تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » موت وفجيعة » كيف تتعامل عاطفيًا مع واقع الموت و موت شخص عزيز ؟

كيف تتعامل عاطفيًا مع واقع الموت و موت شخص عزيز ؟

مهما اختلفت أسباب موت شخص عزيز أو ردود الفعل فالحقيقة واحدة، ولمواجهتها لا بد من مجموعة خطوات لتداركها والسيطرة عليها قبل أن تتحول إلى شيء يمنع الشخص من التقدم للأمام ويحصره في دائرة الحزن المستمر. فماهي خطوات التعامل مع واقع الموت؟

موت شخص عزيز

إن فقدان و موت شخص عزيز لهو من أكثر الأمور المؤسفة وأشدها إيلاماً على النفس، وعلى الرغم من أن واقع الموت هو مصير محتم لأي شخص إلا أن هذه الحقيقة تتبقى أمراً يصعب تقبله بسهولة خاصة من المقربين للشخص الفقيد، وقد تتراوح ردّات الفعل اتجاه هذه المأساة من شخص لآخر فالكثير يصابون بالصدمة وإنكار هذه الحقيقة وتظل تراودهم مشاعر وأحاسيس بأن الفقيد سيعود في أي لحظة أو سيجدونه يطرق الباب ويقبل نحوهم سليماً معافى، في حين أن آخرين يدخلون في أزمة نفسية وفقدان للوعي وقد يحتاجون لتدخل طبي لاستدراك الأمر ببعض المهدئات.

كما تختلف هذه المشاعر وردات الفعل كلياً فيما لو كان الفقيد طفلاً أو شاباً أو شخص طاعن في السن، وكذلك تتباين فيما لو توفي الشخص بسبب معاناة من مرض وألم عن غيره ممن توفي فجأة بسكتة قلبية أو حادث مفاجئ.

خطوات التعامل مع موت شخص عزيز

ولكن مهما اختلفت الأسباب أو ردود الفعل فالحقيقة واحدة، ولمواجهة هذه الحقيقة لا بد من مجموعة من السبل لتداركها والسيطرة على آثارها النفسية لدى المقربين من الفقيد للتعامل مع هذه الأزمة وتجاوزها:

  • لا بد للشخص الذي تعرض لهذه الصدمة ألا يبقى وحيداً بل عليه أن يشارك من حوله فيفصح عن مشاعره ويعبر عن انفعالاته الإيجابية منها والسلبية فهذا الأمر من شأنه أن يخلصه من الطاقة السلبية ويخرج الألم من داخله ويساعده على تجاوز الأمر بشكل أسرع.
  • لا بد للأشخاص من حولهم أن يوفروا لهم المساندة والدعم النفسي بأي وسيلة يمكن أن تشعرهم بالراحة، كزيارتهم وتعزيتهم وتذكيرهم بالنواحي الإيمانية وبأن هذا واقع سيصيب الجميع فلا مفر منه وتذكيرهم بالدعاء للمتوفى وإخراج الصدقات عنه فهي الوسيلة الصحيحة في التعامل.
  • لا بد لأهل الفقيد أن يمنعوا أي مظاهر حداد من شأنها أن تزيد من الصدمة لدى أفراد الأسرة وخاصة تلك الأمور التي تشيع في المجتمعات الشعبية مما يحرم القيام به.
  • لا بد للمكروب أن يفكر فيمن حوله ويقارن مأساته بمأساة غيره فربما توفي قريبه في بيته أو وسط أهله في حين غيره يموتون بالحروب والسجون وبعيداً عن أهلهم وذويهم فلا تتاح لهم حتى فرصة إلقاء النظرة الأخيرة عليهم وتتبقى حسرة في قلوبهم طول العمر.
  • قراءة القرآن فهو طب القلوب وراحة النفوس بعد موت شخص عزيز ، ومن شأنه المساهمة في تقليل الحزن ومواساة النفس والتذكير بضرورة الرضا بالقضاء والقدر.
  • محاولة التقليل من الارتباط الوجداني بالفقيد تدريجياً فلا بد من عدم إطالة البقاء في أماكن تخصه وتجنب كثر الحديث عنه فمن شأنها أن تزيد من مدة المعاناة من الفقد خاصة بتهييج الذكريات في النفس، في حين أن الخروج من المنزل والتواجد مع الآخرين والاختلاط بهم ومحاولة العودة لممارسة الحياة اليومية هي السبيل الصحيح للتخفيف عن النفس.

لا يمكن لنا أن نقول بأن علينا نسيان حادث موت شخص عزيز وكل الذكريات المرتبطة به فالأشخاص العزيزون لا يمكن نسيانهم بسهولة، ولكن ما يتوجب علينا هو العودة إلى واقع حياتنا اليومية وتقبل هذه الحقيقة والدعاء للميت والسعي لراحته من خلال بعض الصدقات التي ستصله كصدقات جارية عن روحه وستكون سبباً في إسعاده أكثر من سكب الدموع بلا فائدة.

ابراهيم جعفر

محرر موقع تسعة : مبرمج، وكاتب، ومترجم. أعمل في هذه المجالات احترفيًا بشكل مستقل، ولي كتابات كهاوٍ في العديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بعضها مازال موجودًا، وبعضها طواه النسيان. قاري نهم وعاشق للسينما، محب للتقنية والبرمجيات، ومستخدم مخضرم لنظام لينكس.

أضف تعليق

19 + 18 =