تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أمور الاسرة » كيف تتعامل مع مشكلة كره الأطفال بطريقة ذكية كأب أو أم؟

كيف تتعامل مع مشكلة كره الأطفال بطريقة ذكية كأب أو أم؟

كره الأطفال للوالدين يدمي القلوب، فأبنائنا هم فلذة أكبادنا الذين نحبهم، وعندما نلاحظ كراهيتهم لنا نشعر بفشلنا وعظيم خسارتنا، فماذا يهم بدون حب الأبناء؟ لا شيء، ولكن بالمعرفة فقط يمكننا تعديل السلوك وتحويل كره الأطفال إلى حب كبير.

كره الأطفال

كره الأطفال للأب والأم قضية خطيرة وشائعة، ذلك أنه بالرغم من التطور التكنولوجي زادت الحياة صعوبة، وفي رحلة العمل المضني لسد احتياجاتنا ننشغل عن الأبناء، ويقل الوقت الذي نقضيه معهم، ولا تقف حدود المشكلة عند قلة الوقت الذي نمنحه لأبنائنا؛ بل تمتد إلى جودة هذا الوقت، إذ أننا نعود للمنزل منهكين، لا نرغب في شيء سوى الطعام والراحة، وتقل طاقتنا على الاستمتاع والمشاركة، كما يقوم البعض باصطحاب مشاكل العمل والضغوط إلى المنزل، فتنعكس على سلوكه وحدته وعصبيته مع الأبناء، لذا فقضية كره الأطفال للوالدين تزداد انتشارا، وهي شرخ خطير في علاقتنا بأبنائنا، وعندما تحدث مشكلة بين أب أو أم ناضجين وطفل صغير، فالمخطئ هو الطرف الأكبر حتما، ولكن يمكننا التصرف مع تلك المشكلة بذكاء، وهو ما سنشرحه بالتفصيل في هذا المقال، عبر توضيح علامات كره الأطفال وأسبابها، وطريقة التعامل معها وكيفية تجنب أخطاء التربية، كما سنتحدث عن ظلم الآباء للأبناء وعن حكم كراهية الأبناء لهم، وسننتهي بحل المشكلة بإذن الله.

علامات كره الأطفال للأب والأم

كره الأطفال علامات كره الأطفال للأب والأم

الأطفال لا يجيدون الكذب، ولا يحاولون إخفاء مشاعرهم كما نفعل نحن، ولكنهم في نفس الوقت لا يجيدون التعبير بشكل واضح ودقيق كالكبار، لذا يتوجب عليك ملاحظة علامات كره الأطفال لك، فأول خطوة لعلاج مشكلة كره الأطفال هي ملاحظة تلك الكراهية، ويسهل ملاحظتها في تغير سلوك الطفل معك ومعاملته لك، فهذا لا يتم بشكل تلقائي بل ينتج عن غضب الطفل منك لسبب معين، خاصة إن لم تكن تلك طبيعته في الأيام العادية، وتظهر علامات كره الأطفال في اجتنابهم لنا أيضا، وعدم استجابتهم لمحاولات اقترابنا منهم، وقد تظهر علامات الكراهية في الكلمات التي يقولها الطفل لك، كأن يخبرك بعدم حبه بشكل متكرر أو رغبته في موتك، ولكن لا يجب المبالغة في التوقف عند تلك الكلمات، فالأطفال لا يعنوها بشكل كامل، كما من الطبيعي سماعها بعد توقيع عقاب عليهم، ولكنها تعتبر علامة على الكراهية عند اجتماعها مع باقي العلامات من تجاهل وعدم استجابة ورغبة مستمرة في التحدي والعند.

أسباب كره الأطفال لأمهاتهم

كره الأطفال أسباب كره الطفل لأمه

احتمالات كره الأطفال للأم أكبر من احتمالات حدوث الأمر ذاته مع الأب، وذلك لسبب بسيط جدا وهو ارتباط الطفل بأمه في تلك المرحلة، فعادة ما يتعلق الأطفال بأمهاتهم بشكل أكبر من الأب، كما أن للأم دور أكبر في تربية الأطفال ورعايتهم، خاصة في مجتمعاتنا العربية حيث نسبة عمل المرأة أقل من الدول الأخرى، مما يؤدي إلى علاقة أكبر وأطول مع هؤلاء الأطفال، كما يؤدي لرقابتها لهم وسلطتها عليهم بشكل منتج للخلافات والغضب، ولكن لمواجهة كره الأطفال للأم علينا معرفة أسبابه وهي كثيرة، ويجب التأكيد مرة أخرى أن هذه الأسباب تؤدي إلى كره الأطفال للأب أيضا، ولكن تزيد احتمالاتها مع الأم لقوة علاقتها بالأطفال ولمكانتها لديهم، وتلك أهم أسباب كره الأطفال للأم.

كثرة الأوامر والنواهي والتحكمات

من الطبيعي رغبة الأطفال في اللهو واللعب، وبعض الأمهات يتجاهلون تلك الحقيقة، ويتعاملون مع الأطفال كأنهم كبار، ولا يجب عليهم اللعب والعبث، ونعم ندري جميعا كيف يكون الأطفال متعبون، ومن المعروف حجم الإرهاق غير الطبيعي الذي تتعرض له الأم بسبب ذلك، تلك مهمة شاقة ولا يتحملها أحد بسهولة، كل هذا معروف وغير قابل للنقاش من الأصل، لكنه لا يبرر تجاهل طبيعة الأطفال المحبة للهو واللعب والعبث أيضا، فهذا هو السن المناسب لفعل كل تلك الأشياء، وهي ما تعلمهم وتكسبهم المهارات بالتجارب، وعندما تتحول الأم إلى شرطي كل مهمته هي الضبط والربط وفرض الأوامر والنواهي، فلا عجب عندما يتوجه كره الأطفال لها، فالمبالغة في المنع وخلافه تكبت حريتهم وتقيد حركتهم وتقمعهم، وتكون سببا في كراهيتهم للأم.

كثرة الانتقاد واللوم والتوبيخ سبب رئيسي في كره الأطفال للأم

نظرا لصعوبة التعامل مع الأطفال ورعايتهم تتعرض الأمهات لضغوط كثيرة، وهي ضغوط كبيرة بحق، وتتفاقم تلك الضغوط عندما لا تجد الأم من يشاركها تحمل تلك المسئولية ولو لوقت قليل تعمل فيه على إعادة شحن طاقتها لإكمال المسيرة، وعندها تنعكس تلك الضغوط على سلوك الأم مع الأطفال، فيكثرا انتقادها لهم ولأفعالهم وسلوكهم، كما تبالغ في اللوم والتوبيخ، وهو ما يؤدي إلى كره الأطفال لها، فحتى الكبار يكرهون انتقادهم توبيخهم، وبعض الأمهات لا يفعلون هذا بلطف أو عندما تستدعي الأمور ذلك، بل يصبحهم سلوكهم المعتاد، ويتسبب ذلك في شعور الأطفال بمشاعر سلبية تجاه أنفسهم، فيجب حتى في حالات الانتقاد أن نقوم بالفصل بين السلوك السيئ وبين الطفل، السلوك هو السيئ وليس ابنك، وبعض الأمهات لا يتوقفن عند الانتقاد والتوبيخ الدائم، بل يصل الأمر للإهانة والدعاء عليهم، وهو سبب رئيسي في كره الأطفال لهم.

خيانة ثقتهم وخذلان توقعاتهم

أحد أهم أسباب كره الأطفال لأمهم هو خيانة الأخيرة لثقتهم، وهو ما تفعله الكثير من الأمهات بقصد أو بدون قصد، فيحدث أن تعد الأم أطفالها بشيء ولا تقوم بتنفيذه، وربما تمنحهم الأمان ليخبرونها ببعض الأمور وتعدهم بعدم العقاب، ثم تعود لتمارس كافة أشكال العقاب، أو يحكون لها بعض أمورهم الخاصة بدافع الثقة فيها، فتخبر والدهم بها وتطالبه بعقابهم بغض النظر عن شكل العقاب، فالأمر هنا لا يقف عند كره الأطفال للأم، بل يمتد ليشمل غياب الثقة فيها، وهو ما يعوق عملية التربية بشكل لاحق، ويؤدي لأضرار أخرى كمنح الأطفال ثقتهم لأي غريب آخر غير مضمون، لذا على الأم احترام ثقة الأطفال بها وتقويتها، وعدم خيانة تلك الثقة مطلقا، وعدم خذلان توقعاتهم فيها ما لم تكن ترغب في كره الأطفال لها.

عدم الاهتمام بهم وإهمالهم

إهمال الأم هو أحد أسباب كره الأطفال لها، والبعض لا يصدق قدرة أي أم على إهمال أطفالها وعدم رعايتهم، لكنه يحدث، فللأسف الشديد لا تدرك بعض الأمهات أهمية دورها وعظمته، ويحدث هذا بصورة أكبر في حالات زواج الصغيرات، ولا يجب اختزال إهمال الأم في بعض الأمور السطحية، فيمكن للإهمال أن يتمثل في عدم الاستماع لهم ومنحهم ما يكفي من الانتباه، كما يظهر الإهمال في عدم احترام مناسباتهم الخاصة وتقديرها، فعدم الاهتمام بالطفل لا يقف عند توفير الطعام والشراب وخلافه، بل في أبسط الأمور، ويمكن اعتبار عدم تشجيع الطفل ودعمه إهمالا، ويمكن اعتبار عدم الترفيه تقصيرا في حقه، وكلها أمور تؤدي إلى كره الأطفال للأم.

مقارنتهم بالآخرين وإحباطهم

تتمنى كل أم الأفضل لأطفالها، ليس فقط أن يصبحوا أفضل منها، بل أفضل من جميع الأطفال في مثل عمرهم، وهو ما يجعلها تراقب بقية الأطفال وتصنع المقارنات بينهم وبين أبنائها، وهو ما يؤدي لإحباط الأطفال وشعورهم الدائم بالتقصير، وهناك الكثير من المقارنات الشائعة التي يذكر فيها أنجارات ابن الخالة التي لا تنتهي، وهناك من يبالغن في ذلك حد مقارنة الأبناء بأي طفل في أي زمان ومكان، ويصل ذلك لمقارنة أبنائهم بأطفال يظهرون على شاشات التلفاز في البرامج والأفلام، وهو ما يؤدي إلى كره الأطفال للأم، وشعورهم بعدم حبها لهم وعدم تقديرهم.

العنف المعنوي وتجاهل الحدود الشخصية

يتسبب العنف المعنوي في كره الأطفال للأم، وهو مختلف عن التوبيخ والانتقاد واللوم، فيأخذ العنف المعنوي صورة تهديدات دائمة وتخويف الأطفال بشتى الطرق، كما تدخل الإهانات والكلام الجارح ضمن العنف المعنوي، وهو ما يحتفظ به الأطفال في ذاكرتهم، ويتسبب في بكائهم وشعورهم بالحزن الشديد، ولا يجب على أي أم تعريض أبنائهم للعنف بشتى أنواعه، فهو لا يؤدي فقط إلى كره الأطفال لها، بل يؤدي للأمراض النفسية والاضطرابات والفشل الدراسي وضعف الشخصية، وهو جريمة لا يجب السكوت عنها.

أسباب كره الأطفال لأبائهم

كره الأطفال أسباب كره الطفل لأبيه

تحدثنا عن أسباب كره الطفل لأمه، وهي نفسها ما تؤدي إلى كره الطفل لأبيه، ولكن نسبة احتمال حدوثها من الأب أقل، وذلك لقلة الاحتكاك ولعدم تعلق الأطفال بأبيهم في بداية حياتهم، ولكنها واردة الحدوث بالطبع، خاصة عندما يكون الأب أكثر استقرارا في العمل ويجد الوقت الكافي للجلوس في المنزل والبقاء مع الأبناء، وهي نعمة كبيرة وفرصة عظيمة لا ينبغي تفويتها لأي سبب، بل يجب تخصيص الوقت لها، ويخطئ من يعتبر العمل أكثر أهمية من قضاء الوقت مع أبنائه، وبالإضافة للأسباب السابقة توجد أسباب إضافية ينتج عنها كره الطفل لأبيه، وهي الأخطاء التي يقع فيها الآباء بصفة خاصة.

العنف البدني

تحدثنا عن العنف المعنوي ضمن أسباب كره الأطفال للأم، ولكن عادة ما تحتاج الأم لوجود شبح مخيف تهدد به أطفالها في كل يوم، وأحيانا لا تختار من بين كل أشباح العالم سوى الأب، وتظل تهدد الطفل به طوال اليوم، تقول له سيعود والدك من العمل وسيكسر عظامك، سيأكل لحمك ويربطك في السقف، وتظل تعمل على تخويفه من الأب حتى يتراجع عن فعل بسيط لا ترغب في حدوثه، وتكون بهذه الطريقة قد صنعت مشكلة أكبر، كما أن بعض الآباء لا يجدون أي حل آخر لكافة المشكلات سوى الضرب، وكأنه لا يكفي ما يكنه له الأطفال من الخوف، فيقوم بعقابهم بدنيا وهو أسوء تصرف يمكن لإنسان عاقل إتيانه، فيؤدي الضرب لزيادة الفجوة بين الطفل وأبيه، كما يعمق من كره الأطفال له، وينتج عليه المشكلات النفسية المعروفة للجميع.

الانشغال عن الأبناء

عادة ما يكون العمل في مجتمعاتنا العربية مقرونا بالرجل، فلا تشاركه الزوجة حمل هذا العبء المادي في أغلب الحالات، ونظرا لصعوبة الأوضاع قد يلجأ بعض الرجال في العمل بأكثر من وظيفة، الوضع صعب بالطبع، ولا أحد يرغب في الانشغال عن أبنائه، ومهام العمل تكاد لا تنتهي، والتأخير فيها يؤدي لنقص المال وإلى عدم القدرة على الوفاء بالالتزامات المالية وسد احتياجات الأطفال، كل هذا معروف للجميع، لكن أطفالنا يستحقون منا بعض الوقت، لسنا بنوكا تمولهم فقط، وعند زيادة الانشغال عن الأبناء يكون هذا سببا قويا ومباشرة في كره الأطفال لهم، خاصة عندما يؤدي هذا الانشغال إلى التخلف عن حضور مناسباتهم الهامة، والتي تعني لهم الكثير، فلا يجب أن يسرقك العمل والسعي خلف المال من أبنائك، لا تبالغ في محاولة تأمينهم، ومهما يكن من أمور العمل، يجب تخصيص الوقت الكافي لهم.

الإصرار على صوابك دائما يؤدي إلى كره الأطفال للأب

يرغب كل أب في نقل خبراته لأبنائه، فلا يوجد بين الآباء من يبخل على أبنائه بمعلوماته وتجاربه في الحياة، لكن ينحرف الأمر عن مساره في بعض الأحيان، ويأخذ شكل من أشكال التباهي المريض، فتجد الأب يبالغ في تصوير نفسه، ومهما يكن شخصا عاديا بلا إنجازات كبيرة، تراه يتحدث مع أطفاله عن بطولات خيالية لنفسه، وتؤدي تلك النزعة المثالية إلى صعوبة الاعتراف بالخطأ، كيف لا وهو البطل الوحيد الذي انتصر في كافة المعارك وقهر الظروف، وهو من كان يعلم الصواب منذ نعومة أظافره، ويؤدي هذا إلى إصرار الأب على صوابه في كل الأمور، ويكاد يعتبر الأمر معركة شخصية، وهو ما يؤدي إلى كره الأطفال له، فالتشبث بالرأي مع المبالغة في تصوير البطولات يشعر الأطفال بأنهم على خطأ دوما، ويشعرهم ذلك بالعجز والتقصير، كما ينتج عنه مطالب خيالية مرهقة تقيد حركتهم وتقمع حريتهم، لذا يقف التوقف عن هذا، فهو أمر سيء ولا يعلم الأبناء شيء سوى الغرور.

كيف تتعامل مع كره الأطفال لك بذكاء ؟

كره الأطفال كيف تتعامل مع كره الأطفال لك بذكاء ؟

بمعرفة علامات كره الأطفال لنا، وبالحديث عن أسباب الكراهية يصبح بإمكاننا التعامل معها، ذلك أن كره الأطفال لنا أمر خطير، وهو مشكلة حقيقية لا يمكن تجاهلها أو عدم مواجهتها، كره الأطفال يعني مستقبل سيء لهم ولنا على السواء، ولا يمكن النجاح في تربيتهم في ظل كراهيتهم لنا، كما يؤدي كره الأطفال لنا إلى عواقب وخيمة في حياتهم، لعل أقلها هو الفشل الدراسي والفشل في الحياة، وأكبرها هو إيذاء النفس والاتجاه إلى عالم الجريمة، أي أن كره الأطفال لنا هو أمر جاد لا هزل فيه، وعند حدوثه فلا يجب أبدا لوم الأطفال الصغار عليه، فتلك أخطائنا نحن، ولمعالجتها يمكنك اتباع الآتي.

كن قدوة جيدة لهم

من الطبيعي ألا يصبح الأب قدوة في حالة كره الأطفال له، وهو ما ينطبق على الأم أيضا، ولكي تحصل على حب أبنائك يجب أن تكون قدوة لهم، فتبهرهم بأفعالك وحسن أخلاقك، ولا تنهاهم عن خلق وتفعله، فلا يعقل أن تكون لصا أو مدمنا للمخدرات ثم يقبلون نصائحك وتوجيهاتك، كما لا يمكن أن يحبك الأبناء بينما تتسبب لهم في الفضائح والإهانات في محيطهم، الأب والأم هم أبطال عالم الأبناء، وهناك الكثير من الصفات السلبية التي لا يجب أن يتحلى بها هذا البطل، فامتنعوا عنها حتى ينتهي كره الأطفال لكم، ولكن لا يعني كونك قدوتهم أن تبالغ في أفعالك وتختلق بطولات وهمية لنفسك وتصر على صوابك دائما، بل يجب أن تكون قدوة حسنة بصدق، وتخبرهم كيف نكون بشرا نخطي ء ونصيب ونتعلم من أخطائنا، وكيف يمكن أن نجهل بعض الأشياء، فلا عيب في هذا ما دمنا نسعى للتعلم والمعرفة، فكن قدوتهم تأسر قلوبهم، ولكن بدون مبالغات.

امنحهم الوقت والاهتمام الكافي

تحدثنا كيف يتسبب الانشغال في كره الأطفال لنا، كما تحدثنا عن مشكلات إهمال الأبناء وتأثيرها على شعورهم تجاهنا، ولحل تلك المشكلة يجب أن تمنح أطفالك المزيد من الوقت والرعاية، ولا يعني هذا مجرد البقاء في المنزل ومشاهدة التلفاز، بل يجب أن يكون هذا الوقت جودة وقيمة بالنسبة لهم، فتستمع إليهم باهتمام وتشاركهم واجباتهم الدراسية واللعب واللهو أيضا، كما تعبر لهم عن حبك الكبير لهم، وتقوم بمتابعة أدائهم الدراسي والاستماع إلى مشكلاتهم ومحاولة حلها، كما تقدم لهم ما يحتاجون من دعم وتشجيع فيما لديهم من مواهب أو مشكلات، وهي ليست منحة تمنحها لهم وفقا لمزاجك الشخصي، بل هو دورك الطبيعي كأب وأم، وهو حق الأطفال عليك، والتقاعس عنه هو ما ينتج كره الأطفال لكما.

كن هادئا

عادة ما يواجه الأب والأم كره الأطفال لهم بغضب شديد، فيؤدي هذا لزيادة حدة المشكلة، ويحدث أكثر عند الرد على عبارات الكراهية التي يوجهها لهم الأطفال، وهو خطأ كبير، ويؤدي إلى زيادة كره الأطفال لنا، لذا يجب الحفاظ على الهدوء دوما، فهو مفتاح القلوب للأبناء، فالهدوء هو ما يمنحهم الأمان في وجودك ويترك لديهم شعورا بالراحة، ويؤدي إلى تقوية العلاقات بينك وبين الأبناء، ويجعلهم يحبونك لما تقدمه لهم من تقبل وتفهم، وهو نقيض الحدة والانفعال والعصبية والعنف بشقيه البدني والمعنوي، لذا يجب الحفاظ على الهدوء، وعند شعورك بعدم قدرتك على ذلك ابتعد قليلا إلى أن تتمكن من الهدوء والابتسام.

امنحهم الثقة ودعهم يتصرفون بحرية

ينتج كره الأطفال لنا عن تحكماتنا الكثيرة، ويخلو هذا التضييق من عنصر مهم جدا بالنسبة للأطفال وهو الثقة، والثقة هي ما تجعل أبنائك يحبونك، والثقة تعني الثقة في صدقهم وفي قدرتهم على التصرف بحكمة، كما تعني أن تمنحهم الثقة بأنفسهم، والثقة بشكل عام أمر ضروري في كافة العلاقات، ولا غنى عن الثقة في عملية التربية السليمة، ويسهل عليك أن تمنحهم الثقة بعدم التلصص عليهم وعدم الوفاء بالوعود، فلا يجب أن تعد طفلك بمكافأة ما ثم تتراجع عنها، فهذا ما يتسبب في كره الأطفال لنا، فهذا الشيء الصغير الذي نعدهم به يمثل لهم الكثير، كما أنه يجعلنا نبدو أمامهم بمظهر الكاذب، وهو ما لا يليق بأب فاضل وأم فاضلة، كما يتوازى مع الثقة منحهم بعض الحرية، بالطبع سيظل هناك رقابة ولكن لا يجب المبالغة في الأوامر والنواهي، لا يجب أن يكون الرد المتوقع على كافة طلباتهم هو لا، فذلك يهدم الثقة ويفاقم مشكلة كره الأطفال لنا.

هل يحاسب الوالدين على ظلم أبنائهم؟

تحث جميع الأديان على حسن معاملة الأبناء ورعايتهم، وتضع لذلك عظيم الأجر، ولكن ينسى البعض وجود حساب عند التقصير في هذا الأمر، و كره الأطفال لنا مسئوليتنا نحن، ولا يحدث بدون ظلمنا لهم، ويحاسب الوالدين حسابا عسيرا على ظلم أبنائهم، فالقيمة الرئيسية في كافة الأديان هي العدل، وكما تحث الأبناء على بر الوالدين فهي لا تتسامح مع ظلم الوالدين لأبنائهم، وللظلم صور كثيرة، فالتقصير في رعايتهم وتلبية احتياجاتهم يعد ظلما لهم، والتمييز بينهم في المعاملة هو ظلم، وعدم احترامهم وإهانتهم وتعنيفهم هو قمة الظلم، وكل ما يؤدي إلى كره الأطفال لنا هو ظلم، وهي ذنوب كبيرة يجب التوبة عنها وعدم تكرارها، فسنحاسب جميعا عليها.

حكم كره الأطفال للوالدين

كره الأطفال حكم كره الأطفال للوالدين

يختلف الأمر عند الحديث عن كره الأطفال للوالدين عن كره الأبناء بصفة عامة، فمن المعلوم للجميع كيف تحث جميع الأديان على حسن معاملة الوالدين والبر بهم، حتى أن الدين الإسلامي ينهانا عن مجرد الامتعاض في وجوههم أو التحدث معهم بصوت مرتفع، لكن يظل هناك فرق بين ما ينطبق على الأطفال وما ينطبق على الأبناء بصفة عامة، فالأطفال غير مسئولين عن أفعالهم، ولا يحاسبون عليها قبل البلوغ، أما الكبار فيحثهم الدين على حب الوالدين واحترامهم وعدم الإساءة إليهم مطلقا، ويحاسب المقصر في هذه الأمور حسابا عسيرا، فعقوق الوالدين خطيئة كبرى وحرام شرعا في كافة الأديان، وهذا هو حكم كره الوالدين الذي يؤثر على الأفعال، أما الكراهية عموما فهي شيء سلبي لا يجب حدوثه، وبالرغم من ذلك يصعب سيطرتنا عليه، وعند حدوثه ينبغي مقاومته وعدم السماح له بالتأثير على سلوكنا مع الوالدين.

يمثل كره الأطفال لنا فشلنا في تربيتهم والتعامل معهم، ويحدث ذلك بسبب افتقارنا للمعرفة بقواعد التربية السليمة وبالآثار الكبرى لتصرفاتنا العادية على الأبناء، ويسهل ملاحظة كره الأطفال لنا من خلال العلامات التي تحدثنا عنها، والتي أهمها تعمد تجاهلنا وتجنبنا وعدم استجابتهم معنا وتغيرهم في المعاملة، ويجب علينا البحث في أسباب كره الأطفال لنا بمجرد ملاحظتها، وأسباب كره الأطفال تختلف قليلا بين الأب والأم، ولكن إجمالا هي أسباب متشابهة، أهمها كثرة الانتقاد والتوبيخ والعنف بشقيه، ومن الأسباب أيضا خيانة ثقتهم وخذلان توقعاتهم والتقصير في حقهم وإهمالهم، وعند تحديد أسباب المشكلة يسهل علاجها بتلافي أسباب المشكلة، بالإضافة للتحلي بالهدوء ومنحهم الوقت والثقة وحرية التصرف، وحينها سينتهي كره الأطفال لنا، وسنصبح قدوة لهم، وسنحصل على حبهم الذي نبحث عنه.

الكاتب: أحمد ياسر

إبراهيم جعفر

أضف تعليق

واحد + 5 =