تسعة
الرئيسية » العمل » ادارة العمل » كيف يُساعدك جدول الأعمال الأسبوعي في أن تكون أكثر إنتاجية؟

كيف يُساعدك جدول الأعمال الأسبوعي في أن تكون أكثر إنتاجية؟

جدول الأعمال الأسبوعي هو ذلك الجدول الذي يتم وضعه في بداية الأسبوع لتحديد الشكل الذي سيمضي ما تبقى من الأسبوع بناءً عليه، وهذا الجدول يُسهم كثيرًا في تحول الأسبوع إلى إنتاجية أكثر، فكيف يُمكن يا تُرى الاستخدام والمساعدة؟

جدول الأعمال الأسبوعي

لا شك أن جدول الأعمال الأسبوعي من أهم الأشياء التي يُمكن الخروج بها من الأسبوع وتُسهم في دفعه دفعًا للأمام، فالإنسان الذي يسير وفقًا للخطط هو بلا شك الأكثر نجاحًا وتميزًا، حيث أنه سيضمن تحقيق نسبة كبيرة جدًا من النجاح، وهو الأمر الذي يُريده أي شخص بشكل عام، كما أن رجال الأعمال الذين يُحققون أكبر النجاحات يكونون في الأساس ملتزمون بجدول مُعين للأعمال، ولهذا ينجح الأمر معهم في نهاية المطاف ويُصبحون أكثر تميزًا في عملهم، فإذا كنت تضمن جزء إيجابي من النتيجة أفضل بكثير من ألا تضمن أي شيء على الإطلاق، لكن ربما السؤال الأهم الذي يستحق الطرح هنا، كيف يتمكن جدول الأعمال الأسبوعي في الأساس بأن يجعلك أكثر إنتاجية وتميزًا؟ هذا ببساطة هو السؤال الهام التي ستأتيكم السطور القادمة من أجل وضع إجابة مناسبة له، فهل أنتم مستعدون لذلك؟ حسنًا لنبدأ في ذلك سريعًا.

جدول الأعمال الأسبوعي

جدول الأعمال الأسبوعي جدول الأعمال الأسبوعي

المقصود بمصطلح جدول الأعمال الأسبوعي ذلك الجدول الذي يُستهدف من خلاله تحقيق أمور معينة خلال أسبوع واحد، وهو أمر غالبًا ما لا يتحول إلى حقيقة في نهاية المطاف إذا لم يكن ذلك الجدول موضوع بالصورة الملائمة له، فليس كل تخطيط يُمكن أن يُصبح لاحقًا إلى جدول يُعتد به، إذ أن الأمور أصعب من ذلك وخصوصًا لمن لا يُمكنهم الالتزام بما يُمليه الجدول عليهم، ذلك الجدول الذي هو في الحقيقة شيء وضعوا بأنفسهم لأنفسهم، على العموم، فائدة الجدول تكمن في كونه يجعل الأمور ذات جدوى، يجعلك لا تُهدر وقتًا كما أنه يُسهم في نهاية المطاف بتنفيذ الخطط الموضوعة أو تنفيذ أكثر من نصفها على الأقل، ولهذا فإن كل الشخصيات الناجحة في العالم تمتلك جدول لها، والأمر لا يتوقف عندهم في نقطة الجدول الأسبوعي وإنما كذلك تكون هناك جداول يومية وجداول شهرية وجداول سنوية، فكل شيء يسير وفقًا لخطة، بيد أننا الآن نُريد ان نعرف كيف يُمكن أساسًا أن نضع ذلك الجدول أو تلك الخطة التي نسير وفقًا لها.

كيف تضع جدول أعمال أسبوعي؟

جدول الأعمال الأسبوعي كيف تضع جدول أعمال أسبوعي؟

بعد أن تُدرك ما هو الجدول، وكيف أن تبحث مباشرةً عن الفوائد خلف ذلك الجدول وفي أي شيء يُمكن أن يكون مفيدًا فبكل تأكيد أنت بحاجة إلى التعرف على كيفية وضع جدول لك يُمكن أن يكون بنفس الكفاءة التي تضمن للأشخاص الناجحين النجاح في حياتهم، وهذا الأمر ممكن من خلال بعض الخطوات أهمها توفير إرادة قوية.

توفير إرادة قوية

أهم شيء عند وضعك جدول الأعمال الأسبوعي أن يكون لديك إرادة قوية تُمكنك من التصرف في الظرف الذي توضع فيه وإنجازه من خلال ذلك الجدول، فإذا كانت حياتك سهلة وبسيطة ومرنة فأنت لن تكون بالتأكيد في حاجة إلى جدول أعمال، لكن بما أنك فعلت ذلك فهذا يعني أنك بالتأكيد في موضع يستحق منك التركيز وعدم البخل بأي جهد، ومع بذل الجهد يبدأ الناس في الخمول ويفقدوا جزء كبير من عزيمتهم، ولهذا من الضروري تمامًا أن تكون هناك منذ اللحظة الأولى لك في هذا الأمر إرادة قوية صاحبة عمر طويل وقادرة على الاستمرار معك حتى النهاية.

الاهتمام الشديد بالمواقيت

أيضًا من المراحل والخطوات الهامة التي يجب وضعها في الاعتبار عندما يتم التفكير في وضع جدول الأعمال الأسبوعي أن يكون هناك اهتمام شديد بالمواقيت وليس الوقت، والفارق في كلا الأمرين أن المواقيت تعني بداية كل شيء ونهايته، ففي الوقت الذي تهتم فيه ببداية الاجتماعات عليك أن تعرف وقت نهايتها لأنه لا يقل أهمية، وذلك لأنك ببساطة سوف تقوم بإنجاز شيء حسب الجدول الموضوع منذ البداية، وبالتالي ليس هناك أي داعٍ للقيام بشيء على حساب شيء آخر، هذا لا يبدو منطقيًا في الأساس ولا يُمكن أن يكون ضمن صفات الأشخاص الناجحين، وربما جميعنا يعرف أن نظرة المجتمع للشخص الذي يهتم بالمواقيت مُختلفة تمامًا عن نظرتهم للشخص الذي يمتلك أي نقطة تميز أخرى مهما كانت تلك النقطة.

رسم الخطط ووضع خطط بديلة

لا يُمكن بأية حالٍ من الأحوال أن تدخل عزيزي القارئ صراعك مع الحياة وتُقرر الانتصار في شيء ما وأن تُصبح حياتك أفضل به دون أن تكون قد شرعت قبل ذلك في رسم الخطط التي يُمكن من خلالها القيام بذلك، والأهم من وضع الخطط أن يكون لديك خطط بديلة يُمكن اللجوء إليها دون حدوث أي خلل، وتفسير ذلك ببساطة يكمن في مثال بسيط يقوم على رغبتك مثلًا في تنظيم حدث مُعين بشكل مُعين أو حضور كور سات في مجال معين، ولنفترض أنك قد تجهزت ثم حدث أي خلل من شأنه أن يؤخر ذلك الحدث، والسؤال الآن، هل ستقوم بإلغاء الحدث بأكمله وتفسد جدول الأعمال الأسبوعي أم ستكون لديك خطة بديلة تجعلك تقوم مثلًا بالحصول على تلك الكور سات بشكل إلكتروني؟ الخيار والتصرف يأتي حسب خطتك.

بالمناسبة، في أحيان كثيرة تكون الخطط البديلة أكثر نجاحًا وتحقيقًا للأهداف من الخطط الأصلية، ولذلك ليس عليك أبدًا التخطيط لأي شيء مهما كانت أهمية ذلك الشيء دون أن تكون متسلحًا بخطة بديلة تجعلك قادر على تمرير الوضع بالشكل الملائم له، جرب هذا الأمر ولن تندم.

كيف يُساعد جدول الأعمال الأسبوعي في زيادة الإنتاج؟

جدول الأعمال الأسبوعي كيف يُساعد جدول الأعمال الأسبوعي في زيادة الإنتاج؟

الآن بعد أن تعرفنا على جدول الأعمال الأسبوعي والطريقة المُناسبة لوضع ذلك الجدول فبكل تأكيد نحن في حاجة للوقوف على أهمية ذلك الجدول من عدمه حتى يتسنى لنا تحديد استخدامه أو التوقف عن استخدامه، فذلك الأمر يأتي طبعًا وفقًا للنتائج المترتبة عليه، على العموم، مساعدة الجدول تأتي من خلال عدة أشكال أهمها إنجاز المهام بشكل أسرع.

إنجاز المهام بشكل ملائم

أول شيء ستضمن أن تقوم به عند التزامك بفكرة جدول الأعمال الأسبوعي أنك وبكل تأكيد سوف تُنجز المهام المطلوبة منك بشكل أفضل وأكثر قابلية للتنفيذ، فعندما ترتجل خلال قيامك بشيء فأنت بكل تأكيد تضع نفسك في خانة الخطأ خلال التنفيذ، إذ أنه ليس هناك قانون في الوجود يُشير إلى إمكانية تحقيق الأمر بشكل جيد منذ المرة الأولى دون تخطيط، وحتى لو حدث ذلك فإن الأمر لن يتخطى كونه مُجرد حظ، على العموم، حتى يُمكن التغلب على ذلك الحظ فإنه يُفضل أن تكون هناك جداول وخطط سابقة، كأن تقول مثلًا بأنك ستفعل كذا بالشكل كذا وفي حالة فشله بهذه الطريقة فسوف أفعله بطريقة كذا الأخرى، ومن هنا يظهر أن الأمر مناسب فعلًا وقابل للتنفيذ، وكما هو واضح فهي طريقة مُثلى للحصول على فوائد الجدول.

الاختصار في الوقت والجهد

أيضًا ضمن الأمور الرئيسية التي يُساعدك جدول الأعمال الأسبوعي بها أنه يختصر لك في أهم شيئين يُمكن أن يُصبحا مصدرًا للضرر لاحقًا، وهما الوقت والجهد، فالوضع المنطقي الطبيعي يُشير إلى أنك عندما تفعل الشيء دون أن تعي ما يحتاجه من الوقت والجهد فبكل تأكيد سوف تبذل جهد أكبر وفي نفس التوقيت سوف تستغرق وقت أطول، وهذا ما لا تُريده ولا تتمنى حدوثه بالتأكيد، وخصوصًا إذا ما كان الأمر يتعلق بشيء لا يستحق كل ذلك، لكن الجدول يأتي ويتخلص تمامًا من هذه المشكلة عن طريق تحديد كل شيء قبل البداية، فأنت ستعرف ما هو الوقت المطلوب وما هو الجُهد المستحق قبل البدء، وبالتالي ستُحقق جدولك وفقًا لذلك، وهو أمر يبدو نقلة في التخطيط للحياة بالتأكيد.

إتاحة فرصة المتابعة والتقييم

يُتيح جدول الأعمال الأسبوعي للشخص الذي وضعه فرصة عظيمة للقيام بأهم شيء قد يرغب في القيام به بهذه المرحلة، والحديث هنا عن المتابعة والتقييم، إذ أن المتابعة تضمن لك أن تعرف ما الذي فعلته وكيف تفعله وإلى أي حد سوف تستمر في فعله، أما التقييم فهو يُعطيك الخيار في تحديد نجاح الشيء أو فشله، في النهاية تلك الفرصة لن تكون متاحة إذا لم تكن تستخدم جدول أعمال وإذا كان كل شيء لديك يتم بشكل عشوائي بحت، وبالمناسبة، تلك الخاصية على وجه التحديد ثبت أنها تكون جزء كبير من النجاح والتطوير لاحقًا، إذ أن تقييم الشيء ومتابعته في المرة الأول سوف يقود بالطبع إلى نتائج أفضل وأكثر فاعلية في المرة الثانية، جرب ذلك الأمر ولن تندم.

تخصيص جزء للترفيه في جدول الأعمال الأسبوعي

لا ننسى ضمن مميزات كثيرة يكفلها جدول الأعمال الأسبوعي أنه يُسهم كذلك في تخصيص جزء كبير من الترفيه يُمكن قضاءه مع أسرتك أو حتى بمفردك إذا لم تكن مرتبط بأسرة، ولنفترض مثلًا أن جدول الأعمال الذي نتحدث عنه الآن هو جدول لطالب في مرحلة الامتحانات، فبكل تأكيد هذا الطالب لن يكون من الملائم له أن يظل طوال الوقت مُنكبًا على عمله أو مذاكرته دون أي جانب ترفيهي، هكذا سيقوده الوضع إلى الانفجار الحقيقي، بل من المناسب أن يحظى بجزء من الترفيه يُخفف عنه ما هو فيه، بيد أن ذلك الترفيه إذا جاء بوقت عشوائي فمن الممكن أن يهدم له كل الخطط التي وضعها ويُصبح الأمر وكأنه لم يكن أساسًا، ومن هنا تظهر أهمية كون هذا الوقت نتاج للجدول، وقت مُنظم ومعروف ومُقتطع بحرفية شديدة.

اكتساب الخبرات وتراكمها

لا شك أنه عند التعامل في وجود جدول الأعمال الأسبوعي لن تكون الأمور مثلما كانت في السابق، هذا طبعًا مع مرور الأسابيع واحد تلو الآخر، حيث أنك ستكتسب الكثير من الخبرات وستُصبح لديك المقدرة بشكل أفضل على التعامل مع العقبات والمشاكل التي تواجهك، وهذا بالتأكيد أكثر شيء تُريده في هذه المرحلة، الخبرات، ولذلك فإنه من الجلي تمامًا أن أكثر الناس خبرة وقدرة على التعامل هم أولئك الذين يضعون لأنفسهم جداول ويسيرون وفقًا لها وليس أولئك الذين يسيرون بالأشياء سير عشوائي تمامًا، ثم إن اكتساب الخبرات في مثل هذه الظروف لن يُسهم إلا في جعل حياتك أفضل.

ختامًا عزيزي القارئ، طبعًا يتضح أمامك بجلاء تام أن جدول الأعمال الأسبوعي يبدو جزء كبير جدًا من النجاح في تحقيق المهام الموضوعة في هذا الجدول، كما أنه يضمن لك تحقيق جزء كبير من أهدافك التي ربما يبدو الكثير منها مستحيلًا دون جدول، ومن هنا تظهر أهمية وضع جدول خاص بك في كل تفصيله حياتية تهتم بها.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

اثنان × خمسة =