تسعة
الرئيسية » هوايات وحرف » حفظ الكتب : كيف تحفظ الكتب الورقية من التلف ؟

حفظ الكتب : كيف تحفظ الكتب الورقية من التلف ؟

الكتب الورقية ما يزال لها بعض الأنصار الذين يعشقون رائحة الورق والطرق التقليدية للقراءة، لكن حفظ الكتب الورقية هو تحدي كبير من أجل أن لا يطالها الزمن.

حفظ الكتب

إن حفظ الكتب الورقية لهي من الأمور ذات الأهمية الكبيرة في حياتنا اليوم نظرا لما تحتويه هذه الكتب من معلومات ومعرفة يستطيع من خلالها الإنسان أن يحقق الكثير من ما أراد، ولعل هذه المعرفة من الممكن أن تتواجد في أماكن أخرى غير الكتب الورقية، وهو بدوره ما دفع الكثيرين لإهمال الكتب الورقية والاتجاه ناحية الكتب الإلكترونية لعدة أسباب مختلفة، لذا بات أمر حفظ الكتب الورقية من الأمور بالغة الأهمية في حياتنا اليومية، وأصبح هذا الموضوع محل اهتمام الكثيرين ولا سيما قراء الكتب الورقية نفسهم خوفا منهم من اختفاء هذه الكتب وما فيها من ثروة معرفية يستفيدون منها باستمرار، ولعل هذا الموضوع ما جعلهم يطرحون تساؤلات عن الطرق التي يجب اتباعها من أجل حفظ الكتب الورقية من خطر الضياع والاختفاء.

حفظ الكتب : نصائح وإرشادات

الكتاب الورقي

لقد قل انتشار الكتب الورقية في الآونة الأخيرة نظرا لانتشار الكتب الإلكترونية بشكل كبير وموسع، ويعرف الكتاب الورقي على أنه عبارة عن أي مطبوعة يتم نشرها وقراءتها عن طريق الوسيلة الورقية، ولعل الكتاب الورقي هو ما يمثل التراث المعرفي والأدبي واللغوي، وكان قد بدأ هذا التراث عن طريق تدوين المعلومات بكتابتها على أنواع مختلفة من الأوراق أو على الجدران، ولعل المخطوطات هي بداية الكتب الورقية والتي تحتوي على كثير من المعرفة الغنية بالفوائد.

مميزات الكتاب الورقي

بعد الابتعاد عن الكتب الورقية والاتجاه ناحية الكتب الرقمية والإلكترونية يجب علينا التذكرة بأهم ما يميز الكتاب الورقي عن غيره، ومن أولى مميزات الكتاب الورقي المادية فإنك من الممكن أن تبيع كتابك الورقي بعد قراءته وهي ميزه يفتقدها الكتاب الإلكتروني، وأيضا يمتاز الكتاب الورقي بسهولة قراءته لفترات طويلة حيث أنه غير مزعج وغير ضار بالصحة كغيره من الكتب عند قراءتها لفترات زمنية طويلة، كما أن قراءة الكتب الورقية لا تحتاج إلى امتلاك أحد الأجهزة التي تعمل عليها الكتب الرقمية لقراءة أحد الكتب وإنما أن في حاجة لامتلاك الكتاب نفسه فقط عند الرغبة في القراءة، كما أن الكتاب الورقي مقتصد في الكهرباء ولا تحتاج إلى التعرض لمشكلة في القراءة حينما تكون البطارية فارغة، وبجانب كل تلك المميزات تبقى الميزة الأكبر والأعظم وهي من المميزات التي تساعد بشكل كبير في حفظ الكتب الورقية ألا وهي إحساس القارئ عند قراءته لكتاب ورقي ولا سيما الكتب الورقية العتيقة التي لها أهمية كبيرة بين الكتب الورقية كلها حيث أن الكتاب الورقي يبني علاقة جيدة بينه وبين القارئ تجعله منجذبا طوال الوقت إلى قراءته وهذا ما يفسر سرعة قراءة الكتاب الورقي عن الكتاب الإلكتروني.

عيوب الكتاب الورقي

توجد العديد من العيوب للكتاب الورقي دفعت الكثير إلى ترك الكتاب الورقي والتوجه للكتاب الرقمي والإلكتروني وحثت من هم مهتمين بالكتب الورقية على ضرورة الحفاظ على هذا النوع من الكتب، وتتمثل العيوب في زيادة تكلفة الإنتاج وصعوبة حمله في جميع الأماكن حيث يوجد الكثير منا من تأتيه رغبة قراءة كتاب دون التفكير المسبق فيها وفي حالة عدم تواجده في نفس مكان تواجد الكتاب يحرمه هذا من تنفيذ تلك الرغبة، ولعلنا عند ذكرنا لعيوب الكتاب الورقي فإننا بذلك نكون في صدد ذكر أهم المميزات التي تفوق الكتاب الإلكتروني فيها، وهذا ما يدفعنا بصورة واضحة للبحث عن طرق للحفاظ على الكتاب الورقي.

الكتاب الإلكتروني

انتشر الكتاب الإلكتروني بكثرة في الآونة الأخيرة وبات يهدد الكتاب الورقي بشدة حتى أصبح الكتاب الورقي في حاجة للحفظ من الضياع، ويعرف الكتاب الإلكتروني على أنه عبارة عن أي مطبوعة أيا كان نوعها يتم نشرها وقراءتها عن طريق وسيلة من الوسائل الرقمية مثل الحاسب الآلي أو الهاتف المحمول أو أي نوع من أنواع الأجهزة الحديثة التي يمنك فتح ملف مكتوب عليها، وقد اتجه الكثيرين إلى الكتب الرقمية وتركوا الكتب الورقية بسبب عدة أسباب ومميزات الكتاب الإلكتروني ولكن أهملوا عيوب الكتاب الرقمي ولكن كما أن للكتاب الرقمي مميزات تجعل الناس أن تسرع إليه تاركين الكتاب الورقي له أيضا عيوب تجعل الناس يعيدون النظر في تركهم للكتاب الورقي.

مميزات الكتاب الإلكتروني

يوجد العديد من المميزات المبهرة للكتاب الإلكتروني والتي تجعل الناس تفر من الكتاب الورقي تماما، وتبدأ هذه المميزات بسهولة تخزين وحمل الكتب الإلكترونية حيث أن القارئ يستطيع أن يقرأ أينما كان فالكتاب مجرد ملف على هاتفه المحمول يفتحه متى يشاء وأينما يشاء، كما أنه لا حدود في تخزين الكتب الإلكترونية سوى شيء واحد ألا وهو السعة التخزينية للذاكرة، وأيضا تتمثل مزاياه في سهولة بيعه إلى أي عدد كان فلا توجد طبعات ولا أعداد للكتب التي يمكن بيعها وإنما يستطيع أن يبيع الكتاب لعدد غير منتهي من الأشخاص في أي مكان عبر الإنترنت، وفي حالة ما إن كان الكتاب مكتوب بلغة أجنبية فيسهل ترجمته إلى أي لغة أخرى فهناك الكثير من المواقع التي تتيح خدمة الترجمة للنصوص الإلكترونية، كما أن المميزات تتضح في إمكانية قراءة الكتاب في الظلام و تغيير خط الكتاب وحجمه وحتى سماع صوت قراءة الكاتب وهذا بجانب وجود البحث عن كلمة أو تعريف أو جملة معينة، كما أن نقطة التكاليف من أحد مميزات الكتاب الإلكتروني حيث أنه يمكن إصدار كتاب إلكتروني بتكاليف باهظة الثمن وهناك العديد من الكتب التي تصدر مجانا وتصبح تابعة للملكية العامة لجميع أفراد العالم، كما أنه من الممكن أن تستعيد كتابك الرقمي من بائعه عند تلفه لحقوق الملكية التي تمتلكها ولست في حاجة لدفع سعر الكتاب مرة أخرى للناشر لامتلاكه، وتعتبر الكتب الإلكترونية هي الأسهل في عملية التوزيع النشر عن غيرها من الكتب الورقية، كل هذه المميزات توضح سبب الإلحاح على ضرورة وجود طريقة من أجل حفظ الكتب الورقية.

عيوب الكتاب الإلكتروني

هناك العديد من العيوب للكتب الإلكترونية التي إن دقق القارئ التأمل والتفكير فيها فسوف يتجه نحو قراءة الكتب الورقية، وتبدأ هذه العيوب في أن الكتاب الإلكتروني في الغالب يكون عبارة عن نسخة من كتب ورقية لذا فإن جميع الكتب الورقية لم يصدر منها كتب رقمية وإنما يوجد كتب ورقية غير موجودة ضمن قائمة الكتب الإلكتروني وتعد هذه الكتب من الكتب ذات القيمة العالية جدا، وهذا بالإضافة إلى ضعف تحمل الكتاب الإلكتروني مقارنة بتحمل الكتاب الورقي مع توافر إمكانية سرقة حقوق الملكية الفكرية بجانب الضوء المزعج والمضر أثناء القراءة فلا يوجد اختلاف على أن الكتب الورقية هي الأكثر راحة في القراءة من الكتب الإلكترونية، وربما لا يتواجد الجهاز المحمل عليه الكتاب في محيطنا في الوقت الحالي وهي من العيوب المشتركة ما بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني.

طرق حفظ الكتب الورقية

إنه لمن الصعب الآن أن تقنع شخص بالاتجاه إلى قراءة الكتب الورقية كبديل عن الكتب الإلكترونية، وهذا ما يجعل الكتب الورقية في مأزق حيث أن هناك شركات كانت تنتج كتب ورقية فقط وأصبح الآن ما يقارب 85% من إنتاجها من الكتب الرقمية وتوزيعهم على مواقع الإنترنت، ولم تكتفي هذه الشركات بذلك بل منها من أوقف طباعة الكتب الورقية تماما واقتصر عمله على الكتب الإلكترونية، كل هذا ما جعلنا نسعى وراء حفظ الكتب الورقية من الضياع، ولعمل ذلك يجب توعية القراء إلى حقيقة الكتب الورقية ومميزاتها التي لا يمكن أن تتوافر في غيرها من الكتب، ولعل كل من قرأ كتاب ورقي واحد فقط يعرف مدى المتعة والشعور بالراحة أثناء القراءة، وهي من الأشياء الكفيلة لعودة القراء إلى قراءة الكتب الورقية مرة أخري، كما يجب على الشركات المنتجة للكتب الورقية أن تساهم في الحفاظ عليها من الاختفاء تماما وعدم التشجيع على ذلك، وتتمثل هذه المساهمة في حملات توعية للقراء بأهمية الكتب الورقية وضرورة قراءتها بدلا عن الكتب الرقمية، كما أن الكتاب يجب أن يكون لهم دور فعال في حفظ الكتب الورقية من الضياع، كما يجب توفير كل عوامل الجذب في الكتب الورقية فمن الممكن أن يمنع نسخ الكتاب الورقي إلى صورة رقمية ومن ثم يتجه القراء إلى قراءة الكتاب الورقي حينها والذي لا بديل عنه مما يؤدي إلى زيادة الإقبال على الكتاب الورقي ومن ثم عودته إلى مكانته الطبيعية وحفظه من الضياع، ولك أن تدرك قيمة الكتب الأثرية التي إن أراد مالكها أن يبيعها الآن ستدر عليه دخل رهيب نظرا لأهميتها وقيمتها، ومن المؤكد أن القارئ الذي ذاق طعم الاستمتاع بقراءة الكتب الورقية مرة واحدة لا يستطيع أن يهمل الكتب الورقية بعد ذلك إلا حينما يكون مضطرا لذلك، وهذا ما يدعونا إلى فتح دائرة القراءة لدى الجميع من الكتب الورقية ومن ثم حفظ الكتب .

إن الكتاب لخير أنيس وجليس للإنسان في حياته يأخذ منه المعرفة الحياتية التي تؤهله إلى التقدم والرقي في مجتمعه أمام نفسه وأمام الناس، ولعل كل منا تعلم من خلال بعض من الحبر المطبوع على الأوراق وتم تغليفهم وسمي بكتاب، تعود أهميته في نقل المعلومة إلى الطالب عن طريق قراءة محتوي الكتاب، ولا شك في أن الكتب الرقمية هي الأخرى تسهم بشكل كبير في زيادة معرفة الإنسان في حياته، ويعد الكتاب الرقمي نعمة من نعم الله علينا في حياتنا وظهر ذلك في مزاياه التي لا مثيل لها، ولكن الآن لسنا في منطقة تفضيل أحد الكتب على الآخر فلكل منهم مزاياه وعيوبه التي تم ذكرها سالفا، وإنما الخيار الأول والأخير في اختيار أحدهم يعود إليك أنت ولا أحد سواك، ولعلنا لا ندرك أنه في كثير من الأحيان يكون الكتاب الرقمي مكملا للكتاب الورقي رغم أن الكتاب الرقمي هو السبب الرئيسي في تراجع الانجذاب نحو الكتاب الورقي ومن ثم ظهور خطر اختفاء الكتاب الورقي تماما، ولعلنا حين نستغل التقنية الحديثة التي أنعم الله بها علينا في القراءة وهي من أشد الأشياء إفادة يمكن للفرد أن يقوم بها في أي وقت من اليوم لهي من أفضل الأشياء التي لا نستطيع أن ننكرها وننكر فضلها على حياة الإنسان، لذا فعليك أيها القارئ أن تنظر لأهم ميزة تميز الكتاب الورقي وهي المتعة والراحة في القراءة وأهم ميزة تميز الكتاب الإلكتروني ألا وهي السهولة في الحمل والتخزين والترجمة ومن ثم تقارن بين هاتين الميزتين وعلى اختيارك تستطيع أن تختار أي نوع من الكتب ستقرأ، وهناك الكثير من يهتمون بقراءة الكتب الورقية وهو ما يجعل من اختفاء الكتب الورقية مستحيل ولكن طرق حفظ الكتب الورقية من الضياع لهي خطوات احتراسية فقط، فالحفاظ على الكتب الورقية يأتي دائما وأبدا من عشاق قراءة الكتب الورقية.

أحمد مكاوي

طالب كلية الهندسة، قسم قوي ميكانيكية يتطلع لإثراء لغته العربية من أجل المساهمة في إثراء لغة ومعلومات القراء، يتخذ كتابة المقالات كهواية له بجانب الدراسة يستفيد ويفيد من خلالها.

أضف تعليق

ثمانية عشر − 9 =