تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف يحدث مرض التقزم وهل له علاج طبي أو جراحي حاليًا؟

كيف يحدث مرض التقزم وهل له علاج طبي أو جراحي حاليًا؟

مرض التقزم هو عبارة عن اضطراب في القامة ينتج عنه قصر شديد وملحوظ، يؤثر هذا المرض بشكل كبير على نفسية أصحابه؛ بسبب ما يواجهون ويسمعونه من انتقادات وسخرية، وللتخلص من مرض التقزم يلجأ البعض للعلاج الجراحي على الرغم من مخاطره.

مرض التقزم

مرض التقزم هو حالة وراثية أو طبية من القِصر الشديد في القامة توجد عند بعض الأشخاص، وغالبا ما يكون طولهم حوالي 150 سنتيمتر أو أقل من ذلك، وينقسم مرض التقزم إلى قسمين: قزامة متناسقة وقزامة غير متناسقة.

يُسبب مرض التقزم الكثير من الإحراج لأصحابه؛ لأنهم يشعرون أنهم مختلفين عن الآخرين خاصة عندما يواجهون تهكم وسُخرية معظم الوقت من أشخاص يجهلون مدى تأثير هذه الحالة على نفسيتهم. ويفضل بعض الأشخاص المصابون بمرض التقزم عدم الاعتراف بمصطلح التقزم أو القزامة وتشخيص حالتهم على أنها مجرد قِصر في القامة، وينصح الأطباء باحترام رغبة المرضى في هذه الحالة.

أقسام القزامة

مرض التقزم أقسام القزامة

ينقسم مرض القزامة إلى قسمين:

  • قزامة متناسقة وهي عبارة عن جسم ضئيل جدًا في الحجم ولكنه متناسق الأطوال فطول العمود الفقري متناسق مع طول الأطراف، وبهذا نجد أن الشخص المُصاب بالقزامة المتناسقة عندما يقف يتساوى طول ذراعيه مع بعضها البعض عند مفصل الفخذ أو منتصفه، وتظهر الإصابة بالقزامة في بداية مرحلة الطفولة ومراحل النمو تكون متأخرة جدًا.
  • قزامة غير متناسقة وهي عكس القزامة المتناسقة فنجد أن جسم الشخص المُصاب بالقزامة طبيعي ولكن أجزاء جسمه غير متناسقه مع بعضها البعض، وطول الأطراف قصير جيدًا مقارنة بطول العمود الفقري، وعندما يقف المصاب بالقزامة غير المتناسقة نجد أن الذراعين لا تصل إلى مفصل الفخذ.

أسباب الإصابة بالقزامة

ترجع أسباب الإصابة بمرض التقزم إلى بعض الاضطرابات الجينية أو الاختلالات الهرمونية التي تُصيب بعض الأشخاص مما يؤثر بشكل كبير على حجمهم وطولهم ونموهم، ويمكن أن بسبب الإصابة بالقزامة التكوينية وفيها يكون الأبوين غير مصابين بأي أمراض أو اضطرابات في القامة بنسبة تصل إلى حوالي 80 % من الحالات ولكن يُصاب طفلهم بهذا الاضطراب ويُصيب به أبناءه فيما بعد، أو عند الإصابة بمتلازمة ترينر وهي تأتي بسبب أن تفقد الفتاة أحد كروموسومات إكس في تركيبها الجيني، وفي بعض الحالات يكون سبب التقزم نقص في هرمونات النمو.

مرض التقزم عند الأطفال

يعتبر مرض التقزم عند الأطفال أكثر الأنواع شيوعًا في التقزم فنجد أنه يشمل حوالي 70 % من مجمل حالات التقزم، ويتم تشخيص حالات الإصابة بمرض التقزم عند الأطفال منذ الأسبوع السادس والعشرون خلال فترة الحمل.

يُعاني الأطفال المصابون بمرض التقزم من التشخير خلال النوم لأن الطرق الهوائية الموجودة لديه تعتبر أصغر بكثير من الحجم المتوسط، كما يحدث أحيانا للأطفال المصابون بالتقزم صعوبة في التحدث في الأعوام الأولي من حياتهم، بالإضافة إلى أن هؤلاء الأطفال يعانون من زيادة التعرق مقارنة بالأطفال الآخرين. ويجب متابعة الأطفال المصابون بمرض التقزم في مرحلة الطفولة بشكل كبير والعناية بهم وبالوجبات الغذائية التي يتناولونها لكي لا يصابوا بالسمنة، ومساعدتهم على القيام ببعض الأنشطة واستشارة الطبيب إذا لزم الأمر.

مرض التقزم الوراثي

تأتي معظم حالات مرض التقزم بسبب العوامل الوراثية نتيجة لمشكلة في الحيوان المنوي للأب أو مشكلة في بويضات الأم وفي الغالب لا يكون السبب مشكلة لدى كلا الأبوين، وأحيانا يكون سبب الإصابة بمرض التقزم الوراثي هو نقص في هرمونات النمو أو بسبب سوء التغذية التي يحصل عليها الأطفال.

ينتج عن الإصابة بالتقزم الوراثي خلال في بعض مهارات الحركة، مثل المشي والجلوس والإصابة بانحناءات في الساقين، وعدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي خلال فترات النوم.

مرض التقزم الأصفر

هناك بعض الأمراض التي تُصيب نباتات القمح ومن هذه الأمراض هو مرض التقزم الأصفر الفيروسي، لا ينتقل هذا المرض من التربة المزروع بها القمح أو من البذور ولكنه ينتقل من خلال حشرة المن والفيروس الكامن بها والتي تنقله من نبات لآخر خلال فترة حضانة المرض والتي تظل من 1 إلى 4 أيام.

يكتشف المزارعون إصابة النباتات بمرض التقزم الفيروسي بعد 14 يوم من دخول المرض إليه، وذلك عندما يلاحظوا اصفرار في ورق النباتات أو بقع صفراء موجودة على جانبي الورقة، وإذا أصيبت النباتات بمرض التقزم الأصفر في مرحلة مبكرة نجد أنها تُصبح جلدية الشكل وتعطي خلفات ولا تعطي سنابل، وإذا أصيبت في مرحلة متأخرة يُفسد المحصول. لذا يجب التخلص من حشرات المن لكي لا تُفسد الكثير من المحصول، والتخلص من أي حشائش مُصابة بالمرض، وعدم زراعة محاصيل نجيلية متعاقبة ويفضل أن يكون بين كل زراعة وأخرى محاصيل غير نجيلية.

مرض التقزم في الدواجن

يُصاب بعض الدجاج بمرض التقزم وهو عبارة عن حالة تجعل الدجاج يتوقف عن النمو لأنه وينقل المرض عن طريق القناة الهضمية والتنفس لدجاج التسمين أو من خلال البيض إلى الكتاكيت، ويأتي هذا المرض في الغالب بسبب إصابة الدجاج الأمهات بفيروسات الربو التي تعتبر المحفز الرئيسي للإصابة بالتقزم، أو ببعض الفيروسات الأخرى مثل فيروسات الكالسي أو التوجا أو الكورونا.

وتظهر بعض الأعراض على الكتاكيت المصابة بـ مرض التقزم منها هشاشة العظام التي تؤدي إلى كسر في عظام الأرجل، ويؤدي مرض التقزم في الدواجن إلى خسائر فادحة منها فقدان في الوزن، وعدم القدرة على بيع الطيور المصابة، وإعدام أعداد هائلة من الطيور.

التقزم الغذائي

ترتفع نسبة التقزم الغذائي بشكل كبير خاصة في بُلدان الصعيد والمناطق العشوائية بسبب قلة مستوى المعيشة وانتشار الجهل، والتدهور العام في الأوضاع الصحية، وعدم التغذية السليمة للأطفال وأحيانا يكون السبب هو نقص في هرمونات النمو، أو بسبب التاريخ الوراثي للعائلة.

كما أنه في بعض الأحيان يكون العامل الرئيسي للإصابة بمرض التقزم الغذائي هو قلة تغذية الأم الحامل أو إصابتها بتسمم في الحمل، أو إصابة الجنين بتشوهات جينية أدت إلى عدم تكوين الغضاريف بشكل سليم، أوبسبب إصابة الأطفال بخلل في الغدد الصماء.

علاج القزامة

مرض التقزم علاج القزامة

بسبب ما يعانيه مصابي مرض التقزم من حالات الاكتئاب والشعور بالحاجة إلى العزلة وعدم القدرة على تحمل سخافات وتهكمات الآخرين اتجه البعض إلى تحدى هذا الاضطراب وعلاجه على الرغم من أن العلاج غير مُجدي بشكل كافي ويحتمل بعض المخاطر ولا يزيد من القامة بشكل كبير ألا أنه يُخفف الكثير من المشاكل والمُضاعفات الناتجة عن مرض التقزم ، وذلك من خلال إجراء الشق الجراحي الذي يقوم الجراح بإطالة الطرف بضع سنتيمترات لكي يُشبه الطول الأساسي للقامة، أوإجراء عملية جراحية لتصحيح اتجاه العظام، أو تصحيح شكل العمود الفقري وزيادة فتحات عظام العمود الفقري لكي لا تضغط على الحبل الشوكي.

وفي بعض الحالات التي يتم اكتشاف الإصابة بمرض التقزم فيها مبكرًا يقوم الطبيب بإعطاء الطفل بعض الهرمونات الناقصة في جسمهم لكي يقوموا بتعويض جزءًا منه، كما يُطلب من الأم الرعاية والاهتمام بالطفل بشكل كبير والحرص على إعطائه الغذاء المناسب، بالإضافة إلى الاهتمام بإسناده بمقاعد ووسائد مناسبه أثناء جلوسه لتقويمه.

يعتبر مرض التقزم من الأمراض التي لها الكثير من المضاعفات والمخاطر فهو مرض يؤثر بشكل سلبي وكبير على حالة الشخص النفسية والجسدية، فيُعاني مريض التقزم طوال حياته من اضطرابات في النمو والحركة ويشعر غالبية الوقت بنقص شيئا ما في حياته، لذا يجب علينا معاملة مرضى التقزم بشكل سوي وعاقل وعدم التعامل معهم كأنهم مادة للسخرية فهم يتحملون الكثير ويشعرون بآلام لا يعرفها أحد سواهم. ويجب على أهالي مرضى التقزم الصبر عليهم والاهتمام بهم والعناية بهم وبحالتهم النفسية، والتوجه إلى الطبيب لاستشارته في أي مضاعفات أو أي حدث غريب يطرأ علي المصابين بالتقزم.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

الكاتب: نعمة مصطفى

إبراهيم جعفر

أضف تعليق

11 + 18 =