تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أمور الاسرة » الوالدين السيئين : كيف تتعامل معهم وتتجنب التصادم معهم ؟

الوالدين السيئين : كيف تتعامل معهم وتتجنب التصادم معهم ؟

ليس كل الآباء والأمهات مثاليين، وفرصة أن تقع بين يدي الوالدين السيئين هي فرصة كبيرة، في هذه السطور نعلمك كيفية التعامل مع الوالدين السيئين .

الوالدين السيئين

ليس الكل ملائكة وأحياناً كثيرة يكون شيء خارج عن إرادة الجميع أن يكون أحد الوالدين أو كلاهما شخصية صعبة جداً في التعامل لدرجة أنهم يستحقون على ذلك لقب الوالدين السيئين، ويجب أن تعلم عزيزي القارئ أن ما يميز هذا المقال هو الواقعية والحقيقة وعدم المبالغة في الكلمات بل نحن سنتحدث بصورة عملية تستفيد منها وتساعدك على تجنب المشكلات الأساسية في حياتك والذي من الممكن أن يكون الأساس فيها ليس أنت ولا الظروف ولكن أقرب الناس لديك وهم والديك، ولكن في المقابل أيضاً لا يجب أن تقابل هذا القصور بقصور أضخم ألا وهو رد الإساءة ولا سيما للوالدين فهم أولاً وأخيراً والديك مهما كانت السلبيات التي فيهم يجب أن لا ترد السوء معهم بالسوء ولكن هنا في هذا المقال سنساعدك في التعامل مع أشهر السلبيات التي يفعلها الوالدين السيئين وأحياناً يقع في الوالدين الجيدين أيضاً وهنا لا أتكلم عن علاقة الوالدين بالأطفال بل أتكلم عن علاقة الأبناء بالوالدين أي أن ردود فعلك كيف يجب أن تكون تجاه هذه السلبيات.

تعلم كيفية التعامل مع الوالدين السيئين

كذب الوالدين السيئين

وهو من ضمن الأشياء السيئة جداً التي يفعلها بعض أولياء الأمور التي يستحقون عليها لقب الوالدين السيئين بجدارة فهم من الممكن أن ينقلون لك هذه الصفة وأنت ببساطة لا تريد أن تكذب فتجد أحدهم اتصل هاتفياً بأحد والديك وعندما تنادي عليه كي يجيب تجده أمرك أن تقول للمتكلم أنه غير موجود، وهو موجود، فيختلط عليك الأمر مراراً وتكراراً وهنا سأقول لك كي تتصرف بحكمة جيدة جداً في مثل هذه المواقف، إذا حدث لك أول مرة فافعل ما يقوله لك والداك ولكن بعد أن تغلق المكالمة قل لهم مباشرة أن ذلك أذاك وجعلك تشعر بالذنب لأنك كذبت واستأذنهم ببساطة أن لا يفعلون هذا مرة أخرى أو أنك لن تجيب على التليفون نهائياً مدى الحياة وصدقني عزيزي سيفضلون أنك ترد على الهاتف.

الضرب

لا محالة من وجود أباء وأمهات صعبين المراس ومعلوماتهم عن التربية غير موجودة بالمرة ويكثر هذا النوع من أولياء الأمور في المناطق التي يزيد فيها الجهل ويقل فيها التعليم فينتج عن هذا والدين سيئين كانا في الأساس طفل وطفله أباءهم ضربوهم وعلموهم أن الصواب عادي والخطأ يستوجب الضرب، ولا يعلمون أن هذا يترسخ في ذهن الأطفال مما يؤدي أحياناً إلى طفولة صعبة وغير ممتعة للإنسان وتكون عقدة في حياة الأطفال مما يجعلهم يكبرون بنفسية مهشمة فيما بعد فينتج جيل يعتمد على الضرب والشتم كلغة حوار. وعليك عزيزي القارئ عندما يتعامل معك أحد الوالدين هكذا حتى وأنت كبير، أولاً لا تناطحه الرأس بالرأس فهذا النوع من الأبوين عنيد ولا يرى سوى نفسه صحيح وصعب جداً أن تغير له قناعته لأنه عاش عليها عشرات السنين ولكن من الممكن أن تمتص غضبه بصورة مخجلة تجعله يعلم خطأه بمعنى أن تستأذن بصورة محترمة وترحل وإن حاول أن يضرب مرة أخرى فلا سبيل لك غير أن تتحمل حتى يهدأ ثم ترحل، وأنا أعلم أن هذا فيه قسوة بعض الشيء عليك كابن ولكن لا فرار من ذلك لأنك إذا مشيت سيعتبرك جبان وتخاف ضربه ومن ثم سيكررها ولكن إن تحملت سيعرف حينها أن هذا ليس هو الحل لأنه ضربك ولم يحدث جديد إلا أنه كسر علاقته بك وربما سيصدمه وقوفك واحتمالك وربما لا وسيتمادى ولكن في جميع الأحوال إذا استأذنت وقال لك لا تخرج فقف واسمع كلامه وإن ضرب احتمل فالمواجهة ستجعل والدك يفهم أنك ليس مجرد طفل يخاف بل ستجعله يفهم أنك بالغ وتواجه الأمور بحكمة ليست لديه.

شجار الوالدين السيئين

أحياناً كثيرة يكون الوالدين من النوع الغير متفق تماماً بل وعنيدين بنفس القدر تقريباً لحد أنهم من الممكن أن يتشاجرا يدوياً وهذا في المجمل من أبشع المشاهد التي يراها الابن أياً كان كبير أو صغير شاب أو فتاة، وأحياناً أخرى تجد أم تشتم الوالد في غيابه أمام الأبناء أو أب يلوم الأم في غيابها أمام أولاده كل هذا في الحقيقة هو كارثة عائلية ولكن هنا أتكلم عن طريقة تعاملك أنت كابن لمثل هؤلاء الوالدين، ويفضل في هذه الحالة يكون الابن البكر هو الموجه له هذه النقطة لسبب بسيط أن الأبوين ينظرون إلى البكر على أنه كبير شخصياً حتى إن كان صغير سناً وهذا المفهوم ينتشر جداً في بلادنا العربية ولذلك إن رأيت شجار مثل هذا يحدث فلا يجدر بك أن تقف مكتوف الأيدي بل يجب أن تتدخل فوراً فوجود الأبناء وسط الأبوين يجعلهم يكبحون أي شجار مهماً كان، حتى إن كان الشجار عنيف والأبوين غاضبين ولكن الأبناء دورهم جوهري وكبير في مثل هذه المواقف وبعد ذلك يأتي دور البكر سواء رجل أو فتاة أو أي بن محبوب من الأبوين بصورة ملحوظة ومقبول كلامه عن غيره، فيقوم بتهدئة الوضع بالكلمات العادية البسيطة فهي الأكثر جدوى في مثل هذه المواقف ومن ثم إن كان يوجد خصام فيجب أن يكون لك دوراً في ترتيب الأمور ونصحهم بطريقة لائقة.

الإحراج أمام الغرباء

وهذه من أسواء صفات الوالدين السيئين حيث يعتبرون خصوصية ونفسية الأبناء أنها شيء قليل الأهمية ولا يضعون له حسبان أبداً في حواراتهم معهم أمام الناس، فتجد أحد الأبوين من الممكن أن يقول عنك شيء خاص أمام الناس لا تريد لأحد أن يعرفه أو يصرخ فيك أمام الناس وينعتك بالغبي مثلاً أو أي شتيمة أخرى وهذا يحدث كثيراً، وهنا عزيزي إذا حدث هذا لك من أحد الوالدين فلا تعتبر نفسك إن صورتك أمام الناس اهتزت وتشوهت ولكن يجب أن تعلم أن الناس تميز جيداً أنك إذا كنت هادئ ولم تتكلم فسيأتي اللوم على الوالدين لأنه خطأ فعلاً، لذلك لا تقوم برد فعل عنيف وبالنسبة للبنات فالأمر لا يستدعى البكاء فأنا أعلم أن البكاء لدى بعض الشخصيات هو شيء حساس ولكن مثلما قلت لك لا ترد في حينها ولكن عندما تصير وحدك أنت والوالد الذي تسبب بهذا الإحراج، فقل له بصراحة أن هذا سيء ولم يعجبك واطلب أن لا يفعله مرة أخرى أمام الناس، اذكر له أنك لم تبغي أن تحرجه أمام الناس وترد عليه ليفهم أن فعلك فعلاً حكيم.

أخيراً والنصيحة الأكثر إجمالاً لكل التفاصيل التي ممكن أن يقع فيها والدين سيئين هي أنه يجب عليك عزيزي القارئ أن تكون أنت الواعي وأن تكون أنت الكبير خلقاً وفعلاً وكلاماً فلا سبيل لك غير ذلك، لأنه مثلما قلنا في البداية هم أبوك وأمك لذلك مهما كان حظك أو نصيبك في هذه الدنيا بوالديك فربما سيفعلون في حقك أخطاء، فلا يجب أن تتعامل مع الغريب بالمثل فما بالك بأبوك وأمك. الموضوع مهم لأن بعض الشباب يضربون أباءهم وتكون مجازر بشرية وحروب أهلية قائمة بين أربع جدران كل هذا لسبب أن الوالدين سيئين والأولاد أيضاً قابلوا السوء بالسوء فصار الموضوع عبارة عن حرب وضرب وكل هذا يمكن أن تتلافاه عزيزي ببعض الأفعال الحكيمة التي من السهل أن تفعلها أحياناً ومن الصعب أحياناً أخرى.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.