تسعة
الرئيسية » مميزة » كيف تتعامل مع الطفل اللئيم في المدرسة بشكل تربوي سليم؟

كيف تتعامل مع الطفل اللئيم في المدرسة بشكل تربوي سليم؟

الطفل اللئيم من أصعب أنواع الأطفال في التعامل بشكل عام، ولكن الأمر قد يكون له أسباب فسيولوجية أو نفسية لتفسير هذا التعامل العدواني مع نفسه والآخرين، ولذلك الاهتمام به يجب أن يكون على أساس نفسي وعاطفي سليم.

الطفل اللئيم

الطفل اللئيم موجود في جميع مجتمعات الأطفال بدون استثناء، ولكن المشكلة الكبرى، هي عدم ادارك الوالدين بكون طفلهم من النوع اللئيم أو الصعب، أو العدواني، أو الغير محب للآخرين، أحيانًا يكون الأمر حساس بالنسبة للآباء وهذا هو أصعب الإشكالات، ومن ناحية أخرى فإن التعامل مع الطفل اللئيم يحتاج إلى معرفة ووعي كبيرين، وهذا لأن استمرار الطفل في النمو والتطور على نفس نمط الشخصية اللئيمة أو العدوانية يجعله على مدى البعيد في حالة سيئة أكثر من ذي قبل، وفي هذا المقال سيتم التحدث عن أهم صفات الطفل اللئيم وأهم الطرق للتعامل مع هذا الطفل، وأغلبية هذه الطرق يمكن استخدامها من قبل الآباء، ولذلك المسئولية الأكبر هي عليهم.

أهم صفات الطفل اللئيم

الطفل اللئيم أهم صفات الطفل اللئيم

تمييز صفات الطفل اللئيم ، حسب موقع توداي السيكولوجي، يبدأ من الوقت الذي يبدأ الطفل فيه بالتعامل مع البشر الآخرين، حيث من الممكن أن يمارس بعض الأفعال التي تدل على كونه لئيم مثل الصراخ بشكل هستيري في حالة عدم إحضار الشيء الذي يريده، أو العنف تجاه الأم عن طريق الضرب أو محاولة القرص على الجلد بصورة مستمرة وغير متقطعة، هذا بالنسبة للعمر الصغير، أما بالنسبة للعمر الأكبر نسبيًا فهذه هي الصفات الأكثر إعلانًا عن الطفل اللئيم :

الرغبة الهيستيرية في التسلط والسيطرة

الطفل العادي من الممكن أن يدع أي شخص أو طفل آخر يقترب من أشيائه العادية، بل أحيانًا يمكن أن يعطي الطفل أشيائه إلى طفل آخر بكامل إرادته، أما الطفل اللئيم فهو من الاستحالة أن يعطي أي شيء خاص به إلى طفل أو شخص آخر، ولو أحد غيره وضع يده على لعبة أو شيء يعتبره الطفل خاص به، يصرخ ويبدأ في أفعال عدوانية بطريقة فورية.

تهديد الأطفال الآخرين بالعنف

في حالة وصول أكثر من شكوى من أطفال آخرين بعنف طفل معين تجاههم، فالأمر حينها يكون إعلان عن وجود قدر من السيكوباتية (عدوانية مفرطة) تجاه الآخرين، هذا الأمر قد لا يكون واضحًا للكبار ولكنه واضح للأطفال، فهذا الطفل يكون قد وصل لمرحلة التخطيط للعنف في مرحلة صغيره، حيث أنه يعرف كيف يتحكم في نفسه مع الأطفال الآخرين أمام الناس ويقدم على أذيتهم من خلفهم.

أن يكون للطفل أسرار من صفات الطفل اللئيم

الطفل اللئيم عادة يكون لديه أسرار، فهو من الممكن أن يخبئ قدر من الفاكهة عن الآخرين، أو أخذ حلوى من مكان معين وإخفائها في مكان يعلمه هو فقط، في حالة اكتشاف أي مؤشر على وجود أسرار في حياة طفل لم يتعدى الخمس سنوات، مع وجود تاريخ عنف تجاه الآخرين من هذا الطفل، فهو بالطبع يحتاج إلى مساعدة عجلة.

الأنانية المفرطة

الطفل اللئيم يسعى دائمًا لأن يكون محور اهتمام الآخرين، ولن يسمح لأحد من الأطفال الآخرين لأن يأخذ مكانه، بالطبع غيرة الأطفال شيء طبيعي ومقبول، ولكن عندما يتحول الأمر إلى رغبة جامحة في الأذى فهذا الأمر يحتاج إلى علاج فورًا حفاظًا على سلامة الأطفال الآخرين، لأن الطفل اللئيم لن يكون لديه تمييز عن مدى الأذى.

طفل عنيد جدًا

الطفل اللئيم لن يسمع كلام الكبار فيما يتعلق بفكرة الأوامر، هو سيُعاند، وإذا حدث عقاب سيبدأ في الصراخ والنحيب بكل قوته، كنوع من أنواع الدفاع عن النفس، والهروب من العقاب.

كيفية التعامل مع الطفل اللئيم

الطفل اللئيم كيفية التعامل مع الطفل اللئيم

حسب موقع “لايف ستورنج” المتخصص في عرض الأنماط الصحية للتعامل الجسدي والنفسي مع المشاكل التي تواجه الناس بصورة يومية، فإنه أشار إلى وجود ستة مراحل أساسية يمكن من خلالها التعامل مع الطفل اللئيم وتوجيهه بطريقة سوية:

المرحلة الأولى: وضع حدود وعقاب

التسامح مع الخطأ، يضر مصلحة الطفل اللئيم ، ولذلك يجب وضع حدود واضحة لأي تجاوزات يمكن أن يقدم عليها الطفل، سواء من ناحية العدوان اللفظي أو العدوان الجسدي على الآخرين، أو السخرية أو التسلط، ويفضل توجيه الطفل ناحية الخطأ بصورة شفهية في البداية، وبالطبع لأنه عنيد فهو لن يستمع، حينها يتم تحذيره أن هناك عقاب لسببين، الأول للخطأ والآخر لعدم قبول التحذير، ومن ثم إعطائه فرصة للمرة الثالثة، عند خطأ المرة الثالثة يجب تطبيق عقاب ذكي، يجعل الطفل يعلم أنه أخطأ وفي نفس الوقت هو يستحق هذا العقاب، وأفضل عقاب من هذا النوع هو الحرمان من المصروف الأسبوعي، أو الحرمان من رفاهة معينة يمكن للطفل الاستغناء عنها، ولكنه يحبها، أو عزله لفترة تتجاوز الخمس دقائق بمفرده بعيدًا عن الآخرين.

المرحلة الثانية: تحويل الغضب لنقاش

الطفل اللئيم لا يقدم على أي أفعال عدوانية دون سبب، بالتأكيد لديه مخاوف، ولديه طريقة تفكير، ربما تكون سطحية وصغيرة بالنسبة للكبار، ولكنها تشكل هذا السوء الذي يخرج عن طريق تفاعلات عدوانية مع الآخرين، الخطوة العلاجية هنا، هي محاولة خلق حوار تفاعلي مع الطفل الغاضب، والصبر على صوته العالي وصراخه، حتى يستطيع المُعالج الوصول إلى مرحلة من النقاش مع هذا الطفل، ويفضل أن تكون هذه المرحلة ليست مرحلة نصح بالمعنى المباشر، بل هي مرحلة استماع للطفل، ومعرفة رؤيته للموقف، ولماذا قد فعل هذا الخطأ، ولو كان الطفل غير قادر على التحدث، يمكن عرض المشاعر عليه، عن طريق سؤاله، هل أنت غاضب، لو قال “نعم”، حينها يمكن سؤاله عن السبب “لماذا أنت غاضب؟” وهكذا حتى يصل الطفل إلى مرحلة يتكلم فيها عما يدور بداخله.

المرحلة الثالثة: تكوين صورة للقدوة أهم مراحل التعامل مع الطفل اللئيم

بالطبع الطفل يقلد أبويه في الكثير من الأشياء قريبًا، خصوصًا من عمر سنتين ونصف حتى العشر سنوات، ولأجل أن يكون الطفل في حالة نفسية متقبلة للنصح، يجب أن يقتاد بأبويه، فمثلًا لو كان الأب يصرخ في المنزل باستمرار ويتعامل بطريقة عدوانية، الطفل لن يسمع لكلام والدته حينما تقول له “تكلم بصوت منخفض”، فهو يرى أبيه يتكلم بهذه الطريقة، بمعنى آخر الطفل مرآة الكبار، وما يفعله الطفل هو غالبًا يكون انطباع أخذه من أحد الكبار، ولذلك يجب أن تكون تصرفات الوالدين أمام الأطفال معقولة وإيجابية على الدوام.

المرحلة الرابعة: الكرم في التشجيع والعطاء

مثلما كان هناك خطوة أولى بوضع معايير وحدود معينة للتصرفات الخاطئة التي تصدر عن الطفل اللئيم ، فيجب وضع معايير ومكافئات للتصرفات الإيجابية التي يمكن أن يقدم عليها الطفل، هذه المكافئات يمكن أن تكون مادية ومعنوية معًا، وأكيد الطفل سيفعل شيء جيد، وقتها لا يجب التباطؤ في مكافئته، وإشعاره بالاهتمام ناحية التصرفات الإيجابية، حتى يغير الطفل تركيزه تدريجيًا نحو الأفعال الإيجابية والمكافئات التي تأتي من خلفها، ومع الوقت ستصبح هذه الأفعال عادات روتينية.

المرحلة الخامسة: السيطرة على وسائل الإعلام

الكثير من الأمهات في السنين الأخيرة، تعطي الطفل جهاز لوحي وتبدأ في تشغيل مواد إعلامية للأطفال مثل برامج الأطفال والكارتون، وغيرها، مشكلة هذه المواد الإعلامية أنها تجعل الطفل في حالة توحد غير مقصودة، حيث أن الطفل فورًا سيعاني من أعراض ثابته مثل: عدم الرد عند مناداته، البكاء والصراخ الدائم والهدوء عن طريق هذه المواد الإعلامية، عدم التكيف مع الأطفال الآخرين أو الكبار، فقر في الأنشطة الاجتماعية، كل هذه الأشياء تمهد الطريق لمصطلح الطفل اللئيم ، والذي لا يتعايش بطريقة سوية مع الأطفال الآخرين، بل وأحيانًا الطفل سيحاول تطبيق ما يراه في هذه المواد الإعلامية على الطبيعة، وهذا الأمر شديد الخطورة، ولذلك يجب توفير ملاحظة شديدة، وتحديد فترة محددة في اليوم، وعدد فيديوهات محددة، وتحديد القنوات، وفلترة الفيديوهات، لضمان نفسية سوية للطفل.

المرحلة السادسة: استشارة طبيب

في حالة عدم وجود أي تقدم مع الطفل اللئيم عن طريق الخطوات السابقة، حينها يفضل عَرض الطِفل على أخصائي نفسي للأطفال، حيث قد تكون هناك أسباب جسدية مثل مرض السكري (نقص السكر في الدم)، أو مرض اضطراب فرط الحركة، أو بعض من أنواع الحساسية، أو التعرض للعدوان الجسدي، حينها يمكن تقييم الطفل على أساس علمي عن طريق الطبيب، ومتابعة الطفل على أساس طبي ونفسي.

أخيرًا الطفل اللئيم قد يكون في الظاهر محدثًا للمشاكل بالنسبة لأبويه، ولكن المشكلة الأكبر هي أنه سيكون محدثًا للمشاكل على نفسه، إذا لم يتم تكوين شخصيته على أساس نفسي سوي.

أيمن سليمان

كاتب وروائي، يعشق منهج التجريب في الكتابة الروائية، فاز ببعض الجوائز المحلية في القصة القصيرة، له ثلاث كتب منشورة، هُم "ألم النبي (رواية)، وإنها أنثى ولا تقتل (رواية)، والكلاب لا تموت (مجموعة قصص)".

أضف تعليق

1 + 9 =