تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » حياة زوجية » كيف تتعاملين مع المقارنة مع والدة زوجك من قبل الزوج؟

كيف تتعاملين مع المقارنة مع والدة زوجك من قبل الزوج؟

المقارنة مع والدة زوجك قادمة لا محالة ولابد أن أي زوج في الدنيا سيقارن ما تفعله زوجته مع ما كانت تفعله أمه، وأي زوجة يهددها شبح الأم حيث يريد كل شخص أن تكون زوجته نسخة من أمه في كل شئ دون مراعاة للفروقات الشخصية، ولكن هذا غير منطقي على الإطلاق ولا بد من وقفة.

المقارنة مع والدة زوجك

المقارنة مع والدة زوجك من الأمور التي تؤذي أي امرأة حيث يشعرها دائما بعدم الرضا عن ذاتها وبالتقصير الدائم تجاه منزلها وزوجها وبالتالي، ينتج عنه أن تبذل المرأة قصارى جهدها ولكن دون تقدير فقط لما يحدث بسبب أنها في سباق دائم مع امرأة تبلغ الكثير من العمر ولديها خبرة ومعرفة تفوقك بأضعاف بالتالي علينا التعامل بكل حزم وحرص في الوقت ذاته مع إدخالك المقارنة الظالمة هذه قسرا ولأنها غير منطقية وغير موضوعية على الإطلاق، فكيف يمكنك التعامل مع هذا الأمر السيئ والمؤذي؟

أسباب المقارنة مع والدة زوجك

هناك عدة أسباب تؤدي إلى المقارنة مع والدة زوجك سواء كانت منطقية أو مبالغ فيها فإنها تظل أسباب حقيقية وملموسة ومن أجل التعامل مع هذه المقارنة بشكل جيد عليك بالوعي بهذه الأسباب ودراستها حتى تستطيعين التعامل معها، فما هي هذه الأسباب؟

المرأة الأولى في حياة زوجك

والدة زوجك هي المرأة الأولى في حياته، هي التي تفتح وعيه على العالم فوجدها، هي التي منحته الاهتمام الأول وبدون مقابل وهي التي أكل من يديها للمرة الأولى وهي التي عاملته للمرة الأولى ولفترة طويلة وعلى مدار سنوات لذلك هو ترسخ في ذهنه ولا وعيه أن نمط الأم في التعامل هو الافتراضي، ضبط المصنع، وأنه من المنطقي والطبيعي أن كل النساء تماما يجب أن يكن مثل أمه بالضبط، بالتالي لا يوجد استيعاب لفكرة أن تختلف أي امرأة عن أمه، وليس غريبا إذن أن يأتي رجل ويقول: “أريد أن أتزوج امرأة مثل أمي” لأنه يظن أن هذه المرأة تفعل ذلك لأنها كذلك وليس من الصعوبة إذا تصور حدوث المقارنة مع والدة زوجك طالما أنها ستظل المرجع لكل النساء في الأرض.

الحنان المجاني الذي تمنحه الأم

الأم تمنح حنانا مجانيا في العادة اهتمام وتدليل غير طبيعيين ولا يمكن لأي شخص منحهما هكذا دون مقابل أو بكل هذا الإنكار للذات أمام ابنها، ولكن الابن لا يتخيل هذا وكذلك الأم أيضًا لا تتخيل أن هناك امرأة ستعطيه الحب والحنان والاهتمام الذي تعطيه هي لابنها بالتالي وهذا صحيح، العلاقة العاطفية أو الزوجية مشاركة، مساهمة في بناء منزل وقدرة على تجاوز المحن سويا وتشارك الحمل، اهتمام متبادل وحنان متبادل وتدليل متبادل ولا يمكن إعطاء دون أخذ هذا سيجعل العلاقة تنهار عكس علاقة الابن بالأم التي تعد حنان واهتمام مجاني دون أي مقابل أو اهتمام بإعطاء أي مقابل مما ينتج عنه المقارنة مع والدة زوجك وهذه المقارنة غاشمة وظالمة بالطبع.

الشعور المسبق بالتحدي والتحفز

جزء كبير من المقارنة مع والدة زوجك تغذيه والدة الزوج نفسها، حيث أنها تشعر مسبقا بالتحدي والتحفز وأن هذه المرأة الغريبة التي لا نعرفها تأتي خصيصا لاختطاف ابنها منها والتأثير عليه وتحريضه ضد والدته وهذا يجعل الابن نفسه يستعد لهذه المعركة ولقمعها في مهدها، أي أن أصلا المقارنة نفسها هي آلية دفاعية ضد المقارنة التي يمكن أن تحدثها الزوجة بينها وبين الأم ومن ثم تعمل على إفساد العلاقة بينهما وهذا ما لا تريده أي امرأة إلا لو كانت ذات طباع شريرة ومؤذي بشكل تلقائي.

كيف تتعاملين مع المقارنة مع والدة زوجك ؟

كابوس اسمه المقارنة مع والدة زوجك بالطبع، شبح يهددك باستمرار، أي شيء ستفعلينه ستقارنين بها وأي تصرف سيحال تلقائي للتقييم من والدة زوجك وقياسا على موقف مماثل لها وكيف تصرفت فيه، أي شيء تطلبينه سيمر على فلتر والدة زوجك وسيرون هل طلبته والدة زوجك أم لا، إن قلتِ أريد سجادة سيقولون أن حماتك كانت تنام على حصير ولو قلتِ أريد أن أغسل يدي سيقولون كانت حماتك تغسل أظافرها، ستكون هي المعيار الذي تقيس به أداءك الزوجي، إنه كابوس محيق بنا، أليس كذلك؟

تخلصي من المقارنة تماما

المقارنة مع والدة زوجتك من البداية ليس لها قيمة ولا أهمية، إنها تضعك أنتِ في الكفة الأضعف، بالتالي عليكِ من التخلص من المقارنة من أساسها، بأي حيلة.. بالدهاء في البداية والتظاهر أنك لا يجب أن توضعي في مقارنة مع والدة زوجتك لأنها أكثر خبرة ودراية ولا تحلمين حتى بالمقارنة بها، أو بالحسم والحزم وتوضيح أن هذه المقارنة ظالمة، لنفس الأسباب تقريبا بقليل من الموضوعية إن استدعى الأمر حتى يفهمون أنك ليست والدة زوجتك وأن ثمة اختلاف كبير بينك وبين والدة زوجتك على أي حال.

اتباع أنماط وأساليب جديدة

لا يجب عليك التفريط في أسلوبك الخاص أو محو شخصيتك من أجل أحد ولو حتى الفوز في المقارنة مع والدة زوجتك لأنك تستطيعين بالفعل التغلب عليها ولكن تظل منافسة غير متكافئة لاختلاف الأزمنة ومفردات العصر كما أنها عديمة الجدوى من البداية وعديمة الفاعلية، لأنك تدخلين علاقة زوجية بهدف إنشاء أسرة وبيت والمشاركة مع شخص آخر في تقرير المصير والسير في دروب الحياة، وليس لإثبات أنك أفضل من هذه أو تلك، لديك شخصيتك الجادة، لديك أسلوبك الخاص، لديكِ طريقتك الأصيلة، حسنا هذا ما يجب اتباعه، وليس عليكِ التغيير من أسلوبك أو طريقتك بل عليكِ استعمالهما لإثبات أنه لا يمكن المقارنة من الأساس بشكل عملي.

إفهام زوجك تغير الزمن وأن المقارنة مع والدة زوجك تسبب لك الحرج

على زوجك أن يتفهم أن مقارنة زوجته بأمه ليس في صالحه لأن هذا يثبت انعدام خبرته ورؤيته للحياة والنظر إلى العالم من منظور أمه فحسب، إن المقارنة مع والدة زوجك تعني أن زوجك منعدم الشخصية بالتالي عليكِ إفهامه أن الزمن والعصر ومفردات العصر والأساليب الحالية متغيرة تماما عن زمن أمك بالتالي لا يمكن أن تكوني نسخة من أمه ولا أن شبيهة لها حتى، لأنكِ لا تشبهين إلا نفسك وزمنك والفترة الحالية التي تتواجدين فيها وتتعاملين بآلياتها ومفرداتها ولا تعودين للوراء من أجل التشبه بأمه، عليك ألا ترضخي لهذا الابتزاز ويكون لديكِ شخصية قوية تفرضين بها أسلوبك وتغيرين بها هذا النظام البائس.

التظاهر بالتعلم من حماتك

حسنا أنتِ لا تريدين مشكلات، هذا واضح جدا، ليس لديكِ طاقة لكل هذه الحروب والمعارك، تورطتِ فعلا والمقارنات تحدث بدون وعي أو إدراك لسفه الموقف، وترغبين بأن تعيشين في استقرار وسلام فحسب بدون كل هذه المشادات والخلافات التي يمكن أن تنتج من خلال محاولاتك لإيقاف هذه المقارنات؟ حسنا عليكِ بالتعلم في حماتك والدوران في فلكها، استشارتها على كل كبيرة وصغيرة والتظاهر بأنك ابنة لها وأنك تعملين تحت رعايتها وعنايتها، هذا هو الحل الأمثل والأكثر راحة للجميع ولا يمكن لأحد أن يلوم عليكِ فيه.

المقارنة مع والدة زوجك مقارنة ظالمة وغاشمة وليس لها أي أساس وبالتالي عليكِ بمنعها من البداية وعدم السماح بحدوثها وأما إن كانت قد حدثت بالفعل فعليك إيقافها بأي وسيلة، لأنها دائرة مفرغة ستظلين تسيرين بها طوال الوقت.

محمد رشوان

أضف تعليق

واحد × 4 =