تسعة
الرئيسية » الغذاء والتغذية » المواد الحافظة : كيف تؤثر على صحتك وتسبب الضرر لك ؟

المواد الحافظة : كيف تؤثر على صحتك وتسبب الضرر لك ؟

المواد الحافظة أصبحت أمرًا متعارفًا عليه من أجل حفظ الأطعمة في الوقت الحالي، لكن هل المواد الحافظة ؟ هذا ما نجيب عليه باستفاضة في السطور المقبلة.

المواد الحافظة

هناك العديد من الإضافات الغذائية و المواد الحافظة التي توضع على الأطعمة المعلبة التي نشتريها من الخارج، هذه المواد تعطي فوائد غذائية أو تزيد من مدة حفظ الطعام، وهي غير مضرة في الغالب، إلا أن بعضها مثل الصبغات والنكهات والمكثفات والمبيضات، تضاف من أجل جذب المستهلك، وهي إما تسبب أخطارا صحية معروفة، أو يعتقد أنها قد تسبب أضرارا.

كل ما يخص المواد الحافظة وأضرارها

ما المواد الحافظة؟

المواد الحافظة هي كيماويات تستخدم للحفاظ على الطعام طازجا. توجد العديد من أنواع المواد الحافظة وأشهرها: مضادات الميكروبات ومضادات السموم والمركبات التي تبطيء من عملية النضج الطبيعية. وبالرغم من وظيفتهم العامة، إلا أن هذه المواد الحافظة قد تشكل عددا من المخاطر الصحية منها المؤكد ومنها المحتمل؛ المخاطر المؤكدة هي المخاطر التي أثبتتها دراسات أجريت على البشر بهدف التحقق من التأثير المباشر لهذه المواد على الجسم البشري، أما المخاطر المحتملة فهي مخاطر أثبتتها دراسات أجريت على حيوانات المعامل فقط دون أن تؤيدها أن تنفيها دراسات تالية أجريت على البشر.

مخاطر المواد الحافظة التي أثبتتها دراسات على البشر

قد تتسبب في حدوث السرطان

السرطان هو عرض جانبي خطير ومرعب قد يرتبط حدوثه باستخدام المواد الحافظة. في الحقيقة، أعلن برنامج السموم الوطني الأمريكي أن مادة البروبايل جالات، وهي مادة حافظة يشيع استخدامها في بعض مستحضرات التجميل والأطعمة المحتوية على الدهون، قد تتسبب في أورام بالمخ والغدة الدرقية والبنكرياس. وأيضا تشير مؤسسات أخرى لها مصداقيتها إلى مركبات النيتروزآمينز، التي تشمل النيتراتس والنيتريتس، قد تؤدي لتكون مواد مسرطنة معينة حينما تتفاعل مع أحماض المعدة الطبيعية. وتوجد النيتروزآمينز في العديد من الأطعمة مثل: اللحوم المعالجة والبيرة واللبن المجفف الخالي من الدسم.

فرط النشاط في الأطفال

إن إصابة الأطفال باضطراب فرط النشاط هو عرض جانبي محتمل آخر قد ينتج عن استخدام المواد الحافظة. فقد بينت دراسة نشرت عام 2004 في “أرشيفات أمراض الطفولة” أنه حدثت زيادة كبيرة في السلوك المفرط في النشاط في أطفال يبلغون من العمر ثلاث سنوات بعد تناول البنزوات وهي مادة حافظة معروفة. وهؤلاء الأطفال المشاركين في الدراسة، أظهروا أيضا انخفاضا في معدلات فرط النشاط بعد أن توقفوا عن تناول حوافظ البنزوات.

توجد البنزوات في عدد من الأطعمة، لكنها تستخدم في الغالب لحفظ الأطعمة الحامضية والمشروبات مثل: الصودا والمخللات وعصير الفواكه.

مشاكل في التنفس

واحد من الآثار الضارة لاستخدام المواد الحافظة في الأطعمة هو احتمالية التسبب في مشاكل بالجهاز التنفسي. فـتبعا لموقع “مايو كلينيك”، إن تقليل معدلات تناول الأطعمة المحتوية على المواد الحافظة من شأنه تقليل أعراض وشدة حدوث نوبات الربو. وبين الموقع أيضا أن الأسبارتام والسالفايت والبنزوات والصبغة الصفراء رقم 5 المستخدمة كمواد حافظة، بإمكانها جعل مشكلات التنفس في حالات الربو وغيرها أسوأ بكثير.

بينما ربطت مجلة “ميديكال نيوز توداي” بين السالفايت وقصر النفس ومشاكل تنفسية أخرى.

الأخطار التي يحتمل أن تحدثها المواد الحافظة

الخطر الحقيقي لأغلب هذه المواد الحافظة هو أن أحدا لا يعرف ما هي المخاطر الحقيقية الناتجة عن طول مدة استخدامها أو دمجها مع مواد أخرى كمحسنات الطعم الطبيعية أو الصناعية. تدرج إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية مئات من المواد التي توافق على إضافتها للأطعمة، ومع ذلك لا يوجد إلا عدد قليل من الدراسات الطبية لتوضيح ما إذا كانت هذه المواد آمنة للاستهلاك البشري. وحتى الدراسات المتوفرة هي في الغالب قاصرة عن تحديد درجة الخطورة الناتجة عن استعمال هذه المواد الحافظة.

لكن في الدراسات التي أجريت على الحيوانات، فقد تم الربط بين المضافات الغذائية والمواد الحافظة والتالي من الأخطار، ما يجعلها سببا محتملا للأخطار ذاتها في البشر، لكن الأمر في حاجة لمزيد من الدراسة.

  • السرطانات في حيوانات المعامل كالفئران.
  • الربو وردود الفعل التحسسية، مع مواد معينة مثل السالفيت والنيترايت والنيترات التي تمنع تغير لون اللحوم، وتعتبر من أسوأ المواد المضافة للغذاء.
  • مشاكل بالأمعاء كالإسهال ورغبة في القيء، وهي قد تكون كلها جزء من رد فعل تحسسي.
  • حدثت أيضا ولادات مبكرة في إناث الحيوانات الحوامل اللاتي تناولن المحليات الصناعية طبقا لدراسة دانماركية تمت عام 2010 ودراسة نرويجية عام 2012.
  • فرط النشاط واضطراب نقص الانتباه في الأطفال.
  • زيادة نسب البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
  • صداع تسببه مركبات مثل المونوصوديوم جلوتوميت.
  • زيادة مخاطر حدوث أمراض القلب بسبب تراكم الفوسفات في الجسم.
  • خطر زيادة الوزن بسبب إضافة السكر والمحليات والهرمونات أو مواد تتدخل في التنظيم الهرموني بالجسم.
  • مشاكل عصبية، كتلك التي حدثت في الفئران بسبب مادة الأسبارتام.

العناوين المضللة والمكونات السرية

تطلب إدارات الأغذية من الشركات وضع مكونات معينة مثل السالفايت بالتفصيل ضمن قائمة مكونات المنتج على العلبة، وهذا بسبب أخطاره المعروفة أو أعراضه الجانبية. ومع ذلك، فكثيرا ما يقوم بعض المصنعين بتدوين المضافات الغذائية بشكل عام، مثلا يستخدمون كلمة “محسنات طعم” أو “توابل” عوضا عن استخدام الاسم الخاص. يفضل بعضهم هذا من أجل حفظ المكونات السرية بعيدا عن أعين منافسيهم.

كمثال لهذا، المونوصوديوم جلوتاميت الذي قد يتسبب في حدوث الصداع ورغبات القيء في بعض الناس، قد يوضع في منتج غذائي لكن يتم إخفاؤه تحت عنوان “مكسب طعم طبيعي” أو “خميرة متحللة”. وغير ذلك، فهناك العديد من الطرق التي قد يختفي معها اسم مكون غذائي ما من على العلبة ويحل آخر محله.

مخاطر التعرض لفترات طويلة

تسمح إدارات الأغذية بإضافة مواد معينة للأطعمة، رغم أن هذه المواد معروف عنها تسببها بشيء من الضرر في الحيوان أو الإنسان، ما دامت ستوضع بكميات صغيرة. وهم يعتبرون أن أغلب المواد الحافظة المضافة إلى الأطعمة ستكون بكميات صغيرة لا تسبب ضررا. لكن المشكلة تكمن في أنه لا توجد دراسات تحدد الكميات التي يمكن استهلاكها من هذه المواد دون خطورة. من المحتمل أن هذه المواد الحافظة، رغم استخدامها بنسب قليلة، قد تتراكم في الجسم نتيجة الاستخدام لسنوات طويلة وينتج عنها مخاطر صحية. فهذه المواد الحافظة قد لا تخرج من الجسم كلها ويتم تخزينها داخل بعض الخلايا –كالخلايا الدهنية على سبيل المثال-حيث تتحول مع الوقت إلى سموم بداخل الجسم.

تفاعل المواد الحافظة مع مواد كيميائية أخرى

إن مادة مضافة واحدة أو مادة حافظة واحدة قد لا تحمل خطرا كبيرا، لكن نحن لا نتعرض لمادة كيميائية واحدة كل يوم أو حتى قليل من المواد. بوجود أكثر من مادة كيميائية في الجسم معا، قد تحدث تفاعلات فيما بين هذه المواد متسببة في إنتاج مواد كيميائية أخرى مضرة بشكل مؤكد.

قد توجد أكثر من مادة كيمياوية في المنتج الواحد، خصوصا في هذه الأغذية التي تتعرض لمراحل تصنيع عديدة. بالتالي، قد لا نستطيع في النهاية تحديد المادة التي تسببت في المشكلة الصحية.

وهكذا يتبين أنه كلما زادت خطوات تصنيع الطعام وابتعاده عن الأصل الطبيعي له كلما زادت مخاطره، وبالتالي فاستخدام الأطعمة العضوية وتجهيزها عن طريق الوصفات المنزلية يشكل عامل أمان وسط عالم من المواد الحافظة والمضافات الغذائية الصناعية التي لا نعرف مدى ضررها الآن أو بعد سنوات.

سارة إبراهيم

طبيبة وكاتبة ومترجمة من مصر

أضف تعليق

تسعة عشر + إحدى عشر =