كيف تتكون دوالي المريء وكيف تشخص وكيف يمكن الوقاية منها؟

يعد المريء قناة أنوبية تصل بين البلعوم والمعدة، ومن خلالها يأخذ الطعام طريقه إلى المعدة ليتم هضمه. ويغذي المريء الكثير من الأوعية الدموية من أهمها ما يطلق عليه الوريد البابي، وهذا الوريد يحمل الدم من المريء إلى الكبد حتى تتم تنقيته من السموم والمعادن الضارة، غير أنه ولأسباب عدة يحدث بطء في سريان الدم عبر هذا الوريد وقد لا يصل الدم إلى الكبد، محدثاً ارتفاعاً في ضغط الدم فيما يطلق عليه ارتفاع ضغط الوريد البابي، والذي يؤدي في النهاية إلى الإصابة بـ دوالي المريء .

دوالي المريء وأسبابها

تجدر الإشارة هنا إلى أن تفاقم وارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي هو الذي يتسبب في حدوث دوالي المريء، لذا فأن مسببات دوالي المريء هي الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الوريد البابي.

ويمكن القول بأن أحد أهم الأسباب الرئيسية لارتفاع ضغط الوريد البابي هو إصابة الكبد بالتليف، ومن ثم فإن الدم الذي ينتقل إلى الكبد لا يكتمل مساره، فيرتفع ضغط الوريد البابي، وكلما كان الكبد متليفاً وفي مراحله المتقدمة كلما ازداد احتقان الدم في الوريد البابي مسبباً دوالي المريء.

ومن ضمن الأسباب الأخرى لحدوث الإصابة بـ دوالي المريء هو حدوث تجلط في وريد الطحال، والدرن، والتهاب الحوصلة المرارية، والإصابة بالبلهارسيا، والتهاب الكبد الوبائي من النوعين (سي) و(بي).

كذلك فقد يكون سبب إعاقة سريان الدم في الوريد البابي هو الضغط عليه من الخارج بسبب وجود أورام تؤدي إلى ضيق الوريد ومن ثم ارتفاع الضغط به.

تشخيص دوالي المريء

في المراحل الأولى لدوالي المريء، عادة ما لا يشعر المريض بأي شيء، وقد يتم اكتشاف وجود احتقان الوريد البابي بالمصادفة عند إجراء عملية منظار للمعدة.

ومع تقدم حالة الاحتقان وارتفاع ضغط الوريد البابي قد يصاب المريض بحالة قيء دموي مفاجئ مصحوباً بآلم في رأس المعدة مع فقدان القدرة على التركيز وانتفاخ في البطن (استسقاء) ناتج عن احتباس السوائل في جدار البطن، ويكون الإحساس العام للمريض هو الوهن مع انخفاض كبير في الوزن نتيجة فقدان الشهية والقيء.

وفي المراحل المتأخرة للمرض، تميل دوالي المريء إلى الانفجار، فزيادة ضغط الدم في الوريد البابي يجعل الدم يتجه إلى الشعيرات الدموية التي لا تتحمل ضغط الدم الزائد مما يؤدي إلى انفجارها.

وينتج عن انفجار الأوعية الدموية حدوث قيء مصحوب بخروج دماء، وتتفاقم الأعراض السابقة من حدوث اعتلال في وظائف المخ متمثلاً في انعدام التركيز وعدم القدرة على التواصل مع الآخرين وحدوث غيبوبة متكررة نتيجة فشل الكبد المتليف في القيام بوظيفته الرئيسية وهي تنقية الدم من السموم، الأمر الذي يجعل الدم الملوث يصل إلى المخ.

ويتزامن مع ذلك ازدياد الشعور بالوهن والضعف، وخسارة الكثير من الوزن نتيجة استمرار القيء مع حدوث هبوط كبير في الدورة الدموية، وفي بعض الحالات التي تكون فيها الحويصلة المرارية متصلبة، يرتفع معدل الصفراء في الجسم، ويظهر ذلك جلياً في اصطباغ الجلد باللون الأصفر، ويصبح البول داكن اللون.

دوالي المريء عند الأطفال

تعتبر أهم أسباب إصابة الأطفال بـ دوالي المريء وجود خلل في وظائف الكبد وإصابة الكبد بالتليف، أو حدوث تخثر للدم في الوريد البابي نتيجة وجود تليف الذي يؤدي إلى إعاقة سريان الدم إلى الكبد. وفي البلاد الفقيرة تكثر حالات إصابة الأطفال بجرثومة البلهارسيا نتيجة خوضهم في مياه ملوثة مثل الترع والمصارف، حيث تنتقل البلهارسيا إلى الجسم وتأخذ طريقها عبر مسام الجلد إلى الأوعية اللمفاوية ثم الأوعية الدموية والتي تنتقل بدورها إلى الكبد، مما يتسبب في تضخم الكبد والطحال ثم يصاب الكبد بالتليف مما يتسبب في حدث دوالي المريء.

هل دوالي المريء خطيرة؟

أغلب مرضى تليف الكبد يصابون بـ دوالي المريء بنسبة تتخطى النصف. إذ تؤكد الإحصاءات أن ستون في المائة من مرضى تشمع الكبد يتعرضون لارتفاع ضغط الوريد البابي مسبباً دوالي المريء، وما يقرب من ثلث الحالات التي تعاني من دوالي المريء يحدث لديهم نزيف يظهر جلياً في شكل قيء دموي. وعند إصابة المريض بنزيف يكون قد وصل إلى مرحلة الخطر لدرجة تصل لتهديد الحياة، فنسبة تتراوح بين 30 إلى 50 بالمائة ممن تصل حالتهم إلى حدوث نزيف يتعرضون للوفاة.

علاج دوالي المريء بالأعشاب

تتعدد أساليب علاج دوالي المريء ما بين العلاج بالأدوية وبين التدخل الجراحي تبعاً لحالة المريض ودقة حالته، إلا أن طب الأعشاب لديه أيضاً العلاج. وفيما يلي نعرض بعضاً من الوصفات التي تعتمد على استخدام الأعشاب بصفة أساسية لعلاج دوالي المريء:

• البابونج: يطحن البابونج مع أوراق الخس الجافة، وتخلط مع كمية وفيرة من عسل النحل، وتؤخذ ملعقة من الخليط بعد كل وجبة. كما يمكن غلي البابونج وشرب كوب منه صباحاً ومساء.
• الشوفان أو النخالة (الردة): يتم تناول الشوفان بعد طبخه في حليب طازج ومحلى بعسل النحل في الصباح والمساء.
• الشعير: يفضل الإكثار من تناول مشروب الشعير مع قرع العسل لعلاج دوالي المريء.
• الصفصاف: يغلى لحاء الصفصاف ويضاف إليه عدد ثلاث ملاعق كبيرة من عسل النحل، ويفضل تناوله قبل النوم وعند الاستيقاظ على الريق.
• البلسان: يتم تناول ملعقة من دهن البلسان صباحا على الريق ويتبعه تناول الحبة السوداء بدون أي تحلية.
• النعناع: تعصر أوراق النعناع باستخدام قماشة وتضاف إلى كوب من الماء البارد مع إضافة قطرت من الخل، ويتم تناولها بعد وجبتي الإفطار والعشاء. وتفيد هذه الوصفة في علاج نزيف المعدة.
• اللبن المحلى: ينصح بتناول اللبن البارد المحلى بالعسل، يليها تناول حبة رمان كبيرة بعد غسلها جيدا وتناولها كاملة بكل محتوياتها وقشرتها الخارجية.
• البلوط: يطحن لحاء البلوط ويتم غليه لمدة عشر دقائق ويشرب أربع مرات على مدار اليوم.
• رجل الأسد: يطحن رجل الأسد وينقع في ماء مغلي لمدة ربع ساعة، ويتم تناول كوب واحد منه بعد كل وجبة.
• البرسيم: ويتم عصر البرسيم وشربه مع العسل كل يوم صباحاً.

علاج دوالي المريء

إذا حدث قيء مصحوباً بنزول دماء، فإن ذلك يعد إيذانا ببداية الخطر المميت وهو حدوث نزيف، ويستوجب نقل المريض إلى أقرب مستشفى يتوافر بها وحدة للعلاج بالمناظير خاصة بالجهاز الهضمي، حيث يجب القيام بإعطاء المريض العقاقير اللازمة التي تعمل على رفع ضغط الدم الذي انخفض بفعل النزيف، ثم الإسراع بإجراء عملية منظار لتحديد مدى سوء حالة المريض ودرجة خطورته، فإذا كشف المنظار عن وجود نزيف من الدوالي أو تجلط الدم في الدوالي أو وجود دماء في المعدة، يتم حقن الدوالي مباشرة بمادة تؤدي إلى تجلط الدم في الدوالي حتى يتوقف النزيف، أو استخدام الحلقات المطاطية، غير أن هذه الأساليب تشترط التأكد من عدم وجود نزيف من مصدر آخر بخلاف ما سبق ذكره.

خاتمة

تناولنا في مقالنا التعريف بدوالي المريء وأسباب حدوثه وأساليب تشخيص المرض وأعراضه ومدى خطورته. ثم تطرقنا إلى الحديث بإيجاز عن إصابة الأطفال بدوالي المرئ، ثم ذكرنا أساليب العلاج السريرية باستخدام المناظير، ثم العلاج بالأعشاب مع سرد العديد الوصفات التي تساعد في علاج دوالي المريء.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

الكاتب: وليد زكي