تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » حروب متوقعة : قائمة حروب متوقع حدوثها في العشر سنوات المقبلة

حروب متوقعة : قائمة حروب متوقع حدوثها في العشر سنوات المقبلة

تستعرض الكاتبة في هذه السطور مجموعة حروب متوقعة في العشر سنوات المقبلة، بالتأكيد لا شئ أكيد في هذه القائمة، لكنها بالفعل حروب متوقعة .

حروب متوقعة

حول العالم ستجد محللين سياسيين يقدمون حروب متوقعة في العشر سنوات القادمة في برامجهم، ترعب كل من يشاهد وفي الحقيقة معهم حق في ذلك. منذ فجر التاريخ ومهما تقدم العلم أو تأخر دائماً ستجد الحروب تملأ الكتب والمجلدات تحكي عن كيف قتل البشر بعضهم البعض، وأجدادنا منهم غالباً من رأي أو شارك بحرب في أيام صغره، في أيامنا هذه الحروب تأخذ طابعاً أخر ناحية السياسة المحنكة وحرب الإنترنت والأسلحة البيولوجية والنووية، ولكن من المتوقع جداً حدوث حروب قادمة عنيفة تقف فيها الجيوش وجهاً لوجه. في مقالي هذا تجميعه لأهم الحروب المتوقعة حول العالم منها الأهلية أو المتجاورة أو حتى العالمية، إن كنت ترغب بالتعرف عليها حتى لا تفاجأ حين تشاهدها بالأغلب لأنها قريبة جداً.

تعرف على أهم الحروب المتوقعة خلال الفترة المقبلة

حروب متوقعة بين الصين وروسيا

في العالم الذي نعيش فيه الآن توجد قوى عظمى بين دول العالم، من ضمنها الصين وروسيا في جزء الشرقي من العالم، المشكلة بين هاتان الدولتان منذ فجر التاريخ بسبب قربهم على بعض ومشاركتهم للحدود. ونقطة الخلاف هنا هي سيبيريا، لأن السهول سيبيريا غنية أكثر من أي منطقة الآن وتتنافس الصين وروسيا على امتلاك تلك الأراضي الواسعة. ومن بعد حل الاتحاد السوفيتي، وروسيا تحاول جاهدة على شراء تلك السهول الواسعة مما يغضب الصين لأنها أيضاً قوى عظمى وتمتلك مساحة واسعة وتريد المزيد، وهناك مناوشات بين الطرفين لتحديد الحدود الصينية الروسية في سيبيريا. ومن المتوقع جداً أن تنتج هذه المشاحنات عن حروب متوقعة قادمة والفوز إما للصين بقوتها وعدد شعبها وإما لروسيا بأسلحتها النووية ولكن الأكيد في الأمر أن الموت سيكون طابع مشترك وأكيد.

حروب متوقعة بين حلف الشمال الأطلسي وروسيا

روسيا بلداً لا تهدأ وحبهم للحرب والتوسع واضحان جداً، ومن ضمن خططهم هي رغبتهم في التوسع وضم شبه جزيرة القرم لروسيا وفي مايو 2017 بدؤوا فعلاً في محاولة بناء ممر بري لعمل اجتياح عسكري هناك من خلال أوكرانيا، لاحتلال واحدة أو أكثر من دول البلطيق. مثل أستونيا، لاتفيا، وليتوانيا وهم جميعاً أعضاء في حلف شمال الأطلسي الذي سيحارب بدوره دفاعاً عن أعضاءه. في المتوقع المعركة الواحدة بين هذه الدول ستنتج عن ضحايا يقدرون بعشرات الآلاف أما لو تدخل الحلف فتتوعد روسيا بإطلاق الأسلحة النووية التي سيقدر فيها الخسائر البشرية بالملايين. وسواء هذا أو ذاك الدمار هو عنوان الموقف.

حروب متوقعة أهلية داخل كوريا الشمالية

لمن لا يعرف تعيش كوريا الشمالية في حالة من السجن الجماعي داخل حدود البلد، حيث النظام الدكتاتورية الشيوعية لا ترحم أحد ومنذ انقسام كوريا إلى شمالية وجنوبية توجد أهالي لا يستطيعون رؤية بعضهم البعض بسبب الفصل بينهم سوى كل سنة لمدة يوم أو اثنين فقط، فهي مأساة كبيرة يعيشها مواطني كوريا الشمالية تحت حكم نظام “كيم جونغ أون” الغير رحيم. ولكن مع تقدم التكنولوجيا وتوفر الأجهزة الذكية رخيصة الثمن أصبح الشعب يرى الخارج ويرى كيف يعيش بقية العالم في حرية هي بالنسبة لهم حلم بعيد المنال، لا تستعجب عزيزي القارئ فنحن لا نسمع عن فضائح القمع سوى بعد حلول الحرب والحرية، وهكذا الحال مع كوريا الشمالية. كما أن الأمر يتخطى السياسة لأن النقص في الطعام سيجعل من مجاعة 1994 الضخمة التي حلت بالمنطقة تبدو مثل نزهة بسيطة مقارنة بما سيحدث، إذاً لا مفر من الحرب الأهلية القادمة هناك وانشقاقات الجيش والحكومة وفئات المجتمع، وما ستسري عليه مجريات الأمور هناك غير متوقع تماماً، هل سترجع كوريا بلداً واحدة مثل الذي حدث مع ألمانيا أم ستتفرق أكثر وسيتغير النظام الحاكم؟ لا أحد يستطيع التوقع بالتحديد.

حروب متوقعة بين داعش وأوروبا

منذ بدأ تنظيم داعش في بدأ عملياته في العراق وسوريا استطاع أن يكبر سريعاً ويشكل تهديداً بالمنطقة ولكن بمرور الوقت بدأت تلك الموجة في الصغر شيئًا فشيئاً، بسبب مواجهتهم من قبل بعض الدول وما إلى ذلك. ولكن البعض لا يتوقع أن سقوط تنظيم داعش سيتم بهدوء ولكن في لحظات السقوط تكون القرارات أكثر عنفاً وهمجية ويدفع ثمنها الأبرياء. فمن المتوقع أن يشن داعش هجماته على دول أوروبا بشكل همجي وعفوي والدول على رأس القائمة هم فرنسا وبلجيكا وتليهم ألمانيا وبريطانيا، وسيكون هناك عنف في الطرقات ومشاحنات بين أطراف مجهولة الانتماء (حرب العصابات)، والضحية الوحيدة هم المواطنين الأبرياء الذين ليس لديهم رأي في هذا ولا ذاك.

حروب متوقعة أهلية في فنزويلا

يوماً بعد يوم يزداد الأمر سوءاً في فنزويلا، غلاء الأسعار والتي تصل قيمة الربح في السلعة الواحدة إلى 500% يجعل من المستحيل توفير السلع الغذائية الأساسية، الفوضى والاضطرابات الشعبية والاحتجاجات مع الحكومة التي ترفض قرأت شعبها والاهتمام به، الشوارع بدون قانون، الاستخدام السيئ لسلطة سواء السياسيين أو بين أفراد الشرطة، الانشقاقات بين الشرطة والجيش، والشعب هو بين من يكمن بين حجري الرحى، توافر السلاح أكثر من القمح، هذا المزيج قاتل وفي القريب العاجل ستشهد حرب أهلية طاحنة وإراقة دماء ودمار في المنشآت والمباني.

الثورة الصينية الثقافية الثانية

الصين تعج بالفساد في هذه الأيام تحت حكم الرئيس ماو، عمليات القتل تعدت حاجز المليون ونصف بالإضافة إلى ملايين عمليات التعذيب والتشويه. الصين ليست غريبة عن مثل تلك الثورات فتاريخها الطويل يعج بالثورات والتمردات والانتقالات السياسية، ماو نفسه جاء للحكم من ثورة قتل فيها أكثر من ثمانية ملايين شخص، وقبله ثورة الملاكمين التي راح ضحيتها من عشرين لثلاثين ملايين شخص، لا تصدق هذه الأرقام؟ هذه الأرقام لا تعني شيء فالصين عدد سكانها يفوق المليار نسمة وحدها. يومياً تقدر الاحتجاج بالصين نحو 500 احتجاج ومئة ألف عمل تخريبي بالسنة، هذا الغضب الشعبي المكبوت سينتج عنه ثورة كبيرة وإراقة الدماء في القريب العاجل لا محالة.

حروب متوقعة عرقية في البوسنة

في التسعينات تم قتل أكثر من 100000 شخص نتيجة الحروب العرقية مما أفضى إلى اتفاقيات سنة 1995 إلى تقسيم الدولة داخل الدولة، فأصبحت البوسنة وهرسك لعرق البوسنك والكروات، وجمهورية صربيا للصرب، وكيان هذه الدولة متزعزع جداً بسبب المشاحنات العرفية فيما بينهم ومن يريد أن يقتل ذلك العرق بأكمله لأنه يرى أن عرقه وديانته أفضل. والآن الجميع يريد الاعتزال عن الجميع، الهرسك تريد الانقسام عن البوسنة والبوسنة ما زالت تأمل في إرجاع البلد كلها مرة أخرى، الصرب يريدون التفكك تماماً عن هذا الكيان الغريب، الفقر هو سيد الموقف، والبطالة التي تصل إلى 60% تحكي قضية تلك الأراضي، ولا أحد يسمع ولا أحد ينفذ، والشغل الشغال هو التفرقة العرقية ومن أعلى مِن مَن. والسلاح له الكلمة الأخيرة في مثل تلك الحروب.

حروب متوقعة بين الهند وباكستان

في شتاء 2008 تصاعدت الأمور بين الهند وباكستان إلى حد أرعب قيادات العالم أجمع لأن السلاح الذي كان على وشك الاستخدام كان السلاح النووي، وهذا الأمر لا يوجد به ضحك أو هزار. حرب من ذلك النوع ستؤثر لا على البلدين فقط بل على المنطقة بأكملها، والمناطق الأسيوية التي قد تتضرر كانت سينتج عنها مجاعات كبيرة وواسعة وقدر عدد الهالكين بملياري شخص سواء من الحروب نفسها أو من المجاعة. فتدخلت الدول لحل الأزمة سريعاً بصورة ملحة لتهدئة الوضع بين الطرفين، ولكن الأمر لم يتوقف تماماً. منطقة كشمير وهي المنطقة التي يتواجد عليها الصراع لا ترتاح ليلاً ونهاراً من القنابل والصراع الداخلي أو الهجمات الخارجية، باكستان تصبح أضعف وأعنف مع الوقت، الهند لا تطيق الهجمات الإرهابية عليها. المرة الماضية هدأت الأمور ولكن إن لم يحدث ذلك في المرة المقبلة فالنيران المشتعلة في دلهي وكراتشي ومومباي وإسلام أباد ستكون منظراً طبيعياً، وموت الملايين وتدمير السهول والأراضي سيتصدر عناوين الأخبار العالمية.

الحرب العالمية الثالثة

كل الحروب المتوقعة الماضية شيء والحرب العالمية الثالثة شيئًا أخر، فلو كان الرهان على تلك الحروب 50% فالرهان على الحرب العالمية الثالثة 150%، العالم كله مع الأسف لا ينكر هذه الحقيقة والسؤال هو متى ليس إلا. البداية المتوقعة هي بين بلدان بحر الصين الجنوبي والولايات المتحدة، لأن الصين تمدد نطاقها في البحر على حساب الدول الأخرى (اليابان، كوريا الجنوبية، الفلبين) والتي بالطبع لديها اتفاقيات واسعة مع الولايات المتحدة، والتي تمتلك أيضاً الأسلحة النووية والبيولوجية الحديثة، ولو تدخلت الولايات المتحدة فأنت تتحدث عن دخول عدوتها اللدود روسيا، وكل من سيأتي سيجلب معه حلفائه وستتكون التكتلات ومن له رأي ومن يدافع فقط، ومن يدخل لمجرد أن يكون له اسم ويأخذ من نصيب المنتصر شيء، والفوضى هي سيدة الموقف والمعارك النووية التي تدمر الأرواح وتترك البصمة في كل منطقة ستصير هي اللعبة بين أيدي القيادات. الانتصار سيكون لمن له النفس الأطول والمال الوفير واللامبالاة على أرواح البشر.

الخلاصة عزيزي القارئ هي أن الحروب المتوقعة قادمة لا محالة، ولماذا؟ بسبب العنف العرقي أو همجية الإنسان غير المحدودة، أو محاولة الحصول على السيطرة والسلطة الزائفة. رغبة الإنسان منذ القدم وضعته في أماكن مظلمة، ونحن اليوم نعيد التاريخ بل وأعنف منه بكرهنا لبعضنا بدون سبب وجيه. من يسيطر يريد السيطرة أكثر ومن ليست عنده سيطرة كبيرة يريد أن يضع اسمه بين المسيطرين. في وجهة نظري الأمر كله يتلخص في كلمة واحدة “المال” لا للدفاع عن البلد ولا للدفاع عن الحرية وكل تلك الشعارات، واختراع الأمور العرقية والدينية ما هي إلا واجهة للحروب لسيطرة على العقول الضعيفة الغير متعلمة، وإنما السبب الأساسي وراء تلك الأمور هي جنون العظمة والذي يتحقق بالغنى والمال الكثير، والإتجار بالأسلحة. فلا توجد أسلحة بدون حروب وإراقة دماء وإن المنتصر الوحيد بكل تلك السيناريوهات هم تجار السلاح فقط لا غير.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

14 + سبعة =