تسعة
الرئيسية » الغذاء والتغذية » القرفة : كيف نستفيد من هذه العشبة لصحتنا وعافيتنا ؟

القرفة : كيف نستفيد من هذه العشبة لصحتنا وعافيتنا ؟

القرفة إحدى النباتات العشبية زكية الرائحة، تستخدم القرفة كمشروب أو تضاف إلى غيرها من المشروبات والأطعمة، لكننا هنا سوف نركز على الفوائد الطبية للقرفة.

القرفة

تعتبر القرفة من أهم وأقدم التوابل التي عرفها الإنسان على وجه هذه الأرض، حيث استخدمها الإنسان في طعامه منذ ما يزيد على 2500 سنة قبل الميلاد، وشجرة القرفة ظهرت في سري لانكا ثم انتشرت بعد ذلك في العديد من البلدان الاستوائية، ويتم الحصول على القرفة من اللحاء الداخلي لشجرتها وبعد تجفيفه ومعالجته يتم بيعه في الأسواق، وللقرفة أنواع عديدة وأفضلها هو (السيلان) وهو عالي التكلفة، وأقلها تكلفة (كاسيا) وهو أكثرها انتشارا في الأسواق، وقد استخدمت القرفة في المطبخ منذ قديم الزمان كإحدى التوابل الشعبية ومع اكتشاف فوائدها الكثيرة أصبحت تستخدم كعلاج طبي منذ فترة طويلة في الطب الأسيوي التقليدي؛ وليس ذلك لتميزها بالمذاق الجيد فقط ولكن لاحتوائها على مواد مضادة للأكسدة ومقاومة للجراثيم وبعض المعادن والألياف، ويتناول هذا المقال أهم الفوائد التي عرفها الإنسان من نبات القرفة.

تعرف على أهم الفوائد الصحية لنبات القرفة

الوقاية من مرض السرطان

لقد أكدت الدراسات التي نشرها باحثون في وزارة الزراعة الأمريكية أن القرفة لها تأثير فعال في الحد من انتشار الأورام والخلايا السرطانية؛ وذلك لأن القرفة تحتوي على أنزيمات تعمل على القضاء على الخلايا المصابة، ومن الواضح أنها تحد من نمو وانتشار الخلايا السرطانية بل قد تتسبب في موت تلك الخلايا، وقد كشفت دراسة أجريت على الفئران المصابة بسرطان القولون أن القرفة تحتوي على أنزيمات قادرة على إزالة السموم من القولون وحمايته من الخلايا السرطانية، وخلاصة الأمر أن الدراسات والتجارب التي أجريت على الحيوانات تشير إلى أن القرفة لها تأثير وقائي ضد السرطان.

تحسين صحة القلب

أثبتت بعض الدراسات أن القرفة تحتوي على الكالسيوم والألياف والتي لها تأثير كبير في القضاء على الأملاح الصفراء في الجسم؛ وبالتالي يعمل الجسم تلقائيا على تكسير الكوليسترول لإنتاج الأملاح الصفراء البديلة، وبالتالي يقل مستوى الكوليسترول في الدم، ويقل خطر الإصابة بأمراض القلب ومنها الكوليسترول والدهون الثلاثية وضغط الدم، وفي دراسة على عدد من الأشخاص أجريت عام 2003م أن الأشخاص الذين يتناولون يوميا 1جم من القرفة لوحظ انخفاض مستوى السكر في الدم لديهم بالإضافة إلى انخفاض الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية.

تنشيط الدورة الدموية

تحتوي القرفة على مركب الكومارين الذي له تأثير كبير في منع تجلط الدم وتنشيط الدورة الدموية للإنسان؛ لذلك يحذر المختصون الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب من تناول القرفة حتى لا يؤثر على تجلط الدم لديهم أو حدوث مضاعفات غير مرغوبة.

مضادة للالتهابات وهشاشة العظام

من خصائص القرفة أنها مضادة للالتهابات وتساعد على تخفيف الآلام في المفاصل والعضلات، وقد أثبتت دراسة أجريت في جامعة كوبنهاغن في أمريكا أن تناول ملعقة صغيرة من القرفة مع العسل قبل الإفطار صباحا يخفف من آلام المفاصل خلال أسبوع واحد، كما يمكن استخدام زيت القرفة في تدليك المفاصل لتخفيف آلامها، ولأن القرفة تحتوي على معدن المنغنيز الذي لديه قدرة كبيرة على بناء العظام والأنسجة -وذلك وفقا للدراسة التي أجريت في المركز الطبي بجامعة ميريلاند- فبالتالي نجد أن للقرفة تأثيرا قويا لعلاج هشاشة العظام.

مضادة للفطريات والبكتريا

من أهم منافع القرفة أنها قاتلة للفطريات التي تنمو بكثرة في الأمعاء وتنتشر في باقي الجسم، والسبب في انتشارها المضادات الحيوية وحبوب منع الحمل عند النساء والأدوية الروماتيزمية والخمور، والقرفة من أقوى عوامل القضاء على البكتريا والفطريات؛ فهي تعتبر مطهرا طبيعيا للقولون والأمعاء ومضادة لنمو البكتريا، وقد أثبتت دراسة فرنسية أن القرفة نافعة في القضاء على 65 سلالة بكتيرية من المضادات الحيوية، كما يستخدم زيت القرفة مع الماء لتطهير الأدوات في المطبخ ولعب الأطفال بدلا من استخدام المواد الكيميائية المسببة للسرطان.

علاج مشاكل الجهاز التنفسي

يوصي الطب التقليدي الصيني باستعمال القرفة لعلاج السعال والقضاء على البلغم؛ وذلك لما لها من تأثير قوي في تنشيط الدورة الدموية ورفع مستوى الأكسجين في الدم مما يؤدي إلى القضاء على أمراض الجهاز التنفسي بصورة سريعة خصوصا البرد والإنفلونزا والسعال والتهاب الحلق، ومن الوصفات المفيدة لذلك ربع ملعقة من القرفة مع ملعقة واحدة من العسل لمدة ثلاثة أيام يقضي على السعال المزمن ويعالج نزلات البرد والتهاب الحلق.

تساعد على الهضم

تعمل القرفة على إزالة وطرد الغازات غير المرغوب فيها والفضلات من الأمعاء؛ لذلك فهي تساعد على هضم الأطعمة والاستفادة منها بصورة أفضل، كما أن لها تأثيرا قويا في القضاء على الحموضة والإسهال والقيء.

تخفيف آلام الطمث

لقد ثبت أن القرفة كمشروب ساخن لها تأثير فعال في إدرار الطمث مع تخفيف آلام الولادة والتقلصات بعدها؛ وذلك لما تحتويه من المنغنيز الذي يتميز بقدرته على تخفيف آلام الدورة الشهرية عند النساء، وقد ذكرت جامعة ميريلاند عبر موقعها على الإنترنت أن النساء الذين يتناولون 5:6 جم من المنغنيز في طعامهم أكثر اعتدالا وأقل تقلبا في المزاج والحالة الصحية من الذين يتناولون جراما واحدا من المنغنيز، وهذا يدل على قدرة المنغنيز على ضبط الدورة الشهرية وتقليل أعراضها الجانبية.

آلام الأسنان

أثبتت الدراسات أن استخدام القرفة كغسول للفم يعمل على حماية الأسنان من البكتريا كما يحفظ الأسنان من التسوس ويعالج التهابات الفم، وإذا استخدمت ملعقة من القرفة مع خمسة ملاعق صغيرة من العسل مع قليل من معجون الأسنان ووضع هذا المعجون على موضع الألم في الأسنان يزيل الألم بتكرار ذلك مرتين أو ثلاث مرات يوميا، كما يستخدم مسحوق القرفة في علاج تقرحات الفم ومشاكل الأسنان واللثة والصداع والجراثيم.

علاج التهاب المسالك البولية

مما أثبتته الدراسات أيضا أن الأشخاص الذين يتناولون القرفة في طعامهم بشكل منتظم لا يعانون من مشاكل الجهاز البولي والمسالك البولية.

علاج مرض السكر

من المعروف طبيا أن القرفة تعمل على خفض نسبة السكر في الدم وذلك عن طريق:

  • من خلال تقليل كمية الجلوكوز الذي يصل الدم بعد تناول الطعام، والقرفة تقوم بذلك عن طريق التفاعل بين عدد من الإنزيمات الهاضمة التي تؤدي إلى تقليل نسبة الكربوهيدرات في الجهاز الهضمي.
  • وجود مركب في القرفة يمكنه محاكاة الأنسولين مما يحسن امتصاص الخلايا للجلوكوز.
  • وقد أكدت الدراسات أن تناول 1:6 جرامات من القرفة يوميا يقلل من فرص الإصابة بمرض السكر كما يعمل على خفض مستوياته في الدم بصورة واضحة.

علاج القولون العصبي

أثبتت دراسة باكستانية أن زيت القرفة له دور كبير في علاج القولون بسبب قدرته وخصائصه المضادة للميكروبات، كما أن القرفة –وفقا لما أثبتته الدراسة- لها دور وتأثير كبير في القضاء على السالمونيلا بأنواعها المختلفة بالإضافة إلى دورها في التهدئة، وبالتالي يتضح دورها في علاج القولون العصبي وأمراضه.

حافظة للأطعمة

تعتمد الكثير من البلدان الأسيوية الحارة في حفظ الأطعمة على القرفة مع تركيبة من التوابل مثل الكركم والفلفل الحار وذلك لحفظ الطعام بعيدا عن الثلاجة، ويرجع ذلك إلى دور القرفة في تثبيط نمو البكتريا ومنع الأطعمة من التعفن، وفي إحدى الدراسات التي أجريت عام 2013م ثبت أن زيت القرفة له فعالية كبيرة في مقاومة الحشرات وحفظ الأطعمة لمدة طويلة، وقد ذكرت دراسة حديثة أن تغطية الفاكهة بطبقة من البكتين مع أوراق القرفة يجعلها تبقى طازجة لفترة أطول.

مضادة للأكسدة

تحتوي القرفة على بعض المواد التي لها تأثير مضاد للأكسدة ومن هذه المواد (الكافيك والكيوماريك والتربينين واللينالول…) وهذه المواد تحمي الجسم من أمراض القلب والسرطان التي تنشأ نتيجة التأكسد، كما أوضحت دراسة هندية أن قدرة القرفة على مكافحة الجراثيم وخصائصها المضادة للأكسدة جيدة لبناء خلايا الجسم وإصلاح ما بها من أضرار بداية من الجلد إلى الأعضاء.

التخسيس

من المعلوم أن للقرفة تأثيرا بارزا في تنشيط الدورة الدموية وزيادة تدفق الدم وبالتالي تحسين عملية التمثيل الغذائي وذلك يفيد في فقدان الوزن الزائد للجسم، ومن أشهر الوصفات للتخلص من الوزن الزائد هي خلط نصف ملعقة من مسحوق القرفة مع ملعقة من العسل وبعد غليها في كوب ماء يتم تصفيتها وتناوله قبل الطعام مرتين يوميا، وهذا يساعد على التخسيس بصورة واضحة وسريعة.

علاج أمراض الجلد

يستخدم المعالجون بالأعشاب الطبية القرفة في علاج العديد من أمراض الجلد خاصة مشاكل البشرة وحب الشباب والنمش والكلف وذلك لأن القرفة تعتبر مضادا حيويا له قدرة على التعقيم وقتل الميكروبات والبكتريا بصورة عالية.

طاردة للحشرات

من أهم الخصائص التي يتميز بها نبات القرفة أنه مضاد للميكروبات وقاتل للبكتريا؛ لذلك يستخدم كثيرا في علاج قمل الرأس وطرد النمل الأسود من المنازل وطرد البق من الفراش وطرد الصراصير والبعوض، وقد ذكرت دراسة تايوانية في هذا الصدد أن زيت القرفة لا يقتل إلا يرقات البعوض فقط.

علاج الزهايمر

توصلت دراسة إسرائيلية أجريت في جامعة تل أبيب إلى أن هناك أدلة كافية تثبت أن القرفة لها القدرة على تثبيط عمل خمس سلالات عدوانية من الجينات المحفزة لمرض الزهايمر، كما تشير النتائج إلى أن القرفة تحتوي على مادتي (سينمالدهيد- يبيكاتشين) وهما لهما تأثير فعال في مكافحة مرض الزهايمر، كما أثبتت دراسة في جامعة كاليفورنيا أن القرفة تمنع من تطور التشابك الخيطي في خلايا المخ المصابة بالزهايمر.

علاج الاكتئاب

من المعتقدات القديمة أن رائحة القرفة هي أفضل علاج للكآبة، وقد أثبتت الدراسة التي قام بها الدكتور بريان رادنبوش، في جامعة ويلنج أن رائحة القرفة لها تأثير مهدئ ومضاد للهيجان، وقد تكون القرفة علاجا رائعا للاكتئاب؛ لأنها تقضي على أنواع عديدة من البكتريا والميكروبات المعدية التي تؤدي إلى الاكتئاب، وتناول القرفة يعالج هذا الاكتئاب ويجعلك تستعيد نشاطك الجسمي وحيويتك الصحية مرة أخرى.

القضاء على الفيروسات

ذكرت إحدى الدراسات الهندية أن القرفة لها تأثير فعال في القضاء فيروس نقص المناعة البشرية، كما أوضحت تلك الدراسة أن مركب الأوجينول الموجود في القرفة هو العنصر الأساسي الذي له تأثير قوي ضد الهربس أو مرض نقص المناعة البشرية والذي يؤدي في النهاية إلى الإصابة بالإيدز.

إن الفوائد العديدة للقرفة والتي ذكرنا أغلبها وأهمها في هذا المقال سابقا تأتي من قدرتها الشفائية الفريدة بسبب احتوائها على مجموعة من الزيوت الأساسية والمكونات النشطة وأيضا بعض المواد الطيارة وعدد من المعادن والفيتامينات، وتتوفر القرفة في صور مختلفة منها على شكل عيدان أو مسحوق أو زيت ويجب أن تكون مغلفة جيدا أو في وعاء زجاجي محكم الغلق للحفاظ على زيوتها ومكوناتها، ويجب التأكد من رائحة القرفة المقبولة قبل استعمالها وإلا يجب التخلص منها، كما ينصح بالبحث عن أفضل أنواع القرفة عند الشراء لضمان المستوى الجيد من الحفظ والمكونات المكتملة.

محمد حسونة

معلم خبير لغة عربية بوزارة التربية والتعليم المصرية، كاتب قصة قصيرة ولدي خبرة في التحرير الصحفي.

أضف تعليق

15 + خمسة عشر =