نسمع كثيرا عندما نجلس بين الاصدقاء بالاطراء على صديق ما بانه شخص محبوب اي انه يملك شخصية محبوبة ، وعلى اخر بانه غير محبوب، وبالرغم من مقياس المحبة يختلف من شخص الى اخر، الا ان هناك سمة عامة عند جمع من الناس باطلاق كلمة محبوب على شخص معين، فالكل يمتدحه، والجميع يحبه، والجميع يتمنى له الخير، وقد يشعر الكثير من الاشخاص بالغيرة من شخص بان الجميع يحبه، ولا يجدون هذه المحبة بنفس المقياس عند الآخرين، ويتسائلون بينهم وبين انفسهم عن السر الذي جعل من ذاك الشخص شخصية محبوبة عن اغلب الناس .
ولا شك ان الانسان الذي يشعر بان شخصيته شخصية محبوبة عند الجميع، ينعكس ذلك على جميع الامور لديه، وتزيد ثقته بنفسه، ولا شك بان ذلك ينعكس على امور مستقبلية كثيرة بالنسبة له، كان يرشح انسان محبوب لدى الناس نفسه للانتخابات مثلا، فالجميع سوف يفضله على غيره، خاصة اذا اقترنت هذه المحبة مع القدرات الشخصيه والمؤهلات العلمية، مما يجعله شخصية مناسبة للمكان الذي وضع به، فما فائدة المنصب، اذا لم يشعر صاحب هذا المنصب بالمحبة من قبل الناس .
وقد يمتلك بعض الاشخاص ” كاريزما ” محبوبة اكثر من غيرهم، فاحيانا يكون ذلك طبيعة من طبيعة الشخص، اذ انه لم يقم باي جهد على نفسه ليجعل من شخصه انسانا محبوبا، بل انها نعمة من الله، وليست اي نعمة، فكما يقول المثل الشعبي : اذا احب الله انسانا، حبب به جميع خلقه، فالمحبة من قبل الناس نعمة كبيرة، يبحث عنها الكثير من الناس، ويجتهدون كثيرا على انفسهم للشعور بهذه النعمة، ومن اكثر الناس الذين يشكرون الله على هذه النعمة، هم المطربين والفنانين، اذ نجدهم دائما يحمدون الله ويشكرونه على محبة الناس لهم، ويصرحون بان هذه نعمة كبيرة من عند الله، وبانهم لا يستحقون شيئا من دون هذه المحبة، اي محبة الجمهور لهم، ولو تاملنا هذا الكلام لمعرفة مدى صدقهم، لوجدناه كلاما صحيحا مئة بالمئة، لان المتفرج على التلفاز مثلا، لا شيء يجبره على مشاهدة اي مادة فنية مثلا يكره من يقوم بتجسيد الشخصية فيها، بل بامكانه بكل سهولة ان يغير القناة التلفزيونية الى قناة اخرى، والبحث عن ممثل او مطرب محبوب لديه، والاستمتاع بذلك، وكما قال المثل الشعبي الاخر : ” المحبة من عند الله ” ، وليس شرطا ان ترى الشخصية الفنية المحبوبة شخصيا او وجها لوجه، بل تحدث هذه المحبة وهذا الاعجاب عن طريق المشاهدة التلفزيونية .
خطوات تجعل من شخصيتك شخصية محبوبة :-
كيف نجعل من شخصيتنا شخصية محبوبة، يحبها الجميع ويقدرها، مما يزيد من حبنا لانفسنا ويزيد من ثقتنا بانفسنا، فمحبة الناس امر ضروري، ولابد منها، فليس من الجميل ان تشعر بشعور محايد تجاهك من قبل الآخرين، او بشعور الكره، بل الاجمل من ذلك ان تشعر بسعادة الآخرين عند رؤيتهم لك، وان تجد بريق المحبة يلمع في اعينهم، وبريق اسنانهم عند الابتسامة لمجرد رؤيتك، ومن اهم الطرق والنصائح التي ننصح بها في مقالنا هذا، لتصبح شخصية محبوبة من قبل الآخرين، هي :-
حب الناس بصدق :
عليك اولا بحب الناس بصدق وليس تصنع الحب، لان الحب الحقيقي يظهر جليا في عيون الشخص، والحب المتصنع يكشف بسرعة، حتى ولو كنت ممثلا ماهرا، ففاقد الشيء لا يعطيه، اذا نستخلص من هذه النقطة بان علينا ان نحب الناس بصدق، فكما تعطيهم فانك تاخذ .
استمع الى الآخرين :
الاستماع الجيد للاخرين، فاذا قام احدهم بسرد قصة امامك، فاستمع جيدا لما يقول، ولا تهمله، او تنشغل عنه باي امر اخر، ويشعر بعدم اهتمامك لما يقول، وعليك بالتجاوب معه، وبتبادل الحوار حول تفاصيل ما يكلمك به، ونقاشه بذلك ليشعر بانك مهتم بما يقول، ومهتم بكل التفاصيل الذي تحدث معه .
حس الفكاهة :
كن مرحا وابدي بعضا من الدعابة عند التحدث مع الآخرين، فالانسان يفضل المرح والضحك على الجد، اذ نجد ان الناس تنفر من الانسان الجدي دائما، وتحب من يبدي بعض الضحك والمزاح، ولا مانع من ذلك حتى ولو كنت تستمع الى كلام جدي من احدهم، فالمرح والمزاح الخفيف يضفي بعضا من المرونة والارتياح .
القاء السلام :
اذا صدف ولقيت شخصا من الاشخاص الذين تعرفهم في طريقك، فعليك طرح السلام عليه، ومصافحته وابداء سعادتك بملاقاته صدفة، فالسلام يقرب المسافات بينك وبين الآخرين، ويزيد من محبة الآخرين لك، وعليك بعدم السلام على الآخرين بطريقة باردة خالية من اي نوع من التفاعل بينك وبين من صافحت .
ابتسم وكن بشوشاً :
الابتسامة، هذا السر الخطير، وهذا المفتاح العظيم الذي يفتح به ابواب قلوب الناس، فكما قال المثل القديم :- الكلمة الطيبة والابتسامة، تخرج الافعى من وكرها، فالابتسامة في وجه صديقك تفتح قلبه لك، ويشعره بالارتياح والاطمئنان، والانسان بطبعه يميل الى الوجه البشوش ويطمئن له، اكثر من الوجه الخالي من المشاعر والاحاسيس، وكما قال الحديث الشريف :- تبسمك في وجه اخيك صدقة، ومن الافضل ان تكون هذه الابتسامة حقيقية وخالية من التصنع، او التكلف، لان كل شيء يظهر وينكشف ولو بعد حين .
التفاعل مع المشاعر
الاستجابة للشخص الذي يحدثك قصة محزنة، والتفاعل مع مشاعره، وذلك عن طريق وضع نفسك بنفس الظروف التي وضع بها هذا الشخص، ومساعدته لايجاد حل، او بالخروج من هذه الحاله، هنا سوف يشعر الشخص بمدى اهتمامك به، ولا شك بان الظروف الصعبة او المحزنة هي التي تجعل منك انسانا محبوبا ومقدرا من قبل الآخرين، لان الناس تظهر اكثر في الظروف الصعبة .
شكر الآخرين:
«لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ» وهنا علينا بشكر من قدم لنا اي مساعدة ولو كانت بسيطة، فالشكر يبدي مدى تقديرك لخدمات الغير، ويظهر التواضع في شخصيتك، ويبعد التكبر عنها، فكما هو معروف، فالانسان المتكبر لا يحبه او يستلطفه الآخرين.
الاجابة باهتمام :
اذا قام احدهم بسؤالك عن موضوع ما، عليك باعطاءه جوابا شافيا، ليس طويلا الى حد الملل من قبل الاخر، وليس قصيرا ومختصرا الى حد شعور الاخر بعدم اهتمامك به، بل ان يكون الجواب بين هذا وذاك، وبذلك يشعر الشخص الاخر بمدى اهتمامك به وباموره، مما يزيد من محبته لك .
تقديم الهدايا :
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ” تهادوا تحابوا ” ، فالهدية من الطرق التي تزيد من محبة الآخرين لك مهما كانت الهدية بسيطة، وهي طريق سهل لكسب مودة ومحبة الآخرين .
