تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » كيف يحدث الحب : كيف تشعر بالحب وماذا يحدث داخلك عندما تحب ؟

كيف يحدث الحب : كيف تشعر بالحب وماذا يحدث داخلك عندما تحب ؟

كيف يحدث الحب ؟ هل يقتصر على الناحية النفسية فقط أم هناك تغيرات فسيولوجية ترافق المشاعر الرقيقة وما هي مراحله؟ كيف نشعر بالحب وماذا يحدث داخل جسمك عندما تحب

كيف يحدث الحب كيف تشعر بالحب

من منا لم يشعر بتلك النبضة الخفية التى إنتابته عند رؤية شخص ما للمرة الأولى، و تلك القشعريرة الغريبة التى تملكته والبرودة الرائعة التى إجتاحت جسده عند سماع صوته، لم يفهم في البداية ما هو هذا الشعور وتلك اللذة الغريبة التى ترافق ذكره، لم يعرف سوى أنه يريد هذا الشخص بكل مافيه، بعيوبه قبل مميزاته، حين يراه أمامه كأنه يري قطعة من الجنة يريد أن يقضي ما بقي من حياته معه، بل يتمنى لو يولد من جديد على يديه حتى لا يضيع لحظة واحدة بعيداً عنه، لكن يبقى السؤال العالق في ذهنه، لما هذا الشخص بالذات ؟! لما يراه مميزاً لهذه الدرجه ؟! لم لا يشعر بإكتماله سوى معه ؟! أسئلة محيرة حين تعلق بالذهن تقوده للجنون، وتبقي الإجابة في كلمة واحدة هى الأكثر غموضاً في عالم بنى البشر ” الحب “، كيف يحدث الحب اذاً ؟! هل هو مقتصر على الناحية النفسية فقط أم هناك تغيرات فسيولوجية ترافق تلك المشاعر الرقيقة ؟! وما هي مراحله ؟! هذا ما سنحاول تفسيره فالسطور القليلة القادمة علنا نساهم ولو بالقليل في كشف الستار عن هذا اللغز :-

كيف يحدث الحب فسيولوجياً ؟

قد تصاب بالذهول في حال أخبرتك أن الوقوع في الحب أساساً قائم على الناحية الفسيولوجية، فقد أثبتت الإختبارات الحديثة مسئولية بعض الهرمونات التى يفرزها الجسم عن حدوث تلك المشاعر العذبة، بل ومسئولة بشكل مباشر عن مراحل الحب الثلاثة الأساسية أيضاً .

مرحلة الرغبة :

تعد أول مراحل الحب وأكثرها سطحية فهى تعتبر مرحلة غريزية أكثر منها وجادنية كونها لا تقتصر على الإنسان فقط بل على جميع الكائنات الحية بغرض الحفاظ على النوع، لذا وجد أنها تعتمد بشكل أساسي على هرموني “التستستيرون” و “الأستروجين” وهما المفجران الرئيسيين للشهوة لدى الرجال والنساء على حد سواء .

مرحلة الإعجاب أو الحب الأعمى :

فى هذه المرحلة تحدث الكثير من التغيرات الفسيولوجية لدى الشريكان فيبدأن في التعلق ببعضهما أكثر والتغاضي عن كل الإختلافات والعيوب الموجودة فى الشريك الأخر حتى أن البعض يتجاهلها عن عمد في بعض الأحيان بل وتمجيد المميزات بشكل مبالغ فيه، حتى يصلا لمرحلة “ادمان الحب” حرفياً !

الهرمونات المسؤولة عن هذه المرحلة :

هرمون الأدرنالين :- يفرز هذا الهرمون في حالة الإنفعالات النفسية الشديدة كالخوف الشديد أو الفرح المبالغ فيه فيؤدي إلى إرتفاع ضغط الدم وتسارع نبضات القلب وذيادة إفراز الغدد العرقية وجفاف الفم بالإضافة إلى العديد من التغيرات الفسيولوجية الأخرى، وهذا يفسر تورد الوجنتين والتلعثم وخفقان القلب عند رؤية الحبيب .

هرمون السيروتونين أو هرمون السعادة :- وهو الهرمون المسئول عن الراحة النفسية والهدوء وقد لوحظ أن المخ يقوم بإفراز هذا الهرمون عند التواجد بقرب الحبيب أو معانقته مما يفسر الشعور بالأمان والطمئنينة عند مجالسته والتحدث إليه كما يفسر الشعور بالضيق والحزن عند غيابه نتيجة لقلة إفراز السيروتونين بالجسم .

هرمون الدوبامين :- وهو أغرب الهرمونات التى تفرز فى حالة الوقوع في الحب على الإطلاق، هذا الهرمون يتم إفرازه فى حالة تعاطي الكحول أو المخدرات القوية كالكوكاين وغيرها وهو من الهرمونات الأساسية المسئولة عن السعادة والتعلق الشديد لدرجة الإدمان، لوحظ إفراز هذا الهرمون بكثرة في بداية هذه المرحلة مما يؤدي إلى التعلق الشديد بالطرف الأخر والرغبة الدائمة في التواجد بقربه والسعادة والنشوة عند رؤيته أو التحدث إليه، هذا يفسر ايضاً عدم القدرة على رؤية عيوب الطرف الأخر أو التغاضي عنها عن عمد .

يقل إفراز الدوبامين مع الوقت فتنجلى الغشاوة عن عيون الشريكين ويصبحان أكثر قدرة على رؤية الطرف الأخر كما هو، غالباً فى هذه المرحلة يردد كلا الطرفين عبارات كـ ” لقد تغيرت ” أو ” لم تعد نفس الشخص الذي أحببته ” وغيرها لكن فالحقيقة لم يتغير أحد، كل مافي الأمر أنك أصبحت أكثر قدرة على رؤية عيوب شريكك . عند الوصول إلى تلك النقطة يصبح الإختيار بين أمرين لا ثالث لهما، إما عدم القدرة على تجاهل عيوب الطرف الأخر ومن ثم الإنفصال أو تقبله كما هو والإنتقال إلى المرحلة التالية .

مرحلة الإرتباط الأبدي :

عند الوصول إلى تلك النقطة يكون الشريكان أكثر نضجاً وحكمة وقدرة على إتخاذ القرارت بشكل صائب، فتنتقل العلاقة لمرحلة أكثر جدية حيث يرى كل منهما الأخر بوضوح ويصبح مستعداً للإرتباط وتكوين عائلة وتحمل الإلتزامات الناتجة عن هذا القرار .

من الهرمونات المسئولة عن هذه المرحله :-

الأكسيتوسين :- وهو أحد الهرمونات المسئولة عن حب وعاطفة المرأة تجاه أطفالها وحمايتها لهم .

الفاسوبرسين :- وهو المسئول عن توطيد العلاقة الزوجية بين الرجل وزوجته كما يرفع حس المسئولية لديهم للعناية بالأسرة والمنزل .

في النهاية، وبعد ان شُرح ببساطة كيف يحدث الحب ،  يبقى الحب لغزاً يصعب حله أو تفسيره، فرغم هذا التقدم العلمي وكل تلك النظريات يبقي المحرك الأساسي والشرارة الأولى لإيقاظ هذه التفاعلات الكيميائية داخل جسم الإنسان مجهولاً، فما الذي يدفعك للوقوع فى حب هذا الشخص بالذات دون غيره و كيف يحدث الحب ومتى يبدأ هذا الحب ؟! هذا ما لا يستطيع العلم تفسيره، فقط يبقي الحب بإختلاف انواعه من أسمي المشاعر الإنسانية وأرقى الحالات الوجدانية على وجه الأرض فبدونه لن تستمر الحياة !

ايمان عماد

إنسانة عنيدة و طموحة أسعى و أجتهد لأحقق ذاتي ، شغوفة بالعلم و المعرفة خاصة علوم الفلك و الأحياء ، أحب القراءة فهي بوابتي للسفر حيث أريد ، الكتابة هي عالمي الخاص أرسمه كيفما شئت و أحلق فيه وقتما أردت .