تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » المحبة لا تسقط : كيف يكون الحب للطرفين في مواجهة الزمن ؟

المحبة لا تسقط : كيف يكون الحب للطرفين في مواجهة الزمن ؟

بكل تأكيد يُعد الحب حماية لكل من الفتاة والشاب، فكل منهما يحتمي بالآخر في مواجهة ظروف الحياة، وكل منهما يستمد قوته من الآخر، بعبارة أخرى: المحبة لا تسقط .

المحبة لا تسقط

كل إنسان وله سقوط ولكن المحبة لا تسقط ، والفرق بين الإنسان والمحبة هو أن كل إنسان يمتلك المحبة ولكن ليس كل محبة تمتلك الإنسان. وبمعنى أبسط، إن الجميع لديهم بالداخل محبة ولكن القليلين الذي يستخدمون هذه المحبة في تطوير ذواتهم وعلاقتهم والمحافظة على من كان لديهم معهم ذكريات جميلة. ومن هنا المحبة لا تسقط الإنسان أبداً في شر بل على الدوام الإنسان المحب سيظل طاهر وفي خير ووئام مع من حوله لأنه محبته صادقة وليست كاذبة أو لأجل طلب ما. فهذه هي الحياة يا عزيزي ويجب عليك أن تمتلك المحبة على الدوام، فقل لي، كيف ستبني بيتاً دون محبة؟ أو كيف ستربي وستضحي لأجل أطفالك دون محبة تحفظك لأجلهم ولأجل بنيانهم؟ فالمحبة هي التي تجعلك قائماً ولك هدف في هذه الحياة وليس مجرد شخص يعيش زائد عن الحاجة والمجتمع. لذلك أرشح لك وبقوة هذا المقال حتى تفهم قيمة أن المحبة لا تسقطنا أبداً والكراهية دائماً هي الحفرة الرديئة في حياة البشر.

المحبة لا تسقط : كيف يُساعد الحب الطرفين في الحصول على الأمان ؟

المحبة لا تسقط ولا تتكبر

هذا صحيح جداً فكثير من الناس يسقطون في فخ الكبرياء هذا بسهولة جداً وللأسف لا يعرفون أنهم هكذا يقعون في شيء سيء. الكبرياء هو المادة الخام لتكوين الأعداء، إن كنت تمتلكه فهنيئاً لك بالأعداء والنقاد. ولذلك المتكبرين دائماً تجدهم متجهمين أو من الممكن ساخرين أو من الممكن نقاد. وهم كثيراً يستخدمون مبداً الإسقاط النفسي، حيث كبرياءهم يجعلهم لا يعترفون أبداً بأخطائهم، بل يسقطون هذه الأخطاء على الآخرين، حتى يقنعون أنفسهم أنهم جيدون وليس مثل الآخرين. أما المحبة فلا تسقط أبداً في هذا الفخ وعادة الشخص المحب يكون شخص غير متكبر على الآخرين. وذلك لسبب بسيط لأنه يحب الآخرين ولا يرى سبب وجيه في أن يشعر أنه أفضل منهم لأنه هو لا يجد مشكله في أن يكونون أفضل منه. وإن جئنا للحق هذا هو سحر المحبة حيث أن الشخص المحب دائماً شخص مُنير من الداخل ويتمنى الخير للآخرين. في حين أن الشخص المتكبر لا يريد لأحد أن يكون أفضل منه، وفي العموم هذا يعد نوع من أنواع عدم النضوج النفسي للمتكبرين.

مشكلات الكبرياء على الشخص نفسه

المشكلة أن الكبرياء يجعل الشخص نفسه سجين نفسه ولا يريد أبداً أن يتحكم فيه أحد أو يتعلم من أحد. ولذلك غالباً يكون الجهل هو ثمة كبيرة في المتكبر ولذلك أيضاً تجد الشعوب الأكثر كبرياء هم الشعوب الأكثر جهلاً. حيث أن اعتزازهم بأنفسهم ناتج من فكرة أنهم لا يحتاجون إلى التعليم من الأساس. هناك أيضاً مشكلة أخرى وهي أن الشخص المتكبر دائماً جارح ولا يعتذر أبداً حتى لو كان على خطأ، في حين أن هذا هو قمة الخطأ. لأن الشخص عندما يكتشف أخطائه يعمل على تحسين نفسه. لكن المتكبر لا يرى أنه أخطأ، ولذلك هو يعمل بجد نحو انحدار حاله وشخصيته، وهو يرى بكل براءة أنه على الطريق الصواب. وكل هذا بسبب أنه لا يرى عيوبه بل ولا يستمع لأي شخص يشير إلى عيوبه ويتهمه بالحاقد. في حين أن المحبة لا تسقط في هذا الخطأ حيث الشخص الذي يمتلك المحبة يعلم جيداً أنه ليس أفضل من أحد، ولذلك سيحب لنفسه أن يتطور حتى لو على حساب الاعتراف بارتكاب الأخطاء.

المحبة لا تسقط ولا تحقد

تخيل معي أن هناك شخص حقود في حياتك ويعيش بجانبك، هل ستحب هذه الصفة فيه وأنت تراه يومياً يراك ولا يحب لك الخير ويتمنى من كل قلبه أن يزول كل نجاح من وجهك وأن تصير شخص رديء الحال؟ الإجابة بالطبع لا، أنت لا تحب أن يكون لديك هذا الشخص في حياتك، ولكن ماذا لو كنت أنت هذا الشخص دون أن تدري؟ الحقيقة أننا جميعاً أحياناً نقع في هذه المشكلة ولا نعرف أننا متورطين، وهذا سيء إلى حد ما. حيث أن عندما يعرف الشخص المرض فيبدأ في العلاج، ولكن ماذا لو كان الشخص مصاب بمرض وهو لا يعلم أنه مصاب به؟ ومن هنا أحب أن أتوجه لكل قارئ لهذا المقال، حاول أن تختبر نفسك جيداً، وتضع أمام عينيك كل الأشخاص الذين لا تستلطفهم، واسأل نفسك هل وصل بي الحل إلى أن أتمنى له الشر؟!، لو كانت الإجابة نعم، إذاً أنت على بداية الطريق، وابدأ التغير نحو هذا الشخص من داخلك. ونادي المحبة، فالمحبة لا تسقط في الحقد أبداً. هذا الشخص ربما يكون سيء ولكنك تحبه وستظل تحبه لأن المحبة لا تحقد على أحد.

أضرار الحقد على الشخص نفسه

وهنا سأذكر لك لماذا الحقد مشكلة لك قبل أن يكون عليك أو من أحد خارجي. فلو كان هناك شخص يحقد عليك من الخارج فأخر ما يستطيع أن يفعله لك هو أن يتمنى لك الشر، أو لو كان شخصاً شريراً جداً ربما سيحاول أن يقف في طريق نجاحك. ولكن هذا مقدور عليه، لأنك تستطيع بقوة عزيمتك أن تصل إلى ما تريد رغم عن أنف الجميع. ولكن المشكلة هي أنك تكون أنت حقود فستصبح فعلاً في حالة هلع بالآخرين، ولن تركز على نفسك، وستضع نفسك دائماً في مقارنات مع غيرك. وهذا قمة السوء من حيث الحياة العملية فالأفضل دائماً أن تكون شخص محب، ولا تتمنى الشر لأحد فهذا سيجعلك تستخدم وقتك في نجاحك الشخصي. إنما الحقد سيجعلك تستخدم وقتك في النظر على الآخرين وهذا تأثيره سيء للغاية عليك. فالمحبة لا تسقط في هواء الحقد وشره.

المحبة لا تسقط ولا تظن السيئات

هذا من ضمن الأشياء الرائعة في المحبة، أنها لا تظن أي شيء سيء. هناك أشخاص لديهم مبدأ في حياتهم، ألا يسمعون لأي شيء سلبي يقال عن أحد ما داموا لم يرونه فعل شيء سيء بأعينهم. وهذا في حد ذاته مبدأ محترم جداً، وينم عن نضوج عقلي ووعي كبير جداً. حيث أن مثل هؤلاء لا يتعاملون مع الناس على خلفية ما يسمعونه عنهم بل يتعاملون معهم بمبدأ المحبة للجميع وليست حكراً على هذا وذاك. وفي الحقيقة عندما لا تظن السوء فهذا صحي جداً لعقلك ولنفسيتك ولضميرك، حيث أنت ستكون فعلاً مرتاح البال طوال الوقت لأنك لا تخاف الناس وشرهم، ولن تجد صعوبة في قبول الآخرين. بل ستكون أنت شخصياً شخص معروف أنك أمين ولا تتكلم على الناس من خلفهم ولا تسرد خصوصيات الناس. وحتى لو تأكدت بنفسك من شيء سيء عن أحدهم لن تتاجر به في جلساتك مع الآخرين وتبدأ في النميمة عنه.

تأثير ظن السوء عليك شخصياً

إن كنت تظن السوء في الناس وتبدأ في الشك فيهم، ففي الحقيقة هذا ناتج من كونك أنت شخصياً سيء، وتريد أن تسقط هذا السوء على الآخرين. فتظن أن ما تفكر أنت فيه من شر، الآخرين يفعلونه. ولكن الحقيقة هي أن الخير موجود والشر موجود، ولذلك لا تظن الشر والسوء في الجميع لأنك بذلك ستفقد الثقة في الجميع، وحتى تعاملك مع الناس سيصير سطحي لأنك تظن أنه سيء ولا يستحق سلامك أو تعاملك معه.

هناك شق أخر يجب أن أذكره وهو عندما يظن بك أحد سوء وأنت فعلاً بريء، رأي الشخصي لا تبرأ نفسك بنفسك، دع أفعالك هي التي تظهر برأتك. ودع الناس يقولون ما يقولون، ولم أقل هذا إلا لأني أعرف أن الناس يقتنعون بما يريدون أن يقتنعون به، ودفاعك عن نفسك لن يكون سوى أنك تبرر نفسك وهذا بالنسبة لهم سيكون كبرياء وسوء. ومحبتك لنفسك هنا هي الحل لأنك ستكون متصالح مع نفسك وتعرف نفسك جيداً. ولذلك المحبة لا تسقط في الظن بالسوء بهذه السهولة سواء لك أو عليك، بل هي سلاحك المناسب لتصير شخص ناضج وفاضل.

المحبة لا تسقط ولا تتفاخر بالشر

هناك عادة مشهورة لدى الأشرار وهي أنهم يتفاخرون جداً بما يفعلونه من شر. بل وأحياناً نجد هذا في الأطفال الصغار وهم يضربون بعضهم والأكثر إيذاءً للأخر يتفاخر بذلك، لأنه يكون بالنسبة للآخرين قوي، هل القوة شر؟ بالطبع لا، ولكن التجبر شر لذلك عندما تستخدم قوتك في أخذ حقك لا تتفاخر ولا تهين أحد بقوتك، لأن هذا يدعى تجبر وإذلال للأخر. وأنا أقول لك هذا لأنه لا يوجد شخص يمتلك القوة المطلقة، فالجميع لديه نقاط ضعف. وربما أنت تكون قوي جسدياً أو مادياً وسلطويًا، ولكن في أشياء أخرى ضعيف وهذا الضعف في الأخير سيؤذيك ولذلك تجبرك ستشعر به في ضعفك. حتى لو لم يكن من نفس الشخص الذي أنت تجبرت عليه، فالشر غير مخلص، والكراهية خائنة، وسيدور عليك الزمن وستشعر بالضعف وهو يذلك. ولذلك لا تتفاخر بالشر أبداً بل ابتعد عنه قدر الإمكان حتى تضمن لك في هذه الحياة من يقفون معك في وقت ضعفك ليكونوا قوتك، بدل من أن تجد نفسك وحيداً عندما يهاجمك الزمن على غفلة وتحلى بالمحبة التي لا تسقط أبداً في الشر بل سترفعك دائماً نحو الخير والسلام.

التفاخر بالشر وأضراره على الإنسان

التفاخر بالشر سيجعل منك ببساطة شخص شرير، غير محبوب، والحقيقة أن أي شخص يحتاج المحبة، أي إنسان سيحتاج أن يشعر بالناس ترغب في وجوده، مهتمين به، يتصلون به، هذا هو غرض الحياة الحقيقي، المجتمع. ولذلك كونك شرير ستفقد شعبيتك لدى المعظم، وكونك جبار ستكسب أشخاص موالين ولكن خوفاً منك وليس حباً في تبعيتك. وهذا ربما يرضيك ولكن في وقت ما ستدرك أنك محض شخص قليل الطلب عليه، وسيء، والناس ينفرون منك، لدرجة أنك لو أحببت فتاة، ستشك في أن حبها لك مزيف. ستشك في الجميع، لأنك ستكره شرك، وبالتالي ستكره نفسك مع الزمن. ربما يكون التجبر حلو أحياناً ويعطيك الشعور بالسيطرة، ولكنك ستشعر بشعور رهيب جداً وقت ضعفك وأنت ترى كل العيون حولك تتمنى لك الشر، ستشعر حينها أنك قبيح في عيون الناس وهذا في حد ذاته قاتل داخلياً.

المحبة لا تسقط وتحتمل الآخرين

الكثير منا لا يحتمل الآخرين، بل كل ما يفكر فيه هو نفسه فقط. “الأنانية”: هي شيء بغيض جداً وسيبعدك تماماً عن مبغى الوجود وهو الآخرين. ربما أنت تفكر في نفسك، ولكن تخيل نفسك بدون كل من حولك. تخيل نفسك وحيداً وتمتلك كل مال العالم، أعتقد أن الآن الموضوع سيء بالفعل ولا يجب عليك أن تفكر بنفسك بشراهة. وما سيجعلك تفعل هذا بحرفية هي المحبة التي لا تسقط في شرك الأنانية بل المحبة لا تفضل نفسها بل تفضل غيرها. وتكون الأولوية في حياتك للآخرين، وبذلك ستشعر بقيمة وجودك وتأثيرك على غيرك. ستشعر أنك ليس مجرد شخص تافه لا يبالي إلا بذاته، بل شخص يهتم له الجميع لأنه يهتم بهم. وستشعر بذلك في حياتك العائلية عندما تفعل شيء جيد لأولادك، وفي الأخير ستجدهم يركضون نحوك فخورين بك. هذه هي قيمة المحبة وأن تتحمل الآخرين، وليسوا فقط جيدين وقت اللعب والمزاح ولكن عند وقت العطاء والمسئولية سيئين، بل يجب أن تعطي من عاطفتك بسخاء وصدقني ستجني هذا العطاء عاجلاً أم أجلاً.

ضرر الأنانية على الإنسان

ضرر الأنانية هو أنها قاتلة للعلاقات، الأنانية تجعل نفسك مركز تفكيرك. وهذا ليس جيد، لأنك ستدهس أي شخص أخر بسبب حبك لنفسك. لن تحترم أحد، لن تعطي أحد، لن تحب أحد، بل فقط تعمل علاقات من أجل أنك تريد شيء من غيرك. هل الناس أغبياء؟ بالطبع لا، الناس سيلاحظون أنك استغلالي تحب كل شيء لنفسك ولا تحب أن تعطي. ومن هنا، ستكسب كراهية الناس بشكل مجاني، وللأبد وستشعر على الدوام أنك مرذول والناس لا تحبك مما سيدفعك لأن تكون أناني وتقاوم أكثر حتى تنتقم منهم. وفي الأخير ستجد نفسك من الداخل مسخ كاره للآخرين. عزيزي دائماً احتمي في المحبة عندما تشعر أنك أناني فهذا بالفعل سيحميك شخصياً من نفسك.

المحبة لا تسقط وصادقة

الكذب هو صفة شيطانية، وهو الصفة الأكثر كرهاً عند البشر. الإنسان الكاذب يكون غالباً خائن، ليس له أمان، شخص سيء ومكروه من الكل، أما الشخص المحب بصدق فهو شخص جميل دائماً. لسبب بسيط لأنه واضح، حتى عيوبه تكون واضحة للجميع، فالبعض سيتقبل هذه العيوب ويبادله المحبة بصورة نقية وصادقة. ولكن هناك الأشخاص الذين يحبون لأجل المصلحة فقط، حبهم هذا يكون خيانة. وخصوصاً عند الأحداث أو الشباب من فتيات وفتيان أو شباب وشابات، من ناحية أن الرفيقين يعجبان ببعضهما في البداية ومن ثم يصارحان بعضهما بالحب حتى يأخذ أحدهم شيء من الأخر أي كان هذا الشيء ومن بعدها يتركه. فالشخص المتروك هنا يشعر بكسرة رهيبة جداً، وغالباً اللوم يأتي على المحبة. هذا الشاب أو هذه الشابة لن تثق في الحب مجدداً وسيعلمون أنه أمر سيء ويلجئون إلى الزواج بالطريقة العادية الغير مبنية على عاطفة بل مبنية على عقلانية فقط.

المحبة لا تسقط بالصدق وقيمته

الحب عندما يتحلى بالصدق يسمى حب حقيقي، وهذه الكلمة نادرة السمع، فالكثير يتكلمون عن الحب ولكن القليلين يتكلمون عن الحب الحقيقي. والصدق هو الذي يجعل الحب حقيقي، وهو أهم هدف لك في حياتك ببساطة لأنك إنسان وتحتاج بكل جوارحك إلى أن تحب. ولن يكفيك حب والديك، فأنت تريد حب لا يشاركك فيه أخ أو تكون علاقة لها حدود. فأنت تحتاج إلى أن تُحَب بشكل مطلق لأن تكون ركيزة فكر شخص أخر وتشعر أنك تشغل باله بالفعل. والصدق هو الذي يجعلك تكتشف كل هذا، فالمحبة لا تسقط في الكذب وتوسخ نفسها. لأن المحبة الحقيقية الصادقة بناءة جداً في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل. ولذلك لا تيأس من أي حب زائف ويجب عليك أن تعلم أن هناك حب صادق حقيقي، ولكنه نادر وما أقيم الشيء النادر.

أخيراً عزيزي القارئ المحبة لا تسقط ولن تسقط أبداً مهما كانت الظروف. لو كان لك عائلة أو أسرة ستعرف قيمة المحبة وستعرف أنها ركيزة الحياة الحقيقية وستدرك أن الحياة دون محبة مثل الموت تماماً. الفرق هنا أنك تشعر بالموت وأنت حي.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

15 − ستة =