من الطبيعي أن يتعرق الإنسان، وتعرق اليدين والقدمين في الحالات العادية يكون أمر طبيعي، بل من الغير طبيعي ألا يتعرق الإنسان. ولكن الأمر يتحول إلى مشكلة كبيرة عندما يتحول تعرق اليدين إلى حالة مرضية. ويصير الإنسان غير متأقلم مع حياته. بل إن تعرق اليدين هي إصابة كفيلة بعدم التحاق الجندي للجيش. وهذا بسبب أن الجندي التي تتعرق يده لن يستطيع التحكم في السلاح. وما بالك بالشخص العادي في الحياة اليومية، سيتعرض للإحراج عندما يقوم بالسلام على الآخرين أو عندما لا يستطيع التحكم بشي بسبب أن يده متعرقه وزلقة. أيضًا عندما يكتب سيجد أن الورق من أسفل يده قد شرب العرق وصار مظهره سيء. لن يستطيع العزف على آلة موسيقية، بالإضافة إلى أن الأمر يجعل القدمين رائحتهما سيئة نتيجة تعرق القدمين في الحذاء المغلق مما يجعل الشخص معرض لنوع من أنواع الإحراج في كل مكان يذهب إليه، والإصابة بالبكتريا والفطريات.
استكشف هذه المقالة
أسباب تعرق اليدين والقدمين
هناك الكثير من الأسباب تؤدي إلى تعرق اليدين والقدمين. وغالبًا يكون التعرق في باطن اليد والقدم وليس من الخارج. وذلك لأن هذه المناطق بها الكثير من مسامات تؤدي إلى خروج المياه من الجسم. ومن ضمن أشهر الأسباب هي معاناة المريض لمرض السكري، أو الإصابة بأمراض في الجهاز التنفسي. مثل الزكام أو الجيوب الأنفية. حدوث أورام في الغدة النخامية، إصابة العمود الفقري، الإصابة بأورام الغدد اللمفاوية، المرضى الذي يعانون من تباين ضغط الدم. الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الدورة الدموية بشكل عام. التوتر والعصبية والقلق كما في فترة الامتحانات الجامعية. كل الاضطرابات النفسية عمومًا من الممكن أن تكون سببًا لتعرق اليدين والقدمين، وكذلك الإجهاد والتعرض للشمس باستمرار.
تعرق اليدين عند الأطفال
هناك العديد من الأمهات تلاحظ تعرق اليدين والقدمين عند أطفالها بصورة كبيرة دون أن تعلم السبب. ولكن الحقيقة أن هناك عدة أسباب وأحيانًا الأم عن جهل سببًا في تعرض الطفل لهذه المشكلة. السبب لأول هو إرضاع الطفل في جو دافئ مع إلباسه العديد من الملابس الثقيلة في جو دافئ لينتج عن ذلك زيادة في حرارة جسم الطفل. مما يجعل جسم الطفل ينتج العرق لتقليل درجة حرارة الجسم كرد فعل طبيعي. سبب آخر وهو أن هناك بعض الأطفال حساسة وسريعة الانفعال، وهذا يكون سببًا رئيسيًا في شعور الطفل بالحرج ومن ثم التعرق ويصاحب هذا العرض احمرار الوجه.
السبب الثالث وهو أن الجهاز العصبي عن الطفل لا يكون قد اكتمل بصورة ناضجة تسمح له التحكم في إفراز العرق بصورة مضبوطة. ولذلك قد يحدث أحيانًا بعض الخلل والحساسية المفرطة تجاه درجات الحرارة المرتفعة. فرط تعرق اليدين قد يكون علامة لإصابة الطفل بأمراض عضوية مثل أمراض القلب وحالات وقف النمو أو خلل الغدة الدرقية. ولكن لو لم توجد أيًا من الأسباب السابق ذكرها بصورة أكيدة، فحينها قد يكون المرض جيني وهو مرض يُعرف باسم “فرط التعرق”. ويمكن علاجه بعد أن يكبر الطفل وينضج.
تعرق اليدين والقدمين وعلاجه
هناك العديد من العلاجات التي تم اقتراحها مؤخرًا لمشكلة تعرق اليدين. وهذا لآثرها الواضح على حياة المصابين بها. سواء من النساء في عدم قدرتهن في التحكم في أدوات الطبخ أو التعامل مع أطفالهن بطريقة طبيعية. أو بالنسبة للرجال فيما يخص الأعمال المكتبية أو أي من الأعمال اليدوية الأساسية التي تعتبر مصدر رزق. وبناء على هذا قد تم اقتراح العديد من العلاجات مثل، العلاجات النفسية، أو أدوية وريدية موضعية، أو تجميد موضعي، أو العلاج الإشعاعي، أو حقن التوكسين بوتولينيوم بطريقة موضعية، أو تخدير عصب يدعى العصب الودي. أو حقن الفينول موضعيًا ومتابعته بالأشعة السينية، ووصلت العلاجات لإتلاف جزء من الجهاز العصبي باستخدام أشعة الراديو الحرارية. كل هذه العلاجات أفادت أنه ليس هناك علاج واحد فعال بصورة مطلقة لهذه المشكلة.
طرق علاج تعرق اليدين
نبدأ بعلاج البوتولونيوم، نتائج هذا العلاج ليست دائمًا تعطي نتيجة فعالة 100%، وعلى الرغم من أنه يمكن تكرار هذا العلاج ولكن هذا لا يعطيه إمكانية الشفاء الكامل. لأن سرعان ما تعود يد الشخص تتعرق بصورة كالتي كانت عليها قبل بدء العلاج. هذا غير أن هذا العلاج مؤلم ومكلف ماديًا.
أما ميكانيكية الأسلوب الجراحي. فهو يحدث عن طريق إحداث تلف في النظام العصبي الذي يؤثر على الغدد العصبية. وهذا لأن النظام العصبي يوفر تحفيز للغدد العرقية مما يؤدي إلى إفراز السوائل والدهون في كف اليد. وكانت تحدث هذه العملية قديمًا عن طريق الفتح الجراحي المباشر للمريض وإصابة الأعصاب الودية المسئولة عن الغدد العرقية. ولكن مع التطور العلمي أصبح المنظار هو الأداة الأكثر استخدامًا في مثل هذه العمليات مما يعطي الأمان للمريض والدقة للطبيب، عن طريق إدخال المنظار في قنوات داخل الجسم دون جرح. وتعد هذه العملية من النوع السهل لأنه يتم تخدير المريض مما يجعله لا يشعر بأي شيء يحدث.
يدخل المنظار من جانبي الجسم. تحديدًا من عند الإبط، أو من عند الصدر حسب ما يرى الطبيب. ومن ثم يمشي المنظار داخل الجسم حتى يصل إلى العقدتين الوديتين المسؤولتين عن تعرق اليد. ومن ثم يقوم الطبيب بإزالتهم أو حرقهم. ولكن نتيجة الإزالة هي 99.8 يد جافة. أما نتيجة الحرق فهي 95.2 مما يعطي الأفضلية للإزالة.
هنا يأتي دور السؤال المطروح في سبب عدم انتشار هذه العملية، وهي تتوفر على جميع مقومات النجاح، من حيث السهولة والأمان والنتيجة! والسبب هو ببساطة أن العنصر البشري هو الذي يتحكم في هذه العملية مما يجعلك في قلق دائم من عدم كفاءة الطبيب الذي قد يكلف المريض مشكلة عصبية كبيرة. ولذلك يفضل الأطباء استخدام حرق العقدتين حتى لا يحدث في هذه العملية أي نوع من الاستئصال الضار.
هل يوجد لتعرق اليدين علاج طبيعي؟
هذا السؤال ضمن الأسئلة الأكثر انتشارًا فيما يخص تعرق اليدين والقدمين. وذلك لأن عملية استئصال العقدتين الوديتين لها أعراض جانبية كبيرة جدًا مثل تدلي الجفن، والشعور بالألم العصبي الشديد في منطقة الصدر والظهر والفخذ. أيضًا هناك العرض الأكثر تأثيرًا على المرضى وهو فرط التعرق نتيجة تعويض تعرق الأيدي. مما يسبب إزعاجًا كبيرًا لهؤلاء المرضى لفقدانهم الكثير من السوائل مع شدة العرق.
خل التفاح
لو أردت أن تبتعد عن الحلول الدوائية والجراحية فخل التفاح ربما يكون حل مناسب سواء لك أو للأطفال الصغار. وهذا لأن خل التفاح أثبت كفاءة في مكافحة تعرق اليدين بصورة مفرطة. لما يتميز به من خصائص قابضة، تعمل هذه الخصائص على تقليص الأنسجة في اليد مما يجعل الغدد العرقية أيضًا متقلصة وصغيرة الحجم وقليلة الإفراز. هذا غير أن خل التفاح يقوي الجهاز المناعي ويوازن حموضة الجسم ويكافح السمنة والتي هي من أهم أسباب فرط التعرق عمومًا.
كيفية استخدام خل التفاح
مبدئيًا يفضل غسل اليدين بماء فاتر، وخصوصًا في ذروة التعرق. بعدها قم بتجفيف اليدين جيدًا جدًا. ثم احضر قطن طبي معقم، وخل التفاح. صب الخل على القطن وبعد ذلك امسح القطنة في يدك بشكل خفيف، بعد ذلك لا تغسل يدك ويفضل أن تكون هذه العملية قبل النوم حتى تصحوا في الصباح وتغسل يدك. بعد ذلك ضع بودرة أطفال على يدك. ولعمل محلول مناسب من خل التفاح لتغسل به يدك من مرتين إلى ثلاثة يوميًا فيمكن مزج خل التفاح مع ماء الورد. ويمكن شرب خل التفاح كنوع من العلاج الفموي. فيمكنك أن تضع ملعقتين على بعض العسل وتناولهم مرتين يوميًا.
نشا الذرة
من ضمن المواد التي تقاوم عملية التعرق في الجلد هي النشا. هذا غير أنه يعطي الجلد رطوبة مما قد يخدع الجسم ويشعره أن هناك سوائل كافية فيقلل الجسم عملية إفراز العرق. هذا غير أنه يقاوم الروائح الكريهة مما يجعله حل جيد لعمليات التعرق تحت الإبط التي قد تسبب روائح نفاذة.
كيفية استخدام نشا الذرة
احضر كميتين متساويتين من صودا الخبيز ونشا الذرة، قم بخلطهم سويًا ثم امسح بهما المناطق المعنية. وأفضل ما في هذه الطريقة هو أنك يمكن أن تكررها كثيرًا، دون التعرض لأي أعراض جانبية. ولا مانع من استخدامها مع طريقة خل التفاح حتى يساعد كلًا منهما الأخر.
عصير الليمون
يعتبر الليمون مزيل عرق طبيعي. ولهذا يعتبر من ضمن الطرق المتوفرة كثيرًا في كل بيت فيما يخص عملية إزالة العرق من الجسم. الليمون يعمل على غلق المسامات المفتوحة مما يقلل كمية السوائل الخارجة من الجسم. أيضًا يعمل كمطهر طبيعي ضد البكتريا الضارة. ولذلك يعتبر الليمون حل جيد لمن يعانون من الرائحة الكريهة الناتجة من البكتريا التي تنمو مع العرق.
كيفية استخدام عصير الليمون
هناك أكثر من طريقة لاستخدام عصير الليمون من أجل تعرق اليدين والإبطين. الطريقة الأولى تكون عن طريق عصر لمونتين مع وضع ملعقة من صودا الخبيز على عصير الليمون الذي تم عصره. وبعد ذلك ستحصل على مركب متماسك بعض الشيء كأنه مرهم. حينها يمكنك وضعه في يديك وفركه، ومن ثم تركه لمدة عشرة دقائق وبعدها تغسل يديك. أيضًا يمكن وضع هذا المركب بصورة خفيفة على الإبطين أو المناطق التي تتعرق بصورة مبالغ فيها وتتركه فهو لن يؤذي.
الطماطم
تتميز الطماطم أن بها الكثير من فيتامين أ وهذا الفيتامين مهم جدًا للبشرة. ويسبب انقباض المسامات والتخلص من العرق الزائد في الجسم. ويتم استخدام الطماطم كعلاج موضعي لتعرق اليدين عن طريق عصر ثمرة طماطم واحدة. ومن ثم وضع اليد في هذا العصير. أو من الممكن أن تضعها على يدك على هيئة شرائح، ومن ثم تغسل يدك جيدًا. والذي يجب أن تعرفه أن هذه الطريقة ستأتي بنتيجة على المدى الطويل وليست سريعة مثل خل التفاح.
الشاي الأسود
الشاي أيضًا له تأثير إيجابي على كمية إفراز العرق في اليدين والجسم عمومًا. لأنه يحتوي على مادة تدعى العفص ذات مميزات قابضة للجلد. أيضًا هذا العفص يسبب هبوط لدرجة حرارة الجسم داخليًا، مما يعطي رسالة بعدم احتياج الجسم للعرق في هذا الوقت. ويمكنك استخدام الشاي عن طريق مسك أكياس الشاي المعلبة وضم كفتي يدك عليهما لمدة خمس دقائق. كرر هذه العملية ثلاث مرات يوميًا وستجد تحسن. أما بالنسبة للقدمين فيمكن إفراغ كيس أو ثلاث أكياس شاي في ماء فاتر، ومن ثم وضع القدمين فيهما لمدة 30 دقيقة مرتين يوميًا.
ختام
أخيرًا، مشكلة تعرق اليدين والقدمين ليست صعبة الحل، ولكنها تحتاج إلى عناية ليس إلا. وهذه العلاجات ليست أكيدة ويفضل أن تذهب إلى طبيب ليحدد لك ما هو الأنسب لحالتك.
ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.
أضف تعليق