تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمل والانجاب » كيف تحدث مشاكل تشوه الأجنة وما العوامل التي تزيد منها؟

كيف تحدث مشاكل تشوه الأجنة وما العوامل التي تزيد منها؟

لأنه أغلى ما على وجه الأرض، كان لابد من التعامل مع الإنسان بعناية في جميع أطواره. ولعل هذا ما دفع الأطباء إلى وضع علم للتعامل مع تشوه الأجنة ، وذلك احتراما لهذا الكائن الذي كرمه ربه. حول هذا الموضوع نسهب الشرح في السطور الآتية.

تشوه الأجنة

لقد لجأ العلماء في الطب إلى استخدام تقنية جديدة للاطمئنان على الجنين تسمى بيبي سكان، وذلك بسبب أن التقنيات الأخرى لم تكن تكشف تشوه الأجنة بوضوح. ومن خلال هذه التقنية يقوم الطبيب بتصوير الجنين من كل الاتجاهات والأماكن التي يعرف من خلالها إن كان صحيحا مكتملا أم لا. الحقيقة أن هذه التقنية تم التوصل لها لقناعة هؤلاء الأطباء بأن الجنين في بطن أمه هو إنسان يشعر بالتعب إن كان به أذى وله حق العلاج، كما دفعهم إلى ذلك وجود أعدادا كبيرة من الأطفال المشوهين، والذين لم يكتشف هذا التشوه حال كونهم أجنة.

أسباب تشوه الأجنة

الإشعاع

السبب الأول لظاهرة تشوه الأجنة هو الإشعاع. وعند حديثنا عن الإشعاع لابد وأن نفرق بين أنواع الإشعاع الآمنة على الحامل وتلك التي تصيب الجنين بالضرر. والمقصود بالإشعاع الضار للجنين هو السي تي سكان أو الكاتا سكان أو الأشعة المقطعية التي يمنع الأطباء منع التحريم تعريض المرأة الحامل لها. وعادة لا تضطر المرأة الحامل للجوء لتلك الأنواع من الأشعة حتى في الضرورة القصوى، كأن تكون -لا قدر الله- قد أصيبت في حادث خلال فترة الحمل واضطر الطبيب لإجراء فحص بالأشعة على جزء حيوي بالجسم كالمخ مثلا. وتكفي أشعة الإكس راي وتفي بالغرض ولا مانع من تعرض المرأة الحامل لها. أما تلك التقنيات المذكورة سلفا فإنها تعادل عشرة أضعاف أشعة الإكس راي، وبالتالي تؤدي إلى تشوه الأجنة. والحق أن خطورتها لا تقتصر على المرأة الحامل فحسب، وإنما تتعدى ذلك ليطول ضررها كل من يتعامل معها؛ حتى أن الأطباء يرتدون واقيا للرصاص أثناء تعاملهم مع تلك الأنواع من الأشعة.

المواد الكيماوية

والسبب الثاني لعرض تشوه الأجنة هو المواد الكيماوية التي تأخذها المرأة على مدار حياتها على هيئة أدوية أو مأكولات يدخل في صناعتها تلك المواد. ومن أخطر المواد الكيماوية مادة الزئبق التي تتواجد بأنواع عديدة من الأسماك مثل سمك التونة والماكريل وسمكة السيف أو أبو سيف والحيتان ومشتقاتها. وهذه المادة، مادة الزئبق، هي مادة مشوهة لمخ الجنين ولأعصابه؛ لذلك وجب تنبيه السيدات اللاتي يتناولن السوشي وقت الحمل ظنا منهن أنها مأكولات بحرية تفيد صحتها وصحة الجنين، وجب تنبيههن إلى خطورة ذلك.

الرصاص

أما عن السبب الثالث المؤدي إلى حدوث تشوه الأجنة فهو الرصاص المترسب على مواسير المياه والصرف الصحي، نتيجة عدم عمل فحوصات وصيانة دورية عليها في بلداننا. وبإمكانك ببساطة أخذ عينة من المياه التي تصلك من الصنبور لفحصها بالمعمل فحصا كيميائيا، فإن وجدت أن نسبة الرصاص بها عالية فلا بد من إيجاد حل للمشكلة، حفاظا على صحتك وصحة عائلتك. ومشكلة المياه المحتوية على الرصاص لا تتوقف على كونها مؤذية في حال قام الإنسان بشربها، وإنما يتعدى ذلك عملية الشرب؛ فإن كنت تستخدم هذه المياه يوميا للاستحمام وغيره فقد يتسرب هذا الرصاص عن طريق الجلد. وتزيد احتمالية الإصابة بالضرر مع طول المدة التي يستخدم فيه الإنسان تلك المياه الملوثة.

الأدوية

وهناك بعض الأدوية التي قد تؤدي إلى تشوه الأجنة في حال تناولتها الأم في وقت الحمل. فبالنسبة للمرأة التي تعاني من السعال وتتناول له دواء من تلك الأدوية المليئة بمادة البوتاسيوم أيودين، فقد تزداد احتمالية تشوه الجنين. لذا تنصح المرأة بعدم أخذ هذه الأنواع من الأدوية طيلة الأشهر الثلاث الأولى من الحمل. وعند الإصابة بالسعال الشديد الذي لا تستطيع الأم الصمود أمامه، فيفضل استشارة طبيب أمراض النساء والتوليد، وليس طبيب الباطني؛ ذلك أن طبيب النساء يعلم ما هو آمن على الجنين وما هو ضار له.

الطفيليات

سبب آخر لمشكلة تشوه الأجنة هو الطفيليات. والشائع في مجتمعاتنا هو منع المرأة الحامل من تربية القطط والتعامل معها بشكل مباشر، اعتقادا منا أنها السبب في فيروس التاكسو بلازما، ما يعرف بمرض القطط، الذي يؤدي إلى الإجهاض أو تشوه الأجنة. والحقيقة أن القطط بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب من هذا الفيروس، طالما أنها قد أخذت التطعيمات اللازمة. والسبب الرئيسي وراء إصابة المرأة الحامل بهذا الفيروس هو تناول اللحوم النيئة أو شبه النيئة، وهذه الأصناف من الأطعمة منتشرة بكثرة في بلاد الشام. أما عن كون القطط تنقل هذا الفيروس، فهذا راجع إلى تناول القطط لحما نيئا؛ أما إن كانت القطة تعيش مع المرأة الحامل بالمنزل وتأكل الطعام الذي يقدم لها فلا يمكن أن تصاب بهذا الفيروس ولا أن تنقله لغيرها. لهذا السبب على المرأة الحامل توخي الحذر الشديد، وذلك بعدم التعامل مع القطط الموجودة بالشارع. كذلك يجب تجنب أكل الطعام غير الناضج بشكل جيد، كالسوشي وغيره، والبعد عن اللحوم غير الناضجة كليا. ومن الأخطاء الشائعة التي من الممكن أن تقع فيها المرأة الحامل تقطيع الطعام على نفس قطاعة الطعام التي استخدمتها من قبل في تقطيع اللحم دون التأكد من غسلها تماما وخلوها من أي بقايا قد علقت بها؛ لأن تلك البقايا من اللحم قد تختلط بالطعام الآخر الذي تأكله الأم دون أن تشعر بأن هناك شيئا مستغربا.

البكتيريا

ثم تأتي البكتريا لتشكل سببا قويا وراء حدوث تشوه الأجنة. وللأسف تسبب هذه البكتريا سرطان عنق الرحم للمرأة وقد تنتقل للجنين داخل الرحم. وحتى لو اكتمل نمو الجنين دون أن تصل إليه البكتيريا، فلا يمكن لهذه المرأة أن تلد ولادة طبيعية، فتضطر للخضوع لعملية قيصرية، حتى لا يمر الجنين من المكان المليء بالبكتيريا فيضره ذلك.

إلى غير ذلك الكثير من الأسباب الأخرى التي تسبب تشوه الأجنة، مثل تناول الأم المشروبات الكحولية، وتلوث البيئة المحيطة بها باليورانيوم والقنابل التي تصدر إشعاعا، كما حدث ورأينا بالعراق وهيروشيما وناغازاكي. فبعد أن قامت حروبا في تلك المناطق، تأثر الكثير والكثير من الأجنة بالإشعاع الذي يملأ الجو؛ لذلك تجد المواليد الذين تم إنجابهم في تلك الفترات مصابين بتشوهات لا حصر لها.

أسباب تشوهات الجنين في الرأس

في الحقيقة أن رأس الجنين قد تحدث بها بعض التشوهات التي تتعدد وتختلف؛ فقد يصاب الجنين بالاستسقاء، أو زيادة الماء برأسه. وهذا العيب الخلقي ليس بالشيء الهين، إذ أنه يحدث في كثير من الأحيان أن يكون ملازما لشكل آخر من أشكال التشوه، سواء بالرأس أو بأي عضو آخر. والسبب الرئيسي لحدوث هذا الشكل من أشكال تشوه الأجنة هو وجود ضيق أو انسداد في المجرى الذي ينتقل من خلاله السائل الدماغي الشوكي، فيؤدي إلى تجمع هذا السائل داخل الجمجمة، مما يزيد من حجمها ويؤثر على عمل المخ. كما يمكن أن يكون سبب هذا التشوه هو إصابة الأم بالحصبة الألماني في فترة الحمل. وبحسب درجة الاستسقاء يتم التعامل مع المشكلة.

متى تحدث تشوهات الجنين؟

طالما أن الجنين يكون في تطور مستمر طيلة فترة الحمل، فلا يستبعد إصابته بأي شكل من أشكال تشوه الأجنة خلال هذه المدة، لأي سبب كان. ولكن المبشر لكل أم حامل هو أن تشوه الأجنة غالبا ما يحدث خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، لأن هذه الفترة يتكون فيها معظم أعضاء وأجزاء جسم الجنين. ولعل ما يجعل هذا خبرا مبشرا للأمهات أن الظهور المبكر لتلك التشوهات والعيوب الخلقية يسهل عملية التعامل معها ومحاولة التدخل لعلاجها، في حال اكتشفها الطبيب باكرا.

تشوه الجنين في الشهر الخامس

في العادة يقوم الطبيب المتابع بالتأكد من كون الجنين صحيحا لا يعاني من أي تشوهات خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل. والخطأ الذي تقع فيه كثير من الأمهات هو أنهن يعتقدن أنه طالما كان الطفل معاقا في الفترة الأولى من الحمل، فهذا يعني أنه حتما لن يتأثر بأي خطأ قد تقع فيه طيلة فترة الحمل، فيدفعهن ذلك إلى تناول أطعمة غير صحية والإهمال في العناية بهذا الجنين. والحقيقة أنه خلال الفترة الثانية من الحمل، من الشهر الرابع إلى الشهر السادس، تحدث تغيرات بالجنين، فينمو حجمه ويتكون جزء من أعضائه، وذلك استكمالا للمشوار الذي قد بدأه من بداية الحمل. لذا يجب على الأم الحرص على جنينها طوال مدة الحمل، فقد يحدث تشوه الأجنة في أي وقت من الحمل.

أسباب تشوه الجنين في الشهر السابع

تبذل كل أم قصارى جهدها للحفاظ على الجنين طيلة الأشهر الثلاث الأولى من الحمل؛ ولكن للأسف قد تعتقد بعض الأمهات أنه طالما مرت تلك الفترة بأمان، فإن الخطر بعيد عن جنينها. وحتما يؤدي هذا الاعتقاد إلى التصرف كما لو أنه ليس هناك جنين في أحشائها. صحيح أن الفترة الثانية من الحمل، من الشهر الرابع إلى الشهر السادس، تعتبر أكثر فترات الحمل أمانا على الجنين وراحة لأمه، ولكن لا يؤدي ذلك بالأم إلى الاستهانة بالأشهر الثلاث الأخيرة من الحمل. فتلك الفترة من الحمل لا تقل خطورة ولا حساسية عن الفترة الأولى، لأن الجنين قد يكون معرضا للتشويه أو الإجهاض أو الولادة المبكرة في حال حدوث أي خطأ. لذا كوني حذرة عزيزتي الأم واتبعي نفس النظام الذي أنت عليه، سواء نظامك الغذائي أو الحركة أو أسلوب الراحة أو غير ذلك.

أمراض شائعة تصيب الجنين

لا يوجد حصر للأمراض التي من الممكن أن تصيب الجنين داخل رحم أمه، فقد يحدث أن تكون الأم حاملا في توأم بمشيمة واحدة، وهناك أوعية دموية تصل كلا الجنينين ببعضهما، مما يؤدي إلى أن أحدهما يستأثر بالكم الأعظم من الطعام الذي يصل إليهما فيتضخم حجمه للغاية، في حين أن الطفل الذي لا يأخذ كفايته من الطعام يصاب بالأنيميا. بالنسبة للجنين المتضخم فإنه إن لم يتم التدخل الجراحي لحل المشكلة فإنه حتما يموت؛ لأن هناك كم كبير من الدورة الدموية التي تضغط على القلب الذي يبذل مجهودا كبيرا كل يوم، حتى تفشل عضلة القلب ويموت؛ أما بالنسبة للجنين الآخر فالأنيميا وفقر الدم يؤديان به إلى المصير نفسه الذي آل إليه توأمه. وللتعامل مع هذه الحالة، يدخل الطبيب بالمنظار ويفصل الأوعية التي تصل بين الجنينين عن طريق شعاع ليزر. ونسبة نجاح هذه العملية تصل إلى تسعين بالمائة.

وفي بعض حالات تشوه الأجنة يحدث للجنين فتق بالحجاب الحاجز، مما يؤدي إلى أن ترتفع المعدة للأعلى وتملأ مكان الرئتين فلا يتكونا من الأساس. وفي هذه الحالة يولد الجنين ميتا، ما لم يتم التدخل العلاجي في الوقت المبكر. وقد مكن طب تشوه الأجنة المتخصصين من إجراء عملية عن طريق المنظار الذي يدخل من خلال فم الجنين وصولا إلى حنجرته ليتم نفخ شيء أشبه بالبالون الذي يعمل على الحفاظ على حجم الرئة حتى لا تضغط المعدة والأمعاء عليها. وللأسف فإن هذا النوع من التدخلات الجراحية معقد للغاية، وبالتالي لا يمكن تحديد نسبة نجاحها.

الأطعمة التي تسبب تشوه الجنين

لأن هذه الفترة من أكثر الفترات حساسية في حياة المرأة، على المرأة تجنب تناول العديد من الأطعمة طيلة فترة الحمل، حتى لا يضر ذلك بالجنين. ومن أهم الأطعمة التي تسبب تشوه الأجنة هي اللحم النيء أو غير مكتمل النضج، لأنه قد يصيب المرأة بفيروس التاكسو بلازما الذي يعد أحد الفيروسات المسؤولة عن التشوهات. وعلى ذكر اللحوم النيئة، وجب التنبيه على أن البيض النيء لا يقل ضررا على الجنين، نظرا لاحتوائه على جرثومة الليستيريا التي يقتلها الطهي الجيد. كذلك على المرأة الحامل تجنب الأطعمة المدخنة، كالرنجة، واللحوم المصنعة، كاللانشون والبرجر. وبالطبع لا يمكن للمرأة الحامل تناول الخضروات والفاكهة دون غسلها، وذلك لاحتوائها على الطفيليات التي تسبب تشوه الأجنة. ولا يمكن لها كذلك تناول الأطعمة التي تؤدي إلى تكسير الحديد والكالسيوم، مثل المشروبات التي تحتوي على الكافيين، لأن الجنين في حاجة ملحة لهذه العناصر ليتم تكوينه بشكل صحي. وعلى المرأة الحامل الاستفادة بعنصر الكالسيوم عن طريق المأكولات الصحية كالحليب والجبن القريش، فأنواع الجبن الناعم كالفيتا وغيرها قد تسبب تشوه الأجنة وتضر بالحامل.

أطعمة تمنع تشوه الجنين

من أهم الأطعمة المهمة للغاية والتي تسهم بشكل كبير في منع تشوه الأجنة تلك الأطعمة التي تحتوي على حمض الفوليك. ومن أهم الأطعمة التي تحتوي على هذا الحمض العدس والبروكلي والسبانخ والأفوكادو والمكسرات، مثل اللوز وعين الجمل، والأطعمة الحمضية، مثل الليمون والبرتقال. وللتأكد من أنك تتناولين الكميات الكافية لك ولجنينك من حمض الفوليك، لابد من متابعة الطبيب وعمل التحاليل؛ فإن وجدت قصورا في هذا العنصر، فبإمكانك تكملة الكمية التي تحتاجينها عن طريق الحبوب التي يصفها الطبيب.

وشكل آخر من أشكال تشوه الأجنة بالرأس هو مولده دون وجود المخ؛ وفي هذه الحالة قد يكون غير مكون من الأساس، أو يكون خرج من مكانه عن طريق مكان سريان النخاع الشوكي بالظهر. أما الحالة الأولى فقد يكون السبب وراءها هو نقص حمض الفوليك في جسم الأم، وبالنسبة للحالة الثانية فالسبب وراءها هو وجود شق بالعمود الفقري يؤدي إلى خروج المخ شيئا فشيئا من خلاله. هذا غير الكثير من الحالات الأخرى من حالات تشوه الأجنة التي تختلف باختلاف أسبابها.

حماية الأجنة من التشوهات

كثيرا ما تتساءل الأمهات عن طرق لوقاية جنينها من أي تشوهات قد تصيبه. وعلى الرغم من أن مشكلة تشوه الأجنة لا يمكن منعها بنسبة مائة في المائة، إلا أن هناك مجموعة من الأسباب الرئيسية للتشوهات، والتي يساعد تجنبها وتفاديها إلى زيادة احتمالية ولادة جنين صحيح غير مشوه، وإليك سيدتي بعض منها:

  • البعد قدر الإمكان عن زواج الأقارب، خاصة إن كانت هناك أمراض وراثية بالعائلة. وقد أدى انتشار زواج الأقارب بالأوساط العربية إلى انتشار تشوه الأجنة ؛ وبالتالي التقدم في مجال طب جراحة الجنين.
  • التعامل الصحيح مع البكتيريا والفيروسات التي قد تصيب الأم الحامل، كفيروس الهربس الذي يصيب الفم والأعضاء التناسلية، والذي ينتقل بسهولة عن طريق المعاشرة الزوجية؛ لأن مشكلة هذا الفيروس هي أن كثيرا من الأطباء يتعاملون معه بتهاون ويكتفون بإعطاء الأم مضادات حيوية، ثم تظن الأم أن الأمر قد انتهى، في حين أن الفيروس، ولكونه خبيث للغاية، يكون متخفيا بجسدها وقد يتطور الأمر فيسبب تشوه الأجنة.
  • عدم إهمال علاج مرض السكري أو ضغط الدم المرتفع مع الحمل لحماية الجنين من أي مضاعفات قد تضر به. والحقيقة أن الاستهتار بمرض السكري مع الحمل قد يؤدي إلى حدوث فتق لدى الجنين وتشوهات بالقلب وغيرها.
  • الالتزام من قبل المرأة الحامل بتناول حمض الفوليك، سواء عن طريق الأكل أو الحبوب التي يصفها الطبيب، والتي عادة ما توصف لها في الأشهر الثلاث الأولى من الحمل. ومعروف أن حمض الفوليك هو من أهم الأحماض التي تساعد على تكوين الـDNA ويعمل على حماية الطفل من تشوه الأجنة خلال أشهر الحمل.
  • البعد تماما عن استخدام صبغات الشعر أو أدوية البشرة التي تحتوي على فيتامين E، الذي أثبتت الأبحاث أنه أكثر مادة تسبب تشوه الأجنة.
  • متابعة الطبيب بشكل دوري في حال كان أحد الزوجين يعاني من أنيميا الفول للحفاظ على الجنين من أي تشوهات قد تصيبه.
  • أخذ صور للجنين بالموجات الصوتية لاكتشاف أي تشوه به في وقت باكر حتى يتم التعامل الصحيح معه.

كيف أعرف تشوه الجنين؟

تشوه الأجنة كيف أعرف تشوه الجنين؟

تحرص كل أم على سلامة جنينها وتبذل قصارى جهدها من أجل هذه الغاية الغالية. وبنفس قدر هذا الحرص يساور الأمهات القلق بشأن صحة الجنين وسلامته، وتتساءل كل أم هل جنيني بخير؟ وفي الحقيقة ليست المشكلة في أن يكون الجنين به تشوه ما، وإنما المشكلة الكبرى في اكتشاف هذا التشوه في وقت متأخر أو عدم اكتشافه من الأساس. ويستخدم الأطباء في وقتنا الحالي بعض التقنيات والطرق لفحص الجنين والاطمئنان عليه واكتشاف أي أذى به؛ فإن كان هناك خطأ ما، فإن ذلك يشبه جرس التنبيه وتنبئك أن خطر ما قد ألم بجنينك. وهناك أكثر من طريقة لاكتشاف تشوه الأجنة حاليا؛ ففي البداية يقوم الطبيب بالتشخيص المبدئي من خلال الموجات الصوتية وتحليل عينة من دم الأم، فإن خرج بنتيجة احتمالية إصابة هذا الجنين بالتشوه، يحاول قطع الشك باليقين، وذلك من خلال للفحوصات التشخيصية التي تعطي نتيجة لا تقبل الجدل.

الاكتشاف المبكر لتشوهات الأجنة

لقد مكننا الطب الحديث من معرفة الكثير عن الجنين وقت تكوينه داخل الرحم، وهذه الإمكانية لم تكن موجودة من قبل، فكانت الأمهات يفاجئن بولادة طفل مصاب بتشوه فات أوان إصلاحه. أما في الوقت الحالي فما يحدث هو إجراء الفحص الشامل للجنين عن طريق الموجات الصوتية ثنائية الأبعاد، والتي نطمئن من خلالها على تكوين جميع أعضاء الجنين الخارجية، والموجات الصوتية ثلاثية الأبعاد، والتي نستطيع من خلالها رؤية الأعضاء الداخلية الحيوية للجنين كالمخ والقلب والمعدة، والموجات الصوتية رباعية الأبعاد، والتي نطمئن من خلالها على حركة الجنين.

ويميز الطبيب عموما أن مهنته ليست مهنة وصف للعلاج في المقام الأول، وإنما يأخذ على عاتقه مهمة توفير حياة أفضل لكلا من الأم والجنين، إن لم يكن للمجتمع بأكمله. ولأن الجنين هو إنسان يشعر ويتألم ويحق له العيش حياة صحية داخل بطن أمه وخارجها، فقد لجأ الطب إلى محاولة إجراء عمليات جراحية لإصلاح تشوه الأجنة قبل الولادة. ويمكن أن يقوم الطبيب بإجراء مثل هذه الجراحات في الشهر الخامس أو السادس أو السابع من الحمل. ولإجراء العملية يستخدم الطبيب نوعا من المناظير التي لا يتعدى حجم الكاميرا المتصلة بها 3 مليمتر، ودون إعطاء الأم أي تخدير.

ثورة طب الجنين

بدأت عمليات جراحة الأجنة في العالم على يد الطبيب والعالم الكبير كيبروس نيكولايدوس بإنجلترا. وتقوم نظريات نيكولايدوس على تشخيص تشوه الأجنة ابتداء من الأسبوع الثامن من الحمل، لأن قلب الجنين يتكون في هذا الوقت؛ ومن خلال القلب يستطيع الطبيب اكتشاف أي تشوه في وقت مبكر، شرط أن يكون السونار المستخدم من تلك الأنواع المتقدمة المطورة. ويبين الفحص المبدئي حجرات القلب في هذا التوقيت؛ أما الفحص الأهم فيكون في الأسبوع الحادي عشر إلى الأسبوع الثالث عشر، والذي يتم عمله عن طريق أخذ عينة من دم الأم، إضافة إلى معرفة بعض المعلومات التي تشمل ما إذا كان لها جنينا مشوها من ذي قبل، أو كان هناك تاريخ عائلي للتشوه، أو كانت هناك مشاكل في حملها بصفة عامة، أو سبق وأن مرت بتجربة الإجهاض.. إلخ. وعند أخذ تلك العينة من الدم يركز الطبيب على مجموعة من البروتينات والأحماض الأمينية، ثم يقوم من خلال النتائج التي تظهر له إضافة إلى المعطيات الأخرى التي ذكرناها، علاوة على الصور الملتقطة عن طريق الموجات الصوتية، يقوم بتحديد ما إذا كان الجنين سليما أو به تشوه ما.

وبالنسبة للأمور التي تلفت نظر الطبيب الذي يقوم بأخذ صور السونار هو سمك قفا الجنين، لأن تلك المنطقة إن كانت سماكتها أكثر من المعتاد فهذا يشير إلى إصابة الجنين بما يسمونه بالبله المنغولي أو غيره من أشكال تشوه الأجنة، على حسب درجة السماكة بالمنطقة. وبعد إتمام عملية الفحص يقوم الطبيب بأخذ عينة من السائل الأمنيوسي الذي يقوم الجنين بالشرب منه والتبول فيه، والذي غالبا ما يحوي البول الخاص بالجنين مع أجزاء من جلده، هذا غير العينة التي تؤخذ من المشيمة، ويتم إرسال العينات للفحص بالمعمل. وتبين العينة بشكل قاطع ما إذا كان الجنين سليما أو مصابا بأحد التشوهات الخلقية أو العقلية، كأن يكون لديه تخلف عقلي أو ثقب في القلب أو نقص بأحد أطرافه أو عيب في أحد الأجهزة الداخلية له.

وتتم عمليات جراحة تشوه الأجنة في حال لو كانت المشكلة بأحد الأعضاء كالقلب أو المعدة أو المثانة، أما إن كانت المشكلة هي وجود مرض عقلي أو نقص في أحد الأعضاء الخارجية أو الداخلية فلا يمكن معالجتها. وعلى حسب نوع العملية تتحدد نسبة نجاحها، فقد تكون النسبة ثلاثين بالمائة وقد تصل إلى سبعين أو ثمانين بالمائة، وفي بعض الحالات تفشل العملية من الأساس ويموت الجنين؛ لذا فإن لزاما على الطبيب إخطار الأم بهذه المعلومات حتى تتهيأ نفسيا للنتيجة. ومن الطبيعي أن يهتم الطبيب بشكل زائد بمثل هذه الفحوصات إذا كانت الأم قد تجاوزت الخامسة والثلاثين من عمرها وقت الحمل، لأن احتمالية تشوه الأجنة تزداد كلما كبرت الأم وقاربت على سن اليأس.

ولعل كل أبوين يسلكان كل السبل لإنجاب طفل سليم معافى ومحاولة تفادي وجود أي تشوهات أو عيوب خلقية به، حتى لا يتحول من قرة عين ومصدر سعادة لهما إلى هم كبير ينغص عليهما حياتهما.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

سارة الدالي

مترجمة وكاتبة، تخرجت في كلية اللغات والترجمة الفورية بجامعة الأزهر الشريف. محبة للقراءة والكتابة في جميع المجالات، وخاصة مجال الرواية.

أضف تعليق

18 + ثمانية =