تسعة
الرئيسية » العلاقات » كيف يسهم دعم الشريك في إظهار الحب والاهتمام بطريقة عملية؟

كيف يسهم دعم الشريك في إظهار الحب والاهتمام بطريقة عملية؟

دعم الشريك من الأمور الهامة للغاية بالنسبة لأي شخص، إذ أنه من خلال ذلك الدعم يظهر الحب الحقيقي ويُمكن باستخدام ذلك الحب تجاوز الكثير والكثير من العقبات والوقوف على مناسبة الآخرين لنا، فكيف يا تُرى تظهر أهمية ذلك الدعم؟

دعم الشريك

طبعًا فكرة دعم الشريك تُعد بلا شك واحدة من أهم الأفكار وأكثرها تأثيرًا في حياتنا، فالناس يتشاركون الحيوات مع بعضهم البعض خصيصًا من أجل ذلك الدعم وسعيًا للحصول على حياة يتواجد فيها الشعور الطيب المُتبادل بين الطرفين، فعندما أتألم يجب أن يكون الطرف الآخر بجانبي، وعندما أكون في لحظات السعادة يجب أن أُجلب معي شريكي أيضًا وأتقاسم معه تلك السعادة، فالأمر لا يتوقف عند المشاركة الصورية البحتة، وإلا ما كانت لتتواجد العلاقات بأشكالها التي تتواجد عليها الآن وما كانت تلك العلاقات واحدة من أقدس الأشياء الموجودة في حياتنا، على العموم، في السطور القليلة المُقبلة سوف نتناول سويًا، فكرة دعم الشريك كما سنقف على كيفية إسهام ذلك الدعم في إظهار الحب والاهتمام للآخرين بطريقة عملية، فهل أنتم مستعدون للقيام بذلك الأمر سويًا والوقوف أكثر على أهميته؟ حسنًا لنبدأ سريعًا.

دعم الشريك

دعم الشريك دعم الشريك

ما المقصود بمصطلح دعم الشريك ؟ هذا هو السؤال الأول الذي يجب علينا هنا البحث عن إجابة مناسبة له، فبكل تأكيد نحن لا نتحدث عن نوع معين من الدعم كالدعم المعنوي مثلًا، وإن كان نوعًا موجودًا ومطلوبًا، لكن ما نتحدث عنه بأهمية أكثر الدعم الحقيقي الفعلي الذي يجعل شريك يشعر بوجودك فعلًا، وبشكل عام فإن مُصطلح الدعم يُقصد به الوقوف بجانب الأشخاص ومساندتهم، يُقال دعمت فُلان أي وقفت بجواره وساندته فيما يفعله، وقد ظهر مصطلح الدعم منذ ظهور البشرية وظهور المشاعر، إذ أن فكرة الدعم أساسًا تقوم على المشاعر والعواطف، فإذا كنت لا تشعر بمشاعر حب لشخص ما ممتزجة بالشفقة والتودد فأنت لن تشرع أساسًا في دعمه ومساعدته والوقوف بجواره، والآن لنفترض أنك قد فعلت وساندت شريك، كيف تتوقع أن يُسهم ذلك الدعم ويُحقق نتائج طيبة؟

كيف يُسهم دعم الشريك ؟

دعم الشريك كيف يُسهم دعم الشريك ؟

بعد أن تعرفنا سويًا على ماهية فعل دعم الشريك فبكل تأكيد نحن الآن بحاجة إلى ما هو أكبر بكثير من هذه الماهية، نحن بحاجة إلى الأهمية، نحن بحاجة إلى معرفة الكيفية التي يتمكن من خلالها هذا الدعم من إظهار الحب والاهتمام بطريقة عملية فعلية وليس مجرد حديث يُقال، وهذا الأمر يحدث في عدة صور أهمها إثبات عدم كونه وحيدًا.

إثبات عدم كونه وحيدًا

ربما البعض لا يعرف ذلك، لكن أسوأ ما في الأزمات والمشاكل والصعاب أن تشعر أنك وحيد بين كل ذلك، فالوحدة هنا لن تقود إلى شيء بخلاف السوء المُتراكم، إذ أن مثل هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون في وحدة وانعزال هم في الأساس أكثر الناس تعرضًا للمشاكل لأنهم لا يجدون من يواجه ذلك معهم، وهذا بالضبط ما ستغيره فكرة دعم الشريك التي نتحدث عنها، إذ أنك عزيزي الداعم سوف تُوصل لشريك رسالة مفادها أنه ليس وحيد في هذا الألم، أو ليس عليه أن يكون وحيدًا أصلًا وأنه ثمة من يدعمه ويساعده لتخطي ذلك، وهذه الفكرة كفيلة بالتخفيف عنه، على العموم، ما نريد قوله في النهاية أنه من المهم جدًا أن تُثبت لشريط أنه ليس وحيدًا، وهذا ما سيفعله الدعم.

بث الأمان والسكينة

طبيعة الإنسان هي الخوف، الحياة في الأساس مخلوق مُخيف، ما دُمت متواجدًا بها فبكل تأكيد سوف تشعر بالخوف في كل لحظة، لكن ما نتحدث عنه هنا أن تظل قلقًا طوال الوقت وتشعر أنه ليس لك ظهر تحتمي به وليس لديك أي شيء يُمكنك الركون إليه في أوقات الأزمات، وهذا الإحساس يتغير تمامًا وبنسبة مئة وثمانين درجة عندما يظهر الشريك، إذ أنه سوف يُسهم في جعلك أكثر هدوءًا وأكثر تقبلًا للآخرين، قبل كل ذلك لن تشعر بالخطر طوال الوقت، في النهاية ستُدرك أنه ثمة من سيتقاسم معك تلك الحياة بحلوها ومُرها، وبالمناسبة، الشريك الداعم لا يجب أن يكون قويًا حتى يتمكن من بث الأمان والسكينة في شريكه الآخر، فقط يكفي أن يكون موجودًا بالفعل، فالوجود وحده شكل من أشكال الأمان.

الحفاظ والخوف على الحالة النفسية من أهم قواعد دعم الشريك

في أحيان كثيرة يكون الشيء الأهم الذي تسعى للحفاظ عليه بكل ما تمتلك من قوة حالتك النفسية لأنها هي التي ستُحدد لاحقًا وضعيتك وما ستتحول إليه الأمور، على العموم أنت لا تمتلك بوصلة حالتك النفسية بمفردك، إذ أنه ثمة الكثير من العوامل والطرق التي تُحدد ذلك، أهمها أن يكون هناك شريك يدعمك، هذا الشريك قبل أن يدعمك سوف يفهمك بكل تأكيد، وفهمه لتلك الحالة سوف يجعله يُدرك الوقت الذي تكون حالتك فيه منخفضة من الناحية النفسية فيحاول تغيير ذلك، المهم أن يعرف حتى يفعل، المهم أن يكون لديه خوف على حالتك النفسية في الأساس، وهذا هو الإسهام الأكبر.

إبعاده عن الصعاب والمشاكل

في مرحلة من المراحل التي تكون فيها عزيزي القارئ مُنغمسًا في الكثير من الصعاب والمشاكل سوف تتمنى الابتعاد عن هذه الأمور أكثر من أي شيء آخر وسوف تُفكر في جدوى وجود شخص يُمكنه أن يؤدي هذه المهمة ويُظهر لك دعمه، وهذا ما سيفعله لك الشريك إن كان فعلًا شريكًا حقيقيًا مهما كان نوعه، فقد يكون صديق وقد يكون زوج وقد يكون حبيب، المهم في النهاية أنه شريك لك وأنه سيدعمك حتى النهاية، لكن دعونا لا ننسى أن وجود شخص لإبعادك عن الصعاب والمشاكل المُحيطة بك أمر ليس سهلًا بالمرة ومن الممكن أن يتوقف الأمر عند مجرد المحاولة، لكن المحاولة وحدها تكفي بالتأكيد.

التخلص من الاكتئاب

بكل تأكيد دعم الشريك سوف يُسهم في واحدة من أهم الأمور التي يتمنى الشركاء تواجدها، والحديث هنا عن فكرة التخلص من الاكتئاب، فحدوث ذلك الأمر بالذات سوف يُثبت جدوى وجود الشريك وأهميته لأن الاكتئاب هو أسوأ شيء يُمكن أن يواجه الإنسان في حياته ويُمكن أن يتسبب تمامًا في تدميره ويؤدي به إلى أشياء كارثية لا يتمناها أي شخص مثل الاكتئاب، ولهذا فإن دعم الشريك في هذه المرحلة يبدو أمرًا في غاية الأهمية لأنه يجعلك الشريك المدعوم يشعر بأنه يمتلك سببًا لا يجعله يُفكر في تبعات الاكتئاب أو يُفكر في أشياء سيئة مثل إيذاء النفس، يمتلك ببساطة شريك يدعمه ويُقدم له الحب الغير مشروط بالمرة، وهو أمر مهم وفارق يفهمه كل من مر بمشاعر قريبة من الاكتئاب في يوم من الأيام ووجد من يدعمه.

ختامًا عزيزي القارئ، ليس هناك شك طبعًا على كون السطور الماضية لا تقول سوى شيء واحد في غاية الأهمية، وهو أن دعم الشريك لم يعد مجرد رفاهية يُمكن القيام بها أو لا يُمكن القيام بها، بل هي في الحقيقة تظهر وكأنها شكل ونمط حياتي، فما دمت تعيش بهذه الأرض وتمتلك شريك فعليك أن تُراعي تمامًا فكرة دعمه ومساعدته، هكذا سينجح الأمر.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

ثمانية − سبعة =