تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الإصابات والحوادث » حماية الطفل من الإعاقة : كيف تحمي طفلك القادم من الإعاقة ؟

حماية الطفل من الإعاقة : كيف تحمي طفلك القادم من الإعاقة ؟

بالتأكيد إنه أمر مفجع عندما يجد الوالدين أن طفلهما ولد معاقًا بأحد أنواع الإعاقات، لذلك نقدم مجموعة من النصائح من أجل حماية الطفل من الإعاقة بشكل كامل.

حماية الطفل من الإعاقة

الإعاقة لا تصيب فقط طفلك عندما تأتي، ولكنها تصيبك أيضًا عندما تراه في هذه الحالة، سيصيبك العجز لأنك تريده طبيعيًا ولكن لا تستطيع، لذا فإن حماية الطفل من الإعاقة أمرٌ ضروري، وواجب على كل أبِ أو أم أقدم على هذه الخطوة، فالطفل نعمة عظيمة من الله –تعالى- يمُن بها على من يشاء، وهو ليس فقط قطعة لحمٍ صغيرة تنبض بالحياة، بل إنه أيضًا يعطي الحياة لكل من حوله، وتتجلى معجزات الله –تعالى- جليَّة فيه، في إخراج روحٍ من روح، فإنك تتمنى دائمًا أن يعطيك الله نعمة الولد، وعندما تفكر في هذا الأمر، فإن حماية الطفل من الإعاقة سيكون من مهامك الأولى قبل كل شيء، كما أنك ما إن تنجب طفلًا فإنه سيصبح كل شيء، وستكون مهمتك الأساسية هو أن يعيش حياةً طبيعية دون مشاكل ستكون أنت السبب في معظمها إن وقعت، سواءً كانت جسدية، أو نفسية، عافانا الله وإياكم.

دليل حماية الطفل من الإعاقة

ما هي الإعاقة؟

الإعاقة هي العجز الذي قد يُصيب بعض الأفراد، ويمنع الشخص من القيام بوظيفة واحدة أو عدة وظائف من الوظائف الحياتية الطبيعية، فهي تجعله غير قادر على الاكتفاء الذاتي، ويكون دائم الحاجة إلى العون من الآخرين، والمعاق هو الشخص الذي تقل إمكانيات حصوله على عمل مناسب مقارنةً بالشخص العادي، أو هو الذي يختلف عن غيره في صفاتٍ بدنية، أو عقلية، بحيث أنه يجب معاملته معاملة خاصة، تختلف عن غيره من الأشخاص، وهو الشخص الذي يعاني بسبب خللٍ ما في العوامل الوراثية، أو خلقية، أو مكتسبة من البيئة، ويطلق أكثر من مسمى على الشخص المعاق، مثل عاجز، أو معوق، أو غير عادي، أو ذو احتياجٍ خاص. ولكن الطفل المعاق هو طاقة إنسانية كبيرة، ينبغي تأهيله وتهيئته من خلال برامج خاصة، كما أنه من الموارد البشرية التي قد تصل في المجتمع إلى 15% لذلك يجب الأخذ في الاعتبار أن هذه النسبة يجب الاستفادة منها في التنمية في المجتمع، إذ أن الشخص المعاق يُمثل استثمارًا بشريًا جيدًا له مردوده على الاقتصاد عندما يتم تأهيله جيدًا، وتدريبه بشكلٍ جيد على الكثير من الأمور، لذا فإنه يجب أن يكون محور اهتمام الكثير من المنظمات، وعلى المستوى الإنساني فإنه روحٌ يجب أن يتم توفير لها الرعاية والمعاملة الخاصة، والحياة الكريمة، وإعطائه فرص تعليم وإكسابه معرفة حقيقية، إذ أن له الحق الكامل في كل هذا، بعيدًا عن النظرة البائسة التي يرمقه بها الكثيرون، والتمييز العنصري الذي يجتاح المجتمع، فيجب تقبل وجوده وهذا أمرٌ مهم. ولكن هذا لا يعني تقبل إمكانية وجوده في المستقبل كذلك، فعندما نتحدث عن الإعاقة وكيف نعالجها ربما علينا التحدث أيضًا عن الوقاية أكثر كي نستطيع حماية الطفل من الإعاقة .

أنواع الإعاقة

وقد تكون الإعاقة حركية والتي تحدث بسبب الاضطرابات والمشكلات العصبية، مثل الشلل المخي بأنواعه، وأنواع الصرع كذلك، والأمراض المُزمنة، مثل أمراض القلب، والغدد، ومشكلات الجهاز العضلي، مثل: التيبس والقصور والتليف، وهناك الإعاقة الحسية والتي قد تكون سمعية أو بصرية، وتشمل على القصور الكلي أو الجزئي، والاضطرابات المُصاحبة، والإعاقة النفسية التي تكون بسبب عدم التوافق النفسي مثل الاضطرابات الانفعالية، وعدم التوافق أيضًا مع البيئة المحيطة، مثل الأسرة، والمدرسة، والنادي، وأيضًا الإعاقة العقلية التي تنتج بسبب القصور العقلي ودرجات التخلف، وصعوبات التعلم للمهارات والأنشطة.

الفرق بين الإصابة، والعجز، والإعاقة

وعندما نتحدث عن الفرق بين الإصابة، والعجز، والإعاقة، فستكون الإصابة هي عبارة عن الأسباب التي تحدث العجز، وتسبب الإعاقة، وهي تكون بسبب مرض وراثي خلال فترة الحمل، أو بعدها. فمثلًا عند إصابة طفلٍ أثناء الولادة في الرأس فربما يسبب ضغطًا على إحدى مراكز المخ، مما قد يصيبه بالعجز الذي يجعله يفقد القدرة على الكلام مثلًا وهو يمثل حالة الضرر (البدني، النفسي، الاجتماعي)، وينتج عن ذلك الإعاقة التي تجعله غير قادر على التحدث إلى الآخرين، أو التكيف مع البيئة المحيطة، مما يؤدي إلى صعوبات في الحياة، والتي تجعله مختلفًا عمن يطلق عليهم أشخاصًا عاديين.

أسباب الإعاقة

أسباب الإعاقة كثيرة، وهناك أسباب تقع قبل الولادة، وأسباب أخرى تكون أثناء الولادة، وأخرى تكون طارئة بعد الولادة، أو عوامل اجتماعية. فمثلًا الأسباب التي تكون قبل الولادة قد ترجع إلى عوامل جينية أو وراثية، وعوامل غير جينية، فالعوامل الوراثية عبارة عن انتقال بعض الأمراض من الآباء إلى الأبناء، والتي من الممكن أن لا تظهر مباشرةً من جيل إلى جيل، بل قد يكون ظهورها فيما بعد في أجيال لاحقة، أما العوامل الغير وراثية، وهي التي تكون بسبب البيئة، والتي يكون لها تأثير كبير كتأثير العوامل فلا تقل ضررًا عن العوامل الوراثية، وتنشأ العوامل الغير وراثية من الأمراض التي قد تصيب الأم أثناء الولادة، مثل: الأمراض الميكروبية، والفيروسية مثل: مرض “الحصبة الألمانية”، والذي يعتبر مرضًا يصيب الأطفال في الأصل، ولكنه قد يصيب الكبار كذلك، وعندما تتعرض الأم للإصابة بهذا المرض خلال أشهر الحمل الأولى قد يعرض الجنين لحدوث اضطرابات سمعية، وإعاقة فكرية، أو صغر حجم الرأس، ومن الأمراض أيضًا “التوكسوبلازما” والذي ينتقل من براز القطط أو لحوم الأبقار التي تحمل المرض، ويسبب أيضًا للطفل تشوهات مثل صغر حجم الرأس. وقد تكون أمراض عضوية، مثل: مرض السكري، أو مرض التهاب الكبد الذي قد يؤدي إلى وفاة الأم، أو حدوث تشوهات للجنين، أو التعرض للأشعة أو الإشعاعات الذي قد يؤدي إلى حدوث إجهاض، أو وفاة الجنين، أو تشوهات، أو بسبب أمراض ضغط الدم التي قد تسبب تلف في دماغ الطفل، وقد يكون بسبب سوء تغذية الأم الحامل والذي له الكثير من الأضرار التي قد تصيب الجنين مثل الشلل الدماغي، ضعف الحنجرة، أو شق الشفة والحلق وغيرها، وقد يكون يكون بسبب تلوث البيئة، أو التدخين وتعاطي المخدرات الذي يكون سببًا في نقص وزن الطفل، أو حرمانه من الأكسجين، أو حدوث التشوهات، أو انخفاض حركة تنفس الطفل، وهناك الحالة النفسية للأم التي تلعب دورًا هامًا في إصابة الطفل بالإعاقة الفكرية. والعوامل التي تكون أثناء الولادة، قد تكون بسبب الولادة المتعسرة، والتي يُستخدم فيها معدات أو أدوات لإخراج الطفل قد تؤدي إلى خلل أو رضوض في الجمجمة، وأيضًا من العوامل التي تكون أثناء الولادة التفاف الحبل السري حول الطفل الذي قد يؤدي إلى نقص الأكسجين الذي قد يسبب تلف في خلايا المخ، والذي ينتج عنه تخلف عقلي أو شلل دماغي، أو قد يكون بسبب الولادة الغير صحيحة، مثل أن يولد الطفل ووزنه أقل من 2 كغ. وهناك عوامل تكون بعد الولادة مثل الأمراض التي تصيب الأطفال كالحصبة والإنفلونزا أو الحمى، أو التسمم من طعامٍ أو دواء، أو إصابة من حوادث، فيؤدي إلى حدوث كسر أو نزيف، أو شلل الأطفال، أو سوء التغذية الذي قد يؤدي إلى نقص بعض البروتينات ويؤدي ذبك إلى حدوث تخلف عقلي، أو تلوث المناخ المحيط، وأخيرًا العوامل الاجتماعية والتي تكون بسبب قلة الوعي، زواج الأقارب، أو الزواج المتأخر أو المبكر دون وعيٍ كافٍ أو عمرٍ مناسب أو غيرها.

حماية الطفل من الإعاقة

الوقاية خيرٌ من العلاج، ولأن الطفل هو أمانة في أعناق أبويه، ونعمة سيحاسب الله عليها، لذا من الواجب على كل فرد أن يكون واعيًا أكثر حول حماية الطفل من الإعاقة ، وتأمينه من أي تهديد أو خطر. وتمر الوقاية بعدة مراحل، فتبدأ بمرحلة قبل الزواج، حيث يجب أن تتم الاستشارة الطبية، وعمل فحص خاص براغبي الزواج، ويشتمل على فحص ضغط الدم، وتحاليل السكر، والكشف عن عامل ريزيس، والكشف عن الأمراض الفيروسية، ومعرفة تاريخ الأسرة المرضي، والحالة المناعية للأم، لمعرفة الأدوية التي تمنع من تناولها فترة الحمل، كما أن بعض الأشخاص يكونون الأكثر عرضة للحصول على أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، عندما يكون هناك أكثر من شخص في الأسرة الواحدة أو العائلة الواحدة مصاب بنفس المرض، أو تواجد أمراض وراثية في العائلة الواحدة، لذا يجب تفادي زواج الأقارب الذي ينتج عنه الكثير من هذه الحالات، خاصةً إذا وجدت واحدة من تلك الحالات في العائلة، كما أنه من الخطير أن يتم الإنجاب ما بين سن الأربعين إلى الخمسين بالنسبة للمرأة. ثم تأتي مرحلة الحمل والولادة، وهنا يجب على الأم أن تحرص على عدم تعاطي العقاقير والأدوية إلا بعد استشارة الطبيب، وأيضًا التدخين أو الكحوليات، والحفاظ على النظافة الشخصية، وأيضًا التطعيم، والتحصين ضد الأمراض، ولا بد من متابعة مع الطبيب بشكل دوري، وتشمل تلك المتابعة التحاليل، وقياس الضغط والوزن، والسكر، وغيرها، ومتابعة الجنين من حيث نموه داخل الرحم. وأثناء الولادة تتم العملية في غرفة مخصصة، بأدواتٍ حديثة، عند طبيب مختص، ويجب الابتعاد عن العادات السيئة في الولادة، ومراعاة سلامة الأم والجنين, ثم تأتي مرحلة ما بعد الولادة وهي مرحلة الرضاعة والنمو الطبيعي حيث أن الرضاعة الطبيعية هامة جدًا في تكوين الطفل، وزيادة مناعته إن استطاعت الأم ذلك بالطبع، لذا يجب الحرص على أن تكون الرضاعة طبيعية من باب أولى. ويجب متابعة الطبيب لمراقبة نموه إن كان طبيعيًا أو لا، أو ملاحظة أي خللٍ يمكن أن يوجد لمعالجته سريعًا، فيتم الكشف الدوري كل شهر خلال العامين الأولين لاكتشاف ذلك. ثم تأتي مرحلة التربية والنشأة والتي يكون فيها العامل البيئي أو المجتمع هو العامل الرئيسي في إصابته بالإعاقة أو الانعزال والانطواء، لذا يجب على الأهل معرفة جيدًا أن الأمراض النفسية أو العضوية والجسدية هم مسئولون عنها، وأن الطفل ما هو إلا كائن حي لا يملك من أمره شيئًا، وأن مسئوليته تقع على عاتق والديه، لذا فإن حماية الطفل من الإعاقة هو أمر يجب أن يؤخذ على محمل الجد والمسئولية، منذ أن تبدأ فكرة الزواج حتى يأتي الطفل إلى هذه الحياة سليمًا معافى بإذن الله.

حماية الطفل من الإعاقة المبكرة

يجب الحرص على أخذ أية أعراض قد تظهر على الطفل على محمل الجد لأن كل علامة قد تعني شيئًا، فقد يتعرض الطفل بعد الولادة للإصابة بارتفاع شديد في درجة الحرارة، أو الإصابة بالحمى الشوكية أو الحصبة، مما قد يعرضه للتعرض لإصابات ذهنية  مثل الشلل النصفي أو أمراض القلب، ومن الضروري أن يُجرى اختبار PKU خلال أسبوع من الولادة، وهو عبارة عن أخذ عينة دم من كعب الطفل، وهذا الاختبار مهم لاكتشاف مرض “بيلة الفينيل كيتون” وهو مرض وراثي، وارتفاع نسبته يعني ارتفاع نسبة الإصابة بالتخلف العقلي لدى الطفل، ومن الممكن إنقاذ الطفل عند التدخل المبكر. وقد تطرأ على العين تغيرات مثل احمرارها أو التهابها أو اصفرارها، مما قد يشير إلى الإصابة بالرمد، وقد يتم استخدام قطرات أو دواء ما دون استشارة الطبيب مما قد يسبب تقرحات القرنية، أو تآكلها، وقد يؤدي هذا إلى فقد البصر، وأيضًا يجب الأخذ في الاعتبار عند ارتفاع درجات الحرارة ساعاتٍ طويلة قد يشير إلى الإصابة بمرض التهاب السحايا، والذي قد يعرضه لفقد البصر، أو حمى القلب الروماتيزمية، لذا يجب مراجعة الطيب المختص، وقد يتأخر النطق نتيجة للعديد من المشكلات مثل لحمية الأنف، أو تشوه الحنجرة، أو الأسنان وغيرها، وقد لا تستشير الأم طبيب مختص في التخاطب مما قد يؤدي إلى فقد النطق تمامًا، وأيضًا التأكد من مصادر اللقاحات التي يأخذها الطفل مثلًا لقاح شلل الأطفال.

ربما أخذ الأشياء بعفوية وببساطة لحظة واحدة قد يؤدي إلى حياةٍ كاملة من المعاناة فيما بعد، وحماية الطفل من الإعاقة يعني حماية حياته وإعطائه فرصة في أن يعيش حياةً طبيعية ستكون أنت المسئول الوحيد عنها إن لم تفعل، الطفل أمانة في أعناق والديه، وهو روح جميلة تستحق كل وقتٍ ومجهود وتضحية.

رقية شتيوي

كاتبة حرة، خريجة جامعة الأزهر، بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، قسم اللغة العربية.

أضف تعليق

19 + ثمانية =