تسعة

لعنة الفراعنة : ‫هل تعلم ما اذا كانت لعنة الفراعنة حقيقة ام خيال؟

سلسلة من مقالات عن لغز لعنة الفراعنة : هل ما زلتم تصدقون اخبار لعنة الفراعنة وتثقون في الروايات التي احتوتها صحف الغرب وافلامهم الرائعة أم تشككتم في الامر؟

ستنتهي سلسلة مقالاتنا عن لغز لعنة الفراعنة في هذه المقالة والتي اتت لتتوج ابوابا عديدة من تطور اللغز وعصيه على الحل او التفسير. انتم الان شاهدتم وتابعتم كيف ذاع صيت ” لعنة الفراعنة ” واصبحت تجارة رائجة لمنتجي الافلام السينمائية والكتب والروايات. ولكنكم تابعتم فيض من الروايات والتصريحات والشهادات التي ينبض بعضها بصدق لا يشوبه شائبة , واخري يقفز من جنباتها الشك والكذب. ولكن مازلنا تائهين بدون بوصلة تحدد لنا اي اتجاه نسير, ولم نشهد طوال الفترة السابقة تفسيرا علميا او حتى فلسفيا منطقيا يقبله العقل. في مقالتنا الان سنتحدث عن اول محاولة جادة يعول عليها قام بها العالم الالماني فيليب فاندنبرج Philip Fendenberg . قدم هذا البروفيسور الجليل للعالم ثلاثة تفسيرات علمية مختلفة منطقية لظاهرة او للغز ” لعنة الفراعنة “. واحترمت الاوساط العلمية موسوعة فيليب العلمية واعتبروها اهم مرجع يعتمد عليه في تحليل وتفسير هذه الظاهرة العجيبة. فقد اعتمد فيليب على النسق البحثي الذي يعتمده الغربيون وهو التجربة والاستقصاء والتحليل ولم ينساق وراء تفسيرات فلسفية بعيدة عن المنطق العلمي. تعالوا لنتابع التفسيرات الثلاثة التي قدمها العالم فيليب فاندنبرج.

التفسير الاول: الاتربة السامة

يقول البروفيسور فيليب فاندنبرج ان الاحتمال الاول لديه في تفسير ظاهرة لعنة الفراعنة او على وجه التحديد السبب وراء هذه الحمي الغريبة التي اصابت عدد من الباحثين والعلماء طوال سنوات وتم رصد حالاتهم وتسجيلها هو ان الكهنة العالمين بعلوم النحت والتحنيط من المؤكد انهم كانوا بارعين في علم الكيمياء وبالتالي قد يكونوا صنعوا خليطا من تراب المقابر التي اوصدوها على مومياوات الملوك الفراعنة , وهذا التراب خلطوه ببعض انواع السموم أو العقاقير السامة بطيئة المفعول وهي التي تتسبب في ظهور اعراض هذه الحمي الغريبة وحالة الهلوسة التي تم تشخيصها في جميع الحالات التي ماتت بهذه الطريقة. وبواسطة نشر هذا التراب المخلوط بالسموم في ارضية المكان يصبح الداخل لهذا المكان باحثا او سارقا او متعديا في عرضة لاستنشاق رذاذ هذا التراب والاصابة بما يحتويه. ويضيف فيليب ان هذا التراب قد يكون تتضاعف قوة تأثيره وسميته بمرور كل هذه الفترات عليه مثل العطور والنبيذ عندما يخزن لفترات طويلة ليتركز اكثر ويصبح اكثر قيمة وتأثيرا من لحظة صنعه.

ولكن بالرغم من منطقية التفسير وتقبل العقل له الا انه في زماننا حاليا صعب التعويل عليه لأن العلم تطور لدرجة استطاع العلماء فعلا من تحليل اتربة المعابد والمقابر والاماكن التي تقبع فيها مومياوات الفراعنة القدماء ولم يظهر التحليل اي وجود لأي نسب من سموم معروفة او مواد مؤذية او عقاقير مثلا. ولو كان فيليب في زماننا الان لراجع نفسه في تفسيره الاول هذا ونقده ولم يقدمه.

التفسير الثاني: الفيروسات

يفترض البروفيسور الالماني فيليب فاندنبرج وجود نوع من الفيروسات (وهي من الكائنات الدقيقة جدا ما ان تخترق الخلية الحيوانية او النباتية حتى تسيطر على كافة عملياتها الحيوية وتتسبب في الامراض). ولكن يقدم فيليب في تفسيره ان الفيروسات الموجودة في تراب وفي اجواء المقابر الفرعونية التي فيها مومياوات الملوك فيروسات مجهولة لم تعد موجودة في عصرنا الحالي لنستدل عليها وعلى نوعها الا انه استدل عليها بالاعراض التي تظهر على كل الذين اصيبوا بهذه الحمي والهلوسة الغريبة وتسببت في النهاية في وفاتهم. ويضيف فيليب ان هذه الفيروسات تخترق اجسام الذين يقتحمون هذه المقابر وتسري في دماءهم وانسجة جسمهم وتقضي في اجسامهم فترة حضانة تقبع فيها صامتة لا تتسبب في اي اعراض مرضية تدل على وجودها . تصل هذه الفترة من حضانة الفيروسات لايام او شهور او ربما سنوات ثم تبدأ في اظهار اعراض الحمي والهلوسة ثم تردي المريض ميتا. ويرجح فيليب ان هذه الفيروسات تصيب بشكل اساسي خلايا وانسجة المخ بسبب ظهور اعراض الهلوسة وارتفاع الحرارة.

وهذا التفسير كان يتقبله العلماء جدا حتى ثمانينات القرن العشرين فهو منطقي ومقبول فعلا. خاصة بعدما كشف العلماء عن تشخيصهم لعدد من الفيروسات المسببة للامراض الخطيرة مثل الايدز والانفلونزا وغيرها. ولكن ما افسد هذا التفسير وطعن في مصداقيته هو السؤال الذي تم طرحه من عدد من العلماء: اذا كان التفسير صحيحا فلماذا لم يصيب هذا الفيروس اخرون في عصرنا الحالي بالرغم من استمرار بعثات البحث والتنقيب عن الاثار وتم اكتشاف العديد منها بدون ان نلاحظ اصابة احد بهذه الحمي والهلوسة الغريبة.

التفسير الثالث: النشاط الاشعاعي الذري

كان هو اغرب التفسيرات في الحقيقة واجرأها على الاطلاق. يقول البروفيسور فيليب في كتابه ان كهنة الملوك في مصر القديمة امتلكوا تقدما ملحوظا في كافة العلوم مثل الرياضيات والكيمياء والفلك وبرعوا فيها بشكل لم يسبقهم فيه احد من العالمين. وليس من المستبعد اطلاقا توصلهم لاكتشاف المواد الاشعاعية واستخدموها في اكثر من شئ. ويقدم فيليب تفسيره ان ربما وضع الكهنة في مقابر الملوك نوعا من التراب المحتوي على اليورانيوم المشع والذي يسمي

الان “تراب اليورانيوم” وهو بدوره عند استنشاقه او التعرض له باللمس او الاستخدام يتسبب في اعراض الحمي الغريبة والموت في نهاية المطاف. ووضع فيليب احتمالا جانبيا انهم استخدموا مواد معينة في تحنيط الجثث وبدون علمهم في وقتها كانت هذه المواد تحتوي على مواد اشعاعية ذرية وبالتالي استمر وجودها في المقابر لتصيب الباحثين الذين لاقوا مصيرهم المروع.

ولكن ما ينسف هذا التفسير ان التحاليل الذرية لم تثبت هذا اطلاقا في عصرنا الحديث, بالاضافة الى عدم رصد اي اصابات جديدة في زماننا هذا بالرغم من استمرار الكشوفات الاثرية في كل انحاء صعيد ودلتا مصر.

والان في ختام هذه السلسلة من مقالاتنا عن لغز ” لعنة الفراعنة ” هل ما زلتم تصدقون اخبارها؟ وتثقون في الروايات التي احتوتها صحف الغرب وافلامهم الرائعة أم تشككتم في الامر ولم يقنعكم تفسيرات فيليب العلمية ؟

في الحقيقة انا لا اصدق في لعنة الفراعنة نهائيا ولا اراها الا ترهات استغلها المنتجون للاعمال الفنية والادبية احسن استغلال حيث درت عليهم مليارات الدولارات وكان من مصلحتهم ان يروجوا لهذه الالغاز واقناع الناس بها ليستمر الاستغلال لهذا اللغز قدر الامكان , ولاحظوا ان هذا حدث في نفس ظهور العديد من الالغاز الشبيهة مثل لغز مثلث برمودا مثلا ولغز الاطباق الطائرة القادمة من الفضاء الخارجي . لكل قناعته ولكن فكروا بعد حصولكم على هذا القدر من المعرفة واحكموا بأنفسكم. واذكركم بقول جدنا العظيم بن خلدون “ينبغي علينا اعمال العقل في الخبر”. أي اخلقوا لعقولكم فلاتر لا تمرر الا الافكار المنطقية القابلة للتصديق والقبول وترفض اي افكار خزعبلية لا يقبلها المنطق الصحيح.

محمد سرور

كاتب علمي منذ عام 2005, يهوى الكتابة العلمية وفي مجال الفضاء والطب والعلوم. هواياته المفضلة القراءة,الكتابة,الموسيقي,الانترنت,السفر.

أضف تعليق

سبعة عشر + سبعة عشر =