تسعة
الرئيسية » هوايات وحرف » كيف تصبح الموسيقى ضارة أحيانًا وما هو ضرر الموسيقى ؟

كيف تصبح الموسيقى ضارة أحيانًا وما هو ضرر الموسيقى ؟

إن للموسيقى العديد من الفوائد، إلا أنها قد تكون ضارة في بعض الحالات، لذا فإننا في هذا المقال سنناقش ضرر الموسيقى من الناحية الدينية، والعلمية.

ضرر الموسيقى

ربما لا يعرف الكثيرون عن ضرر الموسيقى ، فالموسيقى من أكثر الاهتمامات المفضلة لدى الكثيرين، حيث تعد لغة من لا لغة له، الكثير منا يرتاح عند سماعها، كأنها بمثابة مهدئ، أو عبارة عن منظم لجزيئات الهواء حولنا، أو لخلايا الجسم، وبالطبع فإن الأمر ليس عامًا، فمن الناس من لا يرتاح لسماعها، أو يألفها، وقد تسبب للبعض الضيق. لذا فنحن سننحي القواعد جانبًا، وسنتحدث أكثر عن الموسيقى بوجه عام، عن فوائدها من وجهة نظر من يحبونها، وأيضًا سنتحدث عن الخلاف المعروف في الإسلام حول ما إذا كانت الموسيقى حلالًا أو حرامًا، ومن خلاله سنعرض الرأي القائل بـ ضرر الموسيقى ، هذا بخلاف أضرارها التي لا علاقة لها برأي معين.

ما هي الموسيقى؟

الموسيقى هي عبارة عن أصوات، يتم تشكيلها أو ترتيبها بطريقة تثير في النفس العديد من المشاعر المختلفة، فهي فن الألحان، الذي يعني بتنظيم الأنغام. والموسيقى تستطيع أن تقفز من شعور إلى آخر عن طريق التلاعب بالنغمات المختلفة، فقد تكون النغمات الموسيقية حزينة، وقد تبعث السعادة والفرح، وبهذا فإنها تستطيع أن تعبر عن مشاعر الإنسان المختلفة، ولهذا السبب فهي مقربة للقلوب. والموسيقى فن من الفنون المختلفة، الذي يستطيع أن يترجم ما يشعر به الإنسان، مثل الرسم، والكتابة الأدبية، وغيرها، وقد اعتقد البعض أن مصطلح “الموسيقى” هو في الأصل مصطلح يوناني. وقد تصدر الموسيقى من الإنسان عن طريق الصوت، أو التصفيق، وقد تصدر من آلات النفخ، مثل: البوق، أو الناي. وآلات النفخ قد تكون خشبية، أو نحاسية. وقد تصدر من الآلات الوترية، مثل: الكمان، أو العود، أو القيثارة، والآلات الوترية قد تكون محكوكة، أو ذات مفاتيح. أو تصدر من الآلات الإلكترونية، مثل: الأورج.

خصائص الموسيقى

للموسيقى خصائص عديدة، مثل: التجانس،  الإيقاع، طبقات الصوت، الجرس، الطاقة والحيوية، جودة الصوت، الزخرفة، النقاء والعذوبة. واللحن الموسيقى هو اللغة التي يشترك فيها جميع البشر حول العالم، حيث أنها تعبير عن المشاعر دون كلمات. ويمكننا أن نعتبر ضرر الموسيقى ، أو فائدتها من الخصائص التي سنتحدث عنها.

الموسيقى قديمًا، وحديثًا

تعد الموسيقى من أقدم الفنون التي استطاع الإنسان أن يمارسها، فتعد أدوات الصيد المختلفة من أولى الأدوات التي استخدمها الإنسان في إحداث أصوات، وأنغام مختلفة، ويتم هذا عن طريق طرق الأدوات ببعضها للحصول على الصوت. وقد استطاع الإنسان التوصل إلى صنع الناي عام 10000 قبل الميلاد. أما الموسيقى في وقتنا الحالي فهي تنقسم إلى موسيقى عربية، وإلى موسيقى غربية. فالموسيقى العربية تنقسم إلى كلاسيكية، وشعبية. أما الغربية، فهي تنقسم إلى كلاسيكية، ولكنها تختلف عن الموسيقى الكلاسيكية العربية، وإلى موسيقى المسرحيات المعروفة بالأوبرا، وإلى موسيقى الرقص التعبير التي قد تم التعارف عليها بـ”الباليه”، وهناك أيضًا موسيقى شعبية غربية. ومن أنواع الموسيقى العربية، والغربية. فمن أنواع الموسيقى العربية: الموسيقى الشعبية، الراب، التخت الشرقي، الطقطقة، الموشح، والموال، القصيدة أو الشعر الغنائي. ومن أنواع الموسيقى الغربية: الأوركسترا، الكونشرتو، الروك، الجاز، البلوز، الراب، السوناتا، الميتال والهيفي ميتال.

تأثير الموسيقى على الإنسان

عندما نتحدث عن تأثير الموسيقى على الإنسان، فإننا لا نعني ضررها، أو فائدتها، بل نعني تأثيرها بشكل عامٍ على الإنسان، لذا فنحن قبل أن نتحدث عن ضرر الموسيقى ، سنتحدث عن تأثيرها الطبيعي على المرء. تستطيع الموسيقى أن تساعد على الاسترخاء، أو تخفيف الشعور بالألم، حيث أن الذبذبات الموسيقية تستطيع أن تؤثر على الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى تخدير تلك الخلايا العصبية الموجودة، وبهذا تساعد على الاسترخاء. كما أن الموسيقى تعمل على تقوية الجهاز المناعي، وذلك عند سماع الموسيقى المناسبة. كما أن الموسيقى تحفز إفراز هرمون “الأندروفين”،  وهذا الهرمون يساعد في عملية نقل الألم،وبالتالي في التغلب على الداء، وهذا الهرمون يقوم بعملية خفض الكثافة التي تتركز في الدماغ، وبهذا فإنه يساعد على تخفيف الألم. تساعد في العلاج في الطب النفسي. يُقال أنها تساعد في تخفيف الوزن عندما يتم الاستماع إليها لمدة 3 ساعات متواصلة يوميًا. تعمل على زيادة الطاقة، وكفاءة العضلات. تساعد في النوم، وتهدئة الأعصاب. تساعد في إفراز هرمون “السيراتونين” الذي يستطيع أن يخفف من الشعور بالاكتئاب. تعمل الموسيقى على زيادة نسبة التركيز، كما أنها تؤثر في العملية التعليمية،  وفي تطوير المواقف الإيجابية. تؤثر الموسيقى على ضغط الدم. وقد يمكن عن طريقها استرجاع بعض الذكريات عند الاستماع إلى لحنٍ ما مرتبط بتلك الذكرى. كما أنها تخفض نسبة هرمون “الكورتيزول”. وتستطيع الموسيقى تخفيف أعراض النوبات. وقد دخلت الموسيقى في البرامج العلاجية، التي تساعد في تهدئة الأطفال.

تأثير الموسيقى النفسي

كما يقولون فإن الموسيقى هي غذاء الروح، وهذا لما يمكن للموسيقى أن تحدثه من أثرٍ بالغ في النقس، كما أنها مصدر الإلهام، ويمكن أن نجعلها صديقة المشاعر المختلفة من حزنٍ، وفرحٍ، أو غيره، فالموسيقى تستطيع أن تعبر عن ما لا يستطيع المرء أن يعبر عنه بالكلمات، أو التعريض ببعض المشاعر التي لا يمكن التعبير عنها، فمثلًا استطاع بيتهوفن في سيمفونيته الثالثة الصارخة أن يقوم بالرد على أطماع نابليون بونابرت، والرغبة في الحرية، ورفض الظلم. كما أنها في الصوفية تعد مصدر الإلهام.

تأثير الموسيقى على الحيوان، والحشرات

أثبتت بعض الدراسات قدرة الموسيقى على زيادة كمية الحليب التي تستطيع الأبقار أن تنتجها نتيجة الاستماع إلى الموسيقى، وهذا الأمر تم اكتشافه عن طريق خادم كان يبدأ في الغناء كلما قدم ليحلب البقر، وقد استطاع الخادم أن يدرك الأمر، فأخبر سيده، وكان للأمر نتائج مذهلة، وأيضًا استطاعت الجرذان أن تنجذب للموسيقى أثناء حفلة موسيقية، فلما توقف العزف رحلت على الفور. كما أن للموسيقى تأثير على الحشرات، حيث تنجذب للصوت، الأمر الذي اكتشفه عازف، كان يجذب البعوض  كلما شرع في العزف. كما أن العنكبوت من بين جميع الحشرات هو الأكثر انجذابًا للموسيقى، حيث يبدأ في إرسال خيوطه في الاتجاه الذي تصدر منه الموسيقى حتى تنتهي بمصدر الصوت، فتتوقف.

ضرر الموسيقى

في الوقت الذي انتشرت فيه العديد من النظريات، والتجارب حول أهمية الموسيقى وفوائدها المختلفة، كان رأي البعض مغايرًا لهذا الأمر، ففي الوقت الذي كان رأي البعض أن الموسيقى تستطيع أن تهدئ الأعصاب، وتخفف الألم. فيري آخرون أنها تشتت العقل، فمن ضرر الموسيقى الذي تحدثه أنها تؤثر على الدماغ بطريقة تجعله لا ينتبه إلى ما يحدث حوله، كأنها تقوم بعزل الإنسان، وهذا الأمر قد تم اكتشافه عندما قاموا بمسح أدمغة عشرين رجلًا من الموسيقيين، ومن غيرهم من الرجال العاديين، ومقارنة نشاط الدماغ. وكما ذكرنا فإنه في رأي البعض أن الموسيقى تحسن من قدرة الدماغ، والتأثير في العملية التعليمية، ولكن في رأي آخرون أن الموسيقى والمذاكرة لا تجتمعان أبدًا، فبينما يرى البعض أن الموسيقى تساعد على تفتيح الذهن، والقدرة على استرجاع المعلومة عند التعرض للموسيقى في وقتٍ لاحق، إلا أن القائلين بـ ضرر الموسيقى ، يرون أنها تؤثر سلبًا على تركيز المرء في المذاكرة، وفي استرجاع المعلومات لاحقًا، وفي رأيي فإن الموسيقى فعلًا يمكن لها أن تسترجع بعض المواقف والذكريات، ولكن لا يمكن الاعتماد عليها في استرجاع معلومات علمية متعددة، ربما نسترجع شعورًا، أو ذكرى ما، لا أكثر من ذلك، وفي رأيي أيضًا فإنه من ضرر الموسيقى ، أنها تشتت الانتباه، حيث أن تأثيرها على المرء أن تقوم بتهدئته وفصله عن التفكير في أي شيء، وهذا لا علاقة له بالمذاكرة. لذا فإنها في هذه الحالة تكون من الملهيات وهو ما يكون من ضرر الموسيقى.

من ضرر الموسيقى أيضًا

قد أثبتت بعض الدراسات أن العديد من الأشخاص الذين يستعملون سماعات أذن لسماع الموسيقى، يفقدون السمع أكثر ممن لا يستعملونها، وبهذا فإنها تسبب ضررًا بالغًا على الأذن، ومن الأدلة على ضرر الموسيقى ، أنه في سجن ما، هناك نوع من أنواع التعذيب، وفيه يقومون بتعذيب سجين ما، بتشغيل موسيقى معينة، مثل ما حدث، أن قاموا بتشغيل أغنية وطنية لسجين، حتى يحب وطنه، ولكنه جن في نهاية المطاف. كما ذكرنا فإن للموسيقى تأثيرًا واضحًا على ضغط الدم، فإنها تساعد في ارتفاع ضغط الدم، فمثلًا عند الاستماع لموسيقى عنيفة، فإنها تؤثر على ضغط الدم بطريقة كبيرة، وأيضًا الاستماع إلى موسيقى هادئة يعمل على خفض ضغط الدم بطريقة أعلى من الحد الطبيعي. ويمكن للموسيقى أن تصيب المرء بشيء من التحجر العقلي، أو الجمود الفكري، حيث لا يستطيع أثناء استماعه إليها أن يفكر في شيء آخر. ومن ضرر الموسيقى أنها تتسبب في ضعف الإرادة، وذلك لأن المستمع عندما يركز على الاستماع يفقد السيطرة على بقية الأعضاء، كما أنها تتسبب في ضعف الأعصاب، وانهيارها.

أضرار الموسيقى الصاخبة

من ضرر الموسيقى الصاخبة، أنها قد تتسبب في العديد من الحوادث عند قيادة السيارة، حيث أنها السبب الرئيسي في هذا الأمر. وهناك العديد من التقارير التي تنصح بعدم الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة أكثر من ساعة، حيث يمكنها أن تتسبب في ضعف السمع، أوفقدانه، حيث أن للموسيقى الصاخبة ترددات يصيب الجهاز الحساس في الأذن الداخلية. ومشكلات السمع، مثل: ضعف السمع، أو فقدانه، أو حدوث طنين الأذن  استطاعت أن تزيد في عام 2005، ومشكلات السمع تؤثر على جميع مناحي الحياة، حيث أثبتت بعض الدراسات أنه يوجد فرد واحد  مصاب بطنين الأذن بين كل عشرة أفراد يستمعون إلى الموسيقى الصاخبة، وأن 30% من هؤلاء المستمعين مصابين بالإرهاق المتكرر، ومن بعض المشاكل الصحية.

من أضرار الموسيقى الصاخبة أيضًا

هناك بعض الأعراض النفسية، مثل: الشعور بالخوف، والعجز، والانزعاج، وهذا بالطبع من ضرر الموسيقى ، وآثارها السلبية التي يمكن أن تلحقها بالمستمع. وكما ذكرنا أن الموسيقى لها تأثير على ضغط الدم، فإن الموسيقى الصاخبة تساعد على إفراز هرمون الكورتيزول، والأدرينالين، وهذا يساعد في زيادة عدد دقات القلب، وفي ارتفاع ضغط الدم، كما أنها تساعد على زيادة نسبة الكولسترول في الدم، عن طريق التغلغل في خلايا الجسم، الأمر الذي يتسبب في إفراز الهرمونات التي تسكن الآلام في الدم، مما يجعلها تعمل كمخدر، وهذا الأمر يحول الموسيقى إلى إدمان. وللموسيقى الصاخبة أثرها في الخلايا العصبية في الدماغ، الأمر الذي يجعلها تتسبب في عدم القدرة على التذكر، أو في فقدان الذاكرة، حيث أن هرمونات التوتر عند الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة، فإنها توجه السكر والدم إلى العضلات، مما يجعل نسبة السكر تقل في الدماغ، وهذا الأمر يتسبب في انخفاض نسبة الطاقة في الدماغ، خاصة في جزء مسئول عن إنتاج خلايا الذاكرة الجديدة.

الموسيقى في الإسلام

تعدد الآراء حول الموسيقى في الإسلام، فهي باب كبير، فمن العلماء من يحرمها دائمًا، عدا بعض الآلات مثل: الدف، وهؤلاء العلماء مثل: الطبري، القرطبي، ابن القيم، ابن تيمية، وغيرهم من العلماء، والبعض رأى أن الموسيقى حلال، وهم مثل: ابن حزم، والشوكاني، والنابلسي، والغزالي، وغيرهم. ومن العلماء من يتوسط بين الأمرين، بمعنى أن الموسيقى يرجع تحريمها أو تحليلها إلى الكلمات التي تحملها، وفي كل فإن ضرر الموسيقى يكون في اللهو الذي تحدثه، حيث ينشغل من يسمعها عن ذكر الله، وبالطبع فإن كل فريق، أو كل عالم قد جاء بأدلة كثيرة وبراهين تؤيد موقفه، وهذا ما لا يسعنا أن نتحدث عنه هنا، ولكن كما نعلم فإنه لا وجود لأدلة صريحة توضح وجهة نظر القرآن الكريم من الموسيقى، فإن أغلب الأدلة التي استدل بها العلماء جاءت من حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، ولهذا فإن الخلاف في شأن الموسيقى جعلها في خانة المكروهات، أو الشبهات، والتي يكون تجنبها أنفع، أو أسلم من التمسك بها.

الغناء في الإسلام

إن الغناء في الأصل حلال، ولا يكون حرامًا إلا عندما تكون كلماته تتعارض مع ما يرضي الله –سبحانه وتعالى-، كما أن الانشغال -بالغناء سواءً كفعل، أو كاستماع- عن المصالح، أو الانشغال به عن طاعة الله، وعن ذكره، فهو أمر يرفضه الدين بالطبع. ومن ينشغل عن ذكر الله بغيره، فإنه يطبع على قلبه، فلا  يستأنس بذكر الله، ولا يستشعر حلاوته، كأنه عقاب من الله على ترك ذكره، فإنه لا اجتماع بين كلام الله، ولغو لا طائل من ورائه في قلب واحد. وسنرى أن الفقهاء الذي حرموا الموسيقى، يحرمون الغناء إن كان مصحوبًا بموسيقى في وجهة نظرهم، بينما الآخرون الذين يحللون الموسيقى لا يرون أن هناك تحريمًا، وفي كل الحالات فإن الكلمات هي المقياس سواء في التحريم، أو التحليل

أضرار الأغاني في الإسلام

بغض النظر عن كون الموسيقى حرامًا، أوحلالًا، فقد اتفقنا على كونها مكروهة ومن الشبهات، وإذا نظرنا لما يحرمه علينا الإسلام، فسنجد أنه لا وجود لحكم إلا وله سبب، علمنا به، أو لم نعلم، وكثيرًا ما نجد العديد من الأحكام، أو المحرمات التي حرمها الإسلام علينا، فإن العلم يثبت صحتها اليوم، وبعد آلاف السنين من تحريمها، لذا فإن ضرر الموسيقى أو الأغاني في الإسلام كثير، فمثلًا كما ذكرنا فإن لغو الأغاني وذكر الله لا يجتمعان في قلب واحد، وبالتالي فإن اختيار أحدهما يعني ترك الآخر، ولأن الشيطان لن يترك تلك الفرصة تضيع من بين يديه، فسيختار اللغو ضعيف الإيمان، فإن تركه لذكر الله يعني إعراضًا عنه، وانشغالًا بغيره، فتراه يردد ما يسمعه من الأغاني في الوقت الذي من الممكن أن يذكر الله فيه، وهو ما جاء به تحذير القرآن عن عاقبة من يعرض عن ذكر الله، وفي نفس الوقت أغلب الأغاني تكون مصحوبة بفيديوهات، تحتوي أغلبها على مظاهر رقص، وعري، وغيرها، مما يعرض الإنسان إلى النظر لمحرمات، دون غض البصر، وهذه قضية أخرى، كما أنها تغرس بعض الأمور التي يجب أن يتجنبها الفرد، وتهدم بعض القيم الأخرى، وما أؤمن به تمامًا أن الخير لا يحتاج إلى طرقٍ سيئة كي ينتشر، فالأغاني عند انتشارها تلجأ إلى هدم الكثير من المبادئ والقيم، سواءً للمستمع، أو للمغني نفسه. وقد يلجأ البعض إلى تقليد ما يسمعونه. وفي الوقت الذي يُطمس فيه القلب، فإنه يعتاد المعاصي، ولا يوفقه الله إلى فعل الخير. هذا بخلاف ما ذكرنا بطريقةٍ علمية ما يحدث من ضرر الموسيقى على الإنسان.

أضرار الأغاني النفسية

كما ذكرنا فإن اللغو، أو كثرة سماع الأغاني يطمس القلب، أو يمنعه عن ذكر الله، ويكسبه الكثير من الذنوب، والمعاصي، إن كان يسمع ما لا يحل، وهذا المنع عن ذكر الله، يؤثر على المستوى الإيماني للفرد، ويعرض القلب لكثرة الضيق، ودخول الغم والهم على المرء، وكثرة المعصية تُكسب المرء عدم التوفيق في الحياة، مما يجعله غير موفق في جميع شئون حياته، حتى مع علاقاته الاجتماعية مع الناس، هذا بخلاف ما ثبت عن الأضرار السمعية، والعصبية، وضياع الوقت فيما لا يفيد، وعدم التلذذ بحلاوة مناجاة الله، أو استشعار معية الله، وغيرها من الأمور التي تكسب المرء الضيق، والهم. فمثلًا بالنسبة لي، لا أسمع أغنية، إلا ويصيبني الغم لسماعها، سواءً لحدوث مشكلة، أو لعدم حدوثها، ولكن الغم قائم في الحالتين، كأن الله يريدني أن أعرض عن هذا الأمر وألجأ إليه، فسبحان الله!

أضرار سماع الأغاني قبل النوم

هناك آداب للنوم في الإسلام، والتي من ضمنها: النوم على وضوء، والنوم على الجانب الأيمن، وقراءة سورة الملك، والفاتحة، وغيرها من الذكر، فعندما يستمع الإنسان للأغاني فلا توجد مساحة لفعل هذه الأمور، وهذا أبسط دليل على ضرر الموسيقى قبل النوم، فإن الإنسان يمنع نفسه عن الخير الذي يقدمه له ذكر الله، ويستبدله بغيره، وقد ذكرنا من قبل ضرر الموسيقى الصاخبة المادي، أو ضرر الموسيقى النفسي، لذا فإنه يجب الابتعاد عن سماع الأغاني قبل النوم لما فيه من الضرر العام الذي يتسبب فيه سماع الموسيقى، وما في ذلك من الخير الذي تمنعه أيضًا.

لا أحد ينكر جمال الموسيقى، وما يمكن أن تقدمه للإنسان من فن وخيال، ولكن للأسف فإن ضرر الموسيقى الذي ينشأ عن كثرة الانشغال بها يكون بالغًا إن كان الاهتمام بها أمر مبالغ فيه، ومن الناحية الدينية، فإن المرء يجب عليه أن يُقدم ذكر الله على ما سواه، ويجتنب الشبهات من باب أولى.

رقية شتيوي

كاتبة حرة، خريجة جامعة الأزهر، بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، قسم اللغة العربية.