تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » كيف حدثت حرب الخليج الثانية وغيرت منطقة الشرق الأوسط؟

كيف حدثت حرب الخليج الثانية وغيرت منطقة الشرق الأوسط؟

من ضمن الحروب التي جرت في القرن العشرين هي حرب الخليج الثانية التي بدأت بتعدي العراق على الأراضي الكويتية، وانتهت بسحق العراقيين وتدمير بنيتهم التحتية ليس هذا فقط بل تدمير الكويت وحرق آبار النفط التي كانت تابعة لها.

حرب الخليج الثانية

لأسباب عدة لا نعلم صدقها من كذبها قام الرئيس العراقي صدام حسين بشن حرب الخليج الثانية على الأراضي الكويتية، وقد كان الأمر في بدايته سهل وبسيط بالنسبة للعراقيين حيث تمكنوا من بسط سيطرتهم على كامل الأراضي الكويتية في غضون يومين فقط من 2 أغسطس وحتى 4 أغسطس عام 1990، ووصل الأمر إلى تكوين حكومة جديدة للكويت وضمها كمحافظة رقم تسعة عشر إلى المحافظات العراقية، كل هذا وأكثر جعل العالم يتحرك مخافة من اقتحام العراق للسعودية هي الأخرى، فالأمر أيضًا برمته لن يستغرق ثلاثة أيام فقط، فدول الخليج كانت ضعيفة وأعداد جنودها قليلة في حين كان الجيش العراقي يتكون من مليون جندي واكثر مزودين بأسلحة متطورة نوعًا ما، ولذلك سرعان ما هبت الولايات المتحدة بأكثر من نصف مليون جندي لدخول السعودية وحمايتها من الغزو العراقي لها، ومع مرور الوقت تم تكوين حلف ائتلافي بين العديد من الدول التي وصلت إلى أربعة وثلاثين دولة جميعهم ضد العراق فقط، فكيف يا ترى ستسير هذه الحرب وماذا ستكون نهايتها، فإذا كنت مهتم بمعرفة تفاصيل هذه الحرب الكبيرة فلابد من متابعة هذا المقال إلى نهايته.

حرب الخليج الثانية عاصفة الصحراء

حرب الخليج الثانية حرب الخليج الثانية عاصفة الصحراء

قسمت حرب الخليج الثانية إلى شقين الأول سمي بدرع الصحراء والثاني بعاصفة الصحراء، أما عن الشق الأول فقد بدأ دخول الجيش العراقي للكويت في الثاني من أغسطس عام 1990، والشق الثاني بدء عند انتهاء المهلة المقدرة لانسحاب الجيش العراقي من الأراضي الكويتية، شارك في تلك حوالي أربعة وثلاثين دولة جميعهم في وجه العراق بمفردها، سميت الدولة المعادية للعراق باسم قوات الائتلاف وكان أكثرها مشاركة في الحرب هي الولايات المتحدة الأمريكية بأكثر من خمسمائة ألف جندي، بعدها السعودية بحوالي مائة ألف جندي، ثم بريطانيا بما يقارب الخمسين ألف، ومصر بخمسة وثلاثين ألف فقط.

وبعدها تأتي مجموعة من الدول المختلفة التي شاركت بعدد قليل من الجنود لا يتعدى العشرين ألف، مثل فرنسا والمغرب والكويت وسوريا وباكستان وعمان وقطر وكندا والإمارات وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والسنغال والبحرين وبلجيكا وكوريا الجنوبية واليونان وبولندا والمجر وبنغلاديش، مع بعض الدول الأخرى جميعهم ضد العراق فقط، وهو ما ليس بالأمر العادل أبدًا، وما ساعد العراقيين في الصمود لعدة أشهر في تلك الحرب هو عدد الجيش العراقي الكبير الذي تجاوز المليون ومائة ألف تقريبًا.

أسباب حرب الخليج الثانية

هناك بعض الأسباب التي أدت إلى قيام حرب الخليج الثانية أولها وأكثرها أهمية هو الخلاف الذي جرى على النفط، ويتركز هذا الخلاف على نقطتين الأولى هي اتهام العراق للكويت بسرقة بعض من النفط العراقي، حيث كان هناك بئر نفط على الحدود بين الدولتين يتقاسمانه سويًا للعراق النصف وللكويت النصف، ولكن على حد قول الحكومة العراقية أنه قد تم أخذ كمية ليست بالقليلة من النفط العراقي وضمت للنفط الكويتي، والنقطة الثانية هي متعلقة بإنتاج النفط حيث أنه أثناء حرب الخليج الأولى التي كانت ما بين العراق وإيران، قامت الكويت بتقديم المساعدات المادية للعراق والتي وصلت تقريبًا إلى أربعة عشر مليار دولار، وهذه لم تكن فقط المساعدات التي قدمت للعراق بل هناك مساعدات أخرى قدمت من عدة دول عربية مثل السعودية والإمارات ومصر.

عامة رأت الحكومة العراقية أن أفضل سبيل لتسديد تلك الديون هو رفع أسعار النفط في الأسواق العالمية، وذلك لن يتم إلا بتخفيض كميات النفط المنتجة من منظمة أوبك، ولكن اتهم العراق أيضًا الإمارات والكويت في زيادة نسبة إنتاجهم من النفط لا تقليلها كما كان متفق، وهذا سيؤدي حتمًا إلى تقليل سعر النفط العالمي وهذا ما حدث فعلًا، حيث وصل سعر برميل النفط الواحد إلى عشرة دولارات تقريبًا في حين أنه قبل ذلك كان يساوي ثمانية عشرة دولار، ومع مرور الأيام تأزمت العلاقات بين الكويت والعراق حتى أخذت منعطف أخر وهو الغزو العراقي للكويت.

تعنت العراق في دفع الديون من أسباب حرب الخليج الثانية

أثناء حرب الخليج الأولى قامت الحكومة العراقية بأخذ بعض الأموال من عدة دول عربية مثل الكويت والسعودية والإمارات، وبعدما انتهت الحرب صرح الرئيس صدام حسين أن العراق قد حمت العالم العربي بأسره من الهجوم الإيراني عليه، ولذا يتوجب على الكويت والسعودية إلغاء الديون التي لها عند العراق أو التفاوض عليها، ويقول صندوق النقد الدولي أن مجموع ما قدمته الكويت للعراق في حرب الخليج الأولى كان يساوي ستين مليار دولار أمريكي، ولم يكتفي الرئيس العراقي صدام حسين بطلبه إلغاء الديون فقط بل وصل الأمر إلى إعطاء منحة للعراق نظير ما قامت به في الحرب، وقدر هذه المنحة بعشرة مليارات دولارات مع إعطاءه جزيرتين كويتيتين كمستأجر لهما، هذه الطلبات زادت من سوء العلاقة بين الطرفين وأصبحت الأمور حامية الوطيس، وباتت العراق تنتظر الفرصة المناسبة لاجتياح الكويت في أقرب وقت وبدء حرب الخليج الثانية .

الهجمة الخاطفة على الكويت

حرب الخليج الثانية الهجمة الخاطفة على الكويت

في اليوم الثاني من شهر أغسطس عام 1990 قامت القوات العراقية بشن هجوم خاطف على الأراضي الكويتية، وقد تمكن هذا الهجوم من تحقيق مبتغاه حيث وصل الجيش العراقي إلى قلب الكويت وأخذ عاصمتها، بل ووصل الأمر إلى ضم الكويت للأراضي العراقية واعتبارها المحافظة رقم تسعة عشر في الدولة، وقام الجيش العراقي باعتقال مئات المدنيين الكويتيين وإعدام الكثيرين منهم في وسط الميادين أمام مرئ ومسمع الجميع، وأيضًا قاموا بأخذ كل ما يصلح في الأراضي الكويتية من أكل وشرب وأجهزة وأدوات وما إلى ذلك، وسيطروا كذلك على هيئة الإذاعة والتلفزيون في الكويت، بل ووصل الأمر إلى تشكيل حكومة كويتية جديدة تابعة لدولة العراق، كل ذلك وأكثر حدث في غضون يومين فقط، وهذا إن دل فيدل على مدى قوة الجيش العراقي في تلك الفترة، ومدى ضعف الكويتيين وقلة عددهم وعتادهم العسكري، استمر العراق في سيطرته تلك حتى السابع عشر من يناير عام 1991 وهو يعتبر يوم بداية حرب الخليج الثانية أو تحرير الكويت.

الحرب الجوية الخليجية

ما أن انتهت المهلة المقدرة من قبل الأمم المتحدة لانسحاب الجيش العراقي من الكويت حتى قامت الائتلاف بشن هجماتها الجوية الأولى، وكانت هذه الهجمة هي صافرة بدء حرب الخليج الثانية التي استمرت حتى الثامن والعشرين من فبراير نفس العام، واستمرت الحرب الجوية ثلاثة وأربعين يوم متتاليين الهدف منهم هو تدمير القوة الجوية للعراق وتمهيد الطريق لتحرك القوات البرية، عامة في غضون الثلاثة وأربعين يوم تم ضرب العراق بأكثر من مائة ألف غارة جوية، تسبب كل هذه الغارات في تدمير البنية التحتية للعراق والتي لا زالت تعاني من آثارها حتى يومنا هذا، ويذكر أن الجيش العراقي بدأ ضرباته الجوية بتوجيه سبعة صواريخ من طراز سكود أرض أرض إلى قلب إسرائيل، وكان الهدف من ذلك هو جر إسرائيل للحرب وكسب ود الشعوب العربية المساندة للقضية الفلسطينية.

بعدها مباشرة تم توجيه كمية من الصواريخ إلى مدينتين سعوديتين وهما الرياض وظهران، وقد تسببت تلك الصواريخ التي وجهت إلى السعودية في إصابة قاعدة عسكرية أمريكية نتج عنه مقتل ما يقرب من ثلاثين جندي أمريكي، ومن الجدير بالذكر أن القوات الجوية العراقية قد صمدت أمام هجمات قوات الائتلاف لبضعة أيام وتمكنت من إسقاط خمسة وسبعين طائرة من طائرات العدو، ولكن سرعان ما تدهور الأمر وتمكنت قوات الائتلاف من تحقيق هدفها بسهولة ويسر، حيث دمرت معظم القوة الجوية للعراق ودمرت مراكز الاتصال وتكرير النفط وتصفية المياه والسكك الحديدية، مما أسفر عن انتهاء الحملة الجوية لقوات الائتلاف بتحقيق أهدافها وبدء الحملة البرية.

الحملة البرية الخليجية

نأتي هنا للحديث عن الشق الثاني من حرب الخليج الثانية ألا وهي الحملة البرية الخليجية، والتي توجه فيها حوالي مليون جندي من قوات الائتلاف صوب كل ما هو عراقي، وقد كانت تساند تلك القوات البرية المدفعيات والمدرعات والقوات الجوية، وهنا أدرك صدام حسين أن الهزيمة قادمة لا محالة فراح يبحث عن أي ملجأ للخروج من الحرب، فوجد الاتحاد السوفيتي يعرض تهدئة الأمور وانسحاب العراقيين من الكويت مع وقف إطلاق النار، ولكن هذا العرض لم توافق عليه الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة الحرب والمشاركة بأكبر عدد من الجنود فيها، وقدمت أمريكا تنازل بعدم التعرض للقوات العراقية المنسحبة ولكن ذلك في غضون يوم واحد فقط، وما أن انتهى اليوم حتى تقدمت قوات الائتلاف صوب الأراضي العراقية والكويتية مقسمة نفسها إلى ثلاثة فرق.

الفرقة الأولى هدفها تحرير الكويت بالكامل، والفرقة الثانية هدفها محاصرة قوات الجيش العراقي في منطقة غرب الكويت، والفرقة الثالثة هدفها الوصول إلى جنوب العراق لكي تقطع الإمدادات العسكرية العراقية عن الدخول صوب الكويت، وبكل دقة تمكنت قوات الائتلاف من تحقيق أهدافها كاملة وبدء العراقيون في الانسحاب، ولكنهم لم ينسحبوا بشكل هادئ بل دمروا كل ما هو كويتي أثناء خروجهم من الكويت، فعلى سبيل المثال أشعلوا النيران في حقول النفط الكويتية، وخرج العراقيين تاركين خط طويل من المدرعات وناقلات الجنود والدبابات في المعبر ال1ي يفصل بين الكويت والعراق، وما أن رأته قوات الائتلاف حتى قصفته ودمرته تدمير كامل ولكنه لم يسفر إلا عن قتل مائتي جندي عراقي فقط، وذلك لأن أغلبهم تركوا مركباتهم وذهبوا للعراق، وسمي ذلك الطريق فيما بعد باسم طريق الموت، وهكذا تنتهي حرب الخليج الثانية في السابع والعشرين من فبراير عام 1991.

نتائج حرب الخليج الثانية

حرب الخليج الثانية نتائج حرب الخليج الثانية

هناك العديد من النتائج التي جنتها الدول العربي بأسرها بعد انتهاء حرب الخليج الثانية ، فعلى الجانب السياسي قد حدث انقسام كبير بين الدول العربية، منهم من كان يؤيد تحرير الكويت وضرب العراق، ومنهم من كان يعارض ذلك ويقف في صف العراق، ومنهم من وقف على الحياد والتزم الصمت، هذا بجانب تواجد قوات أجنبية حتى يومنا هذا في جميع دول الخليج كويت وقطر وبحرين وسعودية، سميت بقواعد عسكرية كان الهدف منها حماية دول الخليج في تلك الفترة ولكن لم تخرج إلى الآن، وعلى الجانب المادي فقد قدرت كلفة الولايات المتحدة الأمريكية في حرب الخليج الثانية بحوالي ستين مليار دولار كونها المساهم الأكبر في التحرير، وقد تكفلت بعض الدول بدفع ثلاثة وخمسين مليار دولار من الستين.

السعودية ساهمت بستة عشر مليار، والإمارات بأربعة مليارات، والكويت بستة عشر مليار، وألمانيا ستة مليارات فقط، واليابان عشرة مليارات، وكوريا الجنوبية بمائتين وخمسين مليون دولار، والباقي لبعض الدول الأخرى، أيضًا تدمير أكثر من سبعين بالمائة من آبار النفط الكويتي، حيث قدرت أعداد الآبار المدمرة بسبعمائة وسبعة وعشرين بئر من أصل ألف وثمانين، تسببوا في خسارة مائة وعشرين مليون دولار أمريكي بجانب ثمانين مليار دولار لإعادة إعمارهم من جديد، ولا ننسى أيضًا النتيجة البيئية والتي تمثلت في فساد عناصر البيئة بدول الخليج، حيث أن إحراق وتدمير أكثر من سبعمائة بئر نفط كان بمثابة كارثة بيئية لم تصل نتائجها لدول الخليج فقط، بل وصلت أيضًا للصين واليونان والولايات المتحدة الأمريكية.

أحمد حمد

اهوى القراءة والمطالعة عن كل جديد. الإنترنيت اتصفحه لزيادة المعرفة. اكتب في مواضيع عدة وخاصة تلك التي تقدم أرشادات وتعليمات لمساعدة الأخرين

أضف تعليق

سبعة − واحد =