تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » كيف تمكن مسلسل الكبير أوي من رفع سقف الكوميديا في مصر؟

كيف تمكن مسلسل الكبير أوي من رفع سقف الكوميديا في مصر؟

الكبير أوي مسلسل مميز بدأ عرضه مطلع العقد الثاني من الألفية الثالثة وقد حقق المسلسل نجاحًا ساحقًا وخصوصًا فيما يتعلق بجانب الكوميديا التي تمكن المسلسل من رفع سقف المنافسة بها، فكيف تمكن المسلسل من القيام بذلك يا تُرى؟

الكبير أوي

مسلسل الكبير أوي هو مسلسل مصري من بطولة النجم أحمد مكي، عُرض من ذلك المسلسل خمسة مواسم وقد أثبت المسلسل خلال مواسمه الخمس أنه مُسلسل لا يُقارن بأي إنتاج آخر، سواء مصري أو عربي، هذا طبعًا فيما يتعلق بمجال المسلسلات على وجه التحديد الكوميدي منها، والغريب هنا أن المسلسل كان التجربة الأولى لنجمه وبطله الأول أحمد مكي، أي أنه جاء في وضعية يُمكن الجزم بأنها لم تكن لتتيح الفرصة أساسًا لخروج مسلسل بهذا الحجم وهذه القيمة، لكن هذا ما يجعل المسلسل ناجحًا أكثر من أي شيء آخر، وهو كونه قد جاء من بعيد وقاتل حتى انتصر في النهاية، لكن بعيدًا عن جمال المسلسل الذي يُعد أمرًا مُسلم به تمامًا كما اتفقنا فإن البعض بات يتحدث بشكل واضح عن فكرة المقارنة وكيف أن ذلك المسلسل قد تمكن من رفع السقف الخاص بالمسلسل إلى مستوى أكبر من الممكن، فكيف حدث ذلك يا تُرى وما هي قصة هذا المسلسل من الأساس؟ هذه أسئلة نُجيب عنها سويًا بالسطور القليلة المُقبلة.

قصة مسلسل الكبير أوي

الكبير أوي قصة مسلسل الكبير أوي

قصة المسلسل هي في الأساس الحجر الأول في الكوميديا الكبيرة المُتفجرة به، فالمسلسل تدور قصته حول الكبير الذي يتولى رئاسة قرية المزاريطة بعد موت والده، وطبعًا هذه المقدمة تأتي أساسًا بشكل كوميدي خفيف للغاية، لكن ما يحدث بعد ذلك الكوميديا نفسها، حيث أن الكبير يكتشف أنه يمتلك شقيق توأم، وطبعًا نحن لسنا بحاجة لإخباركم بأن ذلك الشقيق هو الممثل أحمد مكي أيضًا الذي أدى أكثر من دور في المسلسل، بعد ذلك تظهر شخصية الشقيق الأخير حزلقوم، وهي شخصية قادرة على أن تهلكك من الضحك ولا تكتفي فقط بمجرد إضحاكك، لكن هذا العرض بالتأكيد يُبين لكم شكل المسلسل، فهل استمر العمل طوال الخمسة مواسم في تقديم هذا الأمر؟ الإجابة بكل تأكيد لا.

قصة المسلسل أخذت تتفرع وتتفرع حتى طالت الكثير والكثير من الجوانب، حيث أن كل حلقة تحمل موضوع مُعين وكل موضوع يُناقش قضية من القضايا الهامة، كل هذا يأتي في قالب من الكوميديا البحتة النظيفة، حيث أنه لا تم الاعتماد على الإيحاء بأي شكل من الأشكال، وربما ضمن الأمور التي يجب وضعها في الاعتبار أن المسلسل عبارة عن قالب مُتجدد، بمعنى أنه اليوم يُمكن أن يكون مُتعلق بموضوع مُعاصر حدث بالأمس، أي أنه غير مُلزم بأي شيء على الإطلاق، وهو أمر يجعله متميزًا عن الكثير من المسلسلات الأخرى التي تمط في موضوع واحد طوال أحداثها حتى يُصاب المشاهد في النهاية بالملل، مسلسل الكبير أوي في الأساس جاء ليُحارب الملل وليس ليُساعد في تواجده وانتشاره.

الكبير أوي فريق التمثيل

الكبير أوي الكبير أوي فريق التمثيل

خلف نجاح مسلسل الكبير أوي كان هناك فريق مميز من الممثلين الذين لا يُمكن بأية حالٍ من الأحوال الاستغناء عنهم أو ذكرهم في صورة نبذة بسيطة، فهؤلاء هم الذين صنعوا النجاح الحقيقي للمسلسل وأثروا فيه كل هذا التأثير، على العموم، من أهم نجوم المسلسل وأولهم بالطبع النجم أحمد مكي.

أحمد مكي

ليست هناك حاجة بالتأكيد للحديث عن موهبة أحمد مكي الكبيرة والتي ظهرت في العديد من الأعمال التي شارك بها، لكن مسلسل الكبير أوي شهد التفجر الحقيقي لتلك الموهبة وعلى مدار خمسة مواسم قدم فيها ميكي كل شيء يُمكنه أن يجعل المسلسل يوصف بأنه مسلسل متميز، فالمسلسل شهد تقديم ميكي لثلاث شخصيات وربما أربع إذا احتسبنا شخصية الكبير خالص التي ظهرت لفترة قليلة في المسلسل وعلى حلقات متباعدة، والرائع هنا أن الشخصيات كانت متباعدة كل البُعد عن الأخرى، فلم يُقدم مكي شخصيات المتشابهين أو التوأم المُتماثل، فمثل هذا الأمر سهل ولا يُمكن اعتباره ضمن المميزات الكُبرى، وإنما كل شخصية من شخصيات مكي في مسلسل الكبير أوي كانت مختلفة عن الأخرى تمامًا ومتباعدة كل البعد عن الأخرى، ولهذا فإن نسبة تزيد عن السبعين بالمئة من نجاح المسلسل تُنسب له.

دنيا سمير غانم

كذلك من النجوم الهامين للغاية الذين شاركوا في مسلسل الكبير أوي ضمن فريق التمثيل وحققوا نجاحًا كبيرًا النجمة دنيا سمير غانم التي ظهرت من خلال دور هدية، وهي زوجة الكبير أوي ، وبغض النظر عن الموهبة الفطرية الكبيرة التي تتمتع بها هذه النجمة إلا أن دورها الرئيسي كان عكس الكوميديا التي تُقدمها مجموعة المسلسل وعلى رأسهم أحمد مكي بكل الشخصيات التي كان يُقدمها، ففي النهاية الأمر لا يتوقف فقط على إلقاء النكات ومحاولة إضحاك الجمهور، بل يُمكن كذلك أن تكون عونًا في الأمر وتُسهم في العملية الكوميدية، وهذه هي المهمة التي كانت دنيا سمير غانم تقوم بها بامتياز.

محمد سلام

كذلك ضمن النجوم المُهمين للغاية الذين ظهروا في مسلسل الكبير أوي وانطلقوا لاحقًا مُحققين العديد من النجاحات النجم محمد سلام، وهو صاحب واحدة من الشخصيات الفارقة في المسلسل، شخصية هجرس التي كانت الشخصية المُفضلة للجماهير بسبب حالة التلقائية المُبهرة التي كانت تتمتع بها ومساعدتها في عكس الكوميديا التي كانت تُقدمها شخصية جوني، فقد كان محمد سلام بشخصيته مساندًا لهذه الشخصية وداعمًا كبيرًا لها في طريقها، بل هو الذي لمع الشخصية إن كان من الجائز استعمال هذا الوصف، ومن خلال المسلسل خرج محمد سلام وهو يحمل لقب نجم كوميديا الشباب الغير مُتكلفة، فهو يؤدي ما يُطلب منه فيما يتعلق بإضحاك الجمهور دون إسفاف أو استغلال لقبوله لدى الجماهير.

هشام إسماعيل

شخصية فزاع كذلك من الشخصيات الهامة التي أثرت في المسلسل ومثلت جزء كبير جدًا من نجاحه، الشخصية كانت من أداء ممثل مغمور وقتها وهو هشام إسماعيل، لكن لاحقًا نجح المسلسل كل النجاح بسبب الكثير من الشخصيات التي أداها الممثلين الجدد وضمنهم هشام إسماعيل الذي ظهر في دور غفير بمنزل الكبير، ذلك الغفير كان يُلقي بالنكات الكوميدية مع مشاركته كذلك بجزء من إظهار الجانب الآخر لشخصية الكبير، بمعنى أدق، كانت من مهام تلك الشخصية عكس الكوميديا من شخصية البطل، وقد أدى هشام إسماعيل هذا الدور بشكل مميز للغاية.

بيومي فؤاد

لا يُمكنك بأية حالٍ من الأحوال مشاهدة مسلسل الكبير أوي دون أن تنتبه إلى شخصية الدكتور ربيع الذي قام بتجسيدها النجم بيومي فؤاد والذي كان مجرد ممثل عادي بذلك التوقيت، وعلى الرغم من أن الدور نظريًا يبدو عادي لطبيب عادي إلا أن بيومي فؤاد قد نجح في أداء الشخصية بشكل مميز للغاية وأخرج منها لحظات كوميدية أقل ما توصف به أنها عبقرية، وربما الجمهور الذي شاهد المسلسل إن كان يحتفظ بجمل حوارية كاملة من العمل فسوف تكون تلك الجُمل متعلقة بالدكتور ربيع على وجه التحديد لأن أكثر الكوميديا خرجت منه، الشخصية كانت مميزة للغاية وتستحق المُتابعة.

كيف تمكن من رفع سقف الكوميديا؟

الكبير أوي كيف تمكن من رفع سقف الكوميديا؟

الآن نحن أمام أمر واقع لا يحتمل التشكيك فيه بأي شكل من الأشكال، هذا الأمر الواقع يقوم على أن مسلسل الكبير أوي قد نجح نجاحًا ساحقًا في رفع سقف الكوميديا وجعل البعض ينظرون لها على أنه قد قضى على فكرة المنافسة تمامًا، بمعنى أن كل مسلسلات الكوميديا تأتي خلف الكبير أوي، وقد حدث ذلك نتيجة لعدة أسباب أهمها معالجة المواقف الحياتية اليومية.

معالجة المواقف الحياتية اليومية

أول شيء نجح فيه مسلسل الكبير أوي وكان سببًا في رفع سقف المنافسة بهذه الصورة الكبيرة أن المسلسل في الأساس قرر معالجة المواقف الحياتية اليومية العادية بشكل كوميدي غير مألوف، فقد كانت مدرسة الكوميديا السائدة أن يتم تأليف قصة كوميدية مُعينة ثم يعيش بها البطل خلال الفيلم أو المُسلسل مهما كانت أعداد الحلقات، وبالطبع خلال ذلك كان يحدث نوع من أنواع المط والتطويل في التناول، لكن مسلسل الكبير أوي جاء بنظام جديد يقوم على استخدام المواقف الحياتية اليومية في إخراج جرعات كبيرة من الكوميديا، وقد نجح المسلسل بالفعل في تحقيق هذا الأمر وباتت كل حلقات المسلسل تحمل قدر لا يُستهان به من الكوميديا، بل كل مشهد يحمل الكوميديا بشكل أو بآخر، وهو أمر ليس سهل تحقيقه بالطبع.

وجود شخصيات تحمل كوميديا مُتفجرة

يُحسب لمسلسل الكبير أوي أنه لم يهتم فقط بالقصة وسعى لتطويرها وجعلها كوميدية بشكل كبير، بل إنه أيضًا قد سعى لتطوير الشخصيات وتحميلها الكوميديا بدرجة أكبر من المعتاد للحد الذي جعل مجرد ظهور مثل هذه الشخصيات سبب باعث على الضحك، وليس أي ضحك، بالضحك المفرط، ببساطة، لقد قدم لنا المسلسل شخصيات تحمل الكوميديا المُتفجرة، وهو أمر لم يكن مألوفًا العثور عليه في المسلسلات الأخرى حتى ولو كانت جيدة من الناحية الكوميديا، ومن أهم الشخصيات التي ظهرت في المسلسل وحققت ما نرمي إليه شخصيات مثل حزلقوم وجوني والكبير وفزاع وهجرس وأشرف، وغير ذلك من الشخصيات التي توالى ظهورها على مدار خمسة مواسم.

تأليف المسلسل بنظام كتابة جديد

لا يختلف أحد طبعًا على أن مسلسل الكبير أوي ظهر بشكل مُختلف تمامًا عن المألوف، لكن الفكرة هنا أن الاختلاف كان حاضرًا في المسلسل من حيث المشاهدة وكذلك من حيث عملية الكتابة نفسها، حيث يُعد هذا المسلسل من أوائل المسلسلات التي استخدمت نظام الكتابة في صورة ورش كتابة، إذ أن المُسلسل مكتوب من خلال الاستعانة بأكثر من مؤلف مع وجود كذلك إشراف على الكتابة واهتمام كبير للغاية بهذا الجانب، فكما هو واضح فإن المُسلسل يُقدر تمامًا النص التلفزيوني ويُدرك أنه الطريق الأهم في صناعة عمل ناجح، وكلنا رأينا ذلك من خلال المسلسل الذي كان ضمن فريق كتابته مصطفي صقر ومحمد عز، بالإضافة إلى أحمد مكي نفسه الذي أشرف على عملية الكتابة.

المحافظة على المستوى خلال جميع مواسم الكبير أوي

من أسباب النجاح الرئيسية كذلك في مسلسل الكبير أوي أنه حافظ على نجاحه، أو درجة النجاح الذي وصل إليها، في جميع المواسم التي صدرت منه، وهو أمر ليس من الطبيعي تواجده في كل مسلسلات الكوميديا التي اتفقنا منذ البداية أن الكبير أوي قد رفع سقف التنافس بها، على العموم، كان الموسم الأول أو الجزء الأول مميز جدًا، ثم الثاني أكثر تميزًا والثالث أكثر وأكثر وهكذا حتى الموسم الأخير، إنها بلا شك واحدة من المميزات التي من الصعب توافرها الآن.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

سبعة عشر − 5 =