تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » حياة زوجية » كيف تكسب حب الزوجة البعيدة عنك إذا اضطررت لفراقها؟

كيف تكسب حب الزوجة البعيدة عنك إذا اضطررت لفراقها؟

عزيزي الزوج المغترب، حب الزوجة البعيدة لن يدوم كزهرة مُزدهرة إلا إذا بقيت كما لو كنت قريبًا، فإذا حكمت مشاق الحياة بالابتعاد المكاني، فلا تجعلها تحكم عليك بالعقم الوجداني والجمود العاطفي حتى لا تُزلزل دعائم الاستقرار الأسري.

حب الزوجة البعيدة

حب الزوجة البعيدة مكانيًا عن الزوج لظروفٍ ما يحتاج إلى مزيدٍ من الموائمات العاطفية التي من شأنها اختصار المسافة الجغرافية والزمنية بتقارب مشاعري حسي ملموس وجدانيًا من الطرفين. حقيقةً قد أثبتت العلاقات الزوجية القائمة درجة من الصعوبة في استمرار مشاعر الحب بين الزوجين على توهجها بمرور السنوات والمواقف الحياتية والمعيشية المُختلفة الأبعاد والأركان، وهو ما يدفع الشريكين -إلزامًا- للبذل والتضحية للمُحافظة على الكيان الأُسري قائمًا، فضلًا عن الحيلولة دون خفوت وهج المشاعر المتقدة في قلبيهما.

استمرارية الحب بين الزوجين

وإذا ما أُضيف البُعد المكاني إلى الانطفاء الطبيعي والذبول التدريجي لزهرة الحب بينهما؛ فإن خطر فقدان التماهي النفسي والأُلفة بين الزوجين يزيد طرديًا لا محالة، وهو ما قد يدفع الحياة الزوجية إلى الدخول في نفق نوعية الحياة النمطية الفارغة والجوفاء، والتي لا يُعشش في تفاصيلها سوى الحس الجاف والمشاعر المُتبلدة والذوق الأجلف، ومن ثَم تتعمق الفُرقة الأُسرية ويختفي الانتماء.

توصيف انعكاس البعد على المشاعر

الزوج القويم والفياضة مشاعره ولعًا وهيامًا بزوجته وشريكة حياته هو ذلك الشخص الذي ما إن اضطرته الظروف للرحيل عن زوجته لصعابٍ حياتية ذات طابع مادي بالأساس لا يركن إلى نخر هذا البُعد المكاني الاضطراري في العلاقة الزوجية كنخر السوس.

ولكي يحقق الزوج ذلك عليه القيام ببعض الأمور المُختلطة ما بين ما هو مادي وما هو معنوي، مع ضرورة القول بأن أفعاله هذه لابد وأن تأتي مفعمة بصيبٍ من الأحاسيس، وفيّاضة من بئر هوى، ودالة على قلبٍ ينبض عشقًا ومحبة، وهذا هو الأصل، أما ما دون ذلك فسيُكسبها صبغة روتينية يتسرب مللها خِلسة إلى قلب الزوجة ليزيده فتورًا في المشاعر على ما به من فتور البُعد.

تعزيز حب الزوجة البعيدة

حب الزوجة البعيدة تعزيز حب الزوجة البعيدة

ليكسب الزوج حب الزوجة البعيدة ولكي تبقى طيور الحب هائمة مُرفرفة بأجنحتها في سماء العلاقة الزوجية؛ عليه موجبات إلزامية نُشير إلى أمثلة منها فيما يلي:

  • على الزوج ابتداءً اليقين التام بأن البُعد عن الزوجة مئات الأميال لا يُعد مُبررًا مُستساغًا لتركه التحلي بالصفات والخصال الزوجية الحميدة كالإخلاص والوفاء والرضا.
  • تعويض الفارق المكاني بين الزوجين يحتاج من الزوج المحب التحلي الكامل بالذوق الرفيع وكل مبادئ الجمال اللفظي والتواصلي حال مُهاتفة زوجته أيًا كانت وسيلة الاتصال.
  • يلزم الزوج تعزيز شعور الزوجة بالاستقرار الأسري بالرغم من بُعد المسافات، بل وعليه التأكيد على أنه كزوج -رغم البعد- تُقيمه جذورًا غائرة في عمق العلاقة الزوجية لن ينفك عنها أبدًا، وهي سبيله الوحيد للصمود والاستقرار في وجه متاعب الغربة النفسية والجسدية.
  • لابد للزوج أن يُسمع زوجته بفائض من اللطف والرقة وسعة الصدر والهدوء مهما احتدت لهجتها أو انحرفت كلماتها عن سياقات التعبير المُستقيمة، فهذا من الوارد حدوثه في أوقات الأزمات التي وإن بدت عادية بعض الشيء إلا أن مواجهة الزوجة لها بشكلٍ منفرد دون زوجها قد يُثقلها بألم نفسي ذو وقعٍ أليم في القلب.
  • سلبية الزوج المغترب أو تبرمه من حكايات زوجته مما لا يجب فعله، بل الأولى منحها الاهتمام والرأي والمشاركة وإن بدت الموضوعات قليلة الاعتبار أو حتى تافهة.
  • حب الزوجة البعيدة لن يدوم كشجرة يانعة مزدهرة إلا إذا بقيّ الزوج -رغم البعد- مستودع سر زوجته، فإن ألقى بُعد المسافة ظلاله على هذه الخاصية بين الأزواج وانعكست آثاره باتخاذ الزوجة شخصًا آخر -ذكرًا أو أثنى- كصديق؛ باتت الحياة الزوجية كلها في خطر.
  • الزوج البعيد لا يُعاتب بغلظة، ولا يُعكر صفو الحياة بوضاعة، ولا تتملكه غيرة شيطانية دون أدلة حقيقية وليس أوهامًا وتخيلات، بل عليه أن يكون الظل الظليل والبسمة المُشرقة ورفيق الدرب وأنيس الوحشة حتى وإن كان بعيدًا.

محفزات حب الزوجة البعيدة الأخرى

من معززات حب الزوجة البعيدة الصفح عن الهنَّات والعفو عن الزلّات والنصح والإرشاد بالحكمة واللين. عند العودة في إجازة من الضروري ألا يدخل الزوج للبيت بعد طول غياب إلا في كامل هيئته وهندامه، كما أن الأكمل أن يصحب في يده هدية خاصة لزوجته تُشعرها بالاهتمام والود، بالإضافة إلى العمل على إشاعة أجواء البهجة والسرور طوال مدة الإجازة، فلا يستقيم من الناحيتين العقلية والنفسية أن يغيب الزوج أغلب الوقت ثم يعود لينشر الكآبة سخيفًا قميئًا لا يُطاق.

وفي الإجازة أيضًا على الزوج أن يُلاعب زوجته ويُضاحكها ويُسمعها حلو الكلام ومعسولة معبرًا عن غزله ولوعته واشتياقه، ومستفيضًا بأنه حين يرحل تعتصره آلام الفراق، وتغرز الأيام في قلبه رماح الشوق المكبل بأمل اللقاء.

لا يوجد ما يمنع أن يُصرح الزوج لزوجته أثناء الإجازة بحرارة عاطفته وفيض نبعه الرقراق، وأن يتجهَّز ويلبس أفضل ثيابه لها كل ليلة بالطِيب وحلو الثياب، وله أن يُدغدغ مشاعرها الأنثوية بجديد الإيماءات والنظرات والمداعبة والملاطفات.

عزيزي الزوج البعيد عن زوجته، إن حكمت عليك مشاق الحياة بالابتعاد المكاني، فلا تجعلها تحكم عليك بالعقم الوجداني ولا بالجمود العاطفي، فإن ذلك مما يزلزل دعائم استقرار الأسرة ويلغي حب الزوجة البعيدة من قلبها قبل قلبك.

حسناء محمد

احب القراءة والكتابة والانترنيت والسفر. اكتب في مجالات عديدة وخاصة المواضيع التي تندرج تحت هذه الفئات : الحمية والنظام الغذائي والتغذية السليمة والصحة والعناية الذاتية والديكور وغيرها.

أضف تعليق

ستة عشر − ثمانية =