تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الطب البديل » كيف يعمل سوار الطاقة وهل له فاعلية طبية أم أنه خرافة؟

كيف يعمل سوار الطاقة وهل له فاعلية طبية أم أنه خرافة؟

لم تعد مهام المجتمع الطبي اليوم محاربة الأمراض فقط، بل أصبح من واجبه أن يقيم المناظرات، وينشر الحجج، كي يقف أمام موجات الادعاءات والتضليل، التي تحاول إقناع الناس بكفاءة ما يخالف العلم ويستغلون في ذلك علم البسطاء، ومن هذه الأمور التي تتصدى لها المنظمات الطبية هي سوار الطاقة .

سوار الطاقة

في عام 2007 ميلاديا ظهر للعالم أول ترويج لسوار الطاقة، ولو كنا هناك حينها لوجدنا أنه أمر مثير عندما تجلس أمام التلفاز وتشاهد لاعبك المفضل وهو يرتدي سوار الطاقة المطاطي جميل الشكل، ثم يخبرك بعدها أن له قدرة على زيادة الأداء الرياضي للجسم، ثم يخبرك أن الأمر يتم بخاصية الهولوجرام، التي ستعدل وتحسن من الأوضاع الداخلية للطاقة في الجسم، بالطبع سيعجبك الأمر كثير، وستهرول إلى هاتفك وتطلب سوار الطاقة، وبعد أن ترتديه وتنزل للجري، أو ممارسة الرياضة ولا تشعر بتغير قد حدث لأدائك ستشك في الأمر، وبعد عدة مرات سوف تتيقن أنك قد وقعت ضحية لبعض الادعاءات الطبية الكاذبة، وأملك الوحيد الآن هو المحكمة.

فوائد سوار الطاقة

بالرغم من وقوف العديد من الأطباء أمام سوار الطاقة، وتصنيفه من الخرافات التي يقتنع بها الناس لقلة العلم، إلا أنه مازال هناك بعض الناس، والشركات المروجة لسوار الطاقة يخبرونا كل يوم بفائدة جديدة مثل: علاج الأمراض العظمية، والأمراض القلبية، ومعادلة المعادن في الجسم، وسحب الطاقة السلبية، والتخلص من الأمراض المزمنة التي يفشل الأطباء في علاجها، بالإضافة لقدرته على علاج آلام الرأس، والصداع النصفي، وضبط نسبة الكوليسترول في الدم، وضبط معدل إفراز الهرمونات، والكثير من الفوائد الأخرى التي تقدم لنا كل يوم في قوالب علمية، بعضها عليها خلاف، وبعضها الآخر لا يوجد عليه أي منطق طبي يعززه، ولكن مع ضبط صياغة الجمل التي يقدم بها سوار الطاقة سيسهل بيعه للبسطاء من الناس، وتختلف الآن فوائد السوار الطبي حسب أنواعه التي كثرت في الأعوام الماضية وسيعرض هذا بالتفصيل.

سوار الطاقة الطبي

بعد ظهور عدة دراسات تؤكد أن سوار الطاقة الطبي يساعد على توازن الجسم، كما يساعد على المشي والحركة بنشاط، بدأ بالانتشار في العديد من الدول وخصوصا الدول العربية، وبعد المبيعات الضخمة التي حققها سوار الطاقة حيث تم بيع ما يقارب 300 مليون سوار طاقة في العام الواحد في أمريكا فقط، ظهرت دراسات أخرى تذكر المزيد من الفوائد، وأكد بعض الأطباء أن عدم الشعور بالتحسن عند ارتداء السوار يرجع إلى عدم شراء السوار الأصلي، كما صرح آخرون أن الشعور بالتحسن عند ارتداء السوار نوع من أنواع العلاج بالوهم، وفي كل مرة تهدأ موجة سوار الطاقة بعد محاولة الأطباء العديدة لإثبات عدم فاعليته يعود لنا بشكل جديد ليحدث ضجة مرة أخرى.

سوار الطاقة السلبية

يعتبر سحب الطاقة السلبية من الجسد من الطرق القديمة التي وجدت في مختلف حضارات الشعوب، حيث كانت الشعوب قديما تؤمن أن لبعض الأحجار القدرة على سحب الأمراض، والأرواح الشريرة من الجسد، كما اعتقد أن بعض هذه الأحجار تجلب الرزق، وتمنع المشاكل، وتم ظهور هذه الطرق مرة أخرى حديثا حيث يدعي بعض الأطباء أن بإمكان سوار الطاقة مساعدتك في التخلص من الاكتئاب، والأحزان، إذا تم وضع بعض المعادن المغناطيسية، أو العادية بداخله، حيث لديها القدرة على سحب الطاقة السلبية، والشحنات السالبة من العضلات وغيرها، فيشعر الإنسان بالنشاط والراحة.

سوار الطاقة والتوازن

يظهر لنا في كتيب التعليمات أن سوار الطاقة يأخذ ما يقارب السبعة أيام لكي يمتزج مع الجسم، وأن له قدرة كبيرة على حفظ توازن الجسم ويرجع هذا إلى وجود 200 أيون موجب في الحجر الموضوع بداخل السوار، والذي يعمل على تدفق الدم، وتنشيط الجسم، وتوازنه بشكل عام، ويتم هذا من خلال قدرة سوار الطاقة على تنظيم ساعات النوم، ومستويات الطاقة في الجسم، بالإضافة إلي مرونة العضلات، كما يساعد على التركيز الذهني، والاسترخاء، كما تقوم بعض من أساور الطاقة والتوازن على حماية الجسم من الأشعة الضارة مثل: الأشعة فوق البنفسجية حيث تقوم بتجميعها وامتصاصها، كما تعمل بعض الأساور على استقرار أِشعة ألفا في الرأس، كما تقوم بتجميع ذبذبات الموجات الضارة التي تخرج من الهواتف، والأجهزة الإلكترونية، كما لسوار الطاقة الكثير من الفوائد الأخرى التي تؤكد عليها الشركات كل يوم من جهة، و يدحضها الأطباء من الجهة الأخرى.

سوار الطاقة الجرمانيوم

يعتبر سوار الطاقة الذي يحتوي على حجر صغير من الجرمانيوم من أشهر الأساور التي تستعمل في العلاج، وذلك لقدرة الجرمانيوم على علاج الكثير من الأمراض بالإضافة للكثير من الفوائد التي يتميز بها ومنها: يعمل على زيادة تركيز الأوكسجين في الدم، ويعمل كمرقق للدم ويجعل هذا الأمر نسبة حدوث الجلطات ضئيلة جدا، ويزيد الفوسفور في الدم كما يعمل على تقوية العضلات، ويزيل أوجاع اليدين والمعصمين، وعلاوة على ذلك للجرمانيوم قدرة كبيرة على تطهير البشرة، وحمايتها من البكتيريا، ويعمل كمبيض للجلد، وقاضي علي الجزيئات الغير مرتبطة مع بعضها التي تسبب المرض، ويعد السبب الرئيسي في قدرة علاج الجرمانيوم الكثير من الأمراض هو كونه من أشباه الموصلات، ولهذا نجده عنصر جيد في تحيد السموم والخلايا السرطانية، ويعمل على تخفيف أمراض العين، والأوعية الدموية، والكثير من الأمراض الأخرى، فقبل تقدم الطب والصيدلة كانت الطبيعة هي المعالج الذي يمدنا بكل ما نحتاجه للشفاء.

سوار الطاقة المغناطيسي

العلاج بالأحجار المغناطيسية يعتبر من أقدم طرق العلاج التي تعرف عليها البشر، وقد أختفى هذا العلاج لفترة، ثم عاد بقوة ليسجل مبيعات عالمية قدرها 5 مليار دولار في العام الواحد، وسبب اتجاه الناس إلى هذا النوع من الأساور هو ما يسمعونه عن فوائده مثل: قدرته على علاج خشونة العظام، وآلام المفاصل، كما ينظم عملية التنفس في بعض الأمراض كالربو، والالتهاب الشعبي، واستعمل مؤخرا في العلاج من الجروح والحروق، هذا بالإضافة لعدة أبحاث نشرت تؤكد أن التنشيط المغناطيسي المتكرر يفيد المريض الذي يعاني من نوبات كثيرا ويفقد الوعي، وتختلف الصدمات المغناطيسية عن غيرها في أنها تحافظ على سلامة ذاكرة المريض، ومع كل هذه الفوائد التي كانت تشتري الأسورة لأجلها إلا أنه خرج بعض الباحثون السوريون مؤخرا وقاموا بتكذيب كل هذه الفوائد مقدمين حجج علمية بخلفية طبية منطقية، وقالوا أن بالفعل للمغناطيس تأثير على الحديد ولكن الحديد لا يوجد في صورته الطبيعية في الدم، وهذا يجعل الدم معاكس لأي مجال مغناطيسي خارجي، وقاموا بنقض الكثير من النقاط أيضا، ويظل البحث الوحيد الذي يقف في صف العلاج المغناطيسي هو بحث للطبيب(كارلوس فالبونا)، وأوضح أن المغناطيس يساعد في حالات شلل الأطفال، ولكن في البحوث التي وجدت فائدة للعلاج المغناطيسي كانت تحتاج مجال مغناطيسي هائل وليس مجرد حجر صغير في سوار الطاقة .

لم تهدأ الأكاذيب، والكلام المعسول علي مر التاريخ من التأثير على الناس، وكل ما يحتاجه المضلل هو مجرد إقناع لأمر تظنه منطقيا عند سماعه، لكن العلم وحده هو من يستطيع أن يقف لهذه الأكاذيب، لكن المشكلة أن تصديق العلم بين الناس أصعب من تكذيب هؤلاء المضللين، ونجد كل يوم الكثير من طرق العلاج المزيفة، وفي غير العلاج أيضا يجدون سبلهم كالتظاهر بمعرفة الغيب، وغير ذلك، وسيظل الخلاف قائم بين العلم واللاعلم إلى أمد بعيد، ولن يصدق المريض أبدا أن حجر، أو سوار الطاقة ، أوغيره لا ينفع خصوصا لو حسن هذا الحجر، أو السوار من حالته الصحية، ولكن هل سيفرق الإنسان عندما يصيبه سهم من أسهم المرض أن علاجه كان بعلاج حقيقي أم مجرد علاج بالوهم؟

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

محمد جاد الله

احب المطالعة واكتشاف كل جديد. لكتابة بالنسبة لي هي قوة ودافع للاستمرار.