تسعة
الرئيسية » كمبيوتر وانترنت » بحث جوجل : كيف يجعلنا البحث الإلكتروني كسولين في حياتنا؟

بحث جوجل : كيف يجعلنا البحث الإلكتروني كسولين في حياتنا؟

بحث جوجل هو من أكثر الأشياء التي توفر الراحة والسرعة عند البحث عن أي معلومة، بالإضافة إلى عدة فوائد أخرى مهمة ستعرفها في هذا المقال.

بحث جوجل

عالم الإنترنت أصبح لا غنى عنه في الحياة البشرية، وركيزة أساسية من بنيان الإنترنت في هذا العالم، هو بحث جوجل ، أو محركات البحث الإلكترونية عموماً. حيث إن الطفرة الإلكترونية التي حدثت في العشرين عام الأخيرة نرى تداعيات التطور فيها حتى على أولادنا. فجيل التسعينات والثمانينات، الذين هم أباء للنشأة الحديثة، طفولتهم غالباً تختلف بنسبة 180 درجة عن طفولة الجيل الحالي من الأطفال. وكل هذا بسبب وجود الإنترنت، والأجهزة الإلكترونية. حيث أصبحت المعرفة غير موجودة في الكتب، والمكتبات الكبيرة، بل أصبحت المعرفة في جيبك حرفياً. أنك في أي وقت عندما تسأل عن أي سؤال يدور في ذهنك وتكتبه في محرك بحث جوجل، غالباً ستأتي لك عنه ألاف الإجابات والاقتراحات. الأمر يكاد يكون سحري، ولكنه منطقي في نفس الوقت. تخيل بلايين من المعلومات على محرك بحث جوجل، تظهر لك في أجزاء من الثانية بمجرد كتابتك للكلمات فقط. ومن هنا نستطيع أن نقول إنه حدث تغير جذري في حياة البشر من حيث النشاط الذهني والحركي.

الاعتماد على بحث جوجل يجعلنا كسولين فما الحل؟

فوائد بحث جوجل

عندما سنتكلم عن فكرة أن بحث جوجل سبب للكسل، فهو في المقابل له مميزات جعلت منه أداة موفرة جدًا. لأننا كما نعلم أن الكسل هو عبارة عن إيجاد بديل عن الفعل يوفر أقل مجهود وزمن، وأكثر إنتاج وفعالية، وهو ما يسبب تراخي الجسد البشري. بحث جوجل هو حاليًا من أكثر 10 أشياء مفيدة على كوكب الأرض، وسنعلم لماذا هذه السمعة الرهيبة له من خلال النقاط التالية.

بحث جوجل وتوفير الوقت

في القديم كان البحث عن معلومة، يأخذ سنين من البحث. سأشرحها مرة أخرى، كي تبحث عن معلومة مثلًا في الطب، فأنت تحتاج إلى قراءة المئات من المجلدات التي تريد أن تستنبط منها هذه المعلومة. بل وكان من الممكن أن تسافر بلاد حتى تجد المجلد. ففي مصر قديماً كانت هناك مكتبة الإسكندرية وهي من أعظم المكتبات ومنائر الثقافة عبر التاريخ. ولذلك لأن قديماً لم يكن هناك إنترنت أو قطار أو سيارات، كان طالب العلم من بلاد الشام مثلاً يسافر البلاد كي يذهب فقط إلى مكتبة الإسكندرية ويقرأ كتبها ويتعلم. في المقابل تعال معي عزيزي القارئ إلى محرك البحث جوجل، فأنت مع جوجل لا تحتاج إلى أن تسافر ولا تحتاج إلى أن تقرأ كتاب كامل، ولا حتى تحتاج إلى أن تسأل شخص وتنتظر إجابته حين ينهي حديثه مع أخر. بل أنت فقط تكتب المعلومة ومن ثم تفاجئ بالآف النتائج عن هذا السؤال، وتأخذ أنت راحتك جدًا في البحث عن المعلومة بتركيز شديد جدًا.

بحث جوجل يوفر المجهود

هل تعلم عزيزي القارئ أن الإنسان الطبيعي يستغرق في قراءة 100 صفحة من أي كتاب، ساعة وربع أو أكثر تقريباً! وهل تعلم أن تركيز الإنسان في الساعة والربع هذه يرهق عقل الإنسان أكثر من إرهاق العقل لو جرى الإنسان لمدة ساعة وربع بشكل متواصل! ما لا يعلمه الكثيرون أن المجهود الذهني يؤثر على إجهاد عقل الإنسان أكثر من المجهود العضلي بكثير. وذلك لسبب بسيط، لأن في التركيز الذهني يكون العقل هو الجزء الفعال وليس عضلات الجسد. أيضًا فكرة قراءة كتاب واحد لأجل معلومة واحدة، هي فكرة غير منصفة بالمرة. فلا شك أن قراءة الكتاب هي ثقافة بكل المقاييس، ولكن هناك أوقات لا يكون للإنسان طاقة أن يقرأ كتاب كامل لأجل الاستفادة بمعلومة واحدة. ولا سيما الكتب العلمية، التي تحتوي على ألاف المعلومات المتتالية والمتشابهة. ولذلك محرك البحث جوجل وفر كل هذه المجهودات في حل بسيط وفعل بسيط. فأنت لا تحتاج أن تذهب إلى المدرسة أو المكتبة أو الجامعة، وكل ما عليك فعله حتى تعرف المعلومة هو أن تحرك أصابعك على لوحة مفاتيح الهاتف وستعرف كل المعلومات ببساطة جدًا، دون أن تحتاج أن تبحث في كتاب. بل حتى وإن كانت المعلومة داخل صفحات كتاب على الشبكة العنكبوتية، فجوجل سيقول لك رقم صفحة الكتاب التي تبحث فيه عن المعلومة.

بحث جوجل والتعليم المركز والسريع

في الماضي كانت الشهادة الدراسية تعادل مقدار معرفتك. فلو كنت تحمل الشهادة في الهندسة إذًا أنت درست الهندسة والعلوم الحسابية وكل ما يتعلق بهذا الموضوع. في بحث جوجل الأمر تغير جدًا، بكل بساطة لأن المعرفة أصبحت غير محتكرة، إنما الشهادات فقط هي المحتكرة. فأنت إذا أردت أن تتعلم الموسيقى فليس عليك سوى أن تبحث عن كتب الموسيقى في بحث جوجل. بل وأن ترى بعينك مدرس يعلمك عن طريق الفيديوهات. وفي الأخير شركة جوجل أصبحت وكأنها تعطي شهادات منها شخصياً بالتعليم الإلكتروني. عن طريق بعض المناهج التي تتعلمها، ومن ثم يعرضون عليك اختبار فإن اجتزته إذاً أنت لديك شهادة توازي الشهادات الجامعية. بل إن الجامعات أصلًا بات بها نظام خاص في الامتحانات اسمه الامتحان الإلكتروني السريع. الموضوع أصبح سريع وبسيط وسهل ومتوفر جدًا في كل شيء. فيكفي أنك لو قررت أن تتعلم شيء فأنت في خلال شهور من خلال بحث جوجل تكون قد عرفت الكثير من المعلومات المركزة عن هذا الشيء. ليس كبقية الجامعات التي تدرس فيها أشياء لا تحبها، وتُختبر فيها لأجل أن تجتاز مرحلتك السنية، فالأمر في جوجل حر. وهذا يجعل الرغبة لدى الناس أفضل والتعليم أسرع لأنهم لا يعانون من ضغط دراسة بل هم جائعين للمعرفة.

بحث جوجل وسهولة الاستخدام

إذا كان لديك هاتف محمول أو كان لديك جهاز كومبيوتر عادي، أو كان لديك جهاز لاب توب، فكل هذه الأشياء كفيلة جداً أن تدخلك إلى محرك البحث جوجل ببساطة جدًا. فالأمر لا يتعدى كونه أيقونة ستنقر عليها مرتين، ومن ثم سيكون لديك شاشة بيضاء مكتوب عليها اسم محرك البحث جوجل باللغة الإنجليزية. ومن هنا ستجد مستطيل يمكنك اختيار اللغة التي ستدخل بها الكلمات التي تريد البحث عنها. بل وإن جوجل يوفر عليك الكتابة الكاملة، وبمجرد أن تكتب حرفين أو ثلاثة من الكلمات المعنية، سيقترح عليك هو الاقتراحات المتشابهة والتي تكون أكثر تركيزًا وأكثر تداولًا بين الناس عمومًا. وعندما تختار الاقتراح أو تكتب ما تريده، ليس عليك إلا أن تضغط على مكان البحث ومن ثم في ثواني ستجد ما كنت تبحث عنه وإجابات مختلفة جدًا.

أليس كل هذا كفيل أن يجعل الإنسان كسولًا جدًا حتى عن فكرة البحث نفسها. فالأمر أصبح بضعة خطوات يفعلها المرء بإصبعه، بمعنى أخر السهولة ولدت كسل كبير. مثل فكرة استخدام الآلة الحاسبة، فالذي يستخدم عقله في حساب العمليات الحسابية، في البداية يكون صعب، ولكن مع التكرار تصبح الدماغ متيقظة جدًا حسابيًا. ولكن الذين يستخدمون الآلات الحاسبة غالبًا لا يعرفون جدول الضرب الحسابي، والذي هو بدائيات علم الرياضيات.

بحث جوجل ومصادر المعرفة

ربما يكون هذا السبب من أفضل الأسباب التي من الممكن أن نقول إنها السبب في الإقبال على جوجل. وأريد أيضًا أن أوجه نظركم لشيء هام، في محرك البحث جوجل هناك المليارات عن المعلومات، الكثير منها يكون خاطئ، والكثير منها أيضا يكون صحيح. ولذلك عندما تبحث في جوجل فيجب عليك أن تكون موجه نحو المواقع الأكثر أكاديمية. وحتى نوفر عليك هذه المشكلة فيوجد جزء في جوجل يدعى “جوجل سكولر” وباحث جوجل سكولر هو باحث أكاديمي وليس مثل جوجل باحث عام. فكل المعلومات منه تكون موثقة وكل المواقع داخله تكون حكومية وتابعة لمنظمات وجامعات عالمية. وأغلبية الأبحاث تكون نتاج أبحاث علمية عن هذا الموضوع الذي تبحث عنه، وهو أفضل مكان ومكتبة أكاديمية يمكن للبشر أن يحظوا بها.

بحث جوجل ومجانية المعرفة

بحث جوجل يجعلك كسول لأنك من خلاله لن تحتاج للمال من أجل الدراسة، بل فقط ستحتاج المال من أجل دفع فاتورة الإنترنت التي لا تقارن بأموال الدراسة أبدًا. والسبب لأن جوجل موقع مجاني لا تحتاج فيه أن تدفع أموال حتى تحصل على المعلومات. بل كل ما عليك فعله هو فقط البحث عن المعلومات ليس إلا. أيضًا يكفي أن هناك في بحث جوجل إمكانية تدعى “جوجل إن جرامز” وهي عبارة عن مكتبة ترفيهية تمكنك من كتابة كلمة، ليظهر لك نتائج البحث المتعلقة بهذه الكلمة ضمن 5.2 مليون كتاب من عام 1500 إلى عام 2008. لترى بنفسك تطور استخدام هذه الكلمة في هذا الكم الخرافي من الكتب على مدار الأزمان.

بحث جوجل وترجمة النصوص

في الماضي، لكي تقرأ باللغات الأجنبية يحتاج منك شخصياً أن تتعلم لغات أجنبية لمدة شهور بل وسنين، حتى فقط تستطيع قراءة كتاب بلغة أجنبية، أو معلومة بلغة مختلفة. ولكن مع محرك البحث جوجل، أصبحت الترجمة أسهل شيء من الممكن أن تفعله في يومك. فببساطة جدًا أنت يمكنك أن تدخل النص بلغته، وتختار ترجمته ضمن أكثر من 70 لغة ولهجة يستطيع جوجل ترجمتها. ولذلك أصبح الجيل الحالي كسول جدًا في مسألة تعلم اللغات الأخرى، لأن ببساطة جوجل يستطيع أن يخبرك بأي شيء مكتوب بلغة أخرى. بل والأغرب أن العام الماضي، جوجل صنعت سماعة أذن تستطيع ترجمة الصوت، بمعنى أنني لو أتكلم بالعربية، وهناك شخص يتكلم بلغة إيطالية لا أفهمها، أضع هذه السماعة في أذني وأضبتها على الترجمة بالعربية. وعندما يتكلم الشخص بالإيطالي تترجم السماعة فورًا بالعربية، إنها التكنولوجية يا سادة. غير كل هذا فإن جوجل لا يستقبل فقط الحروف والكلمات لترجمتها، بل جوجل يا سادة يترجم الرموز. بمعنى أنه يمكنك رسم الرمز والبحث عن الرموز المشابهة له في العالم أجمع. ويقول لك عن كل المعلومات عن هذا الرمز.

إمكانيات بحث جوجل

بحث جوجل لا يتوقف عن إمدادك بالمعلومات المكتوبة فهو أيضًا يمدك بكل المعلومات المرئية سواء علمية أو ترفيهية. لدرجة أن هناك بعض البشر أصبح يومهم هو عبارة عن جلسة أمام الكومبيوتر، ولا يفعل شيء سوى رؤية كل ما هو جديد في عالم الإنترنت من خلال محرك بحث جوجل. فجوجل يبحث عن الصور، لو لديك صورة، فهو يبحث عنها في ثواني وتطابقاتها، ويبحث عن الفيديوهات والميديا عموماً.

أخيرًا عزيزي القارئ، يجب عليك أن تعلم أن الكسل عادة ستضرك فعلًا. ويجب أن تعلم أن استخدام بحث جوجل له عيوب وأولها أنه لا يجعل عقلك يعمل، بل يجعل عقلك مستقبل فقط. ومن هنا لو استمر هذا للسنين القادمة سينشأ جيل أقل قدرة عقلياً من الآخرين الذين لا يستخدمون الإنترنت بكثرة. لأن هؤلاء لا يعتمدون على عقلهم، وكما نعلم جميعًا أن العضو الذي لا يستخدم كثيرًا يضمحل مع الوقت. لذلك حاول أن تستفيد من جوجل ولكن لا تضر نفسك.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.