تسعة
الرئيسية » عمل ومهارات » ادارة الاموال » العيش بأقل من دولار : كيف يعيش كثر بأقل من دولار يوميًا ؟

العيش بأقل من دولار : كيف يعيش كثر بأقل من دولار يوميًا ؟

حددت الأمم المتحدة مستوى العيش بدولار واحد يوميًا كخط للفقر، لكن كيف يستطيع المرء العيش بأقل من دولار وهل هذا ممكن حقًا في عالم اليوم؟

العيش بأقل من دولار

العيش بأقل من دولار يوميًا هو ما يتم تعريفه بمستوى خط الفقر، وخط الفقر هنا يعني مستوى معيشة منخفض، ونقص في الاحتياجات الأساسية للإنسان، وكان قد تم تحديده في عام 1990 من خلال البنك الدولي بأنه يمكن اعتبار الفرد داخل خط الفقر إن كان دخله دولار يوميًا، وتحت مستوى خط الفقر أو الفقر المدقع كما أطلقوا عليه حين يقل عن الدولار، وتختلف القيمة من دولة إلى أخرى من خلال القيمة الشرائية ومستوى المعيشة والمتطلبات الأساسية التي يحتاجها الفرد، وللأسف الشديد يعاني نصف سكان الكرة الأرضية من العيش في مستوى خط الفقر، والكثير أيضا تحت خط الفقر، وذلك يعود إلى حالات الحروب والأزمات الاقتصادية وانتشار المجاعات وعدم القدرة الاقتصادية للدول على توفير أساسيات أفرادها، ومن خلال المقال سوف نحاول أن نعرف الفقر ونعرف مستوى خط الفقر ونعطى أمثلة على الدول التي تعاني اقتصاديا، ونحاول أن نجد حلول، كما يمكننا تحليل الوضع الراهن وكيف لنا كأفراد أن نتخطاه أو نتعامل معه؟

العيش بأقل من دولار : هل هو أمر ممكن حقًا؟

ما هو خط الفقر؟

ويمكننا تعريف خط الفقر على أنه أدنى مستوى معيشي للفرد يوفر له بالكاد المتطلبات الأساسية، وتحت خط الفقر من لا يجدون متطلباتهم الأساسية. وكان يتم اعتبار العيش بأقل من دولار في اليوم يعني اندراج الفرد في مستوى خط الفقر، إلا أن النسبة الآن وصلت للضعف تقريبا، وللأسف ظاهرة خط الفقر تنتشر بشكل كبير على مستوى العالم وإن كان للدول العربية نصيب كبير فيه. ويتم حساب مستوى خط الفقر من خلال المجموع الكلي للاحتياجات الأساسية للفرد أو للأسرة في فترة زمنية محدده، في الغالب تكون عام، ويختلف مستوى خط الفقر من بلد لآخر حسب إيجار المسكن مثلا والطعام والشراب وغيره، ورغم ذلك يوجد مستوى عالميا لخط الفقر ولكنه يعتمد في نتائجه أيضا على ظروف البلاد واقتصادها.

البلدان النامية والفقر

بالنسبة للدول النامية يعد العيش بأقل من دولار يوميا شائع جدا، حيث يعاني سكانها من ظروف حياتية قاسية، ويقع الكثير منهم تحت خط الفقر فعلاً، والأمر يرجع ببساطة إلى سوء الأحوال في هذه الدول من صراعات ونزاعات سياسية والربيع العربي وما حدث به أكبر مؤثر على انتشار الفقر بسبب الحروب، فلم يعد يتوفر للأفراد في الكثير من هذه الدول الاحتياجات الأساسية، وفي النهاية يتجهون إلى اللجوء، ومن ثم يؤدي هذا اللجوء إلى مشكلات في الدول الأخرى.. وهكذا في دائرة لا تنتهي، ويمكننا أخذ سوريا كمثال بسيط. ورغم الجهود التي يقوم بها البنك الدولي من تحديد البيانات المسحية بهذه الدول لمعرفة مستوى الأفراد ومن هم اللذين يقعون تحت خط الفقر لمساعدة هذه الدول في وضع خطط استراتيجية للقضاء على الفقر أو حتى الحد منه، لكن النتائج الأخيرة تؤكد انتشار الفقر بشكل أوسع رغم سير هذه الدول على النظام الصحيح الذي من المفترض أن يمكنها من تقليل الفقر لديها، إلا أن البنك الدولي أرجع ذلك إلى أنه يعني بذل المزيد من الجهد للحد من الظاهرة ومحاولة إيجاد العلاج المناسب لها.

أشهر الدول التي تعاني من الفقر

هذه قائمة بأكثر الدول شهرة بمعاناة أفرادها من العيش تحت خط الفقر والعيش بأقل من دولار يوميًا، وهي من الدول النامية، ورغم ذلك يمكننا أيضا أن نوضح أن هناك الكثير من الدول التي لا تتوفر لها إحصائيات صحيحة وهناك الكثير أيضا مما تقول إحصاءاتها شيء وتجد الواقع شيء آخر، والآن مع الدول الأكثر فقرا:

  • توغو، وهي من الدول الأفريقية التي يعاني أكثر من نصف سكانها من الحياة تحت خط الفقر وذلك لقلة دخل مواطنيها عن دولار يوميًا، وتتمير باقتصاد ضعيف للغاية، ويرجع السبب الأول لهذا الضعف وانخفاض مستوى المعيشة إلى الاضطرابات السياسية والحروب الأهلية وكوارث الطبيعة.
  • مالاوي، وهي من الدول الأفريقية أيضا، ويعاني أكثر من نصف سكانها من الدخل المنخفض ومستوى معيشة رديء، كانت تعتمد على معونات صندوق النقد الدولي والدول المانحة باعتبارها من الدول الفقيرة التي يحتاج سكانها إلى المعونات إلا أنه وبسبب انتشار الفساد بها تم توقف هذه المنح وأصبح يعاني أغلب سكانها من الفقر.
    سيراليون، ورغم أنها من الدول المنتجة للماس والذهب إلا أن أغلب سكانها يعانون من الفقر ومستوى معيشة منخفض.
  • النيجر، وهي من الدول التي يتفاقم بها الفقر يومًا بعد يوم، وضُمت إلى برنامج الدول الفقيرة لدى صندوق النقد الدولي، يعاني أغلب سكانها من العيش تحت خط الفقر.
  • جمهورية أفريقيا الوسطى، ورغم امتلاكها لعوامل طبيعية وثروات طبيعية كالنفط والذهب، ورغم أن أراضيها صالحة للزراعة إلا أن الكثير من سكانها يعيشون مع خط الفقر ويعانون كثيرًا.
  • إريتريا، ورغم موقعها الجغرافي المميز إلا أن نموها الاقتصادي بطيء جدًا وسكانها يعانون من الفقر ويعتمدون في معيشتهم على المنتجات الحيوانية.
  • بوروندي، بسب انتشار الصراعات القبلية والحروب الأهلية ساءت حالتها الاقتصادية ويعيش سكانها تحت خط الفقر ويعانون من سوء التغذية والأمراض، كما ينتشر لديهم مرض نقص المناعة المكتسبة “الإيدز”، ويعاني أغلب أطفالها من سوء في التغذية.
  • زيمبابوي، تعاني من مستوى معيشة منخفض واقتصاد بطيء، ويعاني أغلب سكانها من انتشار الأمراض الجنسية كالإيدز، وتقل فيها مستوى الأعمار حيث يبلغ متوسط عمر الذكور 46 والإناث 37 عاما.
  • ليبيريا، تعتبر واحدة من أفقر الدول على الإطلاق وعانت كثيرًا من الحروب الأهلية وقتل العديد من المدنيين، يعيش أغلب سكانها تحت مستوى خط الفقر.
  • جمهورية الكونغو، تعتبر من أفقر الدول على الإطلاق وتعاني من الحروب وقتل الكثيرين من سكانها جراء هذه الحروب، ويعيش أغلب سكانها تحت مستوى خط الفقر.

الاقتصاد العالمي إلى أين؟

ورغم مرور العالم بأزمة مالية في عام 2008 وانتشار الفقر بشكل ملحوظ و العيش بأقل من دولار أصبح أمر لا مفر منه حينذاك، إلا أن الأصوات تتعالى هذه الأيام بالتنبيه على أن العالم في طريقه للدخول في أزمة مالية عالمية جديدة، مما يعني أن الوضع الحالي الذي نشتكيه سوف يزداد سوءًا ويتأزم أكثر، ونمو الاقتصاد العالمي يتباطأ وسعر الفائدة الأمريكية يعلو وارتفاع أسعار السلع والمعادن وغيره مما يبشر بأزمة اقتصادية عالمية طاحنة. ويحاول علماء الاقتصاد مراقبة الوضع الاقتصادي العالمي وتحليله في محاولة منهم لإيجاد مخرج للأزمة، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في خروج الأمر عن السيطرة يوم بعد يوم مما يعني أن الأوقات الأكثر حلاكا لم تأتِ بعد، فنحن سوف ندخل في مرحلة انتشار الفوضى والمجاعات بسب غلو الأسعار وارتفاعها وجميعنا أصبح يلمس ذلك من الآن في حياتنا اليومية.

الحل في التعايش

من الواضح من كل ما سبق أن الأزمة عالمية وليست تقع على قطاع واحد، وإن كانت الدول النامية هي المتضررة بشكل أكبر إلا أن الانفلات الاقتصادي على مستوى العالم بما فيه الدول المتقدمة، فما الحل إذن كأفراد، الحل هنا سوف يكون على المستوى الفردي في تقليل الاحتياجات الأساسية واتباع سياسات التقشف كما فعلت اليونان لحين الخروج من الأزمة. ويبدو أيضا أن العيش بأقل من دولار سوف يصبح أمرا طبيعيا لا يقتصر على مستوى خط الفقر أو أننا جميعا سوف نعيش تحت خط الفقر لأننا مجبرون على العيش في مستوى معيشة منخفض للتقليل من احتياجاتنا الأساسية.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.

أضف تعليق

أربعة × خمسة =