصل إلى 45000 دولار في أمريكا بالإضافة إلى الأجهزة الطبية والتعويضية وغير ذلك، فعلى مدى السنوات القليلة الماضية ازدادت مشاهد العنف المسلح في طليعة الوعي العام، وقد ركزت الكثير من النقاشات حول تنظيم السلاح وحفظ الأسلحة الفتاكة من أيدي القتلة المحتملين، ولا سيما المصابين بأمراض عقلية أو الذين يعانون من مشاكل نفسية، ولسوء الحظ فقد تم تخصيص اهتمام أقل بكثير من تأثير العنف المسلح على الضحايا، إن عواقب العنف المسلح هي الأكثر انتشارا، وتؤثر على مجتمعات بأكملها بالإضافة إلى الأسر والأطفال، وإن أكثر من 25٪ من الأطفال يشهدون أعمال عنف في منازلهم ومدارسهم أو المجتمع على مدار العام، وأكثر من 5٪ من الأطفال يشاهدون عمليات إطلاق النار بما لها من آثار سلبية على سلوك وشخصية الطفل.

الآثار المترتبة من مشاهد العنف على تنمية الطفل

إن النتائج المترتبة على تعرض الأطفال للعنف تؤثر على تنمية الطفل بصورة كبيرة جدا؛ فإن الأطفال والشباب الذين يتعرضون للصدمات المزمنة يمكن أن يواجهوا مشكلة في نمو الدماغ أو القدرات العقلية؛ مما ينتج عنه تأثير دائم على قدرتهم على التكيف مع الحياة، وعلى الأرجح فنتيجة لهذا التعرض فإن الأطفال والشباب يتعرضون لإجهاد كبير نتيجة لتلك التجربة، وكثيرا ما تواجههم صعوبات في تحديد وتنظيم عواطفهم نتيجة للتعرض المتكرر للصدمات وهناك مخاوف صحية عقلية، كما يمكن أن تشمل الاستجابات العاطفية للأطفال الذين يشهدون العنف المنزلي فتصل إلى الخوف، والشعور بالذنب، والخجل، واضطرابات النوم، والحزن، والاكتئاب، والغضب، وتشير الدراسات إلى أن مشاهد العنف تترك آثارا في الاستجابات الجسدية كآلام المعدة، والصداع، والتبول اللاإرادي، وفقدان القدرة على التركيز، وقد يكون بعض الأطفال أيضا تجربة للاعتداء الجسدي أو الجنسي أو الإهمال، وقد يُصاب آخرون أثناء محاولتهم التدخل لصالح الأم أو الأخ أو الأخت وغير ذلك، كما توجد أيضاً بعض الاستجابات السلوكية للأطفال الذين يشهدون مشاهد العنف المنزلي ومن أهمها: الانسحاب، أو الحرص على إرضاء الطرف الأقوى، وقد يظهر على الأطفال علامات القلق ويقل الانتباه الذي قد تنجم عنه مشاكل في الأداء المدرسي، وقد يتعرض هؤلاء الأطفال إلى تأخر في النمو أو في الكلام، أو في المهارات المعرفية، كما تظهر في التعامل مع الغير بعض السلوكيات العدوانية؛ فيحدث زيادة في العدوانية أثناء التعامل مع أقرانهم أو الأم، ويمكن أن يتعرضوا لإصابة ذاتية وغير ذلك من المخاطر.

كيف يؤثر العنف في حياتنا اليومية؟

إذا كنا نقصد مشاهد العنف الحقيقي في العالم من حولنا فالجواب واضح، وهو ما يجعلنا نخاف أن نعيش حياتنا على هذا النحو، بل نشعر دائما بالخوف من الآخرين، والعجز المؤكد عن إصلاح العالم ككل أو العجز عن الرجوع بالتكنولوجيا إلى الخلف؛ حتى لا نجعل العالم منفتحا كقرية واحدة، فمن الصعب الانعزال عن العالم وعما يحدث به، وأما إذا كنا نقصد العنف في وسائل الإعلام فإن الجواب هو أكثر دقة عن ذلك؛ فهو يجعلنا نفكر في أنفسنا والآخرين، كما لا توجد قيمة للصورة الأكبر التي يراها أبناؤنا في وسائل الإعلام المختلفة إذا كانت ممجدة وتبدو على شكل يجعلهم يعتقدون أن العنف هو الحل الوحيد للمشاكل التي تواجههم، وهنا نجد أن الثمن الذي سندفعه في نهاية المطاف سيكون باهظا؛ لأن الناس في المستقبل سوف تضعف لديها القيم والأخلاقيات بسبب مشاهد العنف تلك والتعود عليها، بل سوف يقتلون بعضهم بسبب الطعام أو الجنس أو المتعة أو غير ذلك من الأسباب التافهة، وهذا المستقبل ليس بعيدا.

آثار ضرب الأطفال

إن الأطفال الذين يتعرضون للضرب يصبحون خائفين وقلقين من كل شيء؛ فهم دائما على أهبة الاستعداد، ولديهم مشاهدة وانتظار للحدث المقبل خوفا من الآثار السلبية له؛ لأنهم لا يعرفون أبدا ما سوف يحدث لهم من جراء هذه المعاملة السيئة، وبالتالي لم يشعروا بالأمان لأنهم قلقون دائما على أنفسهم أو على المقربين منهم وأشقائهم، بل قد يشعرون أنه لا قيمة لهم وهم ضعفاء؛ فيلجأون إلى البحث عن طرق تعلم أو تقليد مشاهد العنف لحماية أنفسهم، ومن المتوقع أن يُبقي الطفل تعرضه للعنف سرا عائليا، وأحيانا لا يتحدثون مع بعضهم البعض حول هذه الإساءة، ويظهر الأطفال من منازلهم المسيئة التي تبدو على ما يرام أمام العالم الخارجي، ولكن في الداخل هم في ألم فظيع، ويعيشون في ظل أسرهم حالة من الفوضى والجنون، وأحيانا قد يلومون أنفسهم لإساءة التفكير إذا لم تكن قد فعلت كذا أو قلت شيئا معينا! وقد يصبحون أيضا غاضبين من أشقائهم أو والدتهم بسبب الاعتداء، وأيضاً قد يشعرون بالغضب والخجل والإذلال.

الآثار الإيجابية لمشاهد العنف

لا شك أن مشاهد العنف في صورها المختلفة التي تحدثنا عنها آنفا لها العديد من الآثار السلبية، وهذا لا ينفي وجود بعض الآثار الإيجابية لمشاهدة بعض مشاهد العنف على أبنائنا؛ فقد أثبتت الأبحاث والدراسات أن الأطفال يتأثرون بالمشاهد التي تعرض لهم في التليفزيون بصورة كبيرة جدا؛ لذلك فإن مشاهد العنف في بعض المسلسلات الهادفة قد تساعدهم في بناء تصور عام عن السلوك المجتمعي في العصر الذي يعيشون فيه؛ ليمكنهم التصرف تبعا لذلك دون الانعزال عن المجتمع، كما تفيد مشاهد العنف أيضا في تشجيع الأبناء على تعلم بعض الرياضات والأساليب القتالية النافعة للدفاع عن النفس عند التعرض لبعض المخاطر، ولكن من الشروط الهامة أن يتم عرض تلك المشاهد تحت رعاية الوالدين أو الكبار واختيار المحتوى المناسب لسن وتفكير الطفل مع ضرورة تقديم المبررات النافعة لحدوث مشاهد العنف المعروضة، وكذلك يجب تحذير الأبناء من مخاطر العنف على الأفراد والأسر والمجتمع ككل.

لقد ثبت أن أكثر سلوكيات الأطفال يتعلمونها من خلال التقليد؛ لذلك فإن تقليد مشاهد العنف والعدوانية في التلفاز أو البيئة المحيطة سواء في الأسرة أو الشارع أو المدرسة وغير ذلك من أخطر ما يواجهه الأبناء؛ ومن هنا فيجب على الوالدين -وخاصة الأم- أن يكونا قدوة لأبنائهم من خلال توفير الجو الهادئ بعيدا عن المشاجرات العائلية أو أساليب العقاب البدني، بل يجب تعليم الأبناء أساليب الحوار البناء والتفاهم بعقلانية مع القدرة على السيطرة على مشاعر الغضب والعدوانية وتجاهل المشاعر السلبية، بالإضافة إلى متابعة ومراقبة سلوك الأبناء ومعالجة المخالف منها بأسلوب علمي، وقد تناول هذا المقال أهم أسباب مشاهد العنف لدى الأطفال وآثارها السلبية والإيجابية.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

17 − 12 =