تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أبوة وأمومة » ختان الإناث : كيف يمكن أن يؤذي الأنثى من كل النواحي ؟

ختان الإناث : كيف يمكن أن يؤذي الأنثى من كل النواحي ؟

ختان الإناث هي ممارسة قديمة، ورغم إثبات الأطباء الكثير من الأضرار الصحية لهذه العادة، إلا أنها ما تزال مستمرة في أجزاء كثيرة من العالم حتى اليوم.

ختان الإناث

تتعرض النساء والفتيات اللائي يتم إخضاعهن لعملية ختان الإناث لممارسة ضارة جدا. فختان الإناث يزيد من المخاطر الصحية القصيرة الأمد وطويلة الأمد التي قد تصاب بها النساء والفتيات وهي ممارسة غير مقبولة من وجهتي نظر حقوق الإنسان والصحة. ورغم أن المخاطر الصحية تزداد مع زيادة شدة الختان وحدوده إلا أن الممارسة بكاملها ممجوجة وضارة وتعارضها بشدة المنظمات الحقوقية والصحية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، وقد وصل الأمر حد تجريم مرتكبيها ومنفذيها، بخاصة المنتمين للقطاع الصحي من أطباء وممرضين.

كل ما يخص أضرار عملية ختان الإناث

أنواع ختان الإناث

يقسم ختان الإناث إلى أربعة أنواع:

  • النوع الأول: يحدث في هذا النوع إزالة كاملة أو جزئية للبظر.
  • النوع الثاني: تتم إزالة البظر والشفرين الصغيرين جزئيا أو كليا، مع أو بدون إزالة الشفرين الكبيرين.
  • النوع الثالث: النوع الأشد فداحة، يعرف أيضا بالنوع الفرعوني. تتكون العملية من تضييق فتحة المهبل مع صنع غطاء خارجي بقطع وتقريب الشفرين الصغيرين بخياطتهما معا، مع إزالة أو عدم إزالة البظر. تترك فتحة صغيرة لخروج دم الحيض والبول فقط. لا يمكن فتح هذا الغطاء إلا بولوج جنسي مؤلم للغاية أو عن طريق الجراحة.
  • النوع الرابع: يشمل هذا النوع كل أشكال العمليات الحادثة في الأعضاء الجنسية الأنثوية لغير الأسباب الطبية، مثل: الوخز والثقب والشق والكشط والكي.

المخاطر الصحية القصيرة الأمد لختان الإناث

هي المخاطر التي تحدث أثناء الختان أو بعده بوقت قصير، وبعضها شديد الخطورة حد تعريض حياة الفتاة للموت.

الألم الشديد

قطع النهايات العصبية والأعضاء الجنسية الحساسة يتسبب في ألم رهيب، حيث لا يتم استخدام المخدر وإن تم استخدامه لا يكون بشكل فعّال. وأيضا فترة الالتئام تكون مؤلمة، وبخاصة مع النوع الثالث من ختان الإناث، حيث يكون القطع أكبر ويستغرق وقتا أطول للشفاء ويتسبب في ألم أكثر من أي نوع آخر.

النزيف

قد يحدث نزيف شديد إذا أصيب الشريان البظري أو أيّ وعاء دموي آخر أثناء العملية، ويصعب جدا التحكم في هذا النوع من النزيف بغير توفر طبيب متخصص في جراحة الأوعية الدموية.

السكتة

وهذه السكتة يقصد بها حالة من التغيير الشديد في ديناميكية الجسم تؤدي لتدهور حالته سريعا وقد تنتج عنها الوفاة مباشرة. ولهذه السكتة أنواع: سكتة بسبب الألم الشديد حيث يتم تنشط الجهاز الباراسمبثاوي الذي يتسبب في توقف القلب، وسكتة بسبب النزيف الذي يقلل حجم الدم داخل الأوعية فلا يفي باحتياجات الجسم، وسكتة بسبب الإصابة بعدوى بكتيرية لعدم نظافة الأدوات المستخدمة ومكان إجراء العملية ما يتسبب في انتشار البكتيريا والسموم المنطلقة منها خلال الدم فتنتشر في الجسم كله ناشرة ضررا ضخما في كل الأعضاء. وهذا هو أخطر ما قد يحدث نتيجة لختان الإناث، ومعدل حدوثه كبير للأسف.

الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)

لا توجد علاقة مباشرة مؤكدة بين ختان الإناث والإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب، لكن استخدام نفس الأدوات مع أكثر من حالة بغير تعقيم مناسب يزيد خطر انتقال فيروس نقص المناعة بين الفتيات اللائي يتعرضن لختان الإناث معا.

مشاكل في التبول

تشمل هذه المشاكل احتباسا في البول وألما أثناء التبول. قد ينتج هذا بسبب تورم الأنسجة، أو بسبب إصابة القناة البولية بقطع أثناء العملية، أو يكون بسبب الألم الناتج عن العملية ذاتها.

تأخر التئام الجرح

ينتج عن نقص النظافة وعدم العناية الطبية الملائمة بالجرح، ويؤدي إلى مزيد من الألم والإصابة بأنواع أخرى من العدوى وتشوه بسبب سوء الالتئام.

الوفاة

أخطر الأعراض الجانبية وتحدث كثيرا جدا أثناء الممارسات المنتشرة لختان الإناث، وقد يحدث هذا بسبب الإصابة بالعدوى كالإصابة بالتيتانوس مثلا، أو النزيف الشديد الذي يؤدي للسكتة.

التداعيات النفسية

تنتج بسبب الألم والصدمة واستخدام القوة البدنية والضرب والإهانة لإجبار الفتيات على الخضوع لهذه العملية من قبل منفذيها أو من قبل الأهل، ما يجعل الفتيات والنساء يصفن ختان الإناث على أنه واحد من أسوأ التجارب النفسية التي تعرضن لها في حياتهن.

مخاطر صحية طويلة الأمد

قد تحدث هذه المخاطر في أي وقت خلال حياة الفتاة أو المرأة التي تعرضت لختان الإناث، ومنها:

الألم

بسبب تدمير الأنسجة والتئامها بشكل سيء، ما يؤدي إلى حشر وضغط النهايات العصبية أو على العكس، تركها معرضة للخارج.

الإصابة بالعدوى

وهي تشمل ثلاثة أنواع حسب مكان الإصابة:

  • العدوى التناسلية الخارجية المزمنة: تحدث في الأعضاء الجنسية الخارجية، وتؤدي لألم مزمن وإفرازات مهبلية وحكة، وأيضا قد تحدث الخراريج والقرح التناسلية.
  • العدوى التناسلية الداخلية المزمنة: تحدث في الأعضاء الداخلية مثل عنق الرحم والرحم والمبايض، وتسبب ألما مزمنا في الظهر أو الحوض، بالإضافة لمشاكل تخص القدرة الإنجابية، أو قد تؤدي للإصابة بالأورام السرطانية.
  • العدوى في المجاري البولية: بسبب قرب مجاري البول من المنطقة التناسلية، فإن إصابتها بعدوى واردة جدا، وهذه العدوى إذا لم تعالج مباشرة قد تصعد إلى الكليتين وتؤدي لفشل في أدائهما لوظائفهما، وهو ما يعرف بالفشل الكلوي، ثم تؤدي لانتشار العدوى في الدم والموت. وزيادة نسبة الإصابة بعدوى المجاري البولية معروفة في النساء اللاتي تعرضن لختان الإناث.

تكون الجُدَر

وهي الآثار الناتجة عن تكون الندوب الكبيرة الحادثة بسبب سوء التئام الجرح أو تأخر التئامه في مكان القطع، ما يؤدي لتشوهات بالغة.

التبول المؤلم

بسبب انسداد القناة البولية وتكرر الإصابة بالعدوى البولية.

مشاكل في الحيض

تنتج عن انسداد فتحة المهبل. وهذا قد يؤدي إلى حيض مؤلم جدا أو حيض غير منتظم أو صعوبة في خروج دم الحيض، بخاصة بين النساء المعرضات للنوع الثالث من ختان الإناث.

مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)

بما أن الإصابة بالإيدز تسهل حين حدوث قطع في النسيج المهبلي، ما يؤدي للدخول المباشر للفيروس في الدم، فمن المنطقي توقع زيادة نسب إصابة النساء المختونات بالإيدز لسهولة حدوث النزيف أثناء الجماع كنتيجة للتشوية المتعمد الحادث في أعضائها التناسلية بسبب ختان الإناث.

الصحة الجنسية للمرأة

إزالة أو تدمير الأنسجة الجنسية الأنثوية الحساسة، بخاصة البظر، قد يؤثر على الشعور الجنسي ويؤدي لمشاكل جنسية، مثل: نقص الرغبة الجنسية، ونقص الاستمتاع الجنسي، والشعور بالألم أثناء الجنس، وصعوبة الولوج، ونقص الترطيب أثناء الجماع، وقلة حدوث أو عدم حدوث الذروة الجنسية. أيضا تكون الندوب والذكريات الموجعة المرتبط بالعملية قد يؤدي لمشاكل من هذا النوع.

مضاعفات الولادة

يرتبط ختان الإناث بزيادة معدلات اللجوء إلى الولادة القيصرية، ومخاطر حدوث نزيف ما بعد الولادة، والولادة الصعبة، والتمزقات أثناء الولادة، والولادة باستخدام الآلات، والولادة الطويلة الوقت، وزيادة مدة إقامة الأم في المستشفى بعد الولادة. وهذه المخاطر تزداد حسب نوع ختان الإناث الذي تعرضت له المرأة.

المخاطر التي يتعرض لها الجنين

مضاعفات الولادة قد تؤدي لزيادة اللجوء لمحاولات إنعاش الطفل أثناء الولادة ولموت الطفل داخل الرحم أو بعد الولادة مباشرة.

التداعيات النفسية

أظهرت بعد الدراسات زيادة احتمالات حدوث اضطرابات ما بعد الصدمة، واضطرابات القلق، والاكتئاب بسبب ختان الإناث. وقد لا تحمي الخلفية الثقافية الداعمة لأهمية ختان الإناث من هذه العوارض النفسية المخيفة.

وهكذا يظهر لنا لماذا يعد ختان الإناث من أسوأ الممارسات الثقافية خطورة على صحة المرأة، والأسباب التي تدفع المؤسسات الصحية في كل أنحاء العالم لمحاربته بكافة الطرق والتشريعات الممكنة لإنقاذ الفتيات والنساء من خطر أكيد.

سارة إبراهيم

طبيبة وكاتبة ومترجمة من مصر

أضف تعليق

11 − 11 =