تسعة
الرئيسية » الحيوانات » كيف ترى القطط العالم من حولها ولماذا تلمع عيون القطط ؟

كيف ترى القطط العالم من حولها ولماذا تلمع عيون القطط ؟

أهم مميزات عيون القطط من حيث جودة رؤيتها الليلية، كيف ترى الألوان والأشخاص وكيف ترى صورتها في المرآة؟ ما هو الاختلاف بين عيون الإنسان وعيون القطط؟ كل ذلك نناقشه هنا بناءً على معلومات ذات أساس علمي دقيق.

عيون القطط

كائنات صغيرة تُحيّر العالم بعيونها اللامعة المُضيئة كبلورة سحرية تحتضن أجمل ألوان الطبيعة، فمن يحبونها يتأملون لمعتها وتغيُّر ألوانها بشغف العُشاق، ومن يهابونها يخافون من التركيز في عيونها المُضيئة، بل ويتهمونها أحيانًا باحتواء جسدها الصغير على روح جني كبير وخطير. إنها عيون القطط ذات الانعكاسات والألوان المُبهرة واللغات المُبهَّمة، وللتعرف كيف تراك القطط كإنسي ولماذا تلمع عيونها الصغيرة تابعنا في الموضوع التالي.

تركيب عيون القطط

أبدع الله في خلق مخلوقاته، فوهبها ما تستطيع من خلاله التكيُّف مع حياتها وتوفير سُبل العيش، ولم يُفرّق في هذا بين الإنسان والحيوان.

فإن كانت نشاطات الإنسان النهارية الطابع تتطلب تركيبًا مُحددًا للعين، فمن المؤكد أن عيون القطط تركيبها مُختلف بما يتلاءم مع غريزة الصيد لديها والتي هي عادةً نشاط ليلي.

وحسب دراسة أجنبية تم نشرها عام 2015 ضمت تجارب على 214 حيوان بري بما فيها القطط، فقد أكتشف القائمين على هذه الدراسة أن حدقة عيون القطط ذات تصميم بيضاوية الشكل مما يجعلها أكثر تحكُّمًا وتكيُّفًا مع كمية الضوء النافذة إليها. ففي ساعات النهار وكأي مخلوق تضيق حدقة عيون القطط البيضاوية لحمايتها من شدة حساسيتها للإضاءة النهارية.

أما ليلًا وخاصةً إن كانت تتعقّب فريسة، ستجد عضلات عيونها تتسع حتى 200 ضعف اتساعها النهاري فتتحول الحدقة حينها من المظهر البيضاوي إلى الدائري كالبشر، بشكل يضمن حصولها على أكبر قدر ممكن من الضوء اللازم للحركة والركض خلف فريستها التي تبدو كظل أسود على خلفية سماء في ليلة مظلمة، أو الابتعاد عن مصدر هجوم مُحتمَل عليها.

ولكن براعة القطط في الرؤية الليلية بأقل إضاءة مُمكنة لا تعني بالضرورة أنها قادرة على الرؤية في العتمة التامة.

عيون القطط ورؤية الأشياء

براعتها في الرؤية الليلية وتحديد الهدف واقتناصه لا تعني بالضرورة أنها ذات قدرات رؤية خارقة للطبيعة الكونية.

فعلى الرغم من رؤيتها الليلية الممتازة التي تتفوق على رؤيتها النهارية بنحو ست أو ثماني مرات، إلا أنها لا تستطيع رؤية الأشياء التي على بعد ستة أمتار منها، كما لا تستطيع رؤية الأشياء القريبة جدًا، ولا تستطيع التمييز بين الأشياء الساكنة والمُتحرّكة ببطء، فكلاهما لديها شيء واحد على عكس قدرة البشر، فما قد تراه أنت كإنسان يتحرك تراه قطتك شيئًا ساكنًا لا يلفت انتباهها.

عيون القطط المضيئة

من منا في صغره أو حتى كبره لم تلمع أمامه عيون قطة أو تُضئ فأرعبته أو ظنّها رسالةً ما؟!

الحقيقة هو ليس شيئًا مُرعبًا ولا رسالة بلغة القطط الخاصة، الأمر ليس أكبر من انعكاس لضوء زائد من عيون القطط وفق ما يُعرف بظاهرة eyeshine أو لمعان عين القطة، وتحدث ظاهرة لمعان عين القطة بسبب نسيج خفيف يوجد خلف الشبكية في عيون القطط يُعرف باسم النسيج اللامع أو Tapetum licuidum.

ويُشبه عمل هذا النسيج عمل المرآة العاكسة في عيون القطط ليلًا، حيث يساعد القطط في عكس أكبر قدر من الضوء المُتوفِّر إلى عينيها لتحظى بأفضل رؤية مُمكنة للأشياء، وحينما تتم هذه العملية ينعكس قدر قليل من الضوء من عينيها مُسببًا هذا اللمعان.

وعادةً ما يتخذ الضوء المعكوس من عيون القطط لون أحمر أو أصفر أو أبيض حسب زاوية رؤيتك أنت لعينيها. وإلى جانب دوره في تحقيق أقصى استفادة من الضوء من أجل رؤية أفضل للقطط ليلًا، يعمل النسيج اللامع أيضًا على تعديل الطول الموجي للأشياء في عيون القطط فترى فرائسها بوضوح كخيال ظل على خلفية واضحة.

وترجع الرؤية الليلية الجيدة التي تتمتع بها القطط أيضًا إلى سبب ثالث، ألا وهو زيادة الخلايا العصوية في شبكية عينيها عن عيني الإنسان إلى نحو خمس وعشرين خلية.

كيف تُميِّز عيون القطط الألوان؟

عيون القطط ليست شيئًا خارق للطبيعة إلى هذا الحد الذي قد يجعلنا نظّن أنها تُميِّز بين درجات الألوان كأفضل خبيرة موضة إنسية. فهل تساءلت يومًا من أي منظور ترى قطتك الأشياء؟

الإجابة أنه على الرغم مما تتمتع به شبكية عيون القطط من مزايا تكفل لها أفضل رؤية ليلية مُمكنة، إلا أنها لا ترى العالم من حولها إلا من خلال لونين اثنين هما الأزرق والرمادي.

لذا لا تندهش حينما ترى قطًا يرتعب من ثمرة خيار، فهو أمر اختلفت فيه الآراء وكان إحداها أن مظهر ولون الخيار كما تراه القطط يُشبه لون ومظهر الأفعى، فكيف لا تُريد منها أن ترتعب؟

وفي تفسير عُلماء الحيوان لعلاقة عيون القطط بالألوان، ذُكر أن عدد الخلايا المخروطية التي تُقسّم الأجسام المرئية إلى أطياف ضوئية مُختلفة ثم إلى ألوان ودرجات لونية مُميزة لكل لون، أقل لدى القطط بنحو عشر أضعاف عددها عند الإنسان، مما يجعل تمييز القطط للألوان محدودا للغاية.

كيف ترى عيون القطط الإنسان؟

بعد كل ما ذكرناه عن رؤية القطط ما بين الظلام والإضاءة، القُرب والبُعد، ورؤيتها للألوان، كيف تظن أن هذا الكائن الشقي الذي يجذبه ضوء ليزر أو خيال لعبة يراك أنت كإنسان؟!

في الواقع، رؤية القط لك لا تختلف كثيرًا باختلاف علاقتك به، فهو يتعرف عليك بالطبع شكلاً وصوتًا والأهم رائحة، ولكن تمييزه لشكلك يتم عبر منظور رؤية مُشوَّش غير كامل الوضوح. لك أن تتخيل كيف يرى إنسان يُعاني من ضعف البصر الأشياء بدون نظارته الطبية لتُدرك كيف ترانا القطط كبشر.

ففي تجربة طريفة غريبة وفريدة من نوعها قام مُصوّر فوتوغرافي مُحترف يُدعى نيكولاي لام باتباع إرشادات عيادة عيون الحيوان في ولاية ميشيغان الأمريكية، وتصوير أشخاص ومناظر طبيعية بألوانها الحقيقية كما نراها نحن ثم جعلها مُشوّشة وغيّر درجات ألوانها ليعكس لنا كيف ترى عيون القطط الإنسان والعالم المُحيط والفرق بين الرؤيتين.

فبدت رؤية القطط للعالم من حولها كما تعكس الصور وتحويلاتها مُشوّشة حسب قُرب أو بُعد المشهد عنها، بألوان باهتة حسب تفسير خلاياها الشبكية للألوان.

كيف ترى عيون القطط انعكاس صورتها في المرآة؟

هل صادفت قطتك ذات يوم انعكاسًا لصورتها في المرآة؟ بالطبع حدث ولو لمرة واحدة، وبالطبع دارت معركة شديدة الوطيس ببنها وبين هذه الصورة.

فعيون القطط وعقليتها في الحقيقة ومثل أغلب الحيوانات – باستثناء الشمبانزي وإنسان الغاب حينما ترى انعكاس صورتها في مرآة أو على سطح مياه صافية تظنه حيوانًا آخر غيرها ولكنه يُشبهها كثيرًا.

رُبما تدور هذه المعركة المُضحكة بالنسبة إليك والمُخيفة بالنسبة إليها كنوع من الغيرة الهجومية التي تشتهر بها القطط أو دفاعًا وقائيًا عن النفس ضد هذا الآخر، لا أحد يعلم ما يدور في رأسها الصغير حينها، ولكن ما نعرفه في جميع الأحوال أنها غير قادرة على تمييز صورتها.

وختامًا عزيزي القارئ، وبعد أن علمت الكثير عن تكوين عيون القطط ، وكيف ترى العالم من حولها من جميع زواياه وباختلاف ألوانه، على الرغم من رؤيتها الليلية الفريدة التي تُمدها بقُدرات غير مسبوقة على الصيد واقتناص فرائسها والفرار من مصادر الخطر، هل لا زلت تخاف وتقلق من غرابة عيون القطط .

كاريمان أنور

حاصلة على بكالوريوس سياحة وفنادق، كاتبة مُحتوى عربي في جميع المجالات، أعشق القراءة والاطلاع، شغوفة بقصص الخيال العلمي.