تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمل والانجاب » كيف ساهم علم جراحة الأجنة في إنقاذ حياة الكثير من الأطفال؟

كيف ساهم علم جراحة الأجنة في إنقاذ حياة الكثير من الأطفال؟

ليست عمليات جراحة الأجنة طفرة في عالم الطب؛ فهو علم موجود منذ سنوات عدة، ولا يزال في تطور مستمر منذ بدأ وحتى يومنا هذا. ولأنه من العلوم التي قد تحدد مصير الإنسان وتمنحه أملاً في الحياة أو أملاً في الحياة الصحية قبل أن يكبر فقد وجب علينا معرفة الكثير عنه.

جراحة الأجنة

يقصد بعملية جراحة الأجنة تلك العملية الجراحية التي يتم من خلالها معالجة مشكلة خلقية في الجنين أثناء فترة الحمل. وما يميز العلاج خلال الحمل عن الانتظار لحين ولادة الطفل هو أنه يكون علاجا شافيا تمام الشفاء. أما انتظار العلاج حتى تتم الولادة، فإنه لا يجدي؛ وإن كانت له فائدة في بعض الحالات، فإنه لا يمكنه تخليص الطفل من المشكلة التي يعاني منها نهائيا. وفي وقتنا هذا يعمد طبيب النساء والتوليد إلى الكشف بالموجات الصوتية على الجنين، ويستخدم صورا ثلاثية ورباعية الأبعاد حتى يتمكن من رؤية الجنين من جميع زواياه والتأكد من وجود جميع أعضائه وخلوه من العيوب والتشوهات الخلقية وفحص ضغط الدم بالحبل السري. والحقيقة أنه ليس بالأمر قليل الأهمية أن يتم إجراء مثل هذا الفحص؛ فهناك نسبة لا تقل عن 3% من الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية تلازمهم مدى الحياة كان من الممكن تجنب الكثير منها في حالة إجراء جراحة الأجنة لهم.

تخصص طب الأجنة

يعتبر تخصص طب الأجنة من التخصصات الموجودة منذ وقت طويل؛ غير أن هناك الكثير من التطورات التي دخلت عليه في السنوات القليلة الماضية. والأب الروحي لعلم جراحة الأجنة هو البروفيسور مايكل هاريسون الأمريكي. وقد كان يقوم بعمليات جراحة الأجنة عن طريق إجراء عملية جراحية للأم تشبه القيصرية، ويتم إخراج الجنين خارج الرحم تماما وإجراء العملية ثم إدخاله ثانية ليكتمل نموه بشكل طبيعي. ومع تطور الطب الجراحي والتوصل إلى إجراء العمليات الجراحية باستخدام المناظير، كان البروفيسور البلجيكي دان دبرست أول من قام بعملية جراحة الأجنة باستخدام المنظار. وبذلك لم يعد الأمر يحتاج أكثر من فتحة بالبطن لا تتجاوز نصف سنتيمتر، ولا حاجة على الإطلاق لإخراج الجنين من الرحم من أجل إجراء العملية. كان ذلك منذ حوالي 15 عاما؛ ولا زال التطور مستمرا والاستمرار في إجراء مثل هذه العمليات حتى يومنا هذا.

أنواع تشوهات الأجنة

تنقسم تشوهات الأجنة من حيث الشكل إلى تشوهات مرئية ظاهرة على الجسم وتشوهات أخرى باطنة؛ وهي التشوهات التي تحدث خللا في وظيفة أي من أعضاء الجسم. أما من حيث الخطورة، فإن هناك من التشوهات الخلقية ما لا يمكن للجنين الاستمرارية في الحياة معه، فيموت قبل الولادة أو بعدها مباشرة، كما أن هناك من التشوهات ما يمكن التعايش معها مدى الحياة؛ وإن كانت تؤثر بالطبع على طبيعة هذه الحياة.

أنواع عمليات جراحة الأجنة

جراحة الأجنة أنواع عمليات جراحة الأجنة

هناك الكثير من عمليات جراحة الأجنة التي من الممكن إجراؤها للجنين خلال فترة الحمل. ومن أهم هذه العمليات ما يلي:

  • عمليات القلب المفتوح.
  • العمليات التي تجرى بالرئتين.
  • عمليات الجهاز المناعي.
  • عمليات علاج أمراض الجينات.
  • عمليات الكيسة العصبية الظهرية.
  • عمليات مشكلات التوائم التي يأخذ فيها أحد التوأمين النسبة الأكبر من الدم المتدفق بالحبل السري فيزداد حجمه عن المعتاد ويصاب الآخر بأنيميا فقر الدم لعدم حصوله على حاجته من الدم.
  • عمليات علاج انسداد المثانة.
  • جراحة الأجنة لعلاج علاج عيوب الحجاب الحاجز.

آثار ترك العلاج لما بعد الولادة

ذكرنا فيما سبق على وجه العموم أن تأجيل علاج التشوهات الخلقية لما بعد الولادة يجعل العلاج أكثر صعوبة فـ جراحة الأجنة يمكنها أن تعالج المرض وهو في بدايته. وقد لا يكون هناك علاجا شافيا تماما إلا قبل الولادة. ومن التشوهات التي تترك أثرا سيئا إذا ما تم تركها لما بعد الولادة مشكلات الكيسة العصبية الظهرية؛ فقد تؤدي إلى عدم قدرة الطفل على المشي على قدميه وعدم قدرته كذلك على التحكم في البول والبراز. كذلك يؤدي هذا التشوه إلى كبر حجم رأس الطفل بشكل غير طبيعي.

وهناك من المشكلات ما قد يؤدي تركها لموت الجنين؛ ومنها مشكلة تجني أحد التوائم على الدم الذي من المفترض أن يصل للآخر. وفي هذه الحالة قد يموت الجنين الذي لا يحصل على حاجته من الغذاء المحمل به الدم؛ كما أن الجنين الذي يحصل على أكثر مما يحتاجه من الدم قد يصاب بالسكري، وقد تتعسر ولادته بسبب كبر حجمه. وقد يصاب الطفل بأمراض مزمنة مثل الفشل الكلوي الدائم في حال لم يتم علاج انسداد المثانة والمسالك البولية.

ولعل القراء الأعزاء يدركون من خلال السطور القليلة الفائتة مدى أهمية متابعة الحمل أولا بأول واستخدام الموجات الصوتية للاطمئنان على الجنين وحالته الصحية لتحديد إمكانية إجراؤ جراحة الأجنة في حالة الحاجة إليها

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

سارة الدالي

مترجمة وكاتبة، تخرجت في كلية اللغات والترجمة الفورية بجامعة الأزهر الشريف. محبة للقراءة والكتابة في جميع المجالات، وخاصة مجال الرواية.

أضف تعليق

ستة عشر + ستة عشر =