تسعة
الرئيسية » كمبيوتر وانترنت » أنترنت » فيسبوك : كيف أصبح فيسبوك متصدرًا مواقع التواصل الاجتماعي ؟

فيسبوك : كيف أصبح فيسبوك متصدرًا مواقع التواصل الاجتماعي ؟

لا يمكن تصور أحد في عالم اليوم لم يستخدم موقع فيسبوك يومًا ما للتواصل، هذا الموقع الذي أصبح رمزًا للإنترنت أصبح دخيلاً في كل مناحي حياتنا كما سنرى تاليًا.

فيسبوك

أصبح فيسبوك ظاهرة عالمية لا يمكن أبدًا عدم الاكتراث لها، فأنت غالبًا لا تقابل شخصًا إلا وله حسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، والذي يكون فيسبوك متصدرًا فيها، هذا وإن بعض الأشخاص لا يعرف عن الإنترنت إلا موقع فيسبوك ، فلا بتصفح إلا هذا الموقع، بل إن البعض يحصر كلمة الإنترنت في فيسبوك ، فأصبح مسمى شامل لأغلب رواد الإنترنت في الوقت الحالي..

كيف تصدر فيسبوك مواقع التواصل الاجتماعي سريعًا ؟

نشأة فيسبوك كموقع للتواصل الاجتماعي.

من المعروف أن فكرة موقع فيسبوك ترجع للأمريكي “مارك زوكربيرج” الذي كان طالبًا آنذاك في “جامعة هارفرد” في أمريكا، وكان هذا الموقع في بدايته خاصًا بطلاب “جامعة هارفرد”، وقد ساعده في ذلك زملاؤه في سكن الجامعة “داستن موموسكوفيتز” و”كريس هيوز” المتخصصين في علوم الحاسب، وقد كان الموقع تنحصر استخداماته في التواصل بين الطلاب، وتبادل الصور، والأخبار.. فكان الاستخدام محدودًا في البداية آنذاك، وقد ابتكر مارك في البداية موقع “فيس ماتش” في الثامن والعشرين من شهر أكتوبر لعام 2003م، كان في الصف الثاني في الجامعة وقتها، وكان هذا الموقع في بدايته يفاضل بين صور بعض الأشخاص ليختار المستخدمين فيما بينها الصورة الأكثر جاذبية، حيث يضع صورتين بجانب بعضهما، ويقوم المستخدم بالاختيار.

وقد قام مارك باختراق الشبكة الخاصة بالجامعة حتى يقوم بإنشاء هذا الموقع، مما جعل الجامعة تتخذ موقفًا مضادًا لفكرته التي تقوم على السرقة والاختراق، وقد تم إغلاق الموقع بعدها بأيام، وتمت محاكمة مارك من قبل إدارة الجامعة باختراق حقوق النشر والتأليف، ولكن في النهاية تم إسقاط جميع التهم، ولم يمر وقتًا طويلًا حتى أطلق مارك موقع الفيسبوك ، وكان هذا في النصف الثاني من العام الدراسي نفسه، حيث أطلقه في الرابع من شهر يناير لعام 2004م، وكان هذا الموقع تابعًا لشركة فيسبوك الخاصة، وكان يساعد على تكوين صداقات بين الأشخاص عن طريق السماح بالانضمام إلى عدة شبكات فرعية تصب في فئة معينة مثل مدرسة، أو منطقة جغرافية، فيتعرف الأشخاص على بعضهم إن كانوا ينتمون إلى نفس الفئة من الشبكة، فيساعدهم ذلك على تبادل المعلومات، والصور، ومقاطع الفيديو المختلفة، والأخبار.. وغيرها، ثم ما لبث أن استطاع فيسبوك أن ينفتح تدريجيًا ليشمل كليات مدينة بوسطن، وجامعة إيفي ليج، وجامعة ستانفورد، ثم اتسعت الدائرة تدريجيًا لتشمل أي طالب جامعي يريد الانضمام إلى فيسبوك ، وفي بداية شهر سبتمبر لعام 2005م قد استطاع طلاب الثانوية أن ينضموا لهذا الموقع.

وقد اقتصر هذا الموقع على طلاب الجامعات والثانوية لمدة عامان، ثم أراد مارك أن يتوسع في الأمر ليصل إلى الجميع، فقرر أن يفتح الباب لكل من يريد أن ينضم إلى الموقع، وحينها قد حقق الموقع نجاحًا ضخمًا نتيجة الإقبال المتزايد، إذ ارتفع عدد المستخدمين من 12 مليون مستخدم في شهر ديسمبر عام 2006م إلى أكثر من 40 مليون مستخدم في بداية عام 2007م،  ومع التزايد والإقبال على الموقع كان موقع فيسبوك دائم التطوير في التقنيات، كما أنه قد استطاع الوصول إلى الكثير من البلاد، فقد ترجم إلى العديد من اللغات مما ساعد على زيادة المستخدمين من كل مكان حول العالم، فأصبح متصدرًا مواقع التواصل الاجتماعي في العدد من الدول منذ عام 2009م ، فبلغ عدد مستخدميه في نهاية ديسمبر لعام 2012م المليار ومائة مليون مستخدم، فمثلًا في مصر أصبح أكثر مواقع التواصل الاجتماعي زيارةً في عام 2012م، خاصةً بعد أحداث ثورة يناير 2011م، التي انطلقت بشكلٍ رئيسي من فسيبوك آنذاك.

أسباب تصدر فيسبوك ليصبح الموقع الأكثر شعبية واستخدامًا في البلاد

لا شك أن فيسبوك قد احتل الكثير من الوقت والاهتمام، ربما يكون من البلاغة أن نقول أنه قد احتل الأشخاص أيضًا، وقد يكون فيسبوك بالطبع مفيدًا إن تم استغلاله بطريقةٍ صحيحة، ولكن كلما زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده بالطبع، فالمبالغة في الشيء ليست بالأمر المحمود دائمًا، وهناك أسباب عديدة قد ساعدت على جعل موقع فيسبوك متصدرًا، فقد حاول مارك دائمًا أن يجعل فيسبوك موقعًا شاملاً لكل شيء، فهو لا يجعل التواصل بين الناس في جميع أنحاء العالم يتم بشكلٍ أسهل فقط، بل هو يستطيع جمع المعلومات عن كل شيء، والأخبار حول العالم، والعمل من خلاله، والتواصل، واللعب، وعرض المواهب، من الرسم، والكتابة، والتصوير.. وأيضًا الإعلان لكل شيء سواءً كانت إعلانات ممولة، أو عن طريق صفحات مجانية على الإنترنت، فبإمكان المرء أن يعلن عن مهنته، وما يقوم بعمله من خلال فيسبوك ، فلم يقتصر على كونه موقعًا ترفيهيًا، بل إخباريًا أيضًا، ومكتبة لتقديم المعلومات من خلال صفحاته المختلفة، وأيضًا مكانًا خصبًا لعمل المرء، حيث يتواصل مع زملاؤه الذين يعمل معهم عبر الإنترنت، ومعرضًا للمواهب، والفنون، والصور، فتقنية إنشاء الصفحات على فيسبوك مكنت المرء من فعل الكثير من الأغراض والرغبات، كما أن تطوير فيسبوك بشكل دوري ليجعل التواصل يتم بشكلٍ أسهل جعل الكثير من الأفراد يقومون بالاستغناء عن ياهو ماسنجر، وسكايب، وهوتميل وغيره، والاكتفاء بفيسبوك كموقع للتواصل عوضًا عن التواصل عبر الإيميل، كما أن تطوير الاتصال ليصبح مكالمات، وفيديو، ساعد العديد من الرواد والمستخدمين أن ينصرفوا عن التطبيقات التي تقوم بذلك أيضًا، فنجح مارك بجعل فيسبوك موقعًا شاملًا يحاكي جميع التطبيقات، ويتصدر جميع المواقع.

كما أن تفعيل تقنيات الكتابة التي تمكن الشخص من التعبير عن حالته، جعلت الأشخاص يعبرون عن آراءهم، وحالاتهم بحريةٍ أكبر، خاصةً أن الموقع لا يضع حدًا لعدد الحروف التي يتم كتابتها كما يفعل تويتر، لذا فقد مكنه ذلك من أن يكون مكانًا للتدوين أيضًا، وعندما قام مارك بتفعيل إمكانية عرض الذكريات، فظهور ما حدث في هذا اليوم في الأعوام السابقة يجعل العديد يريدون توثيق دائمًا الأحداث الهامة، وما يحدث له يومًا بعد يوم حتى يتم عرض ذلك فيما بعد، ليصبح بمثابة حافظة للتاريخ، وأيضًا توثيق الإنجازات ليصبح سيرة ذاتية مناسبة، فيمكنك التعرف على الشخص كفاية عن طريق صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، ومن أهم الأمور التي أتاحت للعديد استخدامه وهي سياسة الخصوصية، التي تحفظ للعديد من الأشخاص معلوماته، كما تجعله يتحكم بما يتم عرضه من صفحته الشخصية، وقد تم تطوير سياسة الخصوصية تلك ومرت بالعديد من المراحل، كما أن فيسبوك قد بالعديد من التطورات والمراحل، وفي كل مرة يحاولون إضافة كل جديدٍ حتى يستطيع فيسبوك أن يخدم حاجات المستخدمين، كما يحافظ على نصيبه من الإقبال، تزامنًا مع ظهور العديد من المواقع، والتطبيقات التي تعمل على جذب رواد الإنترنت، ولكن مع كل هذا العمل أرى أن أكثر الأشياء جذبًا هو سياسة الإشعارات، تلك التي تجعل المرء دائمًا حريصًا على أن يكون على تواصل مع الإنترنت ليعرف من ترك له رسالة مثلًا، أو قام بالإعجاب بما كتبه، أو بالرد عليه، فتلك السياسة جعلت العديد من المستخدمين مرتبطين به بهوس، وخاصةً الذين لا يستخدمون ألإنترنت إلا لغاية التواصل والترفيه، فمن الناس من يهتم فقط بجمع الإعجابات على الصور والتعليقات، وغيرها من الأمور الغير مهمة.

أضرار فيسبوك

وعلى هذا فقد استطاع فيسبوك أن يكون سببًا في العديد من الأضرار، فإن هذا الموقع هو سلاحٌ ذو حدين، فكما أنه يستطيع تقديم المعلومات النافعة، والأخبار.. فقد يستطيع أن يقدم العكس أيضًا من الأخبار، والمعلومات الضارة والخاطئة، فانتشرت الكثير من الشائعات، والأمور التافهة التي أصبحت تغزو عقول الكثيرين، وتنتشر في الهواء بسرعة هائلة، كما أن باختراق الكثير من الحسابات فإن سياسة الخصوصية لا تفيد كثيرًا، حيث انتشرت العديد من تلك الاختراقات، والتي سببت لكثير من الأشخاص، وأيضًا قضاء الكثير من الوقت يعمل على إهمال العديد من المهام، والتفرق الأسري الذي يحدث نتيجة إهمال التجمعات العائلية، والأسرية، وأيضًا العديد من المشكلات والخلافات التي تقع بسببه، ونتيجة إهمال الرقابة من الوالدين قد يسبب وقوع الأذى للأبناء، وعندما استطاع فيسبوك أن يكون حرفيًا موقعًا شاملًا، فقد شمل أيضًا الصفحات الجنسية، التي قد يتوقف عندها أحدهم بدافع الفضول ثم تصبح عادة بعد ذلك، وقد يتعرف من خلال فيسبوك على الأشخاص الذين يغيرون تفكيره وطريقته في الحياة، وهذا ليس دائمًا بالأمر الجيد!

ربما يرجع نجاح فيسبوك إلى تفاني طاقم العمل، ودقة اختيار مارك له، ومحاولة مواكبة التطور السريع في الحياة، وجعله أكثر سهولة ليناسب جميع الناس، وأكثر شمولية لجميع الاحتياجات والأعمار.. ولا شك أن فيسبوك كأي موقع على ألإنترنت يحتاج إلى رقابة، وإلى حكمة في إدارة وتنظيم الوقت حتى لا يكون ضارًا فيما بعد، ولا شك أن العديد منا قد أصابه ضرر منه، كما قد أصاب منه نفعًا.

رقية شتيوي

كاتبة حرة، خريجة جامعة الأزهر، بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، قسم اللغة العربية.

أضف تعليق

سبعة + 2 =