تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » كوريا الشمالية : كيف تختلف كوريا الشمالية عن شطرها الجنوبي ؟

كوريا الشمالية : كيف تختلف كوريا الشمالية عن شطرها الجنوبي ؟

كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية بلدان مختلفان ومتباينان تمامًا، وذلك رغم اشتراكهما في الاسم الأول، إلا أن الاختلافات بينهما أكبر من أن تحصى.

كوريا الشمالية

يشتركان في الحدود فيشكلان سوياً ما يعرف بشبه الجزيرة الكورية ويتشاركان نفس الاسم لكن يختلفان في الكثير من الأوجه؛ فبعقد مقارنة عامة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية تجد أن ربما الاسم فقط هو الوجه المشترك بين الدولتين، وفيما يلي شرح موجز لذلك.

كوريا الشمالية والفرق بينها وبين كوريا الجنوبية

تأسيس الدولتين

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بدا واضحاً للعالم أجمع استسلام اليابان لقوات الحلفاء وبالتالي فقدانها لسيطرتها على شبه الجزيرة الكورية، وأصبح السؤال الذي يطرح نفسه هو ما مصير شبه الجزيرة الكورية تلك؟ اتفقت قوات الحلفاء المنتصرة على تقسيمها إلى دولتين دولة شمالية وأخرى جنوبية وكان ذلك في أغسطس عام 1945، وانطلقت دعوات مختلفة بعد ذلك التاريخ بثلاثة أعوام تطالب بضم الكوريتين معاً ليشكلا دولة واحدة، ولكن مع مرور الوقت الانفصال كانت الفجوة الثقافية والاقتصادية بين الدولتين في ازدياد وتعمق مستمر الأمر الذي جعل من الاتحاد حلماً شبه مستحيلاً.

التقويم المتبع

بداية من عام 1997 أقرت كوريا الشمالية لنفسها تقويم خاص تسير عليه كافة قطاعات الدولة بعيداً عن التقويم الميلادي الذي كانت تعمل به سابقاً، وأطلق على هذا التقويم اسم زوتشيه بحيث يبدأ التاريخ بميلاد مؤسس كوريا الشمالية كيم سونغ عام 1912؛ بمعنى أن عام 2016 في التاريخ الميلادي يوافق العام الرابع بعد المائة في تقويم زوتشيه.

أهم الفروق الجغرافية بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية

المساحة: تقع كلتا الدولتين فيما يسمى بشبه الجزيرة الكورية بحيث يشغل نصفها الشمالي كوريا الشمالية وتقع كوريا الجنوبية في النصف الجنوبي،تبلغ مساحة كوريا الجنوبية ما يقرب من 100 ألف كيلومتر مربع بينما تفوقها كوريا الشمالية مساحة فتصل إلى ما يزيد عن 120 ألف كيلومتراً.

المناخ والتضاريس: نتيجة لوقوعهما في منطقة مناخية واحدة تتشابه الكوريتان في المناخ حيث يوصف مناخهما بأنه حار مع زيادة هطول الأمطار في فصل الصيف عن فصل الشتاء، كما تعد كلا الكوريتين عبارة عن الكثير من الجبال والتلال المرتفعة مع وجود بعض الوديان الضيقة.

المشاكل والأخطار البيئية: تواجه كوريا الجنوبية خطر تلوث الهواء نتيجة لعوادم السيارات بالأخص في المدن الكبيرة وكذلك دخان المصانع المختلفة مما يسبب ارتفاع معدل وقوع ظاهرة الأمطار الحامضية، بينما قد لا يشكل تلوث الهواء خطراً ملحوظاً في كوريا الشمالية بقدر ما يشكل تلوث الماء ذلك؛ فوجود حدود كثيرة للدولة تحفها المياه يدفع بالمنشئات الصناعية بإلقاء مخلفاتها في المياه مما يسبب ارتفاع معدل تلوثها.

تعداد السكان

الإحصاء: تبعاً للتعداد السكاني عام 2014 فإن عدد سكان كوريا الجنوبية يمثل تقريباً ضعف عدد السكان في كوريا الشمالية؛ فتعداد سكان كوريا الجنوبية يبلغ 50 مليون نسمة بينما يصل التعداد في كوريا الشمالية إلى 24 مليوناً فقط.

الزيادة السكانية: المفارقة هنا أنه على الرغم من الفارق في التعداد السكاني بين الكوريتين إلا أن معدل النمو السكاني في كوريا الشمالية هو الأعلى بل ويصل إلى ضعف معدل الزيادة في كوريا الجنوبية، وذلك نتيجة لزيادة عدد المواليد في كوريا الشمالية وليس لانخفاض معدل الوفاة.

معدلات الهجرة: بالنظر إلى معدلات الهجرة إلى كلتا الكوريتين فإن كوريا الجنوبية تحظى بمعدل هجرة على الرغم من انخفاضه إلا أنه يبدو مرتفعاً بالمقارنة مع نظيرتها الشمالية حيث تنعدم معدلات الهجرة إليها إلى ما يقترب من الصفر.

الوضع الاقتصادي

على مدار العقود الأربعة الأخيرة نجحت كوريا الجنوبية في إحداث طفرة غير مسبوقة في المجال الصناعي مما جعلها- وفي فترة زمنية وجيزة- واحدة من أقوى الكيانات الاقتصادية في العالم؛ ففي الستينات من القرن الماضي كان الوضع الاقتصادي لكوريا الشمالية يطابق وضع الدول الفقيرة في أفريقيا وآسيا، أما في عام 2014 فقد نجحت كوريا الجنوبية أن تنضم إلى الفئة الأغنى بين دول العالم الكبرى. حالياً تعتبر كوريا الجنوبية الكيان الاقتصادي رقم 12 على مستوى العالم، ويعتمد اقتصاد كوريا الجنوبية على الصناعات الهامة كالأجهزة الكهربائية وأجهزة الاتصال المختلفة وصناعة السفن الثقيلة وصناعات الحديد والصلب؛ بحيث تصل قيمة صادراتها إلى ما يقرب من 550 بليون دولار سنوياً.

أما في كوريا الشمالية فقد يوصف الوضع الاقتصادي لها بالسوء مقارنة مع نظيرتها الجنوبية؛ فتعد كوريا الجنوبية من أقل الأنظمة الاقتصادية انفتاحاً على العالم فالدولة تفشل فشلا كبيراً في جذب الاستثمارات الأجنبية، نظرا للقيود الكبيرة التي تفرضها على المستثمرين وعلى اقتصادها والاستيراد بشكل عام، فمتوسط الدخل في كوريا الشمالية ضمن المراتب المتأخرة خاصة عند المقارنة بنظيرتها الجنوبية، ولكن الاقتصاد الكوري الشمالي يستهدف حاليا مستوى نمو كبير بالاعتماد على الزراعة في محاولة للحاق بنظريتها الجنوبية.

السياحة

السياحة هي واحدة من المجالات التي تتميز فيها كوريا الجنوبية عن كوريا الشمالية فدولة كوريا الجنوبية تسجل سنويا ما يزيد عن 10 مليون سائح لتحتل بذلك مكانة بين الدول العشرين الأولى في مجال السياحة، وتعتبر كوريا الجنوبية واحدة من القبل السياحية للسياح من مختلف أرجاء الأرض حيث يزورون العاصمة- سيول- بشكل أساسي.

أما في كوريا الشمالية فالوضع يختلف تماما عنه في كوريا الجنوبية، فعلى الرغم من اعتدال الجو ودفء المناخ ووجود العديد من المناظر الطبيعية الخلابة، يعتبر الحصول على تأشيرة دخول الأراضي الكورية الشمالية أمر صعب المنال؛ نظراً للقيود السياسية والأمنية التي تفرضها السلطات في كوريا الشمالية، وعلى النقيض من نظيرتها الجنوبية فإن الزوار الذين يزورون كوريا الشمالية بغرض السياحة هم فقط من دول آسيوية مثل اليابان والصين وروسيا.

الرياضة

تعتبر كوريا الجنوبية واحدة من الدول الرائدة في مجال الرياضة، فهي المؤسسة لرياضة التايكوندو في خمسينيات القرن الماضي وهي الرياضة التي تم إدراجها كرياضة أوليمبية منذ أولمبياد عام 2000 في سيدني، وتتميز كوريا الجنوبية في العديد من الرياضات مثل كرة القدم حيث شارك المنتخب الكوري الجنوبي في أغلب مناسبات كأس العالم عن قارة آسيا وقامت أيضا بتنظيمه العام 2002 بمشاركة جارتها اليابان، وقامت بتنظيم الأولمبياد في عام 1988 في العاصمة سيول كما تمتاز كوريا الجنوبية بتطور واضح في رياضات أخرى مثل كرة السلة وكرة البيسبول ورفع الأثقال وتنس الطاولة.

وكالعادة تقع كوريا الشمالية على الجانب الأخر من كوريا الجنوبية، فلا تعتبر كوريا الشمالية واحدة من الدول الرائدة في أي من الرياضات، ولم تقم بتنظيم أي محفل رياضي عالمي من قبل نظراً لعداوة نظامها السياسي للعديد من الدول. وكان وصول كوريا الشمالية لمونديال 2010 في جنوب أفريقيا واحداً من أعظم إنجازات الرياضة في تاريخها كدولة.

ولتلخيص حال الرياضة والمقارنة بين الكوريتين يكفي الذكر بأن كوريا الجنوبية احتلت المركزين الخامس والثامن في أولمبياد لندن 2008 وأولمبياد ريو 2016 على الترتيب فيما كان ترتيب كوريا الشمالية في الحدثين هو المركز العشرين في أولمبياد لندن والمركز الرابع بعد الثلاثين في أولمبياد ريو.

الجيش والقوة العسكرية

على الرغم من أن جيش كوريا الشمالية يقع في المركز الرابع من حيث عدد الأفراد حيث يتجاوز عدد أفراده المليون والمائتي ألف جندي، إلا أن ترتيب الجيش الكوري الشمالي هو الخامس والعشرين طبقاً لموقع جلوبال فاير باور- المهتم بالتصنيفات العسكرية-.

أما كوريا الجنوبية فتحتل مكانه متقدمة كواحدة من أكبر القوى العسكرية المتطورة والتي تعتمد على تطوير المؤسسة العسكرية، حيث تقع كوريا الجنوبية في المرتبة الحادية عشر بين جيوش العالم.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

4 + 12 =