تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تتجنب الإصابة بـ الميكروب الحلزوني وما هي أعراضه؟

كيف تتجنب الإصابة بـ الميكروب الحلزوني وما هي أعراضه؟

الميكروب الحلزوني هو نوع من العدوى البكتيرية، التي تصيب المعدة مسببة مضاعفات خطيرة. تم اكتشاف نوع البكتيريا مؤخرًا، إليك كل ما تحتاج لمعرفته عنه.

الميكروب الحلزوني

معظم المصابون بأعراض الميكروب الحلزوني لا يلقون بالًا لهذه الأعراض، لأنها تكون خفية، وفي بعض الأحيان تختفي الأعراض تمامًا. في المقابل هناك بعض الأشخاص قد وُلدوا بمقاومة أكبر لتجنب مضاعفات الإصابة بمرض الميكروب الحلزوني. في الماضي تم التعامل مع أعراض الإصابة باعتبارها إحدى مقدمات قرحة المعدة، ولم يتم الكشف عن العدوى البكتيرية، و الميكروب الحلزوني المسبب لهذه الأعراض إلا مؤخرًا، تحديدًا في العام 1982 على يد مجموعة من العلماء الأستراليين.

الميكروب الحلزوني اللولبي

الميكروب الحلزوني هو نوع من البكتريا التي تصيب المعدة. وتُعتبر الإصابة بعدوى الميكروب الحلزوني، من أوسع الإصابات البكتيرية انتشارًا في العالم، وتتواجد في البلدان النامية بصورة أكبر عنها في البلدان المتقدمة. بمقدور الميكروب الحلزوني أن يدمر جدار المعدة، جاعلًا منه أكثر هشاشة وضعفًا أمام أحماض المعدة. للميكروب مظهر حلزوني لولبي؛ وهو سبب تسميته، وتم تطور الميكروب خلال مراحل عديدة من دورات حياته ليتمكن من اختراق جدار المعدة وإضعافه. ينمو الميكروب الحلزوني في القناة الهضمية ويكون عنده القابلية والكفاءة لمهاجمة جدار المعدة فيما بعد. في العادة تكون أعراض الإصابة غير مؤثرة تمامًا على المصاب، ولكن للميكروب الحلزوني الدور الأساسي المسبب لقرحة المعدة والأمعاء الدقيقة. في العادة يتم الإصابة بعدوى الميكروب الحلزوني في مرحلة الطفولة. في حين أن الإصابة بهذه السلالة من البكتريا لا تُسبب بالضرورة أعراض معينة، ولكنها في حالات كثيرة تقود للعديد من الأمراض؛ كالقرح الهضمية والتهابات المعدة.

اكتشاف الميكروب الحلزوني ونشأته

في العام 1982 اكتشف العالمان؛ وارين، ومارشيل الميكروب الحلزوني . من وقتها إلى الآن يتم تقديم الأوراق البحثية المتعلقة بـ الميكروب الحلزوني وإمكاناته المرضية ومضاعفاته.

الميكروب الحلزوني في المعدة

المظهر الحلزوني الذي تظهر به هذه البكتريا، قد تطور بالطبع ليناسب البيئة المضيفة التي ستقضي فيها بقية دورة حياتها؛ وهي المعدة. يساعد الشكل الحلزوني لهذه البكتريا على اختراق جدار المعدة. كما أن احتمائها في غشاء مخاطي مبطن، يجعل من الصعوبة بمكان على الخلايا المناعية لجسم الإنسان من الوصول إليه وتدميره. يستطيع الميكروب الحلزوني أن يتكيف مع ظروف معيشية قاسية؛ كأن تكون بيئة شديدة الحامضية كالمعدة، ويطور الميكروب الحلزوني من مكونات البيئة المضيفة كذلك، وباستطاعته أن يساعد في تقليل حامضية المعدة ليتمكن من العيش بداخلها. يتمتع الميكروب الحلزوني كذلك بمجسات حساسة لدرجة الحامضية؛ تجعله يتنقل بسهولة من منطقة لأخرى أقل حامضية.

تعايش الميكروب الحلزوني ودورة حياته

تعتمد قدرة الميكروب الحلزوني على التعايش داخل جسد المضيف على عامل أساسي؛ وهو نجاحه في التأقلم مع بيئة قاسية وحامضية كالمعدة، بالإضافة لخططه الإستراتيجية المتنوعة التي تجعل من الصعوبة بمكان امتصاص الجسم للمضادات الحيوية، ويتم العلاج بعد التعرف على تلك الخطط وتقليل تأثيرها ليتمكن الجسم من امتصاص المضادات الحيوية بكفاءة وإبطال مفعول الخطط الدفاعية لدى الميكروب الحلزوني ومن ثم مواجهة المضاعفات وعلاجها.

الميكروب الحلزوني ، مسبباته

إلى الآن، غير محدد تمامًا ما هو السبب الرئيسي الذي يجعل البشر يصابون بـ الميكروب الحلزوني ، ولكن لهذه البكتريا عمر طويل مع البشر ومتواجدة معهم منذ آلاف السنين. يرجح بشدة أن تكون الإصابة تنتشر بين البشر عن طريق الاتصال بالفم، كذا بدورة (البراز – الفم)، بالإضافة إلى الأيدي الملوثة، والأطعمة والمشروبات غير النظيفة.

الميكروب الحلزوني وأعراضه

معظم المصابون بعدوى الميكروب الحلزوني لا يعانون من أي أعراض تذكر، ولكن عندما يتطور الأمر للقرح الهضمية يكون ذلك مصحوبًا بآلام في المعدة خصوصًا عندما تكون المعدة خاوية في الليل أو بعد ساعات من تناول الوجبات. ويكون هذا الألم ممض للغاية ويشتد في بعض الأحيان ويزول في أحيان أخرى. هناك بعض الأعراض الأخرى التي قد تكون مصاحبة لعدوى الميكروب الحلزوني كالتجشؤ المفرط، الانتفاخ، الغثيان أو القئ، فقدان الشهية، نقص الوزن، واضطرابات في التنفس. مع ذلك تتشابه هذه الأعراض مع أعراض أمراض أخرى، وقد تصيب هذه الأعراض أو بعضها أشخاص أصحاء ولا يعانون من الميكروب الحلزوني. فعند ظهور أحد هذه الأعراض بشكل يسترعي اهتمامك؛ وجب عليك الذهاب لاستشارة الطبيب. خصوصًا إذا تلازمت هذه الأعراض مع سواد لون البراز أو ظهور دم بالبراز.

كيفية التعرف على عدوى الميكروب الحلزوني

الميكروب الحلزوني في الدم

في حالة الاشتباه في الإصابة بالميكروب الحلزوني يطلب الطبيب اختبارًا للتأكد من الإصابة أو عدمها، هناك أكثر من اختبار للتأكد من وجود الميكروب الحلزوني، من ضمنهم اختبار الميكروب الحلزوني في الدم، يقوم المختص بسحب عينة من دم المريض وإجراء اختبار للتأكد من وجود أجسام مضادة للميكروب الحلزوني في الدم؛ إذا تم تحديد وجود تلك الأجسام المضادة يكون المريض وقتها مصاب بالعدوى. اختبار الدم هو اختبار دقيق، وبنسبة خطأ قليلة، لكنه غير مفيد لتتبع تطورات الإصابة في المراحل المتقدمة، وعوضًا عنه يلجأ الطبيب لاختبارات أخرى.

الميكروب الحلزوني في البراز

يعتبر هذا الاختبار ضروري وأكثر دقة من اختبار الميكروب الحلزوني في الدم. يتم هنا أخذ عينة براز من المريض وعن طريق الاختبار يتم تحديد ما إذا كان مصابًا أم لا. عند اكتشاف العدوي في مراحلها المتقدمة، تكون احتمالية السيطرة على الميكروب الحلزوني أكبر بكثير، ومن ثم تحجيم مضاعفات المرض.

المنظار

قد يستخدم الطبيب أيضًا المنظار الداخلي لتحديد نوع ومدى الإصابة. يدخل المنظار من الفم ويشق طريقه عبر المرئ حتى يصل للمعدة والأمعاء. يكون المنظار مزود بكاميرا داخلية متصلة بشاشة الطبيب لرصد المشهد مكتملًا وتحديد أي تغير غير طبيعي في جدار المعدة والأمعاء, في بعض الأحيان يأخذ المنظار عينات من المعدة للمعاينة، إذا استلزم الأمر.

اختبار التنفس

عند إجراء اختبار التنفس ستتناول محلولًا يحتوي على الأمونيا، في حالة إصابتك بـ الميكروب الحلزوني، عندها سيتم إفراز إنزيم يكسر هذا المحلول الذي تناولته منتجًا غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يتم تحديده بواسطة جهاز معين عند الطبيب.

ما هي مضاعفات عدوى الميكروب الحلزوني؟

من مضاعفات الميكروب الحلزوني أنه قد يتسبب في توليد القرح الهضمية، والتي بدورها ينتج عنها مضاعفات أخرى كالنزيف الداخلي، الانسداد والحصاوي، ثقوب وتجويفات في جدار المعدة، والتهاب الصفاق. توضح أيضًا بعض الدراسات العلمية أن الأشخاص المصابون بقرحة المعدة يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان المعدة.

الميكروب الحلزوني عند الأطفال

على مستوى العالم هناك عشرة أطفال من كل مائة طفل مصابون بالميكروب الحلزوني، والنسبة تكون أكثر كثافة في البلدان النامية عن تلك المتقدمة. تكون الأعراض عند الأطفال في شكل التهابات معدة، غثيان، قئ، وتكون المضاعفات كما هي عند البالغين؛ كقرحة المعدة. وتتكشف أعراض القرحة بألم قاس ومزمن أسفل المعدة، ومن المضاعفات أيضًا أن يكون هناك نزيف داخلي، والذي يظهر في شكل قئ مدمى. ولكن عند الكثير من الأطفال تكون الأعراض صامتة ولا يتم التنبه لها إلا في عند تأخر الحالة. جدير بالذكر أيضًا؛ أنه في حالة الإصابة بعدوى الميكروب الحلزوني عند الأطفال تكون أكثر الأعراض ظهورًا هو التهاب جدار المعدة وما يصاحبه من ألم، بينما يندر تطور الالتهاب ليتحول إلى قرحة في المعدة، وذلك عند الأطفال. أما في حالة البالغين تكون نسبة الإصابة بالمضاعفات كقرحة المعدة، أكبر وأكثر انتشارًا.

كيف تتم معالجة الميكروب الحلزوني؟

في حالة تمت إصابتك بـ الميكروب الحلزوني، ولم تلاحظ أي مضاعفات مؤثرة، بالإضافة إلى كونك غير مهدد جينيًا أو وراثيًا بخطر سرطان المعدة؛ حينها لن يقدم لك العلاج فائدة مرجوة. يرتبط سرطان المعدة، وقرحة المعدة بالإصابة بالميكروب الحلزوني. إذا كنت تحمل تاريخًا عائليًا لأي من المرضين، عندها وجب عليك استشارة طبيب لمعالجة القرح، وتقليل خطر الإصابة بسرطان المعدة. يتوجب على المريض أن يتناول نوعين من المضادات الحيوية بالإضافة إلى أدوية لمعادلة وتقليل حامضية المعدة مما يساعد على امتصاص المضادات الحيوية بشكل أكثر كفاءة. بعد دورة علاجية مكثفة يتم إجراء اختبار آخر للتأكد من الشفاء التام من عدوى الميكروب الحلزوني . في العادة تكون دورة علاجية واحدة كفيلة بالقضاء على الميكروب والتماثل التام للشفاء.

هل الميكروب الحلزوني معدي؟

يتم تصنيف الميكروب الحلزوني على أنه من الأمراض المعدية التي تصيب الإنسان ويتم انتقاله من شخص لآخر عبر طرق معينة؛ كاللعاب، الاتصال الفمي، الأيدي غير النظيفة، الأطعمة الملوثة، المياه الملوثة، وعن طريق (الدورة الفمية – الاستية).

النظام الغذائي الأمثل في حالة الإصابة بالميكروب الحلزوني

ليس هناك من أطعمة أو مشروبات محددة لتجنب الإصابة بعدوى الميكروب الحلزوني، إلا أن هناك بعض الأطعمة أو المشروبات التي تزيد من تهيج والتهابات جدار المعدة، وتفاقم قرحة المعدة. كالأطعمة الحريفة، الكحوليات، التدخين. كل ذلك يساهم في تفاقم مضاعفات عدوى الميكروب الحلزوني كقرحة المعدة، ويحول دون التماثل للشفاء بشكل أسرع، لذا وجب تجنب هذه الأطعمة والمشروبات في حالة خضوعك لدورة علاجية للتماثل للشفاء التام وبشكل أسرع، بدون مضاعفات.

نسبة الإصابة بعدوى الميكروب الحلزوني في العالم

كما أسلفنا أن المرض يتفشى بشكل أكبر في الدول النامية عنها في المتحضرة، وذلك يرجع إلى إهمال سبل النظافة الشخصية، وعدم التنبه لخطورة المأكولات والمشروبات الملوثة. وتكون الإصابة في مرحلة عمرية مبكرة. تتراوح نسبة الإصابة كل عام ما بين 3 – 10 % في الدول النامية، يقابلها 0.5% فقط كل عام في البلدان المتقدمة. وعلى مستوي العالم تقول بعض الإحصائيات أن نسبة المصابون حول العالم بعدوى الميكروب الحلزوني؛ تقدر بواحد مليار شخص.

هل يرتبط الميكروب الحلزوني بمرحلة عمرية؟

تكون نسبة الإصابة عند الأطفال أكبر من غيرهم وبالطبع تتفشى أكثر في الدول النامية، وهناك أيضًا عامل آخر من مسببات الإصابة لدى الأطفال؛ وهو الإصابة عن طريق العدوى من الأم. فتكون احتمالية الإصابة بعدوى الميكروب الحلزوني من خلال الأم لطفلها أكبر، وأكثر سهولة، حيث يتم التلامس، وقد تتم العدوى عن طريق اللعاب، أو غيره خلال فترة التصاق الطفل بأمه ومساهمة ذلك في رفع نسبة العدوى. وتكون النسبة متكافئة لدى الجنسين من مصابو الميكروب الحلزوني؛ فالذكور والإناث عرضة للإصابة بدون أن يسهم نوع الجنس في تقليل خطر الإصابة أو تعزيزه.

الميكروب الحلزوني قد يكون مرض صامت يتوغل في جدار المعدة ويسبب التهابات وتقرحات ولا يتم اكتشافه إلا في مراحل متأخرة. ولذا وجب على كل شخص الكشف والاختبارات الدورية؛ للتأكد من عدم حمله للميكروب، أو لاكتشاف الميكروب الحلزوني في مرحلة مبكرة مما يسهل التعامل معه والشفاء منه بدورة علاجية واحدة بدون الدخول لمضاعفات المرض.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

أحمد مكاوي

طالب كلية الهندسة، قسم قوي ميكانيكية يتطلع لإثراء لغته العربية من أجل المساهمة في إثراء لغة ومعلومات القراء، يتخذ كتابة المقالات كهواية له بجانب الدراسة يستفيد ويفيد من خلالها.

أضف تعليق

13 − 7 =