تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيفية تحسين عملية الهضم باستخدام أطعمة وطرق طبيعية؟

كيفية تحسين عملية الهضم باستخدام أطعمة وطرق طبيعية؟

سواء على الصعيد الصحي أو الصعيد الاجتماعي يحرص الشخص دوماً على تحسين عملية الهضم لديه، فكيف يتم ذلك؟ هذا ما سنعرفه هنا بالتفصيل.

تحسين عملية الهضم

تحسين عملية الهضم يساهم كثيرًا في تقليل ومنع الكثير من المشاكل الصحية، فبسبب تنوع واختلاف مصادر الأطعمة التي نتناولها على مدار اليوم فإن معظم الأشخاص يعانون من اضطرابات في عملية الهضم لديهم والتي تسبب لهم مشاكل صحية أولاً تتمثل في آلام البطن ومشاكل تتعلق بعمليات الإخراج وأحياناً يصل الأمر إلى الأرق وعدم التمكن من النوم وثانياً مشاكل اجتماعية تتمثل في انتفاخ البطن وما ينتج عنه من الشعور بالإحراج خاصة وإن كان تناول الطعام يتم في مكان عام أمام الكثير من الأشخاص كما في المناسبات المختلفة. وطالما لم يكن الشخص مصاباً بمرض ما في الجهاز الهضمي ينتج عنه عسر في الهضم فإن تحسين عملية الهضم يمكن إتمامه ببعض الطرق الطبيعية والبسيطة.

كيفية تحسين عملية الهضم

يعتمد تحسين عملية الهضم في المقام الأول على عاملين هامين وهما أولاً العناية بأنواع الأطعمة والمشروبات التي تدخل إلى المعدة بشكل يومي وثانياً تعمد شرب مشروبات أو تناول أطعمة تهدئ من حالات الانتفاخ والمغص، وفيما يخص المحور الأول فكل ما عليك فعله يتلخص في النقاط التالية:

شرب كميات كبيرة من الماء

في معظم الأحيان يكون عسر الهضم بسبب نقس كمية الماء والسوائل في المعدة وبالتالي تواجه صعوبة في هضم كمية كبيرة من المواد سميكة وغليظة القوام؛ لذلك احرص على شرب كميات كبيرة من الماء بشكل يومي حيث تقدر حاجة الشخص البالغ من الماء يومياً بحوالي 6-8 أكواب. مع الأخذ في الاعتبار بأن المشروبات التي تحتوي على الكافيين لا تدخل ضمن حساب كميات الماء اليومية وذلك لأنها تقوم بامتصاص الماء من الجسم بدلاً من أن تزيدها.

الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالألياف

كالخضروات وبعض الفاكهة مثل التفاح والتي تحتوي على الألياف التي تساعد على تحسين عملية الهضم حيث أنها تشعر الشخص بالشبع بكميات أقل من الأطعمة الأخرى وبالتالي لا يجد نفسه مضطراً إلى تناول كميات كبيرة من الوجبات، وهذا هو السبب الرئيسي في جعل تلك الأصناف العماد الرئيسي للحميات الغذائية.

الابتعاد قدر الإمكان عن منتجات القمح

بالرغم من أن القمح يدخل ضمن البقوليات والتي تحتوي على كميات مناسبة من الألياف إلا أنها تحتوي على مادة الجلوتين التي في نسبة كبيرة من الأشخاص قد تسبب عسر الهضم وهو ما يعرف باسم (حساسية القمح)؛ لذلك حاول قدر الإمكان الإقلال من منتجات القمح المتمثلة في المعجنات والمخبوزات ويمكن استبدالها بدقيق الذرة أو دقيق الشعير.

ترشيح البروتينات

بالطبع لا غنى عن مصادر البروتين في الوجبات الغذائية والتي تتمثل في المقام الأول في لحوم الدواجن والأسماك والأبقار وغيرها، أولاً حاول الإقلال منها قدر الإمكان وثانياً أن ترشح منها بعض الأنواع وهي الدواجن والأسماك حيث أنها أسهل في الهضم بمراحل من لحوم الأبقار ومثيلاتها.

تجنب الوجبات السريعة

تحتوي الوجبات السريعة على كميات هائلة من الدهون المهدرجة والمشبعة والتي على الرغم من أنها قد لا تظهر في الأطعمة مما يجعل مظهرها طبيعياً إلا أنها تتراكم في الجسم ويصعب امتصاصها مما يجعلها أكبر عدو لطرق تحسين عملية الهضم، لذلك حاول قدر الإمكان الاستغناء عن الوجبات السريعة ووجبات المطاعم واستبدالها بالوجبات المنزلية التي تدرك جيداً المصادر التي أتت منها مكوناتها وكمية الدهون المضافة إليها.

تناول الزبادي

بعد كل وجبة حاول أن تتناول القليل من الزبادي وذلك لاحتوائه على كميات كبيرة من البكتيريا الهاضمة والتي تساعد على تحسين عملية الهضم لديك وتجنبك مشاكل عسر الهضم والانتفاخ.

مشروبات تساعد على الهضم

المحور الثاني في تحسين عملية الهضم هو شرب مشروبات تساعد على تحسين قدرة المعدة على استقبال الطعام والتعامل معه بالشكل الملائم، ويأتي على رأس تلك المشروبات بشكل رئيسي مشروب الينسون الساخن والنعناع الساخن والشاي الأخضر والمشروبات التي تحتوي على الليمون وأخيراً اللبن، لكن حاول ألا تكثر من شرب اللبن بعد الوجبات كي لا ينقلب تأثيره إلى النقيض ويسبب عسر الهضم. كذلك احرص على تجنب شرب الشاي الأحمر بعد تناول الطعام مباشرة وهي عادة سيئة يقوم بها الكثير من الأشخاص وتؤدي إلى زيادة صعوبة عملية الهضم على الجهاز الهضمي.

حبوب تسريع الهضم

هنالك العديد من الحبوب والأدوية التي تساعد على تحسين عملية الهضم وتجنب مشاكل عسره وآلام البطن والتي – حتى وإن كانت عبارة عن مجرد أعشاب طبيعية- إلا أنها قد تتفاعل مع بعضها أو مع أدوية أخرى مسببة آثاراً ضارة على الجسم؛ لذلك احرص على ألا تتناول أي من تلك الأدوية إلا باستشارة طبيب مختص وإعلامه بأي أدوية أخرى تتناولها. ومن ضمن تلك الأدوية مجموعات prokinetic drugs أو العقاقير التي تساعد على زيادة حركة جدار القناة الهضمية وبالتالي تزيد من دفع الطعام باتجاه الأمعاء لتسريع هضمه وامتصاصه كما تساعد على زيادة كمية البكتيريا الهاضمة الموجودة في الأمعاء. كذلك هنالك مجموعات أخرى من الأدوية تساعد على هضم أنواع معينة من الأطعمة والمواد الغذائية والتي توصف للشخص إن كان يواجه مشاكل في هضم أنواع معينة من الأطعمة دون الأخرى بشكل حصري؛ أشهر أمثلة تلك المجموعة هي أدوية Glutamine والتي تساعد على هضم مادة الجلوتين الموجودة في القمح ومنتجاته. كذلك هنالك مجموعات المكملات الغذائية والتي توفر للجسم الفيتامينات والمعادن التي تنقصه بشكل حاد والتي ربما يكون نقصها هو السبب في عدم تحسين عملية الهضم وهو ما يمكن معرفته من خلال أعراض معينة تظهر على الشخص نتيجة لنقص فيتامين معين أو من خلال الفحوصات الطبية.

ما الذي يساعد المعدة على الهضم؟

في الحالات الطبيعية هنالك مجموعة من العوامل التي تقوم بدور تحسين عملية الهضم كي تساعد المعدة والأمعاء على تصريف الطعام الوارد إليها والتي تشمل العناصر التالية:

حركة جدار القناة الهضمية

يحتوي جدار القناة الهضمية بداية من المريء وحتى نهاية الأمعاء على طبقة من العضلات التي تساعد على انقباض جدار القناة الهضمية كلما مر الطعام منها كي تساعد على تحريكه باتجاه الأسفل، وإن حدث وانقلبت حركة الجهاز الهضمي للاتجاه المعاكس فيحدث القيء.

البكتيريا الهاضمة

في الأمعاء الدقيقة- والتي يتم فيها هضم معظم المواد الغذائية- توجد العديد من أنواع البكتيريا غير الضارة للجسم والتي تساعد من خلال إفرازات معينة على هضم المواد الغذائية بشكل سريع وكفء.

الأنزيمات الهاضمة

سواء في المعدة أو في الأمعاء يتم إفراز أنواع مختلفة من الأنزيمات والتي تقوم بدور تكسير الطعام وتحليله إلى مواد أبسط وأصغر حجماً مما يسهل هضمها وامتصاصها على الجسم، ومن دون تلك الأنزيمات لن تتم عملية الهضم أبداً.

العصارة الصفراوية

تفرز العصارة الصفراوية من المرارة الموجودة أسفل الكبد مباشرة ثم تنتقل عبر قناة إلى الأمعاء حيث تتولى مهمة هضم الدهون وذلك عبر تكسيرها وتحليلها تدريجياً حتى تتحول في النهاية إلى مجموعة من الأحماض الدهنية سهلة الامتصاص؛ وبالتالي فإن حدثت مشكلة ما تمنع وصول العصارة الصفراوية للأمعاء كموجود حصوات مثلاً فإن هضم الدهون يتوقف بشكل كامل.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

7 + 10 =