تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » طرق الانتحار : ما هي وسائل الانتحار المختلفة التي يستخدمها المنتحرون؟

طرق الانتحار : ما هي وسائل الانتحار المختلفة التي يستخدمها المنتحرون؟

الانتحار هو اختيار طوعي للإنسان بإنهاء حياته، ينتحر الآلاف سنويًا للعديد من الأسباب، وتتعدد طرق الانتحار كثيرًا، في السطور التالية نستعرض أهم طرق الانتحار .

طرق الانتحار

طرق الانتحار هي الوسائل التي يلجأ إليها بعض الناس لإنهاء حياتهم عمدا لأسباب مختلفة. وقد باتت طرق الانتحار محل بحث الكثير من شباب العالم العربي اليوم، لاسيما وهم يعيشون عصرا مصطخبا يضج بالأحداث التي تلقيها في وجوههم وسائل الإعلام المختلفة ليل نهار. وفي ظل العولمة التي فرضتها ظروف الانسياح الحضاري بما تضمنته من اشتباك الثقافات وامتزاجها، كان أمرا مقضيا أن يواكب هذا الانسياح الحضاري سيولة في المعلومات عبر مختلف وسائل الاتصالات، والتي بدورها عززت من هذا الانسياح وهذه العولمة. فأخبار العالم وأحداثه لحظة بلحظة تقع بين أيدي أفراده في ذات اللحظة التي حدثت فيها، أو بعدها بوقت وجيز. وكان كل ذلك بمثابة المعاول التي قضّت أركان الفكر الدوجمائي لدى الشباب الجديد المستعد للانفتاح والوعي. لكن عند هدم هذا اللون من ألوان الفكر، والذي يتسم بالدوجمائية والإطلاقية، كان لزاما أن يحل في العقل منظومة أخرى من الفكر تحل محل الفكر الإطلاقي هذا، وهي ما يمكن أن نصطلح عليه بالتوجه النسبوي في الفكر.

فبعد أن استوعب الفرد أنه ليس هو الوحيد الذي يمثل الصواب في هذا العالم، كان طبيعيا أن يتقبل الآخر المغاير بثقافته وعاداته وتقاليده ومنظومة أخلاقه وقيمه. لكن بما أننا تحدثنا عن القيم، فإن أمرا يحدث في هذه الدائرة، به من الخير بقدر ما به من الشر. فعندما يدرك المرء أن القيم ليست مطلقة كما يشيع الظن بين الناس، وأنها ليست شيئا قائما هناك في الأشياء الخارجية، وإنما هي من إخلاع الثقافة على هذا الشيء، عندما يدرك المرء هذا جيدا، لاسيما إذا كان من رحم ثقافة مقفلة الأفق، أورده ذلك الشيء الكثير من إحساس انعدام المعنى وانعدام القيمة. فهو وإن كان على المستوى الاجتماعي أمسى منفتحا على الآخر متقبلا له متسامحا معه، فهو على المستوى النفسي يشعر وكأنه يسقط في هاوية من الفراغ والعبث والعدمية وانعدام المعنى والقيمة في كل شيء، يفقد الرغبة في النجاح والإنجاز، كما يتنحى عن طريق الإقدام إلى رصيف الإحجام؛ لأن كلا من النجاح والإنجاز فقد قيمته ومعناه.

فإذا ما تولاه العدم من جميع أقطاره، تملكه شعورا قويا آخذا بمجامع نفسه وعقله، أن الحياة والموت سواء، فكلاهما عدم. وليس يعرف إلحاح الرغبة في الموت إلا من يكابده؛ لذا، ليس من داع لإقحام بعض أدعياء الفضيلة والتدين ليحكموا على هؤلاء بالكفر أو بالخلود في النار. فالله وحده بارئ النفس ومسويها، وهو الأعلم بحالها ومآلها. ومن شأن السيكولوجيين والسوسيولوجيين التحدث في مثل هذه الأمور إذا ما أردنا فهما وتحليلا إنسانيين دنيويين_ لا من شأن رجال الدين.

تعرف على أشهر طرق الانتحار المستخدمة

دوافع أخرى تؤدي للبحث عن طرق الانتحار

وبالرغم من أننا قدمنا لأهم الدوافع التي تدفع الإنسان إلى الرغبة في الموت، مع تحليل مبسط لها وللبيئة الاجتماعية والنفسية المصاحبة لها، إلا أننا لم نقم بحصر جميع الدوافع، فهي كثيرة ومتباينة الأشكال والمصادر، إلا أننا قدمنا لأهم سبب والذي يمثل السمة المصاحبة لطبيعة ظروف العصر (زمانيا) والمنطقة (مكانيا وثقافيا). فمن دوافع الانتحار الأخرى الأتي:

  • انفصام عرى الترابط الأسري والاجتماعي لدى المقدم على الانتحار.
  • البطالة والفقر والتهميش المصحوبين بقدر من الوعي بالأزمة التي يعيشها المقدم على الانتحار.
  • الإدمان على تعاطي المخدرات قد يؤدي بصاحبه إلى الانتحار.
  • حالات الانفعالات العاطفية الشديدة، كحالات الانفصال الصاخبة، أو فقدان حبيب سواء بالهجر أو بالموت… إلخ
    الإحساس الحاد بالدونية والنبذ والهُجنة وهدر الكرامة من المحيط الاجتماعي.
  • العنف الأسري، وبالأخص على الإناث، سواء من الأب والأم والأخ، أو من الزوج وأهله.
  • الحالات النفسية الحادة، كحالات الاكتئاب الشديدة، أو وساوس قهرية تدفع الفرد دفعا لإلقاء نفسه من النافذة أو في البحر أو لقطع شرايين يده. وفي كل هذه الحالات النفسية القهرية، يكون لكيمياء المخ اليد الطولى الممسكة بزمام الأمر.
  • تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المحيطة بالفرد الذي لديه قدر من الوعي بالأزمة ولديه من دقة الشعور والاستعداد للفناء ما يدفعانه للإقدام على الانتحار.
  • كما توجد الكثير من الدوافع والأسباب التي يصعب حصرها في هذا المقال، ولكننا نكتفي بهذا السرد الذي أجمل أهم الدوافع للبحث عن طرق الانتحار ووسائله.

طرق الانتحار المختلفة

وكما أن دوافع الانتحار وأسبابه متعددة الأشكال والمصادر، كذلك طرق الانتحار متباينة الأشكال والوسائل. وفيما يلي نستعرض بعض طرق الانتحار وأشكاله التي يقدم بعض الناس عليها:

قطع الشرايين

وهذه إحدى الطرق متوسطة الألم، والتي تتم بواسطة آلة حادة كسكين مثلا. فما إن جرى هذا السكين على شرايين اليد حتى تنفتح دائرة الدم المنغلقة على نفسها في الجسم، ليتسرب من أوعيته مخلفا إياها فارغة، لتخلف بدورها الجسم هامدا من أثر انقطاع الأوكسجين عنه، والذي يحتاج إليه الجسم لحظة بلحظة. وهي وسيلة متوسطة الألم بالنسبة للكثير من الوسائل الأخرى.

الإلقاء بالنفس من علٍ

وهي وسيلة بدائية تتم بإلقاء الشخص نفسه من مكان مرتفع، كنافذة شقته الكائنة بدور علوي مثلا، ليستقر جسده عند أرض صلبة. وهذه الطريقة غاية في الإيلام لاشتمال الألم على الجسم كله لحما وعظما.

الإلقاء بالنفس في الماء

وهي طريقة معروفة أيضا، وبها يلقي الشخص بنفسه في ماء البحر أو النهر ليتولى عملية إغراقه؛ ليحل الماء محل الهواء في مجاريه من الجسم، وينقطع بذلك الأوكسجين عن الجسم، لينتهي آخر الأمر هامدا خاليا من نبض الحياة.

إضرام النار في الجسد

وبهذه الطريقة يشعل الفرد في نفسه شرارة من النار، بعد أن يكون قد صب على نفسه قدرا من مواد مشتعلة. وهذه الطريقة بدائية جدا ومؤلمة جدا جدا.

الصعق بالكهرباء

وتتم بإيصال الشخص تيار الكهرباء بجسمه بعد أن يُحكِمه به، لأنه إن كان ممسكا بهذا التيار لما صبر على هذا الإمساك لأكثر من ثانية ليجد يده وجسمه كله انتفض مبتعدا عن مصدر الكهرباء. لكن الذي يحدث أن يقوم الشخص المقدم على الانتحار بربط معصمه بسلك معدني، ثم يقوم بتوصيله بالكهرباء ليضمن حتمية إنهاء العملية.

تجرع السم

وهي إحدى طرق الانتحار المشهورة منذ القدم، وتتم بابتلاع الشخص المقدم على الانتحار قدرا كافيا من السم القاتل، والذي يقوم بدوره بعمل بعض التفاعلات الكيميائية في الجسم من شأنها تجلط الدم فلا يصل إلى سائر الجسم محملا بالأوكسجين اللازم له.

ابتلاع كمية كبيرة من الحبوب

حيث يتسبب ابتلاع كمية كبيرة من الحبوب _وبالأخص البنادول_ في إحداث تسمم سريع المفعول في الجسم، مع انخفاض سريع في درجة الحرارة وضغط الدم وتشنج في العضلات وصعوبة في التنفس تتصاعد إلى حد انقطاع التنفس.

تعاطي جرعة مخدرة زائدة

إذ يتسبب تناول كمية كبيرة من المواد المخدرة في هبوط حاد في الدورة الدموية مما يؤدي إلى توقف مفاجئ في القلب.

همسة أخيرة في أذن المحيطين بالشخص المقدم على الانتحار

إن الشخص المقدم على الانتحار هو إنسان كانت ظروف بيئته أقوى منه، أو هو بلغ من دقة الشعور واتقاد الوعي ما يجعله يلتقط كل ما يحيط به من وباء الواقع، ليضخمه في نفسه أضعافا مضاعفة. هذا فضلا عن اعتبارات الكيمياء التي تعتمل في رأسه وليس له عليها سلطان. لذا، كان لزاما على المحيطين بهذا الإنسان أن يكونوا إنسانيون على قدر ما يتطلب الموقف من الإنسانية، واضعين في اعتبارهم الظروف المحيطة بهذا الشخص. وبدلا من إسداء المواعظ الدينية والتهديد بالويل والوعيد له بعذاب الخلد، وجب الاتصال له بطبيب نفسي بأسرع وقت، آخذين بيده ومربتين عليها. علّنا بذلك نكون سبب في ميلاد إنسان جديد إلى حياة جديدة.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.