تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تسهم بعض المفاهيم الصحية الخاطئة في بعدنا عن الصحة؟

كيف تسهم بعض المفاهيم الصحية الخاطئة في بعدنا عن الصحة؟

انتشرت المفاهيم الصحية الخاطئة في مجال الصحة بشكل كبير في المجتمعات لعدة أسباب منها الجهل وانعدام حملات التوعية، فما هي أشهر هذه المفاهيم وما هي أضرارها؟ ولماذا تنتشر بعض المفاهيم الصحية الخاطئة بشكل كبير في المجتمعات؟

المفاهيم الصحية الخاطئة

تساهم المفاهيم الصحية الخاطئة في بعد الناس عن الصحة بشكل واضح، وفي المجتمعات الفقيرة تنتشر أفكار وأساليب صحية كثيرة غير صحيحة، ويستخدم الناس هذه العادات الصحية الضارة ظنًا منهم أنها تساعدهم على التعافي، ويحدث هذا منذ زمن بعيد، ومع الوقت تظهر شائعات أخرى، وذلك خصوصًا أن مجال الصحة مجال يمس حياة كل فرد بشكل كبير ومباشر، وقد ظهرت دراسات كثيرة تثبت خطأ معظم هذه الاعتقادات وتكشف الطرق السليمة للمكافحة والعلاج وتنبه على الوقاية، لذلك كان مهمًا وجود مؤسسات تعمل على نشر التوعية والتثقيف الصحي، فالأسرة والمدرسة مؤسسات يمكنها خلق أجيال كاملة واعية صحيًا تستطيع استخدام معلومات صحية سليمة تكسبهم الصحة الجسدية والنفسية وتساعدهم في العيش بأسلوب أكثر راحة، وفي هذه الموضوع نتحدث عن دور التوعية الصحية المهم، وكذلك نناقش بعض المعلومات والشائعات الطبية الخاطئة المنتشرة في العالم.

التوعية الصحية وأهميتها

مع انتشار المفاهيم الصحية الخاطئة والأمراض بين البشر كان من الضروري العمل على تثقيف الناس صحيًا، ويشمل ذلك توعية الناس بأهمية الصحة وكيفية مكافحة الأمراض والوقاية منها، وجميع البشر يأملون أن يكملوا حياتهم بصحة جيدة بدنيًا ونفسيًا وعقليًا وروحيًا واجتماعيًا، لذلك ومع انتشار أفكار صحية خاطئة كان من المهم القيام بحملات توعية صحية تنبه الناس للأخطار التي يمكن يعرضوا حياتهم لها.

والتوعية الصحية هي مجموعة من الأنشطة التي تهتم الوسائل التعليمية والإعلامية بتطويرها ونقلها للناس، تقوم هذه الأنشطة بتزويد المواطنين بالمعلومات الطبية الكافية والصحيحة وتعرفهم بالطريقة السليمة لحمايتهم من الأمراض وكيفية الوقاية منها، وبالتالي تربية الأجيال القادمة على قيم صحية جيدة، والهدف الأساسي من حملات التوعية ومنظمات الصحة عامة هو تحقيق صحة جيدة للجميع على المستوى الفردي والمجتمعي.

وفي المجتمع عدد من المؤسسات المهمة التي يجب أن تنشر التوعية الصحية، والأسرة هي من أهم هذه المؤسسات، فهي البنية المجتمعية التي تؤثر على الأفراد بشكل مباشر، والأسر التي تبتعد عن المفاهيم الصحية الخاطئة وتتمتع بقدر جيد من المعلومات الصحية السليمة تكون صحة أفرادها جيدة.

المؤسسات الإعلامية أيضًا لها دور كبير في هذه العملية، وذلك من خلال البرامج المختلفة التي تبث على التلفاز، ومحطات الإنترنت.

وللمؤسسات التعليمية دورًا كبير في ذلك أيضًا، سواء المدارس أو الجامعات، إذ يجب استغلال بعض الوقت الذي يتواجد فيه الطلاب في هذه المؤسسات والعمل على تثقيفهم وتوعيتهم بأهمية الصحة وكيفية تجنب خطر الإصابة بالأمراض.

وأهمية التوعية الصحية تكمن في تحقيق الأهداف من وراء هذه الحملات من التوعية، أولاً، تساعد التوعية الناس في حل مشاكلهم الصحية وذلك بتعليمهم سلوك صحي سليم وهدم جميع الاعتقادات والمفاهيم الخاطئة، ثانيًا، نشر هذه المفاهيم يفيد المجتمع ككل ويؤثر ذلك على أسلوب الحياة بشكل كامل ويزيد من نشاط وإنتاجية الأفراد بشكل ملحوظ.

معلومات طبية شائعة خاطئة

مجال الصحة هو أكثر المجالات التي ينتشر فيها معلومات خاطئة وأفكار مغلوطة عن الصحة، ومن الغريب أن بعض هذه المفاهيم الصحية الخاطئة موجود إلى الآن، ويمكن أن يكون ذلك بسبب كون الصحة من أهم المجالات التي لها علاقة مباشرة بكل شخص، ومع انتشار شائعات خاطئة تتطور مع الزمن لتصبح مسلمات لا يمكن أن تزول بسهولة من وعي العامة، فيما يلي سنذكر بعض هذه الشائعات والأفكار الصحية الخاطئة التي تنتشر بين الناس بشكل كبير.

الطقس البارد يسبب الزكام والإنفلونزا

أثبت العلم أنه ليس هناك أي صلة بين الطقس البارد وارتفاع نسبة الإصابة بالزكام أو الإنفلونزا، ولكن في الحقيقة يتسبب في ذلك أنواع من الفيروسات والبكتيريا.

الروماتيزم يأتي بسبب البرد

السبب العلمي وراء الإصابة بالروماتيزم هو وجود اضطرابات في الجهاز المناعي الذي يقوم بمهاجمة بعض أجزاء الجسم ظنًا أنها أجسام دخيلة، وليس كما يعتقد الناس أن سبب الإصابة هو البرد.

تناول السكريات يزيد من ديدان الأمعاء

هذه واحدة من أشهر المفاهيم الصحية الخاطئة المعروفة حتى من قبل الأطفال، ولكن في الحقيقة ليس للسكريات أي علاقة بالإصابة بديدان الأمعاء، السبب وراء ذلك هو قلة النظافة.

المرارة تنتج المادة الصفراء أو المرار

الكبد هو العضو المسئول عن إنتاج هذه المادة، ودور المرارة هو القيام بتخزين هذه المادة الصفراوية وتركيزها.

السرطان من الأمراض المعدية

هذا أمر مغلوط تمامًا، فالسرطانِ ينتج بسبب النمو الفوضوي للخلايا وبعض الأنسجة، ويتسبب في ذلك عوامل بيئية وأخرى ذاتية، وكذلك أسلوب الحياة، فلا داعي للخوف من العدوى.

البرتقال هو أغنى الفواكه بفيتامين (سي)

في الواقع هذا أمر غير صحيح، هناك فاكهة تسمى كامو كامو، هذه الفاكهة تُنتج ببيرو في أمريكا الجنوبية، وتحتوي هذه الفاكهة على 40 ضعف من فيتامين (س) إذا ما تم مقارنتها مع البرتقال.

المشروبات الغازية تزيد من سرعة الهضم

من أكثر المفاهيم الصحية الخاطئة المنتشرة إلى الآن، وعلى العكس تمامًا جميع المشروبات الغازية تتسبب في انتفاخ المعدة والأمعاء، وحتى الأنواع الطبيعية من هذه المشروبات.

استعمال الهواتف المحمولة بشكل مكثف يعرض لخطر الإصابة بالسرطان

إلى الآن لم تكشف أي دراسات تم القيام بها أن الموجات اللاسلكية المستخدمة في الاتصالات لها أي آثار سلبية على صحة الإنسان.

الرائحة الكريهة للعرق

في الواقع ليس للعرق أي رائحة، ولكن الرائحة الكريهة التي يسببها العرق تكون نتيجة تفاعل العرق مع فطريات موجودة على الجلد.

كثرة الأكل وقلة الحركة تتسبب في السمنة

من المفاهيم الصحية الخاطئة المعروفة، وهناك أمراض مثل مرض السكري وقصور الغدة الدرقية تتسبب في زيادة الوزن بشكل كبير دون أن يكون المصابين بهذه الأمراض من محبي الطعام.

مفاهيم طبية خاطئة

هناك العديد من المفاهيم الصحية الخاطئة التي نتبعها ونلتزم بها ظنًا أن هذه المفاهيم والطرق سوف تحسن من صحتنا وتجعلنا نشعر بإحساس أفضل وسوف تعمل على تقوية أجسامنا، ولكن في الواقع معظم هذه المفاهيم هي عادات خاطئة تم تصديقها مع الوقت وليس لها أي أساس أو صحة علمية، وأثبت العلم مدى الأضرار التي يمكن أن تسببها أيضًا، ونتعرف على مجموعة من هذه المفاهيم الطبية الخاطئة في السطور المقبلة.

تناول أقراص الفيتامينات

الخطأ الشائع أن تناول أقراص الفيتامينات بصورة مستمرة سوف يمنح الجسم ما يحتاجه من عناصر غذائية مطلوبة لتقوية الجسم وتحسين الصحة العامة، ولكن في الحقيقة فأن أطباق الفاكهة أو الخضروات أو الوجبات الخفيفة التي تحتوي على جميع عناصر السلطة تزود الجسم بجميع الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها، وتوفر على كليتيك العناء الذي تسببه حبوب وأقراص الفيتامينات.

ولا ينصح باستخدام هذه الأقراص إلا عن طريق الإرشاد الطبي، فبكل سهولة يمكن الاستغناء عن أضرار هذه الحبوب وتعويضها بأطباق الفاكهة والخضروات.

الاعتماد على الحمية للتخلص من السموم من أشهر المفاهيم الصحية الخاطئة

حمية التخلص من السموم أو كما تعرف أيضًا ديتوكس دايت حظيت بشعبية كبيرة جدًا حول العالم مؤخرًا، وبدأ الكثير من الأشخاص في الاعتماد عليها.

وتعتمد هذه الحمية في الأساس على تناول أنواع معينة من الفاكهة وكذلك شرب عدد من العصائر وشرب الماء مضاف إليه خضروات معينة كالخيار والليمون، وسوف تقوم هذه الطريقة بالعمل على تخليص الجسم وتطهيره من السموم.

طبيعيًا يقوم الجسم بالتخلص من السموم بنفسه بكفاءة عالية، ولهذا لا تجدي هذه الحمية أي نفع، ومن المعروف أن الكبد والكليتين هم الأعضاء المسئولة عن تنظيف الجسم، وإذا كان الإنسان يعتمد على تناول الطعام بشكل صحي بطريقة مستمرة فإن كفاءة هذه الأعضاء لن تقل على الإطلاق، ولا داعي لحمية ترغمك على تناول أنواع معينة الفاكهة والخضار، فالجسم يحتاج إلى البروتين الحيواني كذلك وغيرها من العناصر الأخرى المهمة للصحة.

ولتجنبِ هذه المفاهيم الصحية الخاطئة أفضل ما يمكن اتباعه هو نظام غذائي متوازن يوجد به كل العناصر اللازمة لصحة جيدة، وفي حالة إذا كانت هناك مشاكل في جسمك أثناء عملية التخلص من السموم، هنا لا يوجد حل سواء استشارة طبيب على الحال.

الاعتماد على منتجات الطعام العضوية فقط

رغم ارتفاع أسعار المنتجات العضوية، يستهلك بعض الناس هذه المنتجات فقط، وذلك اعتقادًا منهم أنها أفضل بكثير للصحة، هذا في الواقع حقيقي، ولكنه يحدث في بلاد قليلة، وما يحدث في معظم الدول الأخرى هو عدم وجود قوانين تحكم تسويق هذه المنتجات، لذلك يستخدم البعض الملصقات الخاصة بالأطعمة العضوية كحيلة تسويقية لجذب الناس، وفي أغلب الأحيان تكون هذه المنتجات كغيرها، لذلك لا يجب الاعتماد على المنتجات العضوية إلا بعد التأكد من مصدرها.

تعاطي الأدوية أو التوقف عنها بدون استشارة طبية

من المفاهيم الصحية الخاطئة بين الناس، وهي منتشرة بصورة واسعة في مجتمعاتنا، في بعض الأحيان لا يكون هناك ضرر بالغ بسبب هذا الفعل، ولكن الضرر الحقيقي يظهر عندما يتعلق الأمر بالأدوية العصبية والقلبية ومضادات الجراثيم والفيروسات.

من الشائع أيضًا تعاطي مريض لدواء معين عندما تتشابه أعراض المرض لديه مع أعراض المرض الذي خصص له هذا الدواء، فهذا الأمر خطير للغاية، وذلك لجهل معظم الناس بالآثار الجانبية للدواء والتي من الممكن أن تحدث ضررًا أكبر، والطبيب هو الشخص الوحيد القادر على تحديد نوع الدواء المناسب وكذلك الجرعة وكيفية الاستعمال.

استخدام الجيل المنظف الخالي من الكحول في غسيل اليدين

استخدام الجيل المنظف بالفعل يساعد على تنظيف اليدين، ولكن يجب أن لا تقل نسبة الكحول الموجودة في هذا المنظف عن 60 في المائة، وهذا بالإضافة إلى أن معظم الأنواع المعروفة من الجيل المنظف لا تقضي بشكل كبير على الجراثيم والبكتيريا.

وفي حالة تلوث اليدين بملوثات ضارة للغاية كالمبيدات الحشرية فأن الجيل المنظف لا يجدي نفعًا على الإطلاق، لذلك تعتبر الطريقة التقليدية في غسل اليدين بالماء والصابون هي أفضل الطرق للتخلص من البكتيريا والجراثيم، ثم بعد ذلك تجفيفها جيدًا.

تناول المضادات الحيوية بشكل عشوائي

تناول المضادات الحيوية بدون استشارة الطبيب هو أمر خطير جدًا ومن أكثر المفاهيم الصحية الخاطئة المنتشرة إلى وقتنا هذا، ويحدث هذا بكثرة في الدول النامية، والضرر وراء ذلك يتمثل في حدوث ما يعرف بمقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية، وهي مشكلة صحية كبيرة تتفاقم في المجتمعات وتشكل تحدى كبير لمنظمات الصحة، وتقارير منظمة الصحة العالمية تؤكد ارتفاع نسبة حالات مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية.

وترجع الأسباب وراء حدوث هذه المقاومة الجرثومية هي تناول جرعات غير كافية من المضادات أو استعمال المضادات لفترة زمنية قليلة، وأحيانًا يكون السبب استخدام المضادات في علاج أمراض فيروسية مثل الرشح العادي أو التهاب القصبات.

ويتمثل خطر مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية في أن هذا يطيل من فترة المرض، ويحتاج المريض إلى أدوية أخرى أكثر فعالية وأغلي ثمنًا، أو من الممكن أن تؤدي في النهاية إلى الوفاة.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

حسام سعيد

طالب بكلية الهندسة، أحب القراءة بمختلف أنواعها، وكذلك الكتابة الأدبية والعلمية.

أضف تعليق

7 + 2 =