تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » حياة زوجية » كيف يسهم فهم الزوجة في التمتع بحياة زوجية سعيدة؟

كيف يسهم فهم الزوجة في التمتع بحياة زوجية سعيدة؟

فهم الزوجة هو أمر ليس صعبًا ولا مستحيلاً، بل إن من يسعى إلى فهم زوجته فإن ذلك سبيل إلى سعادتهم سويًا وفهم الكثير من الأمور التي تحتاجها الزوجة والتي بلا شك تختلف عن احتياجات الزوج، لذا فإن وصلت إلى مرحلة تفهم فيها زوجتك جيدًا فهنيئًا لك راحة البال والسعادة في حياتك وفي بيتك.

فهم الزوجة

يسعى الزوج باستمرار إلى معرفة الطرق التي يمكن من خلالها فهم الزوجة حتى تمتلئ حياتهم معًا بالسعادة والسرور ويقدرا على فهم بعضهما البعض، فعندما يفهم الزوج زوجته بالطبع سيكونا متقاربين من حيث التفكير، ومتقاربين من حيث المتطلبات أو تلبية حاجات بعضهم البعض، وبالتالي لن تكون هناك مشاكل أو خلافات بينهم، إلا فقط الخلافات البسيطة التي قد تحدث بينهم في وقت من الأوقات، ونحن اليوم سنشرح لك مجموعة من الأفكار أو الطرق التي من خلالها تستطيع فهم زوجتك وبالتالي الشعور بالسعادة معها.

كيفية فهم الزوجة

فهم الزوجة كيفية فهم الزوجة

المرأة بشكل عام كائن بسيط غير مُعقد، يمكن إرضائه بسهولة بالغة، فإن أعطيت نفسك الفرصة التي تحاول فيها فهم الزوجة فستنجح حتمًا في فهمها، وإسعادها، والشعور بالسعادة من خلالها، ولكن مع روتين العمل قد لا يستطيع الزوج فهم زوجته أو التعرف على حاجاتها الأساسية التي تحتاج إليها، وذلك يرجع إلى أن المرأة لا تحتاج فقط إلى تلبية حاجتها المادية، ولكن إرضاء حاجتها العاطفية سبب أساسي في فهمها والتعرف على أفكارها، بل وزيادة طاقة الحب داخلها تجاهك، المادة وحدها لا تكفي، ينبغي أن تعرف هذا جيدًا، ولكن فهم طبيعتها الشخصية وطريقة تفكيرها والتعرف على كل ما يسعدها أمور لا يجب أن تغفل عنها مهما كانت الأسباب ومهما كان حجم عملك وحجم الضغوط التي تُعاني منها.

أفكار وطرق فهم الزوجة

فهم الزوجة أفكار وطرق فهم الزوجة

المرأة بوجه هام لها طبيعة خاصة بها وكيان خاص بها، فلا ينبغي أن تتعامل مع طبيعة المرأة على أنها مثلها مثل صديقك في العمل أو أصدقائك بشكل عام، المرأة كائن رقيق لها طبيعتها الخاصة بها، فما بالك بزوجتك التي ينبغي أن تُكرمها وتتفنن في إسعادها وفهم خصائصها البيولوجية والأنثوية حتى تستطيع التعامل معها، فمن باب إكرام الزوجة كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم أن تتعرف على طبيعتها كي تستطيع التعامل معها وفق هذه الطبيعة، وسوف نسرد لك مجموعة من الأفكار التي يمكن استغلالها حتى تستطيع التعامل وكذلك فهم الزوجة من خلالها، وهي تنحصر في:

معرفة كيفية التعامل مع طبيعتها البيولوجية

المرأة بشكل عام عكس الرجل فهي تمر شهريًا بل ولا نبالغ إن قلنا يوميًا بمجموعة من التغيرات البيولوجية، فالطبع أنت تعلم أن زوجتك تمر بفترة ما قبل الطمث، وخلالها تكون هناك خلل في الهرمونات، وبالتالي تكون زوجتك أكثر عصبية من باقي الأيام، فينبغي أن تعرف كيف تتعامل معها في هذا اليوم أو هذه الفترة، حتى تمر منها بسلام، دون حدوث الكثير من المشكلات بينكم، فلا بد أن تعلم أن زوجتك في هذه الفترة تكون أكثر حساسية من قبل، كما أنها تفقد الشهية لجميع أنواع الطعام، فحاول أن تتعامل معها بلطف شديد أيضًا عندما تراها بهذا الوضع وهذه الحالة النفسية السيئة.

تقدير الظروف الاجتماعية التي تمر بها زوجتك

النساء عمومًا تمر عليهم الكثير من الضغوط والظروف الاجتماعية، وحتى تستطيع فهم الزوجة ينبغي أن تتعرف على الظروف والضغوط التي مرَّت بها، فمن الممكن أن تكون طبيعة بشرة زوجتك سمراء، فينبغي أن تعلم أن المجتمع دائمًا ما يوجه أسلوب التنمر للفتاة السمراء، فلا ينبغي أن تذكر هذا الأمر أمام زوجتك بطريقة سلبية، بل ينبغي أن تتعامل معها بإيجابية، وتحاول أن تُحببها في نفسها، كما أن المجتمع يتبع أسلوب التنمر مع الفتاة السمينة، أو زائدة الوزن، فينبغي إن كانت زوجتك سمينة أو وزنها زائد عن الطبيعي أن تتعامل معها أيضًا بأسلوب إيجابي، وتحاول أن تساعدها إما في فقدان وزنها أو تقبل نفسها بهذا الشكل.

لا تقارن زوجتك بغيرها عند محاولة فهم الزوجة

أول ما يقتل النساء عموماً هو أن تقوم بمقارنتها بفتاة أخرى أو امرأة أخرى، فإن أول ما ينبغي اتباعه عند محاولة فهم الزوجة ألا تقارنها مع غيرها، كل امرأة لها طبيعتها الخاصة بها، ولها مزاياها وعيوبها، فلا يصح أن تجرحها أو تُعنفها بعبارات النقد والتوبيخ والمقارنة مع نساء أخريات، وأنت ينبغي أن تعلم جيدًا أن النساء مختلفات عن بعضهم البعض، فلا ينبغي أن تقارن في عقلك زوجتك بأي سيدة أخرى، فليس بالضرورة أن الصفة التي تظهر أمامك من أحد السيدات هي بالفعل بها، وليست مصطنعة، ولكن هذا لا يمنع أنك إذا وجدت بها ما لا يُعجبك أن تحاول مناقشتها، وهذا ما سنتعرف عليه من خلال الفقرة التالية.

توجيه النقد لها بأسلوب لطيف

جميع الأشخاص وليست النساء فقط لديهم الكثير من العيوب، قد نكون في بعض الأوقات قادرين على تحمل العيوب، وفي وقت آخر لا نستطيع تحمل هذا العيوب، فإن كانت هذه العيوب لا تستطيع تحملها أو التكيف معها، فلا يجوز لك أن تصمت ولا توجه لها النقد، فهذا ليس من باب فهم الزوجة والتعامل معها، بل عليك أن تتحدث معها بأسلوب وطريقة لائقة، وتخبرها بكل ما تُريد تغييره في شخصيتها، وتحاول أن تسرد لها موقف مُعين نتج عنه هذا الطبع الغير جيد أو السلوك الغير جيد، وبالتالي تستطيعون معًا إدراك الخطأ أو العيب وبالتالي محاولة علاجه، وتعيشا معًا في هدوء وسعادة.

التواجد مع الزوجة وقت طويل

لا تبالغ في تركك لزوجتك بمفردها وتدعي دائمًا أنك لا تستطيع فهمها وفهم طبيعتها، فكيف لك أن تتعرف على طبيعتها وتفهمها وأنت لا تجلس معها ولا تتعامل معها معظم الوقت؟ فأنت إما مشغول في عملك أو في نزهة مع أصدقائك، ينبغي أن تخصص لزوجتك وقت كاف حتى تستطيع التعرف على شخصيتها الحقيقة والتعرف على ما تحبه وما لا تحبه، والتعرف على جميع الأمور التي تزعجها ولا تستطيع التعامل معها، فكل هذا لا يكون بالتعامل معها لدقائق على مدار اليوم كله، بل ينبغي تخصيص وقت كاف لها، وإعطائها الأولوية في وقت عطلتك الرسمية.

معرفة طبيعة تربيتها

حتى تستطيع معرفة تكوين زوجتك النفسي ينبغي أن تعرف جيدًا كافة الضغوط الاجتماعية التي مرت بها، وأقصد بالضغوط الاجتماعية هنا نوع المشكلات التي كانت في عائلتها وكيف تربت؟ وما هي السلبيات التي وجدتها في أسرتها ولا تُريد أن تجدها في حياتها معك؟ ولكن عندما تقوم بطرح هذا النوع من الأسئلة ينبغي أن تتحلى بالذوق الرفيع في طرح هذا النوع من الأسئلة، ولا تضغط عليها، فربما هي لا تُريد ذكر الكثير من ماضيها مع عائلتها، فينبغي أن تحترم هذا جيدًا، وتحاول اكتشاف الأمر من خلال تعامل عائلتها حاليًا، وتحاول تعويضها عما فاتها مع عائلتها.

استمع لزوجتك جيدًا

ينبغي أن تستمع لها جيدًا، حتى ولو كانت الأمور التي تحكيها من وجهة نظرك أمور تافهة وغير مُفيدة، ينبغي أن تسمع لها أيضًا، ولا تقاطعها ولا تتهمها بالإزعاج، ولا تتهمها بأنها شخصية غير مسؤولة وغير ناضجة، كل هذا يساهم في فهم الزوجة فمن خلال انطلاقها بالحديث معك عن كل الأمور التي تصادفها في يومها أو تمر بها مع صديقاتها تستطيع من خلالها فهم شخصيتها وطبيعتها وما تحب وما تكره، وما يجذبها وما يزعجها، وثق جيدًا أن النساء كالأطفال، والاستماع لحديثهن البسيط يجعل لك مكانة كبيرة داخلها.

مدح زوجتك بسبب أو بدون سبب

بالطبع النساء يقمن بعمل الكثير من الأشياء الجيدة على مدار اليوم، فحتى لو كان الأمر الذي فعلته زوجتك بسيطًا فينبغي أن تمدحها وتشكرها على عمله، فإن قامت بعمل وجبة طعام جيدة فينبغي تقبيل يدها وشكرها على هذا العمل الرائع، وإن قامت ببذل جهدٍ غير عادي في المنزل وتنظيفه فينبغي أيضًا إبداء الشكر ومدحها على عمل هذا الجهد، وإن كانت زوجتك تعمل خارج المنزل وحصلت على ترقية أو حصلت على مكافئة فينبغي أن تمدحها، حتى تشعر أنك معها وتشد من عزمها وتساندها في نجاحاتها حتى ولو كانت نجاحات بسيطة.

والمدح لا يكون فقط عند عمل وإنجاز أي مهمة من مهامها، ولكن عندما ترتدي زوجتك فستان جديد أو تقوم بعمل تسريحة شعر جديدة، ينبغي أن تؤكد لها أنها جميلة، وأنك لاحظت التغيير الذي قامت به، وأنها في كافة حالاتها تُعجبك، فتدليل الزوجة واحدة من وسائل فهم الزوجة التي تستطيع من خلالها كسبها واحتوائها وفهم طبيعتها، مما يؤدي إلى زيادة السعادة بينكم وزيادة التفاهم والود، الذي يؤدي كذلك إلى زيادة فرص السعادة بينكم طوال العمر، وتثق بك زوجتك أكثر، ويكون بينكم باب حوار هادئ.

وبهذا نكون قد وفرنا لك مجموعة من الأفكار التي يمكن من خلالها فهم الزوجة وبالتالي تنشأ السعادة فيما بينكم، واعلم جيدًا أن اتباع الخطوات السابقة تمكنك من فهم زوجتك، وبالتالي تحصل على السعادة الزوجية التي تدعي أنك مفتقد لها، فالمرأة كائن بسيط ورقيق، ولكن في نفس الوقت تحتاج إلى الرعاية المستمرة والعناية، فتعامل معها على أنها طفل من أطفالك، ودللها كما تتدلل أطفالك، ولا تنساها في زحمة مشاغلك اليومية، فهناك تستطيع كسب ودها، وإن قمت بكسب ود زوجتك ستجعل حياتك بالكامل وردي، وستخفف عنك روتين العمل وضغط العمل أيضًا، وكافة أعباء الحياة التي تتعرض لها، سواء كانت أعباء مادية أو أعباء معنوية، فاستعن بالله وقم بتنفيذ كافة الخطوات السابقة.

أحمد مصطفى

كاتب عربي، وطالب بكلية الهندسة جامعة المنوفية، مهتم بالكتابة والتدوين والتدقيق اللغوي.

أضف تعليق

18 − 2 =