تسعة
الرئيسية » دين » فوائد الصلاة : كيف يمكن للصلاة أن تفيدك في تحسين حياتك؟

فوائد الصلاة : كيف يمكن للصلاة أن تفيدك في تحسين حياتك؟

الصلاة عماد الدين، وهي الركن الثاني في الإسلام، والفريضة التي يستقيم بها حال المرء، ومن كرم الله أن جعل في كل حكمٍ من أحكامه فائدة، فما هي على فوائد الصلاة

فوائد الصلاة

نعلم جميعًا أن الصلوات الخمس هي أحد أركان الإسلام، والتي تتمثل في: إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا، فهي الفريضة التي فرضها الله على عباده، على كل بالغ عاقل، ومن جميل رحمة الله بنا جميعًا؛ أنه لم يفرض عبادة إلا وكان لها عظيم الأثر والفائدة علينا، والتي قد تخفى عن الكثيرين، ولكن يبقى أثرها، فمثلًا لا يعلم الكثيرون منا فوائد الصلاة ، ولكنهم يكتفون بإقامتها فقط لأنها فريضة، ولكني أعتقد أن العلم بالفائدة سيكون سببًا في الإقبال على العبادة أكثر من السابق، والحمد لله الذي أنعم علينا بالصلاة، وأنعم علينا بعبادته.

نصلي جميعًا، ولكننا لا ندرك فوائد الصلاة الحقيقية! لماذا نصلي حقًا؟

ما هي الصلاة؟

الصلاة لغة: الدعاء، أو الاستغفار، فصلاة الملائكة مثلًا تأتي بمعنى الدعاء والاستغفار للمؤمنين، والصلاة من الوصل، والصلة التي تكون بين العبد وربه، فهي الطريقة التي يتواصل بها العبد مع ربه، ويناجيه، و معناها اصطلاحًا: هي العبادة المفروضة، المتعارف عليها، والتي تؤدى بطريقة معينة، بحركات وأقوال خاصة، والتي قد اختلفت اصطلاحًا في كل ديانة من الديانات.

الصلاة في الديانات المختلفة

وتختلف الصلاة في كل ديانة من الديانات، فمثلًا في اليهودية عرفت الصلاة بمعنى: الإرهاق، وتعذيب الذات لإظهار الخضوع، ولم تكن في البداية الصلاة في اليهودية مفروضة، أو محددة، وإنما كانت وفقًا للحالة العامة، فكانت ارتجالية، فمثلًا تقديم القرابين، أو الضحايا، ومن ثم فقد أدخلت العديد من التعديلات في تلك الصلاة، مثل ما يعرف بـ”قربان الشفتين” والتي أطلق عليها عبادة القلب، بينما الصلاة في المسيحية لا تختلف فقط عن غيرها من الديانات، ولكن تختلف ماهيتها من مذهب إلى آخر، ومن كنيسة إلى أخرى، ولكن تتفق في أنها عملية تقرب إلى الله، وقد تكون جماعية، وقد تكون منفردة، وهناك أوقات يجب على المرء الصلاة فيها، فمثلًا: قبل وبعد الطعام، وقبل النوم، وغيرها. وقد كانت الصلاة في الجاهلية عند الكعبة عبارة عن التصفيق، والصفير. ولكن بغض النظر عن طريقة كل ديانة في الصلاة، ولكن جميعها يتفق أن الصلاة ما هي إلا الحبل الذي يصل العبد بربه، ويتقرب إليه به، وكانت فوائد الصلاة المعروفة تنحصر فقط في التقرب إلى الله.

الصلاة في الإسلام

فكما ذكرنا أن الصلاة في الإسلام هي الركن الثاني من أركان الدين الحنيف، والتي تبدأ بالتكبير، وتنتهي بالسلام، وتتكون من القيام والركوع والسجود، والصلاة المفروضة عبارة عن خمس صلوات، تختلف كل واحدة من حيث الوقت، وعدد الركعات، فالصلوات الخمس هي: الفجر ويتكون من ركعتان، ويبدأ من بداية الفجر إلى شروق الشمس، والظهر وهو أربع ركعات، ويبدأ من زوال الشمس حتى يصير ظل كل شيء مثله، يعني عند دخول العصر، والعصر يتكون من أربع ركعات أيضًا، ويبدأ منذ أن يصير ظل ك شيء مثله، حتى غروب الشمس، والمغرب، تتكون من ثلاث ركعات، ويبدأ من غروب الشمس حتى الشفق الأحمر، والعشاء، وهو أربع ركعات، ويبدأ من غياب الشفق الأحمر، وحتى الفجر الثاني، وهذا بغض النظر عن الاختلاف في امتداد أوقات الصلوات في مختلف المذاهب، -وهو ليس حديثنا-. وهناك أنواع من الصلوات الغير مفروضة، مثل النوافل، والتطوع، والتي تختلف أحكامها، فهناك مثلًا: صلاة الجمعة، والعيدين، الشفع والوتر، والجنازة، والاستسقاء، والحاجة، وغيرها من الصلوات التي في الإسلام. وتختلف فوائد الصلاة ، أو الغرض منها في كل من تلك الصلوات، فمثلًا صلاة الاستسقاء عند طلب نزول المطر، وصلاة الحاجة عند طلب تفريج الكرب من الله، ولكن تبقى الصلاة في حد ذاتها الحبل الذي يصلنا بالله.

كيف فرضت الصلاة في الإسلام؟

نسمع كثيرًا عن رحلة الإسراء والمعراج، تلك الحادثة الشهيرة التي جعلت الرسول –صلي الله عليه وسلم- يعرج إلى السماوات في رحلةٍ مع جبريل –عليه السلام- والتي رأي فيها الكثير، وقد فرضت فيها الصلاة، فحين التقى رسولنا الكريم بالله –عز وجل-  ففرض الله علينا الصلاة، وكان عدد الصلوات في البداية 50 صلاة، ولكنها خففت إلى خمس صلوات رحمةً بنا، ولكنها بأجر الخمسين. وقد فرضت الصلاة على رسول الله –صلي الله عليه وسلم- قبل ثلاث سنوات من الهجرة من مكة إلى المدينة، وكانت في بدايتها في مكة ركعتين، وعندما هاجر الرسول –صلي الله عليه وسلم- إلى المدينة زيدت صلاة الظهر ركعتين، فصارت أربعًا، وصار العصر أربعًا، والمغرب ثلاثًا، والعشاء أربعًا، وبقيت صلاة الفجر كما هي ركعتين لأنها قد تطول بقراءة القرآن.

لماذا نصلي؟

ربما بذكر فرضية الصلاة، يجعلنا هذا نفكر أننا فقط نصلي لأن الصلاة قد فرضت علينا، مما يجعل الكثير منا يؤدي الفرض فقط ليسقط من عليه، ومع الوقت تتحول من كونها عبادة يرتاح بها المرء، إلى كونها عادة يمارسها الفرد كي يرتاح منها، فيتلاشى خشوع الصلاة، أو لا يوجد من الأصل، ولا أستطيع أن أجزم أنه بهذه الحالة تسقط فوائد الصلاة أم تبقى كما هي، ولكني أعتقد أن فوائد الصلاة لا تتم كاملة من غير خشوع، أو استحضار لنية الصلاة الأصلية، وهي التواصل مع الله، واستشعار كونك في حضرته –تعالى- ولكن بالنسبة إلى الثواب وغيره، وهل تسقط الصلاة تمامًا من غير خشوع أو لا؟!، فقد اختلفت فيها الكثير من المذاهب والفقهاء، -هو ليس حديثنا-، ولكن نرجو الثواب من الله، ونرجو الخشوع، عسى الله أن يتقبلنا! لذا فإن كنا نريد فعلًا تعميق علاقتنا بالصلاة، فيجب علينا أولًا أن نعرف فوائد الصلاة، أو الأثر الذي تحدثه الصلاة بنا!

فوائد الصلاة

سبحان الله! لم يأمرنا بشيء إلا وكانت لنا فيه عظيم الفائدة، سواءً علمنا بها أم لم نعلم، غير أن فوائد الصلاة لا تعود فائدتها فقط على حد الثواب العظيم الذي نحظى به ما إن نصلي، ولكن فوائدها أيضًا تطرق لتصل إلى الصحة الجسم، والراحة النفسية، والعقلية، ومن الغريب جدًا أن يحدث كل هذا بينما أنت تقوم فقط ببعض الحركات والتي تظل تكررها دون أن تعرف فائدتها، لهذا ربما علينا أن نذكر بعض فوائد الصلاة على سبيل المثال لا الحصر.

فوائد الصلاة في الآخرة

الدار الآخرة هي أكثر ما يؤرقنا، وهي أكثر ما يدعونا كي نعمل لله، ندعو الله دائمًا أن يتقبل أعمالنا صالحةً لوجهه الكريم، حتى لا نكون ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا –عافانا الله- لذا فإن أول فوائد الصلاة التي تغمرنا وهي الثواب الأخروي العظيم، فهي تغفر الذنوب، ولا ننسى فإن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة هو الصلاة، فهي أفضل الأعمال عند الله –تعالى- بعد التوحيد، وهي الأمر الذي يفرق بين الكافر، والمؤمن.

فوائد الصلاة في الدنيا

توجد العديد من الفوائد الدنيوية، والتي تستطيع الصلاة أن تمدنا بها، ومن تلك الفوائد ما يعود بالنفع على الجسم، والعقل، والروح، والحياة بأكملها، فالصلاة جاءت منافعها شاملة، وسبحان الله فإن العلماء لا زالوا يكتشفون يومًا بعد يوم ما تستطيع الصلاة أن تقدمه للفرد بالأدلة العلمية، ولكن بالنظر إلى فوائد الصلاة بالنسبة لسلوك الفرد؛ فإنها قادرة على تهذيب سلوك الفرد، ولهذا فإن أول ما ينصح به المرء الغاضب على سبيل المثال أن يقوم ليتوضأ ويصلي، فإن هذا يساعده على أن يهدأ من روعه، كما أن الصلاة تساعد في تنظيم الوقت، كما أنها بمثابة عمل تنشيط لوقتك، فأن تقوم لتتوضأ وتصلي وتبدأ عملك مجددًا، يجعلك هذا تستعيد نشاطك في كثير من الأوقات، خاصةً أوقات العمل، فعندما تعمل لفتراتٍ طويلة بشكلٍ متواصل فإنك لن تأتي بنفس النشاط الذي يمكن أن تنجزه عندما تستعيد نشاطك من آنٍ لآخر، فمثلًا في بعض المدارس والشركات في بعض الدول فقد توصلت تلك المؤسسات إلى أهمية الاسترخاء، أو أداء بعض التمارين، والتي تساعد على التخفيف من أعباء العمل، أو جعل الأفراد يتعاملون بشكلٍ أفضل وأهدأ فيما بينهم. ومن الجميل أن الصلاة تزيد من العلاقات الاجتماعية خاصةً تلك التي تكون بين أفراد الأسرة سواءً عندما يصلي الأب بأفراد أسرته في المنزل، أو عندما يصطحب ابنه إلى المسجد، أو عندما يقابل الناس هناك، خاصةً المناخ الذي يخلقه المسجد والذي تسوده المساواة بين الناس، تعكس حقيقة أن البشر متساوون ولا فضل لأحدٍ على أحد، فالصلاة تستطيع أن تحطم الفروق التي يفرضها المجتمع، فهي فقط لا تهذب الفرد، بل تهذب المجتمع بأكمله.

فوائد الصلاة للجسم علميًا

من المعروف أن من شروط أداء الصلاة هي الوضوء، والذي إن سقط فإنه لا تصح الصلاة أو تبطل، فإنك  تتوضأ في اليوم خمس مرات، فهذا الأمر بالطبع سيكون له عائد كبير على النظافة الشخصية للفرد، الأمر الذي سيكون مفيدًا في الوقاية من الكثير من الأمراض، وهناك العديد من الدراسات التي سنتحدث عنها والتي تذكر فوائد الصلاة للجسم علميًا، فمثلًا هناك بعض الدراسات التي تقول أن انتظام الشخص في الصلاة يقلل من تعرضه للإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 40%، فقد أجريت تلك الدراسة على حوالي 4000 شخص، في عمر 65 عام، وهناك بعض الدراسات التي أثبتت فوائد الصلاة من حيث أنها تساعد في تقليل الإصابة بالنوبات القلبية، وتخفف من التوتر والاكتئاب، وتقلل من الإصابة بالإرهاق، كما أنها تحفز عمل الفص الأمامي في الدماغ.

من فوائد الصلاة العلمية

 من الجميل الارتباط الذي نجده بين وصية الرسول –صلى الله عليه وسلم- في الحث على العمل مبكرًا، وما تستطيع أن تقوم به صلاة الفجر في الجسم، فقد أثبتت دراسة أن هرمون الكورتيزون -والذي يعد هرمون النشاط في الجسم- فإن الجسم يقوم بإفرازه وقت صلاة الفجر، ومعه يرتفع ضغط الدم، مما يشعر الجسم بنشاطٍ كبير في هذا الوقت، وسبحان الذي جعل وقت الفجر هو وقت مبارك فيه في الرزق والعمل، بالإضافة إلى غاز الأوزون والذي يكون في أعلى نسبة له في الجو في هذا الوقت، وهذا الغاز يعمل كمنشط للعقل، ومع اقتراب نهاية وقت الضحى نجد أن الكورتيزون ينخفض إفرازه جدًا مما يجعل الجسم في حالة من الخمول، أو عكس الحالة التي كان عليها في وقت الفجر، الجميل أن الرسول –صلي الله عليه وسلم- قد أوصى بالنوم في هذا الوقت بما يسمى القيلولة، والتي جعل النوم فيها خيرًا للإنسان، فقد أثبت أنه عندما لا يأخذ الجسم قسطًا من الراحة في هذا الوقت بالتحديد فإن التوافق العضلي العصبي يتناقص، ويؤثر على الجسم طوال اليوم، حيث أن الجسم يفرز مادة كيميائية في هذا الوقت تساعده على النوم. وهكذا في كل صلاة، وهذا إشارة إلى أن أوقات الصلاة تتوافق مع مواعيد النشاط الفسيولوجي في جسم الإنسان، مما يعني أنها تنظم إيقاع الجسم.

من فوائد الصلاة العلمية للجسم أيضًا

عند السجود في الصلاة فإنه بفعل الجاذبية فإن الدم يتجه إلى الرأس، مما يؤدي إلى توسع الشرايين، وعندما يرفع الرأس فإن الضغط ينخفض، وتتقلص الشرايين، وعندما يقوم المرء بهذا الأمر في الصلاة أكثر من مرة فإن هذا يساعد على إكساب الشرايين مرونة، وهذا يقلل من الإصابة بتجلطات المخ، أو حدوث انفجار في الأوعية الدموية، حيث أنه من المعروف أن معظم أمراض الأوعية الدماغية، تأتي بسبب الاضطراب الذي يحدث في إيصال الدم للمخ.

هل تتحقق فوائد الصلاة كاملةً عند أدائها بدون خشوع؟

بالتأكيد يختلف تأثير الصلاة على الفرد إن كان خاشعًا أكثر من كونه مؤديًا فقط لحركات الصلاة من غير خشوع، الغريب أنه في إحدى حلقات برنامج “خواطر” قد استطاع “الشقيري” أن يثبت بتجربةٍ علمية تأثير الصلاة على دماغ الإنسان قبل أداء الصلاة، وبعد أدائها بدون خشوع، وأيضًا في مرة أخرى بعد أدائها بخشوع، ولا حظ الفرق عندما خضع لعمل “برينت سكرين” فلاحظ أن شكل الدماغ قبل أداء الصلاة، لا يختلف عن شكلها بعد أداء الصلاة بدون خشوع، ولكن التغير الذي لاحظه عندما قام بأداء الصلاة بخشوع، فقد تغير شكل المخ حينها، فلاحظ أن الجزء العلوي من المخ أصبح أقل حيوية، هذا دليل أن الوظائف الحيوية –كما وصفها- قد أصيبت بالاستسلام في هذا الوقت، ومن الجميل ما قاله “الشقيري” حينها عن كون ديننا هو الإسلام، وهو يعني الاستسلام لله عز وجل، ما أجده ردًا رائعًا للغاية! وفي تجربة أخرى له، قد تم حقنه بحقنة في الدم، بها مادة معينة، وتعمل تلك الحقنة على تحديد وظائف المخ، وقام “الشقيري” بما قام به سابقًا، وهو تأدية الصلاة مرة بخشوع، ومرة من غير خشوع، وملاحظة الفرق بين النتائج، وبالطبع كان هناك فرقًا واضحًا في نتائج تلك التجربة، فقد وجد أنه قد زاد النشاط المسئول عن الرحمة والعطف، وارتفعت منطقة التفكير في الرأس، وقد نوه أنه في بعض البلاد الغربية قد توصلت بعض المدارس إلى أن التأمل هو الحل الأمثل لتقليل حالات العنف بين الأطفال، وهو ما تقوم به الصلاة عادة، الاستسلام والخضوع لله خمس مراتٍ في اليوم كفيلة بأن تقوم بالكثير، وأن تحقق فوائد الصلاة على الوجه الأكمل بالطبع!

كيف تحقق الخشوع في الصلاة؟

تبدأ عملية الخشوع في الصلاة بمعرفة أن الصلاة هي الطريقة التي نتواصل بها مع رب الكون، الطريقة التي يلجأ فيها القلب إلى الله بالخضوع، والاستسلام التام، أن يناجي القلب خالقه، وأن تستسلم كل الجوارح أمام الله، فمجرد التفكير في هذا الأمر يجعل المرء أكثر همة واستعدادًا للصلاة. ومما يساعد على الخشوع في الصلاة  أيضًا كثرة الذكر، فأن يجعل الفرد منا وردًا خاصًا له من الذكر أمرًا سيعينه على الخشوع فيها، فلا تتوقع أن تكون بعيدًا عن ذكر الله طوال الوقت، ويرزقك الله الخشوع في الصلاة، ومن الجميل أن تتوضأ لكل صلاة، وأن تتأنى في فعل ذلك. ومن الأمور أيضًا لاستحضار الخشوع، جعل الصلاة في ثوب معين -وبالطبع هذا الثوب يلائم بالصلاة، من حيث كونه ساتر، وطاهر- فإن هذا قد يساعدك على استحضار الصلاة، كما أن التطيب للصلاة واللجوء إلى الله في أحسن مظهر يجعلك تتهيأ أيضًا لذلك بغض النظر عن أن الصلاة تستحق هذا وأكثر. وعندما تبدأ في الصلاة استشعر عظمة قول “الله أكبر” فأنت بين يدي الله، وحاول أن لا تفكر في أمور الدنيا، وأن تقرأ كل آية بصوت تسمعه، وأن تتفكر في كل آية، فإن الله يرد عليك، ويسمعك، تخيل أنك تتحدث مع أحدهم ولا تفكر فيما تقوله، أو تفكر في شيء آخر، هل سيكون هذا من باب الاحترام؟ ولكن الأمر مختلف هنا فأنت أمام الله! وأن تغير السور القصيرة التي اعتدت الصلاة بها، وأن تتأنى في فعل حركات الصلاة، وفي السجود حاول أن تناجي الله، وأن تدعو كثيرًا بما ترغب، وأن تدعو دائمًا بأن يرزقك الله الخشوع في الصلاة.

بغض النظر عن فوائد الصلاة والتي لن يسعنا الإلمام بها جميعًا هنا، ولكني أتعجب كثيرًا ممن ينكر وجود الله –تعالى-!، لمن يلجأ عندما تضطرب الحياة حوله؟ وكيف تسير أموره؟ كيف يعيش من دون هذا الأمان الذي يحيطنا به الله –عز وجل- في كل وقتٍ وحين؟ كيف يمكنه أن يعيش دون استشعار لذة القرب من الله؟ ولكني لا أتعجب من الإحصائيات التي تتكلم عن أعداد الانتحار الهائلة في البلاد التي تنكر وجود الله، فسبحان الذي هدانا للإسلام، والحمد لله على هذه النعمة.

رقية شتيوي

كاتبة حرة، خريجة جامعة الأزهر، بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، قسم اللغة العربية.

أضف تعليق

17 − ثمانية =