تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » كيف تتعامل مع ضياع النقود حال تواجدك في مكان غريب عنك؟

كيف تتعامل مع ضياع النقود حال تواجدك في مكان غريب عنك؟

ضياع النقود من الأمور الخطيرة التي تواجه البعض وخصوصًا إذا حدث ذلك الأمر في مكان غريب عنك، إذ أن الوضع سيتحول وقتها إلى مأسوي صعب وسيكون عليك أن تعرف كيفية التعامل مع هذا الوضع المُحرج، فما هو الحل يا تُرى؟

ضياع النقود

لا شك أن ضياع النقود في الأماكن الغريبة أحد أسوأ المواقف التي لا يتمنى الإنسان أبدًا أن يوضع فيها أو يتعرض لها، فالنقود شيء أساسي وهام حتى يُمكنك التحرك وركوب المواصلات وشراء الأطعمة وغير ذلك من أمور في غاية الأهمية بالنسبة للشخص مهما كان سنه ومهما كان المكان الذي يتواجد به، لكن في بعض الأحيان تحدث الأمور الطارئة التي يُمكنها أن تقلب الموازين رأسًا على عقب، وضمن تلك الأمور الطارئة أن تفقد كل ملك بشكل مفاجئ خلال تواجدك في مكانٍ ما، والأسوأ أن يكون ذلك المكان غريب عنك، أنت وحيد ولا مال معك لتعود إلى منزلك على الأقل فكيف يُمكن التصرف في هذا الوضع بأفضل الصور الممكنة؟ السطور القادمة تأتيكم خصيصًا من أجل الإجابة على هذا السؤال، فليس هناك أحد معصوم من الوقوع في هذا المأزق، المهم أن تعرف كيف تتصرف به.

مشكلة ضياع النقود

ضياع النقود مشكلة ضياع النقود

لكي تُعالج المشكلة بالشكل الصحيح عليك أن تكون في الصورة أكثر وتُدرك ما الذي تعنيه هذه المشكلة، والأمر ببساطة أنك ستكون في طريقك ذاهب إلى عملك أو جامعتك أو لقضاء أي غرض بشكل عام، وفي هذا الظرف أنت لن تخرج دون أن تحمل في جيبك أو حقيبتك بعض الأغراض التي لا غنى عنها، وضمن هذه الأغراض طبعًا ثمة أموال وأوراق لإثبات الهوية، المشكلة الكبرى تحدث عندما تُسرق النقود منك أو تضيع، في النهاية أنت فقدتها وبات الأمر واقعًا، إذ أنك مُطالب بالتصرف واتخاذ التدابير المناسبة من أجل تلافي المشكلة التي تبدو للجميع خطيرة للغاية، وخطورتها الكبرى أنك في مكان غريب، لا أحد يعرفك ولا تعرف أحد كذلك، كل شيء ضبابي لأبعد درجة ممكنة، عمومًا لا تقلق، الحلول تتواجد في هذه السطور.

كيفية التعامل مع ضياع النقود

ضياع النقود كيفية التعامل مع ضياع النقود

بتنا الآن نعرف جيدًا ماهية المشكلة التي نتحدث وندرك قدر ما نحن مُقدمون عليه، جيبك الآن فارغ تمامًا من النقود وتُريد العودة إلى المكان الذي جئت منه، إذا كانت الأموال كثيرة فإنك سوف تطمع في استعادة هذه الأموال، لكن المشكلة تبقى أنك غريب لا تعرف الكثير، على العموم، يُمكن التعامل مع ذلك الوضع عن طريق بعض الحلول أبسطها التواصل مع أقاربك.

التواصل مع أقاربك هاتفيًا

أول وأهم شيء يجب عليك القيام به في هذا الموقف أن تقوم بالتواصل مع أقاربك بأي شكل من الأشكال ليعرفوا بما حدث، وخصوصًا إذا حدث ذلك في مكان غريب كل الغرابة عنك، ونوعية تلك الأماكن لا يجب أن تكون خارج الدولة بالكامل وإنما يكفي أن تكون خارج مُحيطك حتى توصف بهذا الوصف، على العموم، إذا افترضنا أن هاتفك هو الآخر قد تعرض للسرقة خلال ضياع الأموال فإن الحل هو طلب دقيقة اتصال من أي شخص آخر موجود حولك، وبالطبع لن يرفض أي شخص تقديم ذلك النوع من الخدمة لك، لكن البعض قد يسأل الآن سؤال منطقيًا بعض الشيء، ما الذي نُريده أساسًا من التواصل مع الأهل في مثل هذه الظروف؟ الإجابة تكمن في الخطوة التالية.

طلب أموال بالطرق المتوفرة

لماذا قمنا بالتواصل مع الأهل عند ضياع النقود ؟ لأننا ببساطة مُقبلون على طلب أموال من أجل التصرف فيما هو مطلوب منا، سواء كان مطلوب منا شراء طعام أو ركوب المواصلات أو القيام بأي شيء آخر مماثل، في النهاية وجود الأموال شيء ضروري وهام للغاية، المشكلة هنا عند ضياعها أن البعض يبدأ في التفكير في طرق استعادتها بشكل مُباشر دون أن يتصرف في مجموعة غيرها تُسهم في التصرف والقيام بما سبق ذكره من واجبات، والحل المثالي لذلك الأمر أن نتوجه بالمكالمة للأهل ونطلب منهم تحويل الأموال إما من خلال البريد أو من خلال فودافون التي توفر خدمة التحويل كذلك، وهي أمور بسيطة لا تستدعي سوى تجهيز البطاقة الشخصية أو بطاقة هاتف بشريحة فودافون من أجل القيام بالعمليات المذكورة، لكن لنفترض أن كل شيء قد سُرق خلال العملية السابقة؟ حسنًا الخطوة التالية ستكون استمالة الآخرين للذهاب إلى المنزل.

استمالة الآخرين للذهاب إلى المنزل للتعامل مع ضياع النقود

عندما لا يكون لديك أي تصرف بعد ضياع الأموال وبكل أسف لا يُمكنك التواصل مع ذويك أو أي شخص آخر بسبب ضياع وسيلة التواصل تلك وهي الهاتف فإن الحل في هذه الحالة يكمن في استمالة الآخرين وطلب المساعدة منهم، الأمر الذي قد يعتبره البعض نوع من الإهانة لهم لكن بكل أسف ليس هناك أي وسيلة أخرى، فما عليك إلا التوجه لشخص ما وطلب منه مبلغ مادي يُعادل ما تحتاجه لركوب وسيلة المواصلات، ولا مانع من شرح الظروف التي تمر بها وما حدث حتى يُصدقك الشخص الذي تقوم باستعارة الأموال منه، وإياك أن تشعر بالإحراج المبالغ فيه لأنك ببساطة تفعل ذلك وأنت في هيئة جيدة ولا يظهر عليك مُطلقًا كونك شخص متسول أو تستغل الوضع في النصب على الآخرين، هذا الأمر يظهر من الأوجه.

إبلاغ الشرطة حال كِبر الأشياء الضائعة

إذا كنا نتحدث حول ضياع شيء بسيط ومبلغ يُمكن التصرف فيه من الأموال فالوضع ليس صعبًا، لكن إذا كنا نتحدث عن ضياع مبالغ كبيرة وفي نفس الوقت ضياع مُتعلقات ثمينة وأوراق رسمية ففي هذه الحالة لا يُمكن طبعًا التغافل عن الأمر وعدم إبلاغ الشرطة، فالوضع في هذه الحالة سوف يُصبح مضر أكثر، إذ أنه مثلًا يُمكن سرقة بطاقة الرقم القومي الخاص بك واستغلالها في ارتكاب جريمة وإلصاق التهمة بك، أيضًا حال سرقة شيء مهم بالنسبة لك، ربما لا يكون مهمًا من الناحية الأدبية فقط وإنما يحظى بأهمية في أكثر من جانب آخر كأن تكون مجموعة من الأوراق الهامة أو حتى هارد ديسك أو ملف هام بأي شكل من الأشكال، ففي هذه الحالة ليس هناك أي تهاون ويجب إبلاغ الشرطة سريعًا.

أسباب ضياع المال باستمرار

ضياع النقود أسباب ضياع المال باستمرار

بالتأكيد عزيزي القارئ أنت تعي وتدرك جيدًا أن ضياع النقود لا يحدث بسبب عشوائي، صحيح أن القدر يتحكم في الأمور بشكل كبير ولا يخرج أي شيء عن سيطرته لكن في نفس الوقت لا يُمكننا إغفال عناصر خارجية أخرى تُسهم في النهاية بحدوث تلك الكارثة، وهذه الأسباب كثيرة ومُختلفة بين مسئوليتك عنها أو عدم تعلقها بك بأي شكلٍ من الأشكال، لكن أهمها، وأكثرها انتشارًا بالنسبة لجميع من تعرضوا لهذا المأزق من قبل هي الإهمال وعدم الحرص.

الإهمال وعدم الحرص

عدم الحرص والإهمال في حياتك يقودانك غالبًا إلى جزء كبير من المشاكل التي تتعرض لها، لكن عند ضياع النقود فإن الأمور تبدو أكثر سوءًا لأن الحرص كان يجب أن يكون حاضرًا في وضع فارق وهام مثل هذا لكنك لم تُعر الأمر أي اهتمام يُذكر وبالتالي خرجت الأمور عن السيطرة وأصبحت بهذا الشكل، ولك أن تتخيل نفسك مثلًا تضع الآن ورقة بمئة دولار في الجيب الخلفي للبنطلون ثم تُفاجئ بعد ذلك بأنك لم تعد تجدها في هذا المكان، وهذا ببساطة قد حدث إما لأنك قد أهملت ولم تعرف مساوئ الجيب الخلفي فخرجت المئة دولار وسقطت خلال قيامك بأي شيء آخر أو أنك لم تكن تُدرك أن ثمة من يُراقبك ويعرف جيدًا أن هذا الجيب هو الأسهل من حيث السرقة وبالتالي لم يتردد في سرقتك، في كل الأحوال جاء ذلك بسبب فكرة الإهمال وعدم الحرص التي نتحدث عنها، وهي السبب الرئيسي خلف ضياع الكثير من النقود، لكنها ليست السبب الوحيد بالتأكيد إذ أن فكرة التركيز وفقدانه من الأمور المُساهمة في ذلك أيضًا.

التركيز في أشياء مُشتِتة

من الأمور الهامة التي تكون سببًا في وقوعك كضحية وسرقة الأموال منك أو ضياعها بشكل عفوي حتى أن تقوم عزيزي المسكين بالتركيز في أمور مُشتتة لا تؤدي إلا لجعلك في وضع لا تُحسد عليه بالمرة، وذلك الوضع قد يؤدي إلى طمع اللصوص بك ومحاولة سرقتك أو حتى فقدان الأموال بشكل عفوي، كأن تسقط منك وتذهب هنا وهناك دون أن تنتبه أنت لذلك أو تشعر به، لكن في النهاية الأمر سيحدث لا محالة بسبب فكرة عدم التركيز هذه، ولذلك من الأفضل أن تكون أكثر تركيزًا بالذات خلال تواجدك خارج المنزل وفي أماكن لا تعرفها وغريبة عنك.

الرصد من اللصوص والنشالين يؤدي إلى ضياع النقود

بعض الناس يقعون في واحدة من الأخطاء الكبرى التي تجعلهم في النهاية ضحية اللصوص والنشالين وينتهي الأمر طبعًا بحدوث ضياع النقود ، ويحدث ذلك الأمر ببساطة عندما يتم التهاون والاستهتار حتى يحدث الرصد من اللصوص والنشالين وقطاع الطرق الذين يرون في هؤلاء المتهاونين فريسة سهلة أو ضحية لا تحتاج الكثير من العناء، وبالتالي يقومون برصد الفريسة حتى يتمكنون من سرقته بسهولة بعدما يعرفون في أي جيب أو حقيبة يضع أمواله وما هي ردة فعله عند حدوث ذلك الأمر وما هي في الأساس طبيعة هذا الشخص، إذ أن كل ذلك يكون واضحًا منذ الوهلة الأولى فيما يتعلق بالشخص المهمل الغير حريص، وهو ما يقود إلى ضياع النقود والندم على عدم الحرص لاحقًا عندما لا يكون الندم ذو قيمة.

عدم التقرب إلى الله

لا تنسى عزيزي القارئ أن ضياع النقود في الأصل مُصيبة كبيرة يُصاب بها العبد، وجميعنا يعرف أن الإصابة بتلك المصائب أمر يحدث أساسًا عندما يكون هناك شكل من أشكال الابتعاد عن الله، فأنت ببساطة لا تحتمي بالله ولا تضعه نصب عينيك قبل التعرض لأي كارثة من الكوارث ولا حتى في الظروف العادية، فنحن نتقرب من الله لأننا نُحب الله ونؤمن به وليس لأننا نطلب منه شيء ما، فهو يُعطينا حسب تقديره الإلهي المُحكم، على العموم، ضع مثل هذا السبب نصب عينيك وإياك والاستهانة به، فالبعد عن الله والاقتراب من الشيطان يجلب إليك ما هو أسوأ من ذلك.

ختامًا عزيزي القارئ، لا شك أن ضياع النقود صاعقة كبرى ستُصيبك في يوم من الأيام، فمهما كان مقدار الأموال الضائعة فإنك بكل تأكيد سوف تُعاني من الخوف الشديد، فيكفي فقط حالة القلق التي ستجد نفسك فيها، لذلك من الأفضل قراءة ما سبق ذكره الآن جيدًا حتى يُمكن التعامل مع الأمر بالطريقة المُثلى حال حدوثه وضمان عدم المعاناة والرعب المُنتظرين.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

14 − ثمانية =