تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » حياة زوجية » كيف تفسد جروبات فيسبوك النسائية الحياة الزوجية دون وعي؟

كيف تفسد جروبات فيسبوك النسائية الحياة الزوجية دون وعي؟

هوس جديد اسمه جروبات فيسبوك النسائية المنغلقة على سيدات وربات بيوت فحسب وبعض الآنسات غير المتزوجات أيضًا بطريقة غير مفهومة والتي تتلقى مئات المشاركات يوميا وتلقى العديد من التفاعل، يمكن لهذه الجروبات أن تفسد الحياة الزوجية دون أن نعي.

جروبات فيسبوك النسائية

جروبات فيسبوك النسائية هي الورم الجديد الذي يرعى في جسد الحياة الزوجية ويقلبها إلى جحيم لا يطاق، ولا نريد بذلك أن ندين النساء على طول الخط ولكن على الأقل أن ننير في أذهانهم مصباحا يخبرهم بأن هذا كله سيئ جدا ويضر بحياتك دون أن تدرين، فبينما تنام عزيزي الزوج منهكا من العمل ومنتظرا الاستيقاظ من أجل بدء يوم عمل جديد تسهر زوجتك تتفاعل مع جروبات فيسبوك النسائية وتتشبع بأفكارهن عديمة القيمة وتعرض مشاكلكما الزوجية على أشخاص لا يعرفونها ولا يعرفونك لكي تأخذ منهم النصح والاسترشاد وهم يفتون بغير علم ولا يكبدون أنفسهم عناء الاهتمام حتى بالمشكلة بل هي مجرد ردود نموذجية يطبعونها على كل منشور أو مشاركة دون وعي فلا يدرون عواقبها ولا يدركون سوء نتائجها.

خطورة جروبات فيسبوك النسائية

جروبات فيسبوك النسائية خطورة جروبات فيسبوك النسائية

يوجد عدة مخاطر تهدد بها جروبات فيسبوك النسائية الأسرة بشكل مفرد والمجتمع بشكل عام بما أنه مجموع الأسر التي تعيش فيه ولا ريب أن وسائل التواصل الاجتماعي حاليا تدخل كل بيت وتحط في ايدي كل شخص من الصغير إلى الكبير بالتالي فإنها ترسم قواعد أخرى للمجتمع ونحن لسنا ضد التطور أو الحداثة أو التقدم للأمام ولكنها للأسف تعود بنا لقرون إلى الوراء حيث نظل دائما لا ننال إلى التخلف حتى إن امتلكنا وسائل قد تدفع بنا إلى الأمام فلا نجد إلا التخلف سبيلا.

وضع قواعد صارمة للحياة الزوجية

للأسف الشديد تتشكل قواعد جديدة للحياة الزوجية عبر جروبات فيسبوك النسائية بطريقة تجعل الأمور تتجه إلى صدام مباشر حيث أن الحياة الزوجية تختلف حسب الأزواج وحسب ظروفهم وطريقة حياتهم، فالأزواج العاملين غير الزوج العامل والمرأة ربة المنزل، والأزواج الذين لديهم أطفال غير الذين لم يرزقوا بالأطفال بعد، والأزواج الذين يعيشون في مدينة صاخبة غير الذين يعيشون في أرياف هادئة، والزوج المسئول مثلا غير الزوج الذي يعمل حرفي، وهكذا، كل حياة لها طريقتها الخاصة لكن النساء في هذه المجموعات المغلقة يفترضن تصورات خيالية لا تمت للواقع بصلة ويعممنها على سائر الحالات الزوجية ومن تحد عنها تنال لقب المرأة التعيسة المسكينة التي تتعرض لاضطهاد وظلم في حياتها الزوجية.

تحريض المرأة ضد الرجل

يبالغ الرجال أحيانا في لامبالاتهم أو عدم اهتمامهم بالمرأة ولكن بدلا من محاولة المشاركات في جروبات فيسبوك النسائية من عرض حلول لهذه الأزمة فإنهن بدلا من ذلك يقنعن المرأة بصعوبة العيش مع هذا الرجل وصعوبة الحياة معه وأن الرجال للأسف جميعهم هكذا معاتيه ظلمة ومستبدين وبالتالي يحدث نوع من أنواع الشقاق بين المرأة والرجل لأنها تراه الآن شيطانا بذيل ينتهي بسهم وقرون وأنياب بارزة حسب ما تم تصويره من قبل هؤلاء النسوة على فيسبوك وبالتالي نجد أن معاملتها معه تتجه نحو العداء التام حيث يصبح هذا الرجل في عداء وتدخل هذه المرأة مع زوجها في حرب لتنال منه أكثر الغنائم وتلحق به أشد الهزائم، ولا ريب أن هذا يدمر المجتمع شيئا فشيئا ويرفع نسب الطلاق ويشوه العلاقة بين الرجل والمرأة والتي تبنى على التكامل والتواصل لا الشقاق والنزاع والعداء

الإلحاح على طلب الطلاق

ما إن تعرض امرأة مشكلتها في جروبات فيسبوك النسائية -وأكاد أسمع شخصا يقول لي أو تقول لي بمعنى أصح وكيف عرفت أقول أن هناك نساء عاقلات يستنكرن ما يحدث من تخريب للبيوت وإفساد للحياة الزوجية وينقلن لي إجمالا هذا العته الحادث- المهم أنه بمجرد عرض المشكلة فإن هناك من النساء من ينتصبن للحماس بقوة والإلحاح على المرأة أن تطلب الطلاق لأن هذه ليست بحياة زوجية مهما كانت الأزمة بسيطة مثل أنه نسي مثلا مناسبة كعيد الزواج أو أنه لم يحضر لها وردة منذ زمن بعيد وبالتالي مثلما قيل قديما بأن الزن على الآذان أكثر فاعلية من السحر ومع كل هذه الدعوات المُلحة لطلب الطلاق تفكر المرأة جديا في ذلك بدلا من أن تكون الفكرة غير مطروحة في ذهنها من الأساس.

تصوير الزوجات الأخريات في منتهى السعادة

عندما ترى زوجة طبيعية عادية تقاسي مر الحياة وتستمتع باللحظات السعيدة التي بها، حين تحاول أن تدبر الاحتياجات الأساسية لمنزلها وتساعد زوجها في تسيير المركب، حين تستمتع باللحظات السعيدة اللي تمر عليهما وحين تفرح بكلمة حلوة قالها لها زوجها هذا الصباح، حين تجد نفسها تحبه لأنه قال لها قبل أن يذهب إلى عمله “هل تريدين شيئًا أحضره وأنا عائد؟” أو يهاتفها ليطمئن عليها وهي في العمل، حين تنسى هذه المرأة كل هذا وتدخل على جروبات فيسبوك النسائية لتجد أن النساء هناك مدللات، هذه زوجها اشترى لها سيارة وهذه زوجها أخذها في رحلة عبر أوربا وتلك زوجها أعد لها حفلة أسطورية لعيد ميلادها وكل هذا لا يعجب هؤلاء النسوة أيضًا فإنها تصاب باكتئاب عظيم من جراء تلك الحياة العادية المملة الرتيبة التي تعيشها وليس فيها ما يجعلها مثيرة مثل حياة هؤلاء النساء.

قلب حياة المرأة إلى جحيم

تصبح المرأة بعد المرور على جروبات فيسبوك النسائية هذه في جحيم مقيم، لماذا هي ليست مثل هؤلاء النساء؟ ولماذا هي لا تنعم بحياة سعيدة مثل هؤلاء النسوة؟ لماذا تتلقى كل هذا التعاطف والشفقة من النساء الأخريات كأنها تعيش في تعاسة؟ ولماذا ترضى بهذه الحياة المملة مع زوج لا يهتم وطوال الوقت في العمل ولا يفكر فيها على الإطلاق؟ لا ريب أنها تعيش حياة قميئة وكئيبة. ويزداد الصراع النفسي داخل المرأة، فهي تقارن على الدوام بين حياتها المملة والتي تلقى الدعم والتعاطف والشفقة كأنها متشردة أو تتعرض للضرب والعنف كل يوم وبين حياة هؤلاء النسوة المستقرة السعيدة، وللأسف سينعكس هذا على تعاملها مع زوجها وتعاملها داخل حياتها الزوجية ولن تكون العواقب محمودة أبدا.

عواقب جروبات فيسبوك النسائية

فضلا عن اختراق الخصوصية، عن نشر أدق الأسرار والخصوصيات الزوجية على الملأ وإشراك أشخاص لا نعرفهم في حياتنا الزوجية وجعلهم ينفذون لأدق تفاصيلها دون رادع فإن هذه المجموعات المغلقة تصنع حربا بين الرجل والمرأة، تحرض الجنسين على بعضهما وتجعل هناك نوع من أنواع العداء المسبق تجاه الرجل وكأنه الشيطان الأعظم الذي لا يتورع عن اضطهاد المرأة واستغلالها، وبالطبع لا يمكن القول أن عواقب هذا التحريض لن يصل إلى الطلاق لأنه يحدث بالفعل في كثير من الحالات، فحين تزداد هذه الحالات فنحن أمام إفساد للمجتمع وزعزعة استقراره.

كيف يمكننا مواجة جروبات فيسبوك النسائية ؟

جروبات فيسبوك النسائية كيف يمكننا مواجهتها؟

الحل كي يمكننا مواجهة جروبات فيسبوك النسائية والعمل على الحد من طغيانها والعمل على الحد من تأثيرها على النساء والرجال وعلى المجتمع ككل أن نفعل قيمة التفاهم والمصارحة بين الزوج والزوجة، من يرى منهما شيئا يضايقه فليتحدث فيه مع شريك حياته لأنه المختص بتغييره وهو المختص بالتهوين على الطرف الآخر والتخفيف عنه، نريد أن نقول أن خروج المشاكل من المنزل إلى خارج الباب يعتبر قصورا كبيرا في الحياة الزوجية وشرخا يهدد بانهيارها ولكن بالطبع لا يمكننا سوى الاهتمام بالتفاهم والحوار والنقاش حتى تصبح البيئة الزوجية صحية وصالحة لنمو حياة مستقرة وآمنة فيها، ولا نلوم النساء كل اللوم أيضًا، حيث يجب على الرجال ألا يهملوا زوجاتهم ويهتموا بهن حتى يستطيعوا كسب السعادة والهناء، وتطيب الحياة باستقرار ولذة.

جروبات فيسبوك النسائية من أسوأ ما أنجبته لنا التكنولوجيا الحديثة ومن أسوأ ما يمكن ذكره حول الكثير من الأمور المتعلقة بالتكنولوجيا، وطريقة معالجتها للأمور طريقة سطحية ومتخلفة، ويجب علينا مواجهتها سواء رجالا أو نساء.

محمد رشوان

أضف تعليق

5 × أربعة =