تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » فلاتر المياه : كيف تساعد في حصولنا على مياه نقية ؟

فلاتر المياه : كيف تساعد في حصولنا على مياه نقية ؟

مع التلوث الكبير في مصادر المياه من حولنا، أصبحت الحاجة إلى فلاتر المياه كبيرة جدًا، في هذه السطور نرى كيف أن فلاتر المياه تساعدنا في الحصول على المياه.

فلاتر المياه

فلاتر المياه أصبحت ضرورة من ضرورات العصر وليس هذا فحسب وإنما أيضا ضرورة من ضرورات أي منزل أيا يكن مستواه الاجتماعي. ولكن لماذا انتشرت فلاتر المياه في الفترة الأخيرة بشكل كبير وملحوظ؟ لماذا لم تكن ضرورة حياتية منذ سنوات قلائل؟ فقد كانت تعد مطلب كمالي لذوي الدخول المرتفعة ومن يعيشون على المياه المعدنية، في الواقع الموضوع يمكن تحليله بطريقة بسيطة للبحث عن الأسباب التي حولت مطلب كمالي إلى ضرورة وهو تلوث الماء العذب الذي يعد السبب الأول والأساسي الذي أدى إلى انتشار فلاتر المياه ومطالبة الفرد بشرائها، وهذا نما بعد أن انتشرت الأمراض التي ترجع في أصولها إلى تلوث مياه الشرب. في هذا المقال سنحاول توضيح الأسباب التي أدت إلى تلوث المياه، عرض للملوثات الطبيعية والملوثات الكيميائية، عرض وتحليل لموضوع تنقية مياه الشرب من خلال فلاتر المياه، كيف نحصل على مياه نظيفة؟ وفي النهاية هل فلاتر المياه هي الحل أم أنها فقط تقلل الأضرار لحين نمو الكارثة وانفجاراها؟

كيف تسهم فلاتر المياه في تنقية مياه الشرب ؟

تلوث مياه الشرب

من المعروف أن المياه العذبة الصالحة للشرب تمتاز بأن ليس لها لون أو طعم أو رائحة، وفي حالة تغيير هذه الخصائص يعني أن هناك تغيرا ما طرأ عليها، ويعني أيضا أن هذا التغير هو ملوث للمياه وأنها لم تعد صالحة للشرب، وفي هذه الحالة فهي لم تعد صالحة للكائنات الحية جمعاء، فإن لم تقتل فسوف تصيب بالإعياء والمرض، وبالتالي يستلزم الأمر هنا اللجوء إلى تنقية المياه عن طريق فلاتر المياه حفاظا على الصحة. ومن الملفت للنظر هو إهمالنا لمثل هذا الموضوع المهم فيعتدي الكثير على مياه نهر النيل ليلقي بها القاذورات ليتخلص منها، ولم يعد أحد يحترم البيئة أو الطبيعة أو باقي الكائنات الحية التي تحيا معه على نفس الماء. لا أعرف لماذا الإنسان هو المسؤول دائما؟ وهو المستهتر دائما؟ وهو المعتدي دائما؟ في حين أن باقي الكائنات الحية تعيش دون أن تضره أو تضر غيره وإنما الإنسان أصبح مغرورا وكأن الكون خلق له وحده لا يحترم أي من مخلوقاته ويبطش ويعتدي ويقتل من الكائنات ما يشاء. لقد كان الإنسان القديم يقدس نهر النيل ويحترمه ولا يلوثه مهما كانت الأسباب، حتى أن المصري القديم كان من ضمن اعترافات كتاب الموتى أن يقسم المتوفي بأنه لم يلوث ماء النهر، حتى يدخل الجنة، لكن الآن تغيرت الثقافة إلى الأسوأ ولم يعد الإنسان يحترم ماء النهر الذي يبقيه حيا.

أسباب تلوث الماء

التغيرات الفيزيائية والكيميائية التي تطرأ على المياه فتغير من خواصها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ويؤثر ذلك سلبا على الكائنات الحية ويلوث المياه ويجعلها غير صالحة للاستخدام. ويمكننا أن نقسم التلوث المائي إلى قسمين: التلوث الطبيعي، هو التغيرات الطبيعية التي تطرأ على المياه مثل ارتفاع درجة الحرارة أو ازدياد المواد العالقة أو ارتفاع نسبة الملوحة، وكلها أسباب طبيعة خاصة بقوانين الطبيعة ولا أعتقد أنها السبب الرئيسي لأنها ببساطة موجودة وقديمة قدم الطبيعية ولم تظهر الأزمة إلا الآن، ولم يتم اختراع فلاتر المياه إلا حديثا. التلوث الكيميائي، وهذا هو الموضوع الأهم ومسؤول عنه الإنسان ويتعدد وتتنوع صوره من: إلقاء مخلفات الصرف الصحي في المياه، إلقاء مخلفات المصانع السامة، المخلفات الزراعية والتي تحتوي على مواد سامة للأسماك، غرق حاويات المواد البترولية وعدم التعامل معها بشكل سريع، الاعتداء على الثروة السمكية بوسائل محرمة دوليا كاستخدام بعض الكيماويات أو الكهرباء لاصطياد الأسماك، وغيره الكثير مما يدل على جشع الإنسان المعاصر وخلوه من القيم.

تنقية المياه

نظرا للملوثات الكثيرة التي تتعرض لها المياه فتصبح مليئة بالبكتيريا والطحالب وغيرها من الملوثات، فقد كان الحل الذي توصل له الإنسان هو تنقية مياه الشرب من خلال وسائل عدة، والأساليب التي تستخدم في التنقية مثل الترشيح، الأشعة فوق البنفسجية، الموجات الصوتية، تحلية مياه البحار. ويتم التخلص في هذه العمليات من: الرمال والطفيليات والطحالب والبكتريا وبعض المعادن السامة. أما الأسلوب الأكثر انتشار هو الكلور، حيث يخلط بنسب معينه تقضي على الطفيليات والبكتيريا في المياه وتجعله ماء نظيفا، واختلاف هذه الأساليب يعود إلى اختلاف مصادر المياه ونوعها ونسب تلوثها لتحديد أفضل طريقة للتعامل معها، وهذه المعلومات تكون ضرورية عند شراء فلاتر المياه.

فلاتر المياه

هي أجهزة تقوم بمعالجة المياه وتنقيتها حتى تصبح صالحة للأغراض المطلوبة سواء الشرب أو مواصفات معينه لاستخدامها طبيا أو زراعيا. تتكون فلاتر المياه من مجموعة من المراحل والمرشحات التي تعمل على إزالة المواد الملوثة منه وتختلف من فلتر 5 مراحل إلى ستة مراحل وسبعة مراحل والآن ثماني مراحل، ولتحديد أي نوع من فلاتر المياه تريد يتأتى ذلك من خلال تحليل عينة من المياه لمعرفة مدى تلوثها وبالتالي تحديد المراحل المناسبة للتنقية ومن ثم نوع الفلتر المطلوب، والأجهزة متوفرة في الأسواق بأنواع وأسعار مختلفة ومتنوعة.

مم يتكون الفلتر؟

فلاتر المياه تتكون من ثلاثة قطع رئيسية وهي: المرشحات أو كما يطلق عليها الشمعات، وهي التي تقوم بعملية التنقية أو المعالجة للمياه وتعزل المواد الضارة ويتم تغييرها من فترة إلى أخرى حسب نوعية الفلتر وسعة إنتاجه. الخزانات، وهي التي تحتوي على الماء بعد معالجته ويتم تخزينه بها حتى لا يختلط بالماء الملوث قبل دخوله إلى المرشحات وهو جزء أساسي للفلتر. المضخات، تستخدم لضبط الضغط وتعمل بنظام التناضح العكسي وتقوم بضبط مقياس ميل لسحب المياه.

استخدامات فلاتر المياه

بالطبع تستخدم فلاتر المياه في تنقية المياه من الملوثات وجعلها صالحة للشرب وهذا هو الشائع عنها، ولكن ليس هذا استخدامها الوحيد وإنما أيضا يتم استخدامها لتوفير نوعية معينه من المياه مطلوبة طبيا أو زراعيا أو صناعيا وهي بنسب كيميائية وفيزيائية معينة، ويتم استخدام فلاتر المياه بصورة عامة في الحالات الآتية: نقص المعادن المهمة، اختلاط المياه بمركبات أخرى، تلوث الماء بأي مواد كيميائية، وجود بكتيريا ضارة، ارتفاع نسبة الكلور عن الحد الموصى به، وجود رواسب مثل الرمال أو الحصى، ارتفاع نسبة الأملاح والمعادن الثقيلة.

ثقافة وليست فلترة

تلوث الماء ناتج عن عدم وعي وثقافة الأفراد، عدم إحساسهم بالمسؤولية، خلوهم من القيم، فكيف يكون الحل هو فلترة الماء للحصول على ماء نقي؟! نحن في حاجه إلى فلاتر مياه ربما، ولكن الأكثر تأكيدا أننا في حاجة إلى فلاتر للبشر لتعليمهم القيم الإنسانية واحترام الآخر، الإنسان ليس مركز الكون كما يعتقد الكثير ولا هو سيد الطبيعة كما يظن وإنما هو كائن من كائنات كثيرة تعيش في هذا الكون، فعليه إذن احترام البيئة التي يحيا فيها وعليه أيضا المحافظة على الطبيعة ومصادقتها، فالطبيعة هي الأم وهي الراعية، ونحن نسمع في الآونة الأخيرة عن غضب الطبيعة في صورة زلازل وبراكين وفيضانات وجفاف. . إلخ، ولكن لماذا تغضب الطبيعة؟ لأن الإنسان يعتدي عليها ويتدخل في شؤونها ويحاول فرض سيطرته، فلن يكون منها سوى طرده من جنتها. لقد عاش الإنسان القديم في وفاق مع الطبيعية لا يلوث النيل ويحافظ على المياه ويحفظ التوازن البيئي ولم يكن يمتلك شيء. أما الآن، ومع امتلاكنا الوسائل التكنولوجية الحديثة نعتقد أننا نحكمها وهي يجب أن تخضع لنا. شئنا أم أبينا ولكن في الحقيقة الطبيعة لا تخضع لأحد وسوف ترد الضربة بالضربة ومن المؤكد أن ضرباتها أقوى وأشد.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.

أضف تعليق

ستة + ثمانية عشر =