تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » طلاق » الطلاق الصامت : كيف تكون مطلق وأنت تحت سقف واحد مع شريكك ؟

الطلاق الصامت : كيف تكون مطلق وأنت تحت سقف واحد مع شريكك ؟

هل جربت إحساس الطلاق الصامت من قبل؟ ذلك الإحساس الذي تشعر فيه وكأنك منفصل عن شريكك مع كونكما متزوجين، تشرح الكاتبة مفهوم الطلاق الصامت وكيفية التعامل معه.

الطلاق الصامت

الطلاق الصامت هو المصطلح الأنسب في تلك الحالة من الانفصال بين الزوجين وهما تحت نفس سقف البيت. في الظاهر يتعاملون مع بعض بشكل يبدو طبيعي، أما الداخل فالدمار يسيطر على أركان المنزل بالكامل. هنا لن أتحدث بشكل ديني عن الطلاق الصامت فهذا ما لا يعنينا اليوم، إنما أتحدث من الناحية النفسية عن ثلاث نقاط مهمة: الأعراض، الأسباب، والعلاج. الطلاق الصامت ما هو إلا مرض ويتفشى بكثرة هذه الأيام، خاصة في المجتمعات التي تطلق الأحكام المختلقة على الطلاق العادي، فيتجه الأزواج لاإرادياً إلى الطلاق الصامت.

الطلاق الصامت : مشكلة جدية تهدد الزيجات السعيدة

أعراض الطلاق الصامت

لكل مرض أعراض تظهر على الشخص فتكتشف منه المرض، وهذه قائمة بأهم وأخطر الأعراض لمرض الطلاق الصامت.

لا تتحدثان

الصمت بين الأزواج من أهم علامات الطلاق الصامت، وفي الحقيقة من هنا أتت التسمية. إن لم تكن تتكلم مع زوجتك أو زوجكِ إلا في أمور المنزل والأطفال والحياة العملية فهذه بداية المرض والأزمة. من المفترض أن يكون الزوجين روح واحدة في جسدين مختلفين، إذاً انعدام الصراحة والتحدث بالمشاعر سواء الإيجابية أو السلبية، أو انعدام التحدث لمجرد التحدث والتكلم بشكل فكاهي دون الإحساس بالحرج والضيق فهذا مؤشر خطير. الفطرة السليمة تقول بأن ليس بين الأزواج حدود سوى الاحترام والتقدير، ومن حق كل واحد أن يتحدث عما بداخله دون الإحساس بالحرج أو الضيق، بلا حواجز. أن تجلس صامتاً دون أن تجد ما تقوله مع إنك لو تقابلت مع أحد الأصدقاء تظل تتكلم حتى يجف حلقك، أو إنك تفضل أن تلعب في هاتفك المحمول وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بشكل منفصل عن أن تنظر في عيني زوجتك وتتكلم معها، فهذه مشكلة.

لا تمتلكان شيء مشترك

من أهم أعراض الطلاق الصامت والتي بدورها تؤدي إلى الصمت هو عدم وجود أشياء مشتركة فيما بينكم سوى الأطفال وطعام اليوم. يجب أن يكون هناك ما تحبانه أنتما الاثنين بدون حاجة واحد منكم أن يتنازل إلى الأخر ليفعل ما يريد. شيء ترغبان بفعل معاً وإن لم تكونوا مع بعض يفقد هذا الشيء معناه. عمل معين، مشاهدة فيلم أو مسلسل، قراءة كتاب، الذهاب إلى مكان مفضل، حتى إن كانت النميمة عن أشخاص آخرين، هذه الأشياء مهمة ليتجدد الكلام فيما بينكم والرغبة بقضاء الوقت معاً. إن كان كل واحد فيكم يعمل في اتجاه مختلف تماماً عن الأخر، ولديه رغبات واهتمامات مختلفة بدون عامل مشترك واحد فهذه كارثة.

لا تتفاهمان

عدم التفاهم أو التواصل أو التفكير بطرقة الغير كلها مؤشرات مهمة يجب أن تلاحظها عند تقييم زواجك. عندما تجد نفسك تحتاج إلى مجهود كبير لتوصيل ما ترغب في قوله إلى شريك حياتك، وإن حدثت مشكلة يصير التفاهم لحلها في قمة الصعوبة فهذا ليس بالأمر الهين. عندما يتوقع كل واحد منكم أنه لا مجال للشخص الأخر لفهمه أو تقدير مشاعره، ويظن كل فرد أنه الأعلى والأقدر على التفكير دوناً عن الأخر فيستحقر طريقة تفكيره وينبذ طريقة كلامه فهذا يسمى عدم تواصل، وعدم التواصل الفكري من أهم مميزات الطلاق الصامت. وقتها تعيش مع شخص لا يفهمك ولا تفهمه، إذاً هو مجرد شخص غريب عنك مع إنه يسمى زوجك وشريك حياتك، إنه التناقض بعينه.

لا تختليا أبداً بنفسكما ولا تعرفان معنى التنزه

مع كثرة مشاكل الحياة ومسؤولياتها والأطفال، يظل وقت قليل جداً لنفسك. إن لم تتمكن من الاختلاء بزوجك أو زوجتك سوى عند النوم وأحياناً حتى في وقت النوم لا تجدها بجانبك بسبب اختلاف مواعيد وأعمال الاثنين، فهنا يجب أن تنتبه إلى حالك. احسب كم ساعة تتمكن فيها من قضاءها مع زوجتك في المنزل أو في أي مكان أخر. هل تستطيع أن تتذكر أخر مرة قررتما التنزه معاً وترك الحياة الروتينية وحتى الأطفال ورائكما؟! هل تمتلكان الرغبة من الأساس في الخروج بمفردكما كما كنتما تفعلان في وقت الخطبة أو ما قبلها؟! أم المحاولة ستكون مملة وثقيلة على قلبك؟ كلها أسئلة لابد منك أن تسألها لنفسك.

عدم تقديم الآخر

عندما تعلو كلمة “أنا” فوق كلمة “هو” فيجب أن تراجع نفسك. من أوضح أعراض الطلاق الصامت هو أنكما تنسيا ما يرغب به الأخر وتفكران فقط فما تحتاج أنت وترغب فيه، وهنا تصبح الأمور أكثر تعقيداً. كلمة “أنا” كفيلة بتدمير أي علاقة وبالأخص العلاقة الزوجية المبنية على تقديم احتياج الأخر على احتياجك. ولا أتحدث عن دور الزوجة فقط كما يظن بعض الرجال، بل أخص الرجال في قلة تفكيرهم بما تحتاج الزوجة فيما يختص بالحنان والعواطف خارج إطار الاحتياجات المنزلية اليومية، وكأن المرأة تحولت إلى مجموعة من احتياجات المنزل والمال.

عندما تقرر السيدة أن تسمع حلقتها المفضلة على حساب رغبة زوجها في مشاهدة مباراة كرة القدم ويضطر إلى الخروج من منزله ليسمعها في الخارج. أو أن يعتقد الزوج أن المرأة لن تغضب لو أنه نسي عيد ميلادها أو لم يرجع لمنزله ليأكل معها ويقدم لها كلمة شكر بسيطة بعد مجهودها في تحضير الطعام طوال اليوم ويعتقد أنه في منتهى السهولة. أن يعتقد كل واحد أنه الأكثر مشقة ومحمول بالأعباء الثقيلة ويحتاج لمن يتفهمه في حين الأخر يفكر بنفس الطريقة، ولا واحد منهما يفكر بالأخر ومسئولياته الصعبة. كلها أمثلة لتفاصيل صغيرة ولكنها مهمة، وصدقني يا عزيزي الزواج المتماسك يُبنى على التفاصيل الصغيرة.

أسباب الطلاق الصامت

هنا نستعرض الأسباب التي أدت إلى الأعراض، وفي الحقيقة فإن الأسباب تتداخل وتتشابك لتعطي بالنهاية الشكل الأخير للمرض. ولكننا نحاول أن نفصل هذه الأسباب حتى تلاحظها بنفسك وتختبرها على حياتك.

ضغط الحياة المستمرة

الحياة تدمر صحتنا النفسية كل يوم بكثرة مشاكلها وهمومها، حتى تتمكن من تدمير أهم علاقتنا في هذه الحياة وهي العلاقة الزوجية. في وسط مشاغلك أنت لا تعطي لنفسك هدنة ولا تستخلص من وقت يومك وقت لراحة نفسك والتمتع بالحياة. الوقت يسرق منك روحك ومن هنا يسرق منك حبك وزواجك. الطلاق الصامت نتيجة أخيرة ومؤكدة بعد مشوار الحياة الصعبة المرهقة دون راحة. حتى الوقت الذي تأخذه لنفسك وتحاول التحدث ستجد نفسك تتحدث بالعمل أو مسئوليات المنزل. هذا نوع من أنواع الاكتئاب بأن تصبح كل حياتك منصبة في العمل والإرهاق، حتى تفقد بسمتك النقية تجاه زوجتك ورغبتك في التمتع معها بالحياة.

عدم العتاب والاستماع

الذي يقول لك أن الحياة الزوجية تخلو من المشاكل فهو يكذب عليك ويخدعك، فهي ليست كلها وردية. ولكنها يمكن أن تصبح وردية بطريقة واحدة وهي طريقة التصفية اليومية من المشاكل وغلقها. كثرة المشاكل الغير محلولة تؤدي لعواقب وخيمة، وحين تحتفظ بداخلك بغضب وضيق تجاه شريك حياتك فأنت بذلك تدمر علاقاتك به في داخلك. أنت تفقد شيء ثمين جداً حين تقرر عدم التحدث مع شريكك عما بداخلك. كثرة تكرار عدم تقبل العتاب وعدم وجود من يسمع هذا العتاب بشكل صادق، سيبني حاجز نفسي كبيرة وعريض ويصعب تجاوزه في المستقبل. مع مرض الطلاق الصامت ستسمع كلمة تتكرر بشكل كبير من الطرفين “هو لن يفهمني مهما قلت ولن يتنازل عن أفكاره.”، وهذه الجملة في منتهى الخطورة.

اعتقاد أحد الطرفين أو كلا الطرفين بعدوى الجدوى من الحديث والعتاب سيجعله يفقد الثقة والإيمان بحب الأخر له. وبذلك يصير التفاهم أصعب لتوقع كل واحد أن الأخر لن يفهمه أبداً. هذا التوقع يأتي من كثرة المواقف الغير محلولة من الشجارات المتكررة وعدم الصراحة الكاملة من الطرفين. والأهم من كثرة المواقف التي تقدم فيها الشخص بطلب لتلبية الاحتياج من الشخص الأخر، وواجه بالرفض. الذي يدمر أي رغبة جديدة بالثقة لتقديم الطلب، وكتمان هذه الحقيقة وعدم البوح بها لحلها مع الشخص الأخر يدمر العلاقة السليمة تماماً.

عدم الاهتمام

سر رونق مشاعر الخطوبة وحب ما قبل الزواج هو اهتمام كل فرد لتلبية احتياج الأخر بطريقته هو. ومن بعد الزواج يظن أنه بهذا قد وصل خط النهاية ومن هنا يبدأ بالطلب لا بالعطاء. لا يهتم كل فرد بمشاعر الأخر ويظن أنها أوهام وغير حقيقة. لا يهتم بسماع ما يُطلب منه ويظن أن ما فعله يكفي. لا يهتم بإكمال مشواره نحو سعادة من أحب. مفتاح ضمان استمرار الحياة الزوجية التي يتخيلها العشاق تكمن في الاهتمام بتلبية احتياجات الأخر. وإن تمكن كل واحد من فعل ذلك فلن يكون هناك مجال للأنانية أو الإحساس بالنقص. اهتمامات الرجل والمرأة مختلفة جداً فإن لم تمكنت من فهم تلك النقطة وتقديمها فأنت على أول خطوة نحو الطلاق الصامت.

الافتراق المستمر

عدم وجود الرجل في بيته وعلى فترات بعيدة هو أمر غير صحي أبداً. قد تظن أن العلاقة تتجدد وكل واحد يشتاق للأخر بهذه الطريقة، ولكن هذا الكلام قد يتناسب في فترة الخطبة وليس الزواج. الزوجين ينتقلان لبيت واحد ليعيشا فيه وليس من أجل أن يعيش الزوج بمكان أخر. وأنا أعلم أن الأمر قد لا يكون تحت إرادة الزوج ولكن محاولة نقل مكان العمل أو مكان المعيشة هو أمر واجب جداً، ومن يتخلف عن هذا الأمر فهو يخرج نفسه من دائرة عش الزوجية وبإرادته.

والافتراق أيضاً يكون بداخل المنزل، بحيث يرغب الزوج والزوجة بالافتراق عن بعضهما بعد كل شجار فيناموا منفردين في غرف منفصلة، ظناً منهم بأن هذا الأفضل. وفي الحقيقة هذه طريقة لتدمير العلاقة لا أكثر. في ظل الأوقات الصعبة والتوتر بين الزوجين يحتاجان للتحدث أكثر من ذي قبل لا أن يفترقان. كلما زاد الافتراق قلت فرصة العودة.

عدم الشعور بأي فرق في العلاقة

اسأل نفسك هذا السؤال اليوم يا عزيزي، ما هو الفرق في علاقتك أنت وشريك حياتك، بين اليوم وقبل سنة، ثم قبل سنتين، ثم فترة ما قبل الزواج؟ قارن بين صحتك النفسية مع شريك حياتك وأيامكم الماضية، أتجد اختلاف نحو الأفضل بحسب حكم العشرة، أم الأسوأ؟ إن لم تتمكن من الإجابة فأنت على الطريق الخاطئ، لأن عدم الإحساس بالفرق معضلة كبيرة.

عدم الإحساس بفرق وجود أو عدم وجود زوجك أو زوجتك في حياتك هو ما يجب أن تسأله اليوم لنفسك. أهو يمثل لك أهمية كبيرة أم لا؟ بالتأكيد هناك تأثير وأهمية لكل زوج وزوجة في حياة الأخر ولو ضئيل، وعدم تقدير ورؤية هذا الفرق هو سبب الطلاق الصامت بعينه. لكنك حين لا ترى أهمية الأخر في حياتك فأنت لاإرادياً تبتعد عنه، وعقلك اللاوعي سيرغب في توفير الطاقة والمجهود المبذول من أجل إنجاح العلاقة.

التظاهر بعدم وجود الطلاق الصامت

في مجتمعنا العربي نواجه مشكلة كبيرة مع المطلقين خاصة السيدات، فلا يتمكن مجتمعنا من النظر إلى المطلقات إلا بعين الاحتقار مع إن الطلاق واجب في أوقات كثيرة. من هنا يسجن الأزواج أنفسهم داخل زنزانة الطلاق الصامت أو الزواج المزيف. بل ويحاول تزيين الزنزانة من الخارج بمظاهر البهجة والقرب العائلي من أجل إخفاء حقيقة الأمر، ولا يعمل الحقيقة سواهم. حتى هم مع أنفسهم لا يمتلكون الشجاعة الكافية لمواجهة أنفسهم بالحقيقة. المظاهر الخارجية وكثرة ظن الناس بهم على أنهم يمثلون الزيجة الصالحة.

المظاهر خصوصًا تعمي أعينهم عن الحقيقة، وبداية علاج المرض يكمن في رؤيته أولاً. كلما ظننت أن علاقتك خالية من العيوب وطبيعية وتستطيع أن تقولها بكل ثقة، فأرجوك راجع نفسك فقد يكون كلامك حقيقة وقد يكون خدعة كبيرة، وأنت بذلك تضخم المشكلة.

علاج الطلاق الصامت

بعد كل ما سمعت، ستسأل السؤال الأهم، هل هناك حل؟! أيجود علاج تبحث عنه أم لا يوجد أمل؟ لكل مرض علاج يا صديقي عليك فقد أن تجتهد في البحث عنه.

تذكر حبك الأول

تذكر الماضي وتذكر ما الذي أوقعت في الحب من الأساس. أزل الغشاوة التي تعمي عينك عن جمال شريك حياتك. افتح صور الماضي وتذكر أحداثه لتضحك مع نصفك الأخر الذي اخترته. لا عيب من أن يتوه الإنسان وإنما العيب أن يظل تائه. أفضل طريق لإنهاء الطلاق الصامت هو بتجديد علاقة الحب برغبة صادقة منكما أنتما الاثنين معاً فاذهبا معاً للمكان الذي بدأت علاقتكما فيه هناك.

اصنع حباً جديداً

لا يكفي أن تتذكر الحب، لأن شخصيتك الآن تختلف عما كنت عليه وقتها. وقد يكون ما يعجبك الآن مختلف تماماً عما أعجبك وقتها. وهناك زيجات مرتبة من قبل الأهل لم يكن قبلها حب من الأساس. لذلك اصنع حباً جديداً، يجب أن تمارس حياتك وكأنك تتعرف على زوجك أو زوجتك من جديد وكأنك لم تعرفها قبلاً واترك قلبك مفتوح لحبها. اخرج معها في موعد غرامي كالعاشقين واطلب ودها.

تخلص من السبب

أولاً: لابد من وجود جلسة بينكما بدون وجود أي طرف ثالث حتى الأطفال. حاول التخلص من أطفالك بأي طريقة عند أحد الأقارب الموثوق بهم. سنسمي هذه الجلسة “تصفية حساب قديم”. في هذه الجلسة يجب أن تطلق العنان لمشاعرك بأكملها فقل ما تريد وما تخبئ بداخل قلبك. تصارح وتسامح مع شريك حياتك لتفتحوا صفحة بيضاء، إن كنت ترغب بعلاقة جيدة حقاً فكن صادقاً في هذه الجلسة.

ثانياً: اترك الدنيا وراء ظهرك وخذ إجازة من العمل بأي طريقة وسافر مع زوجتك إلى مكان جديد مريح لتهدئة الأعصاب. وإياك أن تفكر باصطحاب الأطفال فهم في الغالب السبب الرئيسي لتعب الأعصاب. يمكنك بعد ذلك اصطحابهم لعطلة عائلية منفصلة في مرة أخرى. إن لم تتمكن من فعل ذلك فعلى الأقل خصص كل يوم ساعتين أو ثلاث لتمضية الوقت مع زوجتك فقط دون التحدث في أمور الحياة الصعبة، بل التحدث في أمور طريفة وجديدة. حتى وإن الأمر صعباً في البداية ولكنه سيأتي بالتدريج والرغبة.

ثالثاً: اختلق سبباً مشتركاً بينكما إن لم تجدان فهذا في حد ذاته سبب وقد يصل بكما الحال لمعرفة اهتمامات بعضكما لم تكن تعرفانها من قبل. حاولي سيدتي لأول مرة في حياتك الاستمتاع مع زوجك بتشجيع فريقه المفضل في الكرة وقد تجدي نفسك انجذبتِ للأمر بشكل طبيعي، ليعشق زوجك فيكِ هذا الشغف نفسه. حاول أنت الأخر كرجل بأن تفكر فيما تحب امرأتك بهذا الفيلم وسماعه معها في السينما أو المنزل وقد تجد أنه مسلي ولا مشكلة من متابعته، وحينها قد تجد نظرة الفرحة في عينها لا توصف. إن لم تتمكنا من فعل ذلك فحاولا اختلاق أمر جديد، مثلاً حاولا تعلم الرسم أو الموسيقى، حتى لو لم تجدا الشغف فيه ستجدان أنفسكما تقضيان الوقت معاً وهناك ما قد تتحدثان عنه وضحكان على أنفسكم.

رابعاً: لا تفقد الأمل ولا تقل إنك كبرت ولا يمكنك ممارسة تفاهات الصغار هذه. الحب والمحافظة على العلاقة الزوجية ليست تفاهة. ونظرة المجتمع للعجائز الممسكين ليد بعضهما بالاحتقار هي الخاطئة. أنت وزوجتك سترجعان لتعيشان بمفردكما بقية حياتكما بعد زواج الأبناء، فأنت لا تمتلك داعم في الحياة سواها وأيضاً ينطبق الكلام على الزوجة. طالما تتنفس فأنت لم تفقد الأمل بعد.

خامساً: اطلب نصيحة من أهل النصيحة، لا تخجل أن تطلب نصيحة طبيب نفسي متمرس في هذه الأمور. الخجل والخوف من نظرة المجتمع والاهتمام بالمظاهر عن البواطن هي السبب الأساسي في مشكلتك، فلا تعيد الكرة وتصمت لمجرد أنك تخاف رأى المجتمع. صدقني فالمجتمع يتصدى لكل من يحاول النجاح وخاصة في الحياة الزوجية، لأن الأغلبية يعيشون حياة مأساوية وهم لا يدركون ذلك وفقط يريدون لما هو فيه أن ينطبق على الجميع حتى لا يشعرون بالنقص. فلا تقبل بالفشل كنهاية لقصة زواجك.

سادساً: فكر بأهمية شريك حياتك في حياتك. وهي نقطة مهمة جداً في علاج الطلاق الصامت، بل هي النقطة التي ستدفعك للاهتمام. على كل واحد فيكم إعداد قائمة بأهم ما يمثله الأخر في حياته وحاول تخطي الأمور العملية لتصل إلى الأمور العاطفية قليلاً، مع أهمية الأمور العملية بالطبع، ولكني أريد منك كسر الحاجز العاطفي بينك وبين شريك حياتك. بعد ذلك أعد قائمة أخرى بما تحتاج من شريك حياتك أن يقدمه لك سواء أمور عملية أم عاطفية. الترتيب في إعداد القائمة مهم جداً، لكنك حين تفكر بما يقدمه الشخص وتفكر فيه قليلاً، قد تجد أن القائمة الأخرى قد قصرت وأنت لم تدرك قبلاً أن ما تطلبه مقدم بالفعل وأنت لا تراه.

سابعاً: حاول تقديم تنازلات. فكر في نصفك الثاني قبل نصفك قليلاً، فكر فيما يحتاج ويرغب، قدم له احتياجه كما يحب هو لا كما تعتقد أنت. تنازل كرجل وقدم لامرأتك الرومانسية التي تظن أنها هباءً. تنازلي كامرأة وقدمي لزوجك ما يرغب به فيكِ وكوني كما يحب. تنازلا أنتما الاثنين ولا تطيعان تفكيركما الذي يأمركما بالهروب والافتراق، بل أصرا على تصحيح الأمر، وعلى الوصول دائماً لحل يرضي الطرفين ويتفقان عليه.

ثامناً: تعلما من أخطائكما وركزا على الجزء الإيجابي في الحياة التي تتعلموها من أول وجديد مع بعض. كونا صريحين ومباشرين في طلب الاحتياج والتحذير من الخطأ. طريق التعلم صعب ولكنه ليس مستحيل. اعتبرا أنفسكما طفلان يتعلمان المشي لأول مرة. انسيا ما تعتقدان والخبرة السيئة السابقة التي لم تصل بكما إلا نحو الطلاق الصامت، وابدأن في تعلم الطريق الصحيح خطوة بخطوة.

في النهاية ومع الأسف الشديد سأقول لك، إن الطلاق الفعلي أفضل من الطلاق الصامت، وعلى الأقل وقتها تعرفان الحقيقة وقد يتغير الأمر حين يفكر كل شخص بمفرده. ولكن أرجوك يا صديقي لا تصل إلى تلك النقطة إلا بعد المحاولة المستمرة عدة مرات، والفشل ليس نهاية الطريق. نصيحتي الأخيرة هي أن تفكر جيداً بالحقيقة ولا تنخدع بالمظاهر، وعدم تقرر خوض تجربة العلاج فيجب أن تكون برغبة صادقة منكما أنتما الاثنين. محاولة الإصلاح من طرف واحد لم تنجح غالباً إلا في أوقات قليلة.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.