تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » سلبيات الصدق الساذج : كيف تكون ذكي في ذكر الحقائق ؟

سلبيات الصدق الساذج : كيف تكون ذكي في ذكر الحقائق ؟

الكذب ليس من الفضائل بكل تأكيد، لكن الصدق ليس الشئ المناسب لفعله في كل الحالات أيضًا، نستعرض سلبيات الصدق الساذج الذي يودي بصاحبه في السطور المقبلة.

سلبيات الصدق الساذج

من ضمن الأشياء الجميلة في الحياة عموماً ومن ضمن الفضائل المحترمة في الناس هو الصدق. ولكن في الحقيقة عندما يتحول الصدق في بعض الأحيان إلى سذاجة فهنا ينشأ مصطلح جديد يدعى سلبيات الصدق الساذج الذي سنتكلم عنه باستفاضة هنا في هذا المقال، حيث سنعرض لك كيف يمكن أن يكون وقت قول الصدق هو كارثة في حد ذاته. وللتنويه أيضاً نحن لا نحثك على قول الكذب ولكن ستفهم في هذا المقال متى تقول الصدق في مكانه ومتى لا تتكلم وما هي المشكلات وما هي سلبيات الصدق الساذج، التي من الممكن أن تخرب بيوت وعلاقات وتنشأ حروب وأشياء كثيرة أنت في غنى عنها لولا أنك تكلمت فقط لمجرد أنك تريد أن تقول شيء وتُظهر للجالسين أنك تعرف كل شيء وفي المجمل إن حدث منك هذا فهذا في الحقيقة دليل على عدم نضوجك كشخص.

سلبيات الصدق الساذج ومتى يجب عليك في بعض الأحيان الكذب البسيط؟

أسرار الأصدقاء

من ضمن سلبيات الصدق الساذج هو الصديق الذي يفشي أسرار أصدقاءه للآخرين كنوع من الضحك أو كنوع من الافتخار أنه يعرف هذه الأسرار، وليس لغرض أن يؤذيهم ولكن مثل هذا الشخص لا يفهم من الأساس فكرة الخصوصية وأن ما يحدث بينه وبين أصدقاءه لا يجب أن يخرج خارج دائرة الصداقة ويكون للجميع أن يعرف ما يحدث بينهم كأصدقاء. بل والأسوأ هو أن يحدث ويختلف أحد الأصدقاء فيلجأ كحيلة دفاعية عن نفسه أن يذكر أسرارهم للناس علناً وعندما يعاتبونه يقول لهم أنه قال الحق، وبالفعل هو قال الحق ولكن أيضاً ما فعله هو شيء غبي لأنه أفصح عن حقائق لا تخصه هو بل تخص أصدقائه. وهنا نقول إن هذا من ضمن سلبيات الصدق الساذج الملتصق بالأشخاص الغير الناضجين دائماً والغير المتحملين المسئولية. لذلك لابد أن تعرف من هو صديقك جيداً ولتعلم أنت نفسك أن ما يحدث داخل إطار الصداقة لا يجوز أن يخرج من بينكم وإن حدث وأخرج أحدهم أسرارك للخارج إذا فيجب أن تعلم أنه لا يصلح لأن يكون صديقك لسبب بسيط لأنه لا يقدر على أن يحافظ على خصوصية علاقتكم سوياً وهذا كفيل جداً أن يجعل الصداقة بينكم مشروع فاشل.

أسرار البيوت

هناك بعض الموقف التي تحدث تعبر تماماً عن مثل هذه الفكرة وهي سلبيات الصدق الساذج في إفشاء أسرار البيوت، والذي يؤدي في بعض الأحيان إلى انفصال أزواج عن بعضهم وحدوث حالات طلاق كثيرة بسبب فكرة أن خصوصيات الأسرة تصير علنية للجميع. مثلاً في بعض بيوت يعيش فيها الإخوة معاً، تسمى بيوت العائلة ويكون الإخوة وزوجاتهم في بيت واحد ومن المعروف جداً في الشرق حب السيدات للأحاديث والثرثرة كنوع من أنواع الصداقة أو الحميمية الزائدة فيحدث أن تقول إحدى السيدات عن شيء يخص مشاكلها مع زوجها أو تحكي عن أسرار بيتها لأمها أو أختها وهذا في المجمل لا يعجب الرجل الشرقي لأنه يشعر أن زوجته لا تحافظ على حرمة بيته واحترامها له لدرجة أنها تتكلم عليه من خلفه، وعندما يعاتبها تقول له أنها لم تقل شيئاً كذب وإنما هي تتحدث بالصدق لكن المشكلة هنا ليس في أنها تتحدث بالصدق المشكلة أنها تفشي الأسرار وتخرجها خارج إطارها الطبيعي، لذلك يتطور الموضوع أحياناً للانفصال بين الأزواج لأن المرأة تشعر أن الرجل يبالغ والرجل يشعر أن المرأة لا تعرف قيمة ما تفعله. لذلك يجب أن تعلمين عزيزتي المرأة أن فكرة حديثكِ مع شخص أخر بصدق بصورة ساذجة عما يحدث بينكِ وبين زوجكِ وأسرتكِ إنه لشيء غير حكيم بالمرة ويعد سلبي جداً لأن الحياة الأسرية جزء كبير جداً من فكرة استقرارها يعتمد على الحفاظ على الخصوصية بين الزوجين.

خسارة الناس

من ضمن سلبيات الصدق الساذج هي أن الشخص الذي يقع في مثل هذا الخطأ يبدأ الناس في تجنبه لأنهم يرون أنه غير مؤهل إلى أن يؤتمن على أي شيء يحدث في إطار خصوصية معينة. لذلك يجد الشخص نفسه وحيداً في ظل وجود أشخاص كثيرين من حوله ومن ثم تظهر عليه سمعة بأنه يفشي الأسرار مما يجعل صعوبة كبيرة له في تكوين علاقات جديدة حيث الجميع سيكون متخوف منه، ولذلك على الجميع ألا يقعوا في هذا الخطأ كي لا يعاني من سلبيات الصدق الساذج بطريقة مباشرة مثل هذه. الحل هنا هو أنه لابد لمثل هذا الشخص أن يثبت للآخرين أنه أهل على حفظ العلاقات ويتجنب أن يتكلم على الآخرين من خلفهم لأنه إذا تكلم على أحد من خلفه أمام آخرين، فالآخرين فوراً سيفهمون أنه سيفعل بهم مثل ما فعل بفلان الذي تكلم عليه من خلفه أمامهم، وسيبدأ الناس يتجنبونه أكثر. لذلك في مثل هذه الحالات الصمت جيد وربما سيعيد الكثير من الهيبة والثقة لمثل هؤلاء، حيث إن قبولهم داخل المجموعات ربما يكون صعب ولكن مع الصمت سيكون مقبول أن يكون ما دام لم يضر أحد.

استغلال الأشخاص بصورة سيئة

وهذا أيضاً من ضمن سلبيات الصدق الساذج ولكنه لا يؤثر على الآخرين بل هنا يؤثر على الشخص نفسه، حيث يصير الشخص عبارة عن شخص يستهان به ويعامل معاملة ناقل الكلام ويُعرف وسط المجتمع بهذا الفعل ومن ثم يصير محتقر وفي عيون الجميع ومستغل ويكون صيداً سهلاً لهؤلاء الذين يقتاتون على أسرار الآخرين لأنهم يذهبون إليه أول واحد لسبب بسيط أنهم يريدون فضح فلان مثلاً، فيعرفون بضع الأشياء عنه من هذا الشخص الساذج الذي لا يعرف كيفية الكذب ويعتقد أن قول الصدق هو شيء جيد. ولكن في الحقيقة لم يقل له أحد اكذب ولكن القول الصحيح هو أن كل شيء لا يجب أن يُقال وليس لزاماً عليك أن تقول حقيقة. وإن كنت تعرف حقيقة ستضر غيرك، إذاً فلديك اختيار الصمت وهو اختيار جيد جداً سيحافظ على كل شيء في مكانه دون أذى لأي شخص.

أخيراً عزيزي القارئ سلبيات الصدق الساذج حقيقة وليس سراب أو شيء نحاول أن نقنعك به رغماً عنك. فالصدق يجب أن يوظف وقول الحق له مواعيد ولكن الأسرار ليست حقائق وليست تجارة وليست مجالاً للنميمة حتى تكون سيرة الأصدقاء مجالاً للضحك أو للتسلية مع أشخاص آخرين لأنك في الأخير ستجد دائرة الثقة مع النمامين تتفكك أنهم يتكلمون على الأشخاص من خلفهم والكلام سيصل لهؤلاء الأشخاص بطريقة أو بأخرى. وفي الأخير سيكون النمام مرذول. حتى ولو على سبيل السذاجة والغباء سيظل الأمر يجرح جداً وقولك لأسرارك أنت في سبيل أن تكون صريح سيفقدك الكثير من الخصوصية والاستقرار. لذلك إن كنت أنت لديك من الساذجة وتثق في الآخرين بسرعة لمصارحتهم بأشياء لا يجب أن تُقال لمثل هؤلاء، حاول أن تتماسك ولا تقل أي شيء إلى شخص قبل أن تتأكد أنه سيحافظ على كلامك هذا ولن ينقله للخارج في أول فرصة. وعند طلب النصيحة يجب أن تذكر التفاصيل المهمة فقط ولا تعرض كل شيء، فحتى أحكم الحكماء وأقرب المقربون لديهم ذلة لسان أحياناً فاحذر حتى لا تكون أنت الضحية.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.