تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » كيف يحدث الوسواس النفسي وما الطرق المختلفة لتشخيصه وعلاجه؟

كيف يحدث الوسواس النفسي وما الطرق المختلفة لتشخيصه وعلاجه؟

الوسواس النفسي مشكلة صحية تواجه أغلب البشر، سواء بشكل مؤقت عارض، أو حالة مرضية تستمر وتحتاج لملاحظة وعلاج، التعب النفسي أخطر من المرض العضوي، ومن أخطر الأمراض النفسية الوسواس القهري فهو خطر قد يهدد حياة المريض، أو من حوله.

الوسواس النفسي

يتم تشخيص الوسواس النفسي عن طريق متخصصون ومتابعة مكثفة لأعراض محددة، لكن يمكننا نحن الغير متخصصين ملاحظة عدة سمات في أنفسنا أو غيرنا، حتي نعرف المشكلة مبكراً لنتوجه نحو متخصص فيما بعد لعلاجها، وهناك عدة أعراض توضح نوع الوسواس الذي يعاني منه المريض بدقة، بالإضافة لتحديد درجته، فالوسواس القهري له عدة أنواع ومسببات وكذلك له عدة درجات تتراوح بين الطبيعي الذي لا يستدعي تدخل طبي، حتى الخطير الذي يلزم متابعة طبية وملاحظة عن قرب، الوسواس ببساطة أن تتملك فكرة ما من شخص، أياً كانت تلك الفكرة، ربما تكون مجرد أغنية يرددها قهرا عنه، أو فعل ديني، أو حركة معينة، أي شيء يتملك من الفرد ويستعبده ويحوله قهراً لفعله، معاً نعرف كيفية التشخيص بالوسواس وأعراضه وما هو الوسواس الديني، والأهم نعرف معاً علاج الوسواس القهري بالأدوية الكيميائية، أو العلاج بالأعشاب والممارسات الطبيعية، وكذلك علاج الوساوس الدينية بالقرآن الكريم، كل هذا في المقال التالي.

الوسواس القهري أو النفسي

الوسواس النفسي الوسواس القهري أو النفسي

الوسواس النفسي أو القهري هو نوع من أنواع الاضطراب النفسي مرتبط بشكل وثيق بالقلق والتوتر، ويتميز بأفكار محددة في الأغلب مخيفة تسيطر على الفرد، بالإضافة لظهور أفعال بصورة متكررة بشكل لا إرادي منه، وفي معظم الحالات ينشأ الوسواس القهري من مخاوف مترسبة من عدة أفكار منطقية وخطر وارد الحدوث، أو من تجارب سابقة لم يتحرر كلية منها، لكن في بعض الأحيان يتملك الشخص وسواس غير منطقي بالمرة، مثل حالات تملكها وسواس بأن هناك مصاص دماء سيمتص دمائها ليلاً، أو أن ثقب سيحدث في الأرض ويبتلعه، وبالرغم من أنهم واعيين تماماً لعدم المنطقية وعدم احتمالية حدوث الأمر، إلا أنهم لم يستطيعوا التحرر من الوسواس، وينتج عن الوسواس القهري تصرفات مبالغ فيها دائماً، مثل الوسواس الخاص بالنظافة، فيتملك الشخص فكرة محددة عن أنه سيصاب بمرض بسبب البكتريا، فيغسل يداه عدة مرات، ويتجنب الزحام، ويخاف من فكرة المشاركة مع الناس أمور حياتهم الطبيعية، كذلك الوساوس بأنواعها تعكر صفو الحياة، وينتج عنها أفعال قهرية.

الوسواس النفسي الديني

الوسواس النفسي الديني مرتبط بشكل وثيق باعتقادات بثت في نفوسنا تخويفية من العقاب في مرحلة الطفولة، وأيضاً يرتبط الوسواس الديني بمشاكل نفسية وتوتر أو اكتئاب للفرد نفسه لا علاقة له بالدين، من علامات الوسواس الديني تكرار الوضوء أكثر من مرة، التشكيك في صحة الصلاة، إعادة الفروض للشعور بعدم أدائها بشكل سليم، تسيطر على الفرد هواجس تدفعه للخوف والقلق المستمر من عدم قبول الله لصلاته، أو أن الله لن يرضى عنه وسيعاقبه، تدفع الشخص للتشديد والتغليظ على نفسه في الفروض الدينية، وكما ذكرنا فإن السبب الرئيسي للوسواس الديني يكون منذ الصغر باعتقادات خاصة بالجحيم والعقوبات بشكل مضخم، أو ناتج عن إصابة الفرد بالتوتر والقلق والاكتئاب مما يضعف تركيزه ويزيد من شكوكه، أو في بعض الأحيان يكون بسبب تشدد مفرط في الدين، ومن الجدير بالذكر أن الرسول قد نهى عن التشدد الزائد في الدين، وقال أن شدة العبد المفرطة في الين هي السبب الرئيسي لتشديد الله على العبد، فيسروا ولا تعسروا.

أعراض الوسواس النفسي

أغلب الحالات التي تعاني من أي نوع من أنواع الوساوس، يظهر عليهم أعراض معينة متشابهة، إلا في حالات معينة تظهر أعراض مغايرة خاصة ببعض أنواع الوسواس النفسي ونذكر أهم الأعراض في النقاط التالية:

  • بعض الأفكار تسيطر على الفرد مثل الخوف من الأوساخ، أو انتقال عدوى ما.
  • زيادة التركيز على بعض الأفكار بشكل مفرط فيه، قد تكون أفكار دينية أو أخلاقية.
  • التوتر المستمر والشعور بالقلق من أفكار أو أفعال معينة بشكل مبالغ فيه وبدون سبب واضح.
  • الخوف من فقدان أشخاص أو أشياء معينة بشكل مرضي.
  • التمسك بالخرافات بشكل مضلل، مثل زيادة التشبث بأفكار الأشياء الجالبة للحظ، أو التشاؤم من أرقام وعلامات معينة.
  • الوسواس النفسي يظهر في إفراط الشخص في فعل أمر بشكل مكرر، مثل التأكد من غلق باب السيارة مرات ومرات.
  • الاتصال للتأكد من أن الجميع بخير بشكل متكرر ومتقارب.
  • قضاء وقت طويل في التنظيف وتعقيم المنزل أو الاستحمام بشكل متكرر.
  • ترتيب ووضع الأشياء بترتيب خاص منظم، والشعور بالغضب حيال تغيره.

أسباب الوسواس القهري

للأسف ليس معروف أسباب واضحة للإصابة بالوسواس القهري بأنواعه، لكنه شائع بين الناس بدرجات مختلفة، ولكن الأطباء وضعوا بعض الاحتمالات لأسباب حدوث الوسواس، ومنها:

  1. أسباب بيولوجية خاصة بكيمياء الشخص، وتغييرات داخلية في الكيمياء الخاصة بالدماغ.
  2. انخفاض ملحوظ في نسبة السيروتونين وهي مادة كيميائية ضرورية لاتزان عمليات الدماغ.
  3. الوسواس النفسي قد يحدث بسبب البيئة المحيطة بك، واستمرار ظرف لفترة من الزمن يؤثر على السلوك الخاص بك.
  4. ظهرت أيضا بعض الحالات السبب الرئيسي في مرضها عوامل وراثية، ساعدت على انتقال المشكلة للأبناء.
  5. القلق والتوتر المستمر، والضغط العصبي والنفسي.
  6. الرضاعة والحمل قد تسبب تغييرات هرمونية وتدفع الأم للقلق المفرط الذي يتحول لوسواس.
  7. الوسواس القهري متعدد الأنواع والدرجات كما ذكرنا من قبل، ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى أن الوسواس القهري واسع المدى ويصيب كافة الأعمار، وشائع جدا بين الناس، ويمكنك التحكم فيه وعلاجه بشكل مؤقت ببعض السلوكيات بالإضافة لتفهم الحالة والعلاج الكيميائي في بعض الحالات.

علاج الوسواس النفسي

الوسواس النفسي علاج الوسواس النفسي

العلاج للأمراض والمشاكل النفسية غالباً يرتكز على أربع أرجل، القدم الأولى أن تتفهم جيداً طبيعة الحالة، المريض والأشخاص المحيطون به، القدم الثانية أن تتعامل بسلوكيات تساعدك على السيطرة على المشكلة النفسية أيا كان نوعها، والقدم الثالثة هي العلاج النفسي عن طريق طبيب مختص أو ما يسمى “بالعلاج بالكلام” والقدم الرابعة العلاج الدوائي، كذلك الوسواس القهري يعتمد على حسب درجته وشدة خطورته على قدم أو أكثر مما ذكرناهم، ونتبع النقاط التالية في ذكر العلاجات الخاصة بحالة الوسواس النفسي أو القهري:

  1. العلاج النفسي ويعرف بالمعالجة السلوكية المعرفية، وهي أكثر الطرق فاعلية خاصة لدى الأطفال والمراهقين.
  2. يعتمد العلاج النفسي على مواجهة أسوء المخاوف بشكل متكرر، حتى يتخلص الفرد من أوهامه، فلو كان لديه وسواس السقوط من أعلى، فإنه يذهب لأماكن مرتفعة آمنة ويقف مرات حتى يتخلص من التوتر المبالغ فيه، وكذلك وسواس المرض، يدفع المريض للتعامل بطبيعية مرات حتى يتأكد بأنه لن يصاب بمرض بملامسة الآخرين له.
  3. ممارسة الرياضة بانتظام تحسن كثيراً الهواجس والوساوس بأنواعها.
  4. اليوجا وتمارين التأمل تقلل الضغط النفسي، وتحسن الحالة المزاجية لفرد.
  5. تجنب التدخين والكحوليات والكافيين بشكل زائد.
  6. تنظيم ساعات النوم والأكل والقرب من الأهل والأحباب.
  7. هناك أدوية كيميائية توصف فقط عن طريق الطبيب منها باروكسيتين للبالغين فقط، وهناك أنواع للأطفال، وهي مضادات اكتئاب بالأصل.

علاج الوسواس القهري بالأعشاب

الوسواس النفسي يمكن علاجه بمساعدة الأعشاب التي تساعد الدماغ على إفراز مواد كيميائية تحسن من الحالة المزاجية، مثل:

  1. الشوفان: بمكوناته الغنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية، يعتبر داعم للصحة النفسية، عند تناوله في الفطور مضاف له العسل الأبيض واللبن.
  2. حبة البركة: الفيتامينات والبروتينات التي تتواجد بوفرة بجانب الأحماض الدهنية في حبة البركة تساعد الجسم على التخلص من حالة التوتر والاكتئاب وحالات الوسواس المختلفة، يتم وضع معلقة كبيرة من حبة البركة في كوب من الماء المغلي، ويحلى بالعسل الأبيض، ويتناول صباحاً ومساءً.
  3. البردقوش: عشبة البردقوش يتم غليها في الماء ويتم تصفيتها وتتناولها مرتين يومين، تدعم حالتك النفسية وتخلصك من الوساوس القهرية مع الوقت بمكوناته المغذية للجسم.
  4. زيت الريحان: الزيوت العطرية بأنواعها المختلفة، وخاصة زيت الريحان، تخلص الجسم من التوتر وتحسن الحالة النفسية، ويمكن استخدامه في عمل تدليك كامل للجسم.
  5. عشبة القديس يوحنا: تحتوي تلك العشبة على مادة الهايبريسين التي تساعد العقل على التخلص من كافة أنواع الاضطرابات ويتم تناولها بعد غليها مثل البردقوش.

علاج الوسواس القهري بالقرآن

بعض أنواع الوسواس النفسي قد تكون ناتجة عن الشيطان أو شرور خاصة بالحياة الدنيا، فيصيبك اليأس، ويتملك منك أحساس بالهزيمة وانعدام الحيلة، وتبدأ تقنت من رحمة الله، وسواس يواجها الشخص المؤمن بالذكر الحكيم، بتقبل ما في الدنيا من آلام وتفهم أنها صنيعة البشر والله لا يرضى عنها، وأن الله قادر على دعم المؤمن في طريقه برغم كل الصعوبات التي قد تواجهه من صنع الناس، وبالتالي فإن علاج الوساوس القهرية الدينية أو المختلفة ممكن عن طريق القرآن بذكر آيات من القرآن يوميا والمواظبة على تلاوة جزء من المصحف يومياً، فالقرآن يجنبك الشيطان وأي شرور، ويزيح عن النفس عبئها من ثقل، ويدعم صحتك الروحية بجانب الأعشاب والسلوك الإيجابي تتمكن من قهر أي مشاكل نفسية تمر بها وتدعم صحتك النفسية بشكل عام بطاقة إيجابية تمكنك من مواجهة الدنيا.

الوقاية من الوسواس بأنواعه

الوسواس النفسي الوقاية من الوسواس بأنواعه

أهم ما يدعمك في معركتك مع أي مشكلة نفسية، هي تفهم واقع أن المرض النفسي موجود ويجب الاهتمام بحالة صحتك النفسية كما تهتم بحالة جسدك العضوية، أن تتفهم حالتك المرضية هو أول خطوات العلاج من الوسواس النفسي ، وكما ذكرنا فإن غالبا كل البشر لديهم درجة من درجات الوساوس ونوع مختلف، وللسيطرة على مشاعرك حتى لا ينجرف خوفك أو قلقك من أمر معين حتى يتحول إلى وسواس، فإن عليك أن تواظب على ممارسة أنشطة إيجابية، مثل الرياضة، المشي، الاستماع للموسيقي، قضاء وقت لطيف مع الأهل والأصدقاء، الاهتمام بغذاء روحك عن طريق الشعائر الدينية بجانب تمارين التأمل واليوجا، بجانب اهتمامك بأسلوب حياتك، انتظام مواعيد النوم والأكل يساعد عقلك على فرز هرموناته والكيمياء المتحكمة في حالتك النفسية بشكل أفضل.

الوسواس النفسي مشكلة صحية وحالة مرضية لها درجاتها، وكما وضحنا في المقال السابق كل ما يلزمك لتتعامل مع الوساوس القهرية التي تصيبك وتفهم المشكلة لتتمكن من دعم صديقك أو أحد أقرباءك أمر هام كخطوة أولى للتغلب على أي وساوس، واجه دائما خوفك، وتغلب عليه، الكلام مع شخص قريب منك، أو التعبير عن مكنونات صدرك بأي طريقة تناسبك، كلها أمور تدعم صحتك النفسية وتخلصك من أي مشكلة طارئة تسيطر على عقلك، الوقاية والعلاج النفسي بجانب تفهم أنواع الوساوس الديني منها والنفسي كلها أمور ذكرناها بالتفصيل في مقالنا السابق، وتذكر دائما العقل السليم في الجسم السليم، حافظ على صحتك النفسية بالحفاظ على أسلوب حياة صحي يخلصك من أي مشاكل ويدعمك لمواجهة صعوبات الحياة.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

شيماء سامي

أضف تعليق

واحد × 1 =