تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » لغات » الفروق بين العربية والإنجليزية : كيف يختلف الغناء حسب اللغة؟

الفروق بين العربية والإنجليزية : كيف يختلف الغناء حسب اللغة؟

تتباين اللغات الإنسانية في الكثير من خصائصها، وتبرز الفروق بين العربية والإنجليزية في مجال إخراج الأصوات والغناء كما سنرى في السطور التالية.

الفروق بين العربية والإنجليزية

الفروق بين العربية والإنجليزية في مجال الغناء كثيرة ومتنوعة، تعد اللغة العربية هي اللغة الرسمية في العديد من الدول وعلى رأسها مصر والعراق وليبيا والسعودية كم أنها اللغة التي كتب بها آخر الكتب السماوية القرآن الكريم، وحتى المسلمون من كافة الدول الغير عربية كإندونيسيا مثلاً معتادون بشكل كبير على تهجي حروف العربية وتفهم معانيها الرئيسية حتى يسهل عليهم ذلك إقامة شعائرهم الدينية. بالطبع تأتي اللغة العربية في صور لهجات عديدة تتنوع بين الخليجية والشامية والمصرية والمغربية وغيرها لكن تظل العربية الفصحى هي اللغة الرسمية والأصلية على مر العصور.

تعد اللغة العربية واحدة من اللغات السامية وبالتالي فهناك نطاق واسع من الاختلاف بينها وبين اللغة الإنجليزية، ذلك النطاق الواسع يجعل من السهل بل ومن المؤكد حدوثه أن تجد العديد من الأخطاء إذا ما حاول شخص عربي التحدث باللغة الإنجليزية بطلاقة، وربما لا يسلم من تلك الأخطاء إلا من اعتاد طيلة حياته على التحدث بكلتا اللغتين بشكل متساوي كمن درس وتعلم في مدارس للغات مثلاً أو عاش فترة لا بأس بها من عمره في دولة تنطق بالإنجليزية. باستثناء تلك المجموعة فإن غالبية الشعب العربي دائماً ما يجدوا صعوبة بالغة في التحدث باللغة الإنجليزية بطلاقة وهذا يرجع إلى وجود العديد من الفروق في نطق حروف اللغتين العربية والإنجليزية، وإن كانت تلك هي مشكلة حقيقية تواجه من يحاول التحدث فقط فما بال من يحاول الغناء باللغة الإنجليزية؟!

تعرف على الفروق بين العربية والإنجليزية في مجال الغناء

مخارج الحروف

هناك علم خاص بالنطق يسمى علم الصوتيات (Phonetics) وهو يهتم بشكل أساسي بمخارج الحروف وكيف تنطق حتى تخرج الكلمة بالشكل الصحيح وبنطق واضح يميزها كل من يسمعها بسهولة، وعند دراسة علماء الصوتيات لمجموعة الفروق بين العربية والإنجليزية وجدوا أن أول فرق واضح للغاية هو اعتماد اللغة العربية بشكل أساسي على الحروف الساكنة فلا يشترط تواجد حرف علة في الكلمة ويستعاض عنه بما يعرف بالتشكيل الذي يعطي نغماً مميزاً لكل حرف مما يوضح مفهوم الكلمة ويميزها عن سواها؛ وبالتالي فإن الكلمة الواحدة في اللغة العربية يمكن أن تعطي أكثر من معنى مختلف تماماً دون أي ارتباط فقط بمجرد تغيير علامات التشكيل على حروفها.

على الجانب الآخر تتميز اللغة الإنجليزية بشرط تواجد حرف علة واحد على الأقل في كل كلمة وسط الحروف الأخرى الساكنة حتى تميز نطق الكلمة لمن يقرأها، ولكن من ناحية أخرى فيجد من يقبل على تعلم مخارج حروف اللغة الإنجليزية أن هناك حروفاً تنطق في كلمة ما بنطق معين وفي كلمة أخرى تنطق بنطق مختلف تماماً مما قد يصعب الأمر قليلاً على المتعلمين. وعلى كل حال فإن مخارج الحروف هي أحد أهم الفروق بين العربية والإنجليزية التي يجب أن يعيها كل من يحاول الغناء بأي من اللغتين حتى يتقن غنائه بشكل صحيح تماماً.

العرب

العرب لمن لا يعرفها هي قدرة المغني على التلاعب بالكلمات أثناء غنائه بحيث يطيل في بعض حروف العلة قليلاً رغبة منه في استعراض مهارات صوته وهي إحدى أركان الغناء الأساسية التي يقيم بناء عليها صوت المغني، ورغم أن تلك العرب تعد من الأشياء المشتركة في الغناء بين كافة اللغات إلا أنها في نفس الوقت تمثل أحد الفروق بين العربية والإنجليزية؛ فالعرب في الغناء العربي تكون بشكل عرضي أكثر من طولي (كل من درس علم الصوتيات سيتفهم تلك النقطة جيداً) على عكس العرب في الغناء الغربي والتي تكون طولية أكثر من عرضية. حتى وإن كنت لم تفهم تلك النقطة جيداً حاول أن تسمع أغنيتين إحداهما عربية والأخرى عربية ولاحظ عندما ينطلق المغني في كلتا الأغنيتين بصوته وميز كيف سمعت العربة في المرتين ستلاحظ بأن العربة في الغناء العربي مختلفة تماماً عن مثيلتها في الغناء الغربي.

الآلات الموسيقية

لا تنطبق تلك النقطة على الفروق بين العربية والإنجليزية في الوقت الحالي كثيراً حيث أن عصر التكنولوجيا الذي نعيشه الآن خلق مساحة كبيرة من الاختلاط والمزج بين نوعي الموسيقى العربية والغربية فتجد موسيقى الهاوس والتكنو التي تعتمد بشكل أساسي على أجهزة الصوت بدلاً من آلات العزف اليدوية قد دخلت إلى عالم الموسيقى العربية بل واجتاحتها بشكل أصبح يطغى كثيراً على الآلات التقليدية التي اعتدنا عليها ولعل أكبر دليل على ذلك هو أنه إذا قمت بتفقد أي ألبوم أغاني لمغني عربي في الوقت الحالي ستجد على الأقل أغنية أو أغنيتين تعتمد على موسيقى الهاوس أو التكنو بشكل رئيسي، الأمر نفسه ينطبق على أغاني الهيب هوب وغيرها من أطوار الموسيقى الغربية التي أصبحت منتشرة بشدة في عالم الموسيقى العربية.

إنما نحن هنا بصدد دراسة الفروق بين العربية والإنجليزية في الأغاني القديمة من حيث الآلات المستخدمة؛ فهناك آلات كالناي والعود والقانون والمزمار لا تجدها سوى في الأغاني العربية بل كانت ولا زالت علامة مميزة لها، فإذا كنت تسير في مكان ما وسمعت إحدى تلك الآلات ستجد نفسك- بدون حتى تمييز الأغنية- قد تذكرت وطنك العربي وأغانيه التي اعتدت سماعها. على عكس آلات موسيقية أخرى كالجيتار مثلاً أو الطبلة الغربية والتي تعد حديثة العهد على الموسيقى الشرقية.

مقامات الغناء

مقامات الغناء هي درجات شدة الصوت وارتفاعه التي يختارها المغني قبل بدء الغناء والتي ترتبط بدرجات السلم الموسيقي المعروفة (دو- ري- مي- فا- صو- لا- سي- دو) حيث يتم اختيار درجة السلم الموسيقي في البداية التي تعزف بناء عليها الآلات الموسيقية في الخلفية وبالتالي يحدد المغني المقام الذي سيختاره للغناء، وحيث أن الغناء العربي يعتمد بشكل كلي على الطرب والتجويد في الصوت وإضافة العرب فكان الغناء العربي متميزاً بكثرة المقامات وتنوعها مما يوفر للمغني العديد من الاختيارات المتاحة أمامه، أما على الجانب الآخر فمقامات الغناء الغربي قليلة ومعدودة ومعظمها مستوحاة من مقامات الغناء الشرقي.

التناغم الموسيقي

يعرف التناغم الموسيقي في عالم الغناء بمصطلح (الهارموني) حيث يتطلب تسجيل الأغنية أو حتى غناؤها على مسرح مباشرة أمام الجمهور وجود تناغم وتناسق بين صوت المغني والمقام الذي يختاره من ناحية وبين الآلات الموسيقية التي تعزف ودرجة السلم الموسيقي المعزوفة عليها من ناحية أخرى وبين أصوات الكورال في الخلف الذين يرددون بضع كلمات من الأغنية مع المطرب الرئيسي من ناحية ثالثة، وإذا وضعنا الغناء العربي والغربي في مقارنة من حيث تلك النقطة سنجد أن الكفة تميل لصالح الغناء الغربي تلك المرة؛ فوجود تكنولوجيا عالية يتم إدخالها وتطبيقها على كل مراحل تسجيل الأغنية يسهل وجود تناغم موسيقي بين عناصرها بشكل كبير بينما يستلزم الأمر من المغنيين العرب مجهوداً مضاعفاً لضبط ذلك التناغم مما يدفع العديد من المغنيين إلى الاستغناء في كثير من الأحيان عن الكورال أو الآلات والاكتفاء بموسيقى مسجلة مسبقاً لتسهل عليه عملية الغناء.

الغناء الأوبرالي

قديماً كان معظم المغنيين الغربيين يطلب منهم أداء أغانيهم أمام قاعة كبيرة تمتلئ بحشد الملوك والأعيان مما يضطرهم إلى رفع صوتهم لأقصى درجة ممكنة والذي يعتقد المؤرخون أنه كان السبب في نشأة الغناء الأوبرالي الذي يعتمد على الصوت المرتفع بنغمة واحدة لا تتغير، على عكس الغناء العربي الذي يميل فيه المغني إلى تغيير نغمة صوته أكثر من مرة على مدار الأغنية الواحدة حتى تتناسب مع معنى الكلمات ومرادها.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

اثنان × 4 =