تسعة
الرئيسية » العلاقات » مشاكل العلاقة » كيف تتخلص من رواسب العلاقات السابقة وتعيش كل علاقة كأنها الأولى؟

كيف تتخلص من رواسب العلاقات السابقة وتعيش كل علاقة كأنها الأولى؟

لكل إنسان تجارب وعلاقات و رواسب العلاقات السابقة عادة ما تقف للإنسان كعقبة بينه وبين المضي في جنبات الحياة، ولا يستطيع الإنسان التخلص بالكامل من هذه الآثار المدمرة فكيف يمكنك التخلص منها وخوض كل علاقة كأنها الحب الأول لك؟

رواسب العلاقات السابقة

رواسب العلاقات السابقة عادة ما تترك أثرها المؤلم في نفوسنا خاصة وأن أي علاقة عندما تمر لا تلملم كافة أوراقها وتمضي كأنها لم تنشب مخالبها وأنيابها في حياتك بالكامل ولكن تترك رواسبها الصادمة التي تنكأ الجروح القديمة، وتعيق قلوبنا على المضي قدما نحو الوضع الأفضل والحياة الصافية التي ننشدها والتي تفيض بالاسترخاء والراحة، لذلك في هذا السياق سوف نتحدث عن كيف تتخلص من رواسب العلاقات السابقة وتزيل آثارها بحيث تتمكن من عيش كل علاقة بدون حمول تثقل كاهلك وتعيقك عن مواصلة حياتك بشكل طيب.

دع الشخص الآخر يسحبك لعالمه

من أجل التخلص من رواسب العلاقات السابقة لا تحاول جذب الشخص الذي تحبه إلى عالمك أنت لصنع نسخة من العلاقة السابقة بل دعه يسحبك هو لعالمه، بذلك حتى إن ذهب هذا الشخص فإنه سيمضي بعالمه بينما سيترك عالمك أنت خاليا من آثاره وموطئ أقدامه فيه، تماما كما لو كنت تعرف شخصا وتذهب دائما إلى بيته، الأشياء التي ستتركها في بيته سيكون هو من الصعب عليه تجاهل وجودها بالتالي اذهب أنت إلى بيت هذا الشخص أو بمعنى أصح ضع نفسك في حياته وفي نفس الوقت تكون تجربة جيدة لعيش الحياة بالشكل الأفضل والمثالي على الدوام، لأن الحياة كما تعرف تجارب وحينما تنتهي من علاقة تجد نفسك قد خضت أكبر قدر ممكن من التجارب والتي ما كان من الممكن خوضها لولا حبك لهذا الشخص وارتباطك به.

ابتكر لنفسك طرق جديدة للسعادة

دائما ما يسلك الإنسان نفس المسالك السابقة على أساس أن هذه هي المسالك المألوفة والناجحة سابقا بالتالي هي الأكثر ضمانا لتحقيق السعادة فمن باب أولى سلكها والإعراض عن غيرها وهذا خاطئ إلى حد كبير حيث أن الدهشة تتولد دائما من ابتكار طرق جديدة للسعادة، وتجربة أشياء لم تكن جربتها من قبل، على سبيل المثال لا الحصر مثلا، هل جربت القيام بنزهة خلوية إلى الصحاري أو الواحات؟ أنت لا تتخيل ذلك بالطبع! لكن ربما ستجد فيها الجديد دائما، وكذلك العلاقات كلما ابتكرت لنفسك طرقا جديدة للسعادة ستتخلص من رواسب العلاقات السابقة وستعيش كل لحظة كأنها الأولى، مثلا جربت أن تحكي قصة لشريكك في العلاقة قبل النوم؟ لا لم تجرب لأنه لم يحدث في العلاقة السابقة، حسنا جرب، قم الآن وابحث على الإنترنت، لا تجد؟ شاهد الكارتون، لا تستسيغ الكارتون؟ حسنا هناك قصص المكتبة الخضراء، أما ألف ليلة وليلة هذا الكتاب العظيم والرائع ستجد فيه مبتغاك دائما، تحرك دائما نحو الجديد وكن مبتكرا.

اكتشف الأغاني الجديدة والأفلام الجديدة

أسوأ ما في رواسب العلاقات السابقة هي الأشياء التي نربط بها الأشخاص وتكون أشياء عامة، مرة كنت أجلس مع صديق وكنت أدندن أغنية للفنانة الجزائرية وردة وأعتقد أنها “أوقاتي بتحلوّ” وإذا به يبدأ في النهنهة فجأة وتفيض دموعه، ذعرت وسألته: “ما بك؟” قال أن هذه الأغنية تذكره بها، كان يغنيها لها على الدوام. حزنت على هذا الشخص وقلت أن هذه غلطتك لأنك تربط الأغاني بالأشخاص، استمتع بها كأغنية عادية، والآن اسمع هذه الأغنية. ثم أخرجت هاتفي وأسمعته أغنية جديدة راقصة فاستمع لها وأعجب بها وقلت له: “كلما تذكرت هذه الأغنية التي تربطها بها، تذكر أيضًا هذه الأغنية الراقصة وغني وارقص وافرح” وكذلك الأفلام والأعمال الفنية بشكل عام، كلما تذكرت عملا فنيا يخص الشخص السابق أربطها بفيلم آخرا مبهج أو كوميدي واكتشف الأغاني والأفلام الجديدة وتخلص مما يثقلك.

غير من أسلوبك بتغير العلاقة

الطبع غلّاب مثلما يقولون، لذلك يجب على الإنسان أن يقف وقفة ويبدأ في النظر لنفسه من الخارج، كيف هذا؟ إن الإنسان يتصرف بطبيعته ومكتسبات شخصيته من المواقف التي مر بها على مدار حياته، وبالتالي عندما تنتهي العلاقة فإن هذا موقف يجب أن يعيد معه حساباته، هل أنا أخطأت في شيء؟ ما السبب وراء فشل هذه العلاقة؟ في الغالب سوف يلقي اللوم على الطرف الآخر، ولكن بالنظرة الموضوعية وقليل من الشفافية والصدق مع النفس سوف يسأل السؤال بصيغة أخرى أكثر فاعلية: “ما هو الخطأ الذي قمت به وساعد على احتضار العلاقة؟” ولا بد من أجل التخلص من رواسب العلاقات السابقة أن تضع أسباب إخفاقك صوب عينيك وتصححه في العلاقة الجديدة، اسأل نفسك هل كنت عصبيا؟ حسنا هدئ من روعك هذه المرة. هل كنت متحكما ومتسلطا؟ كن لين العريكة هذه المرة ومتفهما وقم بإعلاء قيم الحوار والنقاش الحضاري، هل كنت ضعيف الشخصية؟ ليست هذه بالطبع العلاقة الصحية، لذلك تحدث عما تراه خاطئا وعبر عن مشاعرك بصدق وإخلاص، هكذا تتخلص من رواسب العلاقات السابقة بتخلصك من شخصيتك القديمة التي ساعدت في انتهائها.

عدم مقارنة أي شخص بالآخر

نصيحة أخوية عامة لا ترتبط بالتخلص من رواسب العلاقات السابقة فحسب بل حتى لا ترتكب جريمة جسيمة لن تغتفر لك، سواء في وعيك أو لا وعيك، سواء في السر أو في العلن لا تقارن علاقتك الحالية بأي علاقة سابقة لك، لا تفعلها، لا تقدم عليها وإذا واتتك الأفكار التي تقارن بين علاقة حالية وعلاقة سابقة استعذ بالله من الشيطان تماما كما لو كان ذهنك يصور لك جريمة قتل أو ظلم بريء، أسوأ شيء المقارنة في جميع الحالات لجميع الأطراف حتى لو كانت مقارنة في صالح علاقتك الحالية، العلاقة السابقة انتهت بحلوها ومرها وأنت الآن ستجرب علاقة أخرى مختلفة كليا عن السابقة، لا أفضل ولا أسوأ، ولكنها مختلفة، هذا ما يجب أن تضعه في رأسك وتسير به لأن المقارنة هي التي ستجعل هواجس العلاقات السابقة تسيطر عليك وتوقف مسيرتك.

نظف حياتك من رواسب العلاقات السابقة

الناس يأتون في حياتنا فيفرغون فيها الأشياء الجميلة والسيئة على حد سواء، يتركون الآثار الطيبة والمدمرة أيضًا، وحينما يرحلون تظل الأشياء المؤلمة مؤلمة أما الأشياء الجميلة فسرعان ما تتحول لذكريات مقبضة أيضًا بالتالي يجب عليك أن تنظف حياتك بالكامل وتجرف كل تفاصيل رواسب العلاقات السابقة من حياتك، الهدايا، التذكارات، الأغاني القديمة، الأماكن التي اعتدتما الذهاب إليها، حتى الملابس التي كانت تحب رؤيتك بها، كل هذا تخلص منه بالكامل، فقط اترك الأشياء الأصيلة في حياتك، المرتبطة بشخصيتك وحدك، لأنك أنت الوحيد الذي سيكمل معك للنهاية أما الآخرين فزائلون، هذه هي القاعدة الأهم من أجل التخلص من رواسب العلاقات السابقة للأبد والمضي قدما في علاقات جديدة وآمنة: نظف حياتك من تفاصيل العلاقة السابقة كي تبدأ على نظافة.

رواسب العلاقات السابقة عادة ما تؤثر على عقل الإنسان وأفكاره وتكبّله بالكامل وتجعله متوقفا في هذه المحطة عاجزا عن المضي قدما نحو علاقات جدية ومعانقة شوق الحياة والالتحاق بركب النور والأمل من جديد، لذلك يجب التخلص منها كي يستطيع الإنسان بعث الروح في حياته من جديد.

محمد رشوان

أضف تعليق

15 + سبعة =