تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمل والانجاب » طرق الإجهاض : كيف تختارين طريقة الإجهاض في حالة الاضطرار لذلك؟

طرق الإجهاض : كيف تختارين طريقة الإجهاض في حالة الاضطرار لذلك؟

تلجأ بعض النساء إلى الإجهاض للعديد من الأسباب، بعضها مشروع ومقبول، وبعضها غير مقبول، في السطور التالية نتعرف على أهم طرق الإجهاض وكيف يمكن الاختيار بينها.

طرق الإجهاض

طرق الإجهاض وكيف يمكن اختيار الوسيلة الأكثر أمانا هي من الموضوعات المطروحة باستمرار، ففي ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية الغير آمنه تلجأ الكثيرات إلى الإجهاض كحل لإنهاء معاناتها مع هذه المشكلات، ولكن هناك أيضا تصدع العلاقات الذي يرغم المرأة على أن تتخلص من طفل يربطها بعلاقة انتهت ولا تريدها. والآن علينا أولاً توضيح بعض الأمور حتى نفهم جيدا ونلم بملابسات الموضوع ومن ثم نأخذ القرار الصائب. في البداية، علينا أن نعرّف ما هو الإجهاض وكيف يحدث؟ ما هي أسباب الإجهاض المختلفة؟ متى تختار المرأة الإجهاض كحل لإنهاء معاناتها؟ ما هي طرق الإجهاض؟ الجانب الديني والجانب القيمي للمجتمع، حلول أخرى، من خلال هذا المقال سوف نحاول شرح وتحليل التساؤلات السابقة وتقديم صورة مكتملة عن الموضوع.

تعرفي على أهم طرق الإجهاض للاختيار في ما بينها

ما هو الإجهاض

الإجهاض هو خروج الجنين قبل أن يكتمل نموه بشكل طبيعي ويكون قادرا على الحياة. والإجهاض أنواع، فنجد الإجهاض بسبب الأحوال الصحية، وهو في الغالب مشروع في كل المجتمعات لأن ما يحدده الوضع الصحي للجنين والأم طبيا. وهناك الإجهاض عن عمد، وهذا الذي تلجأ فيه الأم بتناول أدوية معينة أو حمل أشياء ثقيلة أو بذل مجهود بدني زائد، فتكون النتيجة نزول الجنين، ومن هنا يمكننا القول أن هناك إجهاض طبيعي من خلال نزول الجنين لمشكلات في النمو مثلا فلا يكتمل الحمل، وإجهاض مستحث يلجأ إليه الأطباء في حالات وجود تشوهات في الجنين لا يمكن علاجها أو أن صحة الأم لن تحتمل الحمل للنهاية، وإجهاض عن عمد وهذا ما تلجأ إليه الأم عن عمد للتخلص من الجنين لرغبة شخصية. فنجد أن طرق الإجهاض مختلفة ويرجع اختلافها إلى الدافع الذي يكمن وراءها.

طرق الإجهاض

موضوع التخلص من الأجنة ليس موضوع مستحدث وإنما هو قديم وله تاريخ منذ بدء الحضارات، وفي الحضارات المختلفة كانت هناك طرق للإجهاض والتخلص من الحمل لأسباب عديدة، ولكن في الوقت الحاضر بدأنا الشعور بالأزمة لأنها بدأت تتفاقم وتخرج عن المعدل الطبيعي بشكل مثير للقلق، وتتعدد طرق الإجهاض وتختلف حسب الحالة. لكن في المجمل هناك طرق دوائية تكون فعالة في الأشهر الثلاثة الأولى، وتختلف فاعليتها من امرأة لأخرى، وكلما كان الأمر مبكرا كلما كان أفضل0 بالطبع الطرق الدوائية هي الأسهل، ولكن هناك أيضا الطرق الجراحية وهي التي تتم بتدخل الطبيب وفي عيادات مجهزة لمثل هذه الأمور، حيث يقوم الطبيب بإخراج الجنين وتنظيف الرحم بأدوات طبية معينة، وهناك أيضا طرق شعبية عن طريق تناول أعشاب معينة بكميات معينة أو وسائل يدوية كالتدليك بشكل معين… كل هذه الطرق التي استخدمت وما زالت تستخدم للإجهاض وتختلف فاعليتها من حالة إلى أخرى، ولكن مما لا جدال فيه أن الإشراف الطبي هو الوسيلة الأكثر أمانا أيا يكن نوع الإجهاض وأسبابه.

أسباب انتشار الإجهاض حديثا

الإجهاض له تاريخ طويل في كل الثقافات وعلى مر العصور، ولكن الأسباب التي تدفع المرأة إلى الاختيار من طرق الإجهاض المختلفة والتي تختلف من مجتمع لآخر ومن عصر لآخر، فنجد تنويعة من العناوين العريضة التي يمكننا الحديث انطلاقا منها:

أسباب اقتصادية

من الممكن أن تلجأ المرأة إلى الإجهاض بسبب الأعباء الاقتصادية، والتي ترجع إلى أنها لديها أطفال بالفعل وليست في حاجة إلى طفل آخر مما يعني لها أعباء مالية لا طاقة لها بها وغير محسوبة، ومن الممكن ألا يكون لها أطفال سابقين ولكن قدراتها المالية محدودة جدا ولن تستطيع تحمل أعباء أخرى وأن وظيفتها أو وظيفة زوجها لن تحتمل مثل هذا العبء.

أسباب نفسية

في أغلب الثقافات تعتبر الأمومة من الأمور الرائعة التي تحبها المرأة وتفضلها على الدوام، أو هكذا يصور لها الفكر التقليدي، وتنشأ الفتيات الصغار وهن يحملن نفس الأفكار والتي يتم غرسها فيهن صغارا، ولكن عند النضج الفكري يتحرر فكرهن من الموروثات الثقافية، فتجد البعض منهن أنها ليست في حاجة إلى أن تكون أما وأنها حقا لا ترغب بالأمومة… وهي ليست جريمة، فمن حقها أن تختار ما تريد.

أسباب اجتماعية

هناك العديد من الأسباب الاجتماعية التي تجبر المرأة في بعض الأحيان على اللجوء للإجهاض، ومن أهمها على الإطلاق القوانين الصارمة الخاصة بالنسب وعدم الاعتراف بالطفل إلا إذا انتمى إلى مؤسسة الزواج الشرعية، من عدم الاعتراف بالطفل وعدم إعطائه حقوقه إلى حد الاستهجان المجتمعي الذي يظل يلاحق الطفل وأمه طوال مراحله العمرية ويحرمه من كل فرص التعليم والصحة المجانية مثل باقي أطفال بلده. ويصل الأمر إلى رفض الوحدات الصحية إعطاء التطعيمات للأطفال إلا من خلال تقديم قسيمة الزواج أولا، وهذا مما ينكره العقل والمنطق.

أسباب صحية

الأسباب الصحية هنا تسير في اتجاهين: الأول، هو ما انتشر مؤخرا ويعرف باسم تشوهات الأجنة إلى الحد الذي يصعب معه أن يكتمل نمو الطفل ويخرج إلى الحياة. والاتجاه الثاني، هو الحالة الصحية للأم والتي من الممكن أن تكون مصابة بأمراض خطيرة لا يمكن معها أن تتحمل الإنجاب والولادة.

أسباب خفية

نجد الكثير من حالات الإجهاض المتكرر لسوء الأحوال الصحية للمرأة أو للجنين، وهذا أمر حديث بعض الشئ، ويمكننا هنا أن نقول أن عوامل البيئة والمناخ والتلوث الذي يشمل كل جانب من جوانب حياتنا له دور فعال وخفي لا يمكن التغاضي عنه، فالأطعمة التي تتناولها المرأة مليئة بالهرمونات والمواد المسرطنة، والمياه غير النظيفة ..إلخ.

الإجهاض وفلسفة الأخلاق

ثار جدل طويل حول موضوع الإجهاض من خلال فلسفة الأخلاق، فهناك رأي يقول بأن المرأة تملك جسدها وهي لها كامل الحرية في التصرف معه، وانطلاقا من هنا فهي يحق لها أن تنجب ويحق لها أن تلجأ للإجهاض لأنها هي التي ستحمل الجنين في أحشائها يتغذى منها ويؤثر على صحتها. وهناك رأي أخر يرى أن الإجهاض جريمة كجريمة القتل لأنك تقتل روحا بريئة لا حول لها ولا قوة، وأنه بمجرد حدوث الحمل فيمكننا اعتباره كيان له حقوق يجب أن تُحترم، ومن هذا الرأي وضعت الكثير من المجتمعات القوانين التي تحرم الإجهاض وتعاقب من يقوم به، ولكنا على ذلك لا نستطيع أن ننكر حرية الجسد بالنسبة للمرأة، وعلى الصعيد الآخر لا نستطيع أن ننكر أحقية هذا الطفل في الحياة، فالموضوع متشابك ومعقد.

وفي النهاية يظل موضوع الإجهاض وطرق الإجهاض المختلفة موضوع متشابك ويثير الكثير من الجدل. وفي العديد من المجتمعات تسن القوانين التي تجرم الإجهاض وتجرم الأطباء الذين يقومون بها لا لأسباب صحية وإنما لرغبة المرأة في عدم الاستمرار، ولكن مع الأسف الشديد هذا المنع والاستهجان لم يؤتِ بثمار، وإنما انعكست الرؤية وزادت نسبة الإجهاض، وبدلا عن لجوئهن إلى مؤسسات طبية معروفة أصبحن يتعاملن في الخفاء مع بعض الأطباء الذين اتخذوها صناعة لكي يتكسبوا من الحظر الذي فرضته الدولة، ولكن لم تحل المشكلة وإنما زادت تعقيدا. وبالإضافة إلى ذلك يأتي دور الدين والمعتقدات الدينية التي تحرم وتدين مثل هذه الممارسات، وتكفر من يقمن بها باعتبار أنها تعترض على إرادة الله وتعترض على مشيئته، ولكنهم يبيحون فقط الإجهاض الذي يعود إلى أسباب صحية خطيرة على صحة الأم أو الجنين. ونجد أيضا الاتجاه المطالب بحقوق المرأة، وحق حرية الجسد يؤكد على أن قرار الإجهاض يعود أولا وأخيرا إليها، وهي فقط التي تحدد ما تشاء لأنه جسدها هي.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.

أضف تعليق

18 − سبعة عشر =