تسعة
الرئيسية » وسائل نقل » سيارات » كيف تتنافس شركة فولفو مع باقي مصنعي السيارات؟

كيف تتنافس شركة فولفو مع باقي مصنعي السيارات؟

يتناول الموضوع الحديث عن شركة فولفو، وتحديداً شركة السيارات. فعلى الرغم من دخول شركة فولفو في مجال صناعة محركات كل شيء تقريباً إلا أن موضوعنا يختص بالحديث عن سيارات الركوب، وما قدمته شركة فولفو على مدى تاريخها من اختراعات وابتكارات كان كل الهدف منها هو أمان الإنسان وسلامته إلى جانب الاهتمام بقضايا البيئة والمساهمة في الحد من التلوث.

فولفو

إنها فولفو، نموذج للذوق الاسكندنافي الراقي والقدرة على المنافسة والإطاحة بالمنافسين، قد تخبو شعلتها مؤقتاً لكنها تظل صامدة في مواجهة كل المنافسين، يقودها الإيمان بقضايا عادلة لتكرس تراثها وتاريخها وخبراتها لخدمة تلك القضايا. شركة فولفو. رائدة صناعة المحركات على مستوى العالم، وتعد من أفضل صناع المحركات على الأرض. إنها تقوم بصناعة كل ما يحتاج إلى محرك. تقوم شركة فولفو بصناعة سيارات الركوب بأنواعها وأحجامها، وتصنع الحافلات بأحجامها المتعددة، والشاحنات متعددة الأغراض، ومعدات البناء، كما أنها أيضا تقوم بصناعة محركات الطائرات والصواريخ، ولم تترك البحار، فأيضاً تقوم بصناعة محركات السفن العملاقة. لذا فالمحركات التي تصنعها شركة فولفو تغطي كل ما يمكن ركوبه سواء كان ذلك براً أو بحراً أو جواً. غير أن شركة فولفو لا تعتني فقط بتغطية مجالات وسائل النقل على اختلافها، لكنها تأخذ على محمل الجد عامل الإتقان اللامتناهي والجودة العالية، وأيضا القوة الفائقة.

التعرف على شركة فولفو

فولفو التعرف على شركة فولفو

بدأت فولفو عملها في السوق السويدية بإنتاج سيارات الركوب عام 1927 حيث قامت بتصنيع أول سيارة ركوب أطلقوا عليها اسم جيكوب، وكانت سيارة سياحية (أي بدون سقف)، ومصنعة من خشب الزان المطعم بشرائح معدنية، وتوافرت بلون واحد فقط هو اللون الأزرق الداكن. ولكن بعد فترة وجيزة تم إنتاج الإصدار العائلي من ذات السيارة.

وتوالت بعد ذلك طرازات السيارات ودخلت الشركة في مجال صناعة حافلات الركوب والشاحنات، وفي مطلع سبعينات القرن الماضي دخلت شركة فولفو في تحالف رباعي مع شركات أخرى إيطالية وألمانية وبريطانية أطلق عليه في ذلك الوقت نادي الأربعة، ونتج عن هذا التحالف اشتراك الشركات الأربع في إنتاج شاحنات وحافلات ذات تصميم موحد لكنها كانت تختلف في الأجزاء الميكانيكية.

وفي مطلع التسعينات ذاع صيت المحركات السويدية من إنتاج شركة فولفو لاسيما محركات الحافلات والشاحنات، حيث لوحظ عليها قدرتها الفائقة وقوتها، لذا فقد تم استخدام هذه المحركات في مجالات أخرى مثل الملاحة الجوية ومحركات المياه ومحركات المولدات الكهربائية.

وبحلول عام 1999 قامت شركة فورد بشراء شركة فولفو لصناعة السيارات، وذلك إلى جانب عدد من الشركات الأخرى مثل جاجوار ولاند روفر، غير أنه وتحت ضغط ظروف الكساد الاقتصادي في تلك الفترة قررت فورد التخلي عن الشركات التي قامت بشرائها، لكنها قررت الاحتفاظ بشركة فولفو، وأجرت تعديلات هيكلية في شركة صناعة السيارات في فولفو، وكان ذلك بمثابة بداية جيل جديد من السيارات حيث ظهرت موديلات مثل إس 80 بالنسبة للسيارات السيدان، وسيارات الدفع الرباعي اكس سي 60.

ولكن مع تفاقم آثار الأزمة الاقتصادية الطاحنة في عام 2008 وتكبد شركات السيارات الكثير من الخسائر، قامت فورد بدورها ببيع شركة فولفو إلى شركة جيلي الصينية القابضة وكانت هذه الصفقة بمثابة انطلاقة جديدة لـ شركة فولفو لصناعة السيارات.

وفي هذه الفترة، قامت شركة فولفو، والتي أصبحت مملوكة لشركة جيلي، بتطوير محركاتها ذات الأسطوانات الأربعة وتخلصت من المحركات القديمة كبيرة الحجم. وتم استحداث خط إنتاج جديد حمل اسم 90، وكانت سيارة الدفع الرباعي اكس سي 90 هي باكورة الإنتاج وأول سيارة يتم تطويرها بالكامل تحت ملكية شركة جيلي الصينية.

شركة فولفو والابتكارات

فولفو شركة فولفو والابتكارات

قدمت شركة فولفو على مدى تاريخها العديد من الابتكارات والاختراعات التي أثرت بشكل كبير على صناعة السيارات في العالم أجمع وجسدت تلك الابتكارات عنصر المنافسة التي انفردت به فولفو في مواجهة أعتى وأعرق مصنعو السيارات، فكانت عوامل الأمان هي كلمة السر في تفرد وتميز فولفو عن باقي مصنعي السيارات الآخرين، إذ انصب اهتمامها بأكمله على ابتكار المزيد والمزيد من وسائل الأمان والسلامة لكل من يركب أي من سيارات فولفو.

وكان حزام الأمان ذو الثلاث نقاط هو أول اختراع أهدته فولفو إلى العالم في عام 1959، وقامت كل السيارات فيما بعد بتجهيز سياراتها بذلك الحزام بعد أن تنازلت شركة فولفو عن حق الاختراع ليصبح متاحاً للجميع، ويقدر أن هذا الاختراع قد أنقذ ملايين الأرواح من الموت المحقق.

وفي عام 1972، قامت شركة فولفو بالإعلان عن اختراع جديد موجه للأطفال، وتمثل في مقعد للطفل يوفر الراحة والأمان للطفل أثناء الرحلة بالسيارة، وارتكزت فكرة هذا المقعد على نظرية توزيع الأحمال في السيارة بشكل لا يؤذي الطفل في حالة حدوث تصادم، وأخذت فكرة هذا الكرسي من طريقة جلوس رواد الفضاء وهم في حالة استلقاء أثناء انطلاق الصاروخ، لذا جاء تصميم الكرسي بحيث يوضع مواجهاً لمؤخرة السيارة. وتوالت أعمال التطوير والتحديث على هذا الكرسي في عام 1976 ليزيد من وسائل الدعم والأمان لجسم الطفل، ثم في عام 1990 تم استحداث نظام دعم متكامل لحماية الطفل ودعم جسده.

ومع ازدياد أهمية قضية الحفاظ على البيئة من التلوث، قامت شركة فولفو باختراع جديد يحد من الانبعاثات الضارة من العام بنسبة تقترب من الـ 90%، حيث أعلنت فولفو في عام 1976 عن اختراعها لمستشعر صغير في حجم الإصبع، ويقوم هذا المستشعر بحساب نسبة الأكسجين في الغاز المنبعث من عادم السيارة، ويعمل هذا المستشعر على ضمان الاحتراق الكامل في محرك السيارة مما يؤدي في النهاية إلى تقليل الانبعاثات الضارة من العادم. ومنذ الإعلان عن هذا الاختراع وحتى يومنا هذا لا تخل أي سيارة تمشي على الطرقات من وجود مثل هذا المستشعر حفاظاً على البيئة.

ولأن حوادث تصادم السيارات لا تحدث في اتجاه واحد فقط هو مقدمة أو مؤخرة السيارة، كانت شركة فولفو سباقة لإدراك مدى خطورة التصادم الذي يحدث من الأجناب، لذا قامت شركة فولفو في عام 1991 باختراع النظام المتكامل للحماية الجانبية، واشتمل هذا النظام على وجود مواد ماصة للصدمات في الأبواب مع وجود عتبة سفلية مصنعة من مواد شديدة الصلابة، علاوة على تعديل طريقة تثبيت المقاعد في داخل مقصورة السيارة حيث لا يتم تثبيتها تماماً على القطبان في أرضية السيارة بما يتيح لها نسبة من الحركة بحيث تتحرك في اتجاه حدوث التصادم مما يقلل من أثره على السائق. وقد تم تطبيق هذا الاختراع في ثلاث طرازات من سيارات فولفو عام 1994 بصورة اختيارية، لكنه وفي عام 1995 أصبح مستخدماً في كل الطرازات حيث اعتبر من المواصفات القياسية.

وبحلول عام 1998 قامت شركة فولفو بابتكار مسنداً للرأس، روعي في تصميمه توفير الدعم الكامل للرأس والرقبة، حيث يتناغم مسند الرأس مع تصميم المقعد سوياً في دعم الجسم والرقبة والرأس حيث يأتي مسند الرأس قريباً من رأس الراكب، لذا فإن ذلك التصميم يقي رأس الراكب ورقبته من أثر الاصطدامات التي تحدث في السرعات المنخفضة.

وفي ذات العام، قدمت شركة فولفو اختراعاً جديداً الذي اعتبر مكملاً لمنظومة الحماية الجانبية المتكاملة التي كان سبق وأعلنت عنها فولفو في أوائل التسعينات، وهو الستائر الهوائية القابلة للانتفاخ. وهذه الستائر تحمل نفس فكرة الوسائد الهوائية المستخدمة لحماية منطقة الصدر للراكب والسائق في التصادمات التي تحدث في مقدمة السيارة. لكن هذه الستارة تحمي رأس السائق والراكب الذي يجلس خلفه من الارتطام بزجاج نافذة السيارة إذا حدث الارتطام من الجانب. ثم تبع ذلك تطوير الخامات التي تصنع منها الوسائد الهوائية حيث تم تصنيعها من مواد غير قابلة للاشتعال لزيادة درجة الأمان. ونظراً لفاعلية هذا الابتكار من شركة فولفو، قامت كل الشركات حالياً بتطبيق نفس الفكرة في سياراتها لتصبح أحد أهم وسائل الأمان في السيارة حتى وقتنا الحالي.

ومع ازدياد شعبية السيارات ذات الدفع الرباعي والتي تتسم بارتفاعها عن الأرض إذا ما قورنت بالسيارات من فئة السيدان، فإن سيارات الدفع الرباعي تكون أكثر عرضة للانقلاب في المنحنيات الحادة والسرعات المرتفعة. الأمر الذي دفع شركة فولفو في عام 2002 لابتكار نظام الوقاية من الانقلاب، وتم تصميم هذا النظام اعتماداً على معالجة مشكلتين، الأولى كانت في زيادة عوامل الثبات للسيارة في السرعات العالية، وذلك عن طريق عدد من المستشعرات أو الحساسات التي تقيس زاوية ميل السيارة وتحسب احتمالية حدوث الانقلاب، فلو كانت احتمالات الانقلاب مرتفعة يقوم الكمبيوتر بتقليل عزم المحرك مع توقيف أحد العجلات عن الدوران حتى يتم تفادي انقلاب السيارة. أما المشكلة الثانية هي تحسين بنية هيكل السيارة عن طريق تدعيم سقف السيارة باستخدام فولاذ خاص شديد الصلابة.

وفي عام 2003 أضافت شركة فولفو لسياراتها ابتكاراً جديداً لقائمة التجهيزات العديدة التي دائما ما تهدف إلى سلامة الركاب، وتمثل ذلك في حل مشكلة النقطة العمياء، وهي تلك المنطقة التي يعجز فيها السائق عن رؤية السيارات الأخرى في المرآة الجانبية حينما ينتقل من حارة إلى حارة أخرى على الطريق، وبسببها تحدث الكثير من الحوادث التي قد تكون في بعض الأحيان مميتة.

وتجسد حل هذه المشكلة في نظام معلوماتي أطلقت عليه شركة فولفو اسم نظام معلومات النقطة العمياء، ويتكون هذا النظام من كاميرات يتم تثبيتها أسفل المرايا الجانبية للسيارة بالإضافة إلى رادار يغطي مساحة 70 متراً لرصد أي مركبة أو جسم يتحرك من كلا الجانبين وأيضاً تلك التي تأتي من الخلف، حيث يقوم الرادار بالتقاط أقرب جسم لخلفية السيارة ثم تقوم الكاميرات المثبتة على جانبي السيارة برصد وتحديد الجهة التي تأتي منها السيارة الأخرى، وما أن تدخل هذه السيارة إلى المنطقة العمياء، يقوم النظام بتنبيه السائق عن طريق إضاءة مصباح تحذيري للجهة التي تأتي منها السيارة الأخرى. وفيما بعد تم تطوير هذا النظام بحيث لا يقتصر فقط على التحذير الضوئي، بل تعداه لاتخاذ إجراءات أكثر تعقيداً، فإذا كانت هناك سيارة مسرعة تأتي من الخلف، يقوم الرادار برصدها محللاً سرعتها ومقارنتها مع سرعة السيارة، فإذا كان هناك خطر وشيك، يقوم النظام بتشغيل مصابيح الانتظار حتى يتنبه سائق السيارة الأخرى، فإن لم ينتبه وأصبح الاصطدام وشيكاً، يقوم النظام بشد حزام الأمان لدى السائق والركاب لتقليل ارتداد الجسم من أثر الاصطدام.

خاتمة

تناولنا في الموضوع الحديث عن شركة فولفو، واختص الموضوع الحديث عن شركة فولفو للسيارات، وتحدثنا عن تاريخ نشأتها واستمرارها حتى اليوم، وكيف قامت هذه الشركة منذ إنشائها بتبني قضية السلامة والأمان على الطرقات، وتطرق الموضوع إلى العديد من الابتكارات والاختراعات التي نافست بها فولفو كل مصنعي السيارات وكيف أن هذه الابتكارات أحدثت فارقاً لا يستهان به في مجال صناعة السيارات حتى اليوم. إن عامل الأمان الذي راهنت به فولفو وبرعت وتفوقت فيه إلى الحد أنها رفعت شعاراً لجميع محبي السيارات في العالم “لا أحد يموت في فولفو”.

الكاتب: وليد زكي

إبراهيم جعفر

أضف تعليق

تسعة − 4 =