تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » المكواة الكهربية : كيف تم اكتشاف المكواة الكهربية وما طريقة عملها؟

المكواة الكهربية : كيف تم اكتشاف المكواة الكهربية وما طريقة عملها؟

تعد المكواة الكهربية أداة أساسية في أي منزل، في السطور التالية نتعرف على طريقة اختراع المكواة الكهربية وكيفية عملها البسيطة، فتابع معنا.

المكواة الكهربية

المكواة الكهربية من أكثر تلك الاكتشافات عبقرية في العالم، يجب أن نقول أن اختراع المكواة في حد ذاته اختراع رائع، يجب أن نشيد به كمنقذ، فأنا لا أتخيل حياةً بلا مكواة، فقد أصبحت واحدة من أكثر الأجهزة أهمية واستعمالًا في أي بيت، ولأي شخص، ربما علينا أيضًا أن نشيد بفضل الكهرباء التي هي بالطبع سببًا في اختراع المكواة الكهربية، والتي قد جعلت الأمور أكثر سهولة عن السابق.

المكواة الكهربية من الألف إلى الياء

المكواة

من المعروف أن المكواة هي آلة منزلية تستخدم لإزالة التجاعيد عن الأقمشة، لتجعلها تبدو بمظهرٍ أجمل، كما أنها آلة قديمة، لم يكن ظهورها مقترنًا بالكهرباء أو التكنولوجيا، فحاجة الفرد كي يبدو بمظهرٍ أفضل لم تمكنه من الانتظار حتى قام باختراع حلٍ لهذا الأمر، ولكن الأمر لم يكن بهذه السهولة التي نراها اليوم بالتأكيد، فعملية كي الأقمشة قد مرت بالعديد من المراحل، فكانت قديمًا تلك المكواة التي تعتمد آليتها على الحرارة، والضغط، وقد تعددت أشكالها عبر مر العصور، ثم ظهرت المكواة الكهربية، والتي تطورت أيضًا، ثم مكواة البخار.

طريقة كي الملابس قديمًا

ففي البداية كان الكي عن طريق قطعة من الخشب ذي شكلٍ أسطواني، وبعد بخ قطعة القماش المراد كيها بالماء، يتم الضغط بالأسطوانة الخشبية على القماش، ويتم تحريكها حتى تتم إزالة التجاعيد، وتطورت طريقة الكي بعد هذا ليظهر لنا “الأوتي” وهو عبارة عن علبة من الحديد ذي قاعدة ملساء حتى تساعد على إزالة التجاعيد، وهذا العلبة مغطاه، مثبت بها يد حتى يتم الإمساك بها واستخدامها بسهولة، ويوضع فحم داخل علبة الحديد، وعندما يتم تسخين الفحم، يتحول إلى جمر، ويكون جاهزًا للكي به بعد هذا. فكانت عملية الكي وإزالة تجاعيد القماش تقوم على آلية الضغط، والحرارة، ولكن كانت هذه الطريقة شاقة، وتحتاج المزيد من الوقت والجهد، ونحن لسنا بالعهد البعيد عنها، فجدتي لا زالت تحتفظ بواحدة حديدية ثقيلة، ربما تستعملها عندما تنقطع الكهرباء وتكون بحاجة ماسة إلى كي الملابس، ربما هذا هو الشيء الوحيد الذي يميز المكواة الحديدية عن المكواة الكهربية . وقد جاءت هذه الفكرة عن طريق الصينيون في القرن الرابع، وقد انتقلت إلى أوروبا في القرن السابع، ولكن ما لبث العلم أن جاء إلينا بالمكواة الكهربية ، حتى تصبح عملية الكي أسهل، أسرع، وبدقة أكثر.

الأنواع المختلفة للمكواة القديمة

وقد ظهرت العديد من الأنواع التي كانت تعتمد على فكرة مكواة الصينيين، والتي تعتمد على فكرة الضغط والحرارة، فظهرت في أوروبا في القرن الثامن أشكال مختلفة من المكواة، فمثلًا: “المكواة الحجرية الناعمة”، وكانت تشبه ثمرة فطر ضخمة، وأطلق عليها هذا الاسم لقدرتها الكبيرة على تنعيم الملابس، ولا تزال بعض الدول تستخدمها، فمثلًا بعض المحلات في هولندا لا زالت تستخدمها في كي الملابس، كنوعٍ من أنواع إحياء التراث، وجذب السياح، وهناك نوع آخر من المكواة قد ظهر في القرن السادس عشر، وأطلق عليه “المكواة الحزينة المسطحة”، وكانت في هولندا أيضًا، وأطلق عليها هذا الاسم لما تتمتع به من ثقل في الوزن، وضخامة الحجم، وظهرت أيضًا “المكواة الضاغطة”، وقد ظهرت في القرن السابع عشر، وكانت عبارة عن قطعتين من الحديد المسطح، توضع قطعة القماش بينهما، ويتم فردها عن طريق الضغط الواقع عليها من قطعتي الحديد. وقد تعددت أشكال وأحجام المكواة في كل عصر، مع اختلاف فني طفيف في شكل المقابض، والحديد، وغيرها، ولكن تبقى آلية العمل بها لا تخرج عن الضغط والحرارة.

المكواة الكهربية

هي النوع المتطور من المكواة القديمة، والتي ظهرت في البداية كأثر جانبي لظهور الكهرباء، والتطور الطبيعي للعلوم عبر العصور، ربما لم تكن في البداية تتميز كثيرًا عن المكواة اليدوية، سوى في استخدام الكهرباء، وتوفير عناء استخدام الفحم، والتسخين، ولكن لم يكن الحجم يختلف كثيرًا، فقد كانت في البداية ثقيلة جدًا، لصناعة جميع أجزائها من الحديد، وكانت تأخذ وقتًا أطول من اليدوية حتى تسخن، ولكن مع الوقت أصبحت أكثر خفة، لأن صناعتها صارت تتم ببدائل أخرى، تمكن المرء من استعمالها بسهولة، كما أنه يمكن التنقل بها في السفر، أو في أي مكان خارج المنزل. وهي تعتمد بشكلٍ رئيسي على الكهرباء.

مخترع المكواة الكهربية

هو المخترع الأمريكي “هنري و. سيلي”، ولد هنري في نيويورك، في اليوم  الثاني من شهر مايو، لعام 1854م، وقد قام بإحداث ثورة في عالم الأجهزة الحديثة، حيث قام باختراع المكواة الكهربية في عام 1881م، وتم تسجيل براءة اختراعه في السادس من شهر يونيو، لعام 1882م، وتوفي سيلي في اليوم التاسع من نوفمبر، لعام 1908م، في رودآيلاند.

وفي نفس العام الذي سجلت فيه براءة اختراع هنري سيلي، ظهرت مكواة كهربية أخرى في فرنسا اخترعها آخرون، ولكنها كانت أكثر خطورة، لأنها تعمل عن طريق الشرارة الكهربية التي تسخن الحديد عن طريق قوس كربوني، مما يعرض من يستعمل المكواة للصعق، أو الحرق. وقد تطورت المكواة الكهربية بعد ذلك على يد شركات مثل “كرمبتون”، و”جينيرال إليكتريك” فظهرت مكواة تحتوي على سخان داخلي، وفي عام 1950م، ظهرت مكواة البخار.

مكونات المكواة الكهربية

يوجد جزء خارجي، وجزء داخلي في المكواة الكهربية، ويتكون الجزء الخارجي من يد، أو مقبض مصنوع من البلاستيك الصلب، حتى يكون عازل جيد للحرارة والكهرباء، فتكون آمنة أكثر، وأكثر سهولة، ويوجد أيضًا غطاء مصنوع من الفولاذ، الذي يطلى بمادة الكروم، وهذا الغطاء يعمل على حماية المكونات الداخلية، وحمل المقبض، وتوجد قاعدة من الحديد الذي يطلى بالكروم حتى يحمي الحديد من الصدأ، ويجعل درجة الحرارة ثابتة، فهو يعمل كمثبت لدرجة الحرارة، في حالة أنواع القماش المختلفة، فكل نوع من أنواع القماش يلزمه درجة حرارة معينة، تلزم لكيه، وتحافظ عليه حتى لا يحترق، كما يوجد مصباح يسمى “مصباح الإشعار” والذي تكون إضاءته علامة على مرور التيار بالمكواة الكهربية ، كما يوجد مؤشر لدرجات الحرارة، وزر تثبيت، ومن الداخل فإن المكواة الكهربية تتكون من أجزاء متنوعة، فتوجد صفيحة من صخر الميكا، ومقاومة حلزونية مصنوعة خليط من الميكا والنيكل كروم، ملفوفة على الحامل، والمقاومة تعمل كعازل، بحيث مهما ارتفعت درجة حرارة المكواة فإن المقاومة تحافظ على درجة الحرارة التي يتم استخدامها أثناء الكي، ويوجد سلك المقاومة الذي يكون مشدود بصحيفتين ذي سمك ضعيف من الميكا.

آلية عمل المكواة الكهربية

تعتمد آلية عمل المكواة الكهربية ، على وجود طبقتين من الميكا، تكون وحدة التسخين، والميكا مادة موصلة جيدة للحرارة، ولكن رديئة توصيل الكهرباء، وعندما يصل التيار الكهربائي إلي السلك الحلزوني من النيكل كروم، ترتفع حرارته، ويتوهج، وبهذا تنتقل الحرارة إلى القاعدة المعدنية للمكواة الكهربية ، ويتم استعمال المكواة حينئذٍ، ويتم التعرف على درجة الحرارة من خلال المؤشر الخارجي، وبالتالي يمكن التحكم بدرجتها حسب نوع القماش المراد كيه عن طريق زر التثبيت.

مكواة البخار

هي النوع المتطور من أنواع المكواة الكهربية ، وهي تحتوي على ثقوب في القاعدة الحديدية، يتم ضخ البخار من خلالها، مما يسمح بترطيب القماش، كما أن تلك القاعدة تطلى بمادة عازلة حتى تحمي الملابس من أن تحترق، أو تتأثر بدرجة الحرارة، وتختلف أنواع مكواة البخار، وتختلف أشكالها، وأحجامها، ولكنها بلا شك أفضل أنواع المكواة الكهربية .

لا شك أن المكواة الكهربية الحديثة قد جعلت الأمور تبدو أكثر سهولة، وأمانًا، فالعالم لا يقف عند حدودٍ معينة للابتكار، فهو في جديدٍ كل يوم، ولأن الحاجة دائمًا تولد الاختراع، وحاجات الإنسان لن تنتهي، فإن الاختراعات لن تنتهي أيضًا، فكما أنه لا حدود للعلم، لا حدود لكل جديدٍ يمكن أن يبتكره الإنسان.

رقية شتيوي

كاتبة حرة، خريجة جامعة الأزهر، بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، قسم اللغة العربية.

أضف تعليق

ثلاثة × اثنان =